أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جليل النوري - (عوامل إجهاض الانسحاب الأمريكي من العراق)















المزيد.....

(عوامل إجهاض الانسحاب الأمريكي من العراق)


جليل النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 11:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بسمه تعالى
بعد القرار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي الجديد (باراك أوباما) والقاضي بسحب قوات بلاده من العراق، والذي أصبح الحدث الأبرز والقرار الأصعب الذي سيواجه الإدارة الأمريكية الجديدة في سنوات حكمها القادمة، مع عدم التغافل وغضّ الطرف عن أبعاد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم عموماً والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.
وحسب وجهة نظر البعض فانَّ هذا الخيار السياسي لم يكن مُفاجئاً للشعبين العراقي أو الأمريكي على حد سواء، فبالنسبة للشعب العراقي فانَّ أبناءه الغيارى ومن مختلف الأطياف وتحديداً الرافضين منهم للوجود الأمريكي على ارض بلدهم الحبيب ولا سيّما أصحاب الأيادي السمراء من رجال المقاومة الشريفة، الذين زلزلوا الأرض تحت أقدام أعدائهم طيلة سنوات غزوه التي شارفت على السبع سنوات وعَجّـلوا بأفعالهم الجهادية الوطنية بخروج المحتل الغازي من ارض هذا الوطن الغالي الصابر، بعدما كبّدوه خسائر فادحة وجسيمة اقتربت وحسب الإحصائيات الرسمية الأخيرة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من الـ (4400 قتيل)، أما عدد الجرحى فقد فاقَ وتجاوزَ ألـ 30 ألف جريح امتلأت بهم مستشفيات وقواعد الولايات المتحدة في ألمانيا، يُحسَب مع ذلك ويضاف له العدد المهول من الآليات العسكرية المُدَمَّرَة لأقوى وأضخم ترسانة عسكرية في العالم، ناهيك عن الكم الهائل من حالات الانتحار التي حصلت في صفوف النخبة من جيوش العالم والتي بلغت في السنة الفائتة فقط ما يقارب الـ 130 جندياً، أما ما لم يُعلن عنه من الخسائر في صفوفه فهي بأضعاف ما نشرته وزارة الحرب الأمريكية من المُرتزقة ورجال الحمايات الأمنية والمقاولين المتعاقدين معهم والموظفين غير العسكريين، اخذين بنظر الاعتبار أيضاً قتلى القوات العسكرية الغازية الأخرى التي شاركت أمريكا في احتلال العراق وعلى رأسها بريطانيا - هذا بالنسبة للشعب العراقي -.
أما فيما يخصّ الشعب الأمريكي فانَّ الأساس والمبدأ والرغبة التي دفعت بالناخب الأمريكي لانتخاب مرشح الحزب الديمقراطي (باراك اوباما)، هو ما لمسه المواطن الأمريكي من الحملة الانتخابية لمرشح هذا الحزب، والتي كانت على رأسها ومن أولوياتها هي الإسراع بعودة جنود بلادهم من العراق إلى أرض وطنهم وبأقرب فرصة ممكنه ووفق جدول زمني حدده الرئيس المنتخب في حملته الانتخابية آنذاك.
ولا يمكن هنا أيضاً تجاهل الأزمة المالية الخانقة التي عصفت بشكل مفاجئ وخاطف كل بلدان العالم وعلى وجه التحديد الدول الرأسمالية وفي مقدمتها أمريكا، فكانت – أي الأزمة المالية - بمثابة الركيزة والعامل المساعد الآخر في اتخاذ قرار الانسحاب، بسبب العجز الهائل والواضح في الميزانية المالية للولايات المتحدة والتي كان للمبالغ الطائلة والخيالية التي صُرِفَت ولا زالت تُصرَف لحساب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في حربي العراق وأفغانستان الأثر البالغ في تفاقم ذلك العجز المالي عندهم.
وفي هذا المقال لا أودّ شرح أسباب الخروج أو التعرّض لأي شيء يتعلّق بذلك، بمقدار ما أردتُ طرح ما يمكن أنْ يتوقع حصوله وحدوثه قبل عملية الانسحاب، وكوجهات نظر محدودة اكتبها حسب ما أرى وأقرأ من الساحة وهي قابلة للنقاش جملة وتفصيلاً.
وقبل البدء بالحديث عن هذا الموضوع يجب أنْ أوضّحَ أمراً هامّاً، وهو انَّ المنطلق الرئيسي الذي دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو الشعور بالمسؤولية العالية والقسرية من اجل فعل أي شيء بل كل شيء يجعل من الجميع الأداة التي تُساهم في الإسراع بخروج الغزاة الطامعين وقواتهم من ارض العراق الصابر والتي طال إجرامها طيلة كل تلك السنين المقدسات والأعراض وكل ما يندى له جبين الغيارى والشرفاء، غير مُمّيزة أو مُستَبعِدَة بأفعالها العدوانية الإجرامية بين دين وآخر أو مذهب أو قومية، إنما قصدت بأفعالها العدوانية المُتَعَمَّدَة وطن اسمه العراق وشعب غيور يطلق على أبناءه أبناء الرافدين، وهذه الاعتداءات متواصلة ومستمرة من أول وهلة دخول هذه القوات الغازية أرض العراق الجريح والى يومنا هذا بل للحظة كتابتي هذه الأسطر وغير مُبالِغ في ما أقول.
والسؤال الذي يُطرَح هنا هو، هل انَّ الأوضاع في العراق ستستقر بسبب هذا القرار؟ أم انها ستواجه بعض المشاكل إنْ لم تكن مشاكل صعبة جداً وخصوصاً في جانبها الأمني، والذي جعلت منه الإدارة الأمريكية – أي الوضع الأمني - الذريعة التي تلوّح بها لإمكانية تمديد بقاء وجود قواتها الغازية في العراق مع ما حدَّدَته من جدول زمني للانسحاب من الآن – لأغراض دعائية انتخابية -.
وحسب فهمي وكل إنسان لا يمكن أنْ يَتعدّى فهمه كما يقول المُقدّس الصدر، فانَّ العراق ومنذ اللحظة الأولى لدخول الاحتلال لأراضيه جعلَ منه الجميع قريبه وبعيده، عدوه وصديقه على حد سواء ساحة لتصفية الحسابات مع الإدارة الأمريكية، أي بمعنى أوضح (صراع لَيِّ الأذرع) بين أمريكا من جانب والعالم اجمعه من جانب آخر.
ونتيجة لذلك شاهدنا صوراً مروعة ومرعبة ومقززة لم تشهدها البشرية جمعاء على أرض هذا الوطن المظلوم، وكم تجاوزت أعداد الشهداء وكم ترمّلت بسبب ذلك عوائل وتهدّمت بيوت وتخلفت أناس وتهجّرت، وكم تفشّت أمراض وكم انتشر فساد؟!، إذ من غير الممكن إحصاء الجرائم التي خلّفها دخول الاحتلال للعراق مطلقاً، والتي كان من أبشعها تلك الحرب الطائفية المزعجة التي أحرقت الأخضر واليابس، والتي رسم أجندتها وانجح مخططاتها مخابرات الدول المحيطة بالعراق والقريبة منه وعلى رأسها الكيان الصهيوني الغاصب.
وفي هذا الصدد لا يمكن تجاهل دور الأحزاب والقوى الحاكمة في العراق في ما حصل ويحصل من خراب وفتنة، لأنها غير مُنفكّة عن التخطيط الذي ترسمه كل الدول التي تعمل لها هذه الأحزاب والحركات على مختلف توجهاتها الدينية والقومية، والتي لا يمكن لها مُطلقاً أنْ تتحرك من دون الضوء الأخضر الذي تعطيه إياها مخابرات تلك الدولة والذي يسمح لها بالمرور حسب ماتراه تلك الدولة مناسباً لسياستها ومطابقاً لأجنداتها.
فبالنسبة للأحزاب العاملة في العراق وكما أشرت لا يمكن استبعادها جميعاً من الارتباط الخارجي لسبب وجيه وبسيط هو انَّ هذه الأحزاب نشأت وترعرعت في الخارج وتلقت الدعم المالي والسياسي كلاً حسب الدولة التي تمثـله فكرياً وعقائدياً.
فأغلب الأحزاب الشيعية عاشت في أحضان الجمهورية الإسلامية في إيران وهي بذلك تدين لها بالولاء وفي بعض الأحيان بالتبعية، وقد يصل الأمر أحياناً إلى المطالبة بحقوق تلك الدولة من العراق على حساب الشعب كما حصل في بدايات ما يُسمّى بمجلس الحكم عندما طالب زعيم المجلس الإسلامي الأعلى بما اسماها الديون الإيرانية المترتبة على العراق جرّاء الحرب العراقية الإيرانية والتي تُقدّر بأكثر من مائة مليار دولار - حسب قوله -.
أما الأحزاب السنية فهي في الغالب ذات توجهات بعثية أو سلفية (الإخوان المسلمين)، فتتراوح في تبعيتها وارتباطها فيما بين دول كل من سوريا والمملكة السعودية أو الأردن ومصر.
أما الأحزاب الكردية فهي معلومة التوجه ومن أكثر الجهات السياسية في العراق وضوحاً، إذ انها تتلقى الدعم المتواصل فيما بين إيران وأمريكا بالإضافة إلى الدعم الخفي الذي يقدمه الكيان الصهيوني للبعض منهم والذي جعل من مناطقهم مرتعاً ومكاناً آمناً لتواجده.
لذا فانَّ الأحزاب التي جعلت من المحتل الحامي لمصالحها على حساب الشعب العراقي والتي تدرك جيداً ما سيحصل لها وما سيكون حالها بعد خروج الاحتلال ستتحرك وبسرعة وفق الأجندة التي سترسمها لها الدول التابعة لها والتي سنوجزها بمحورين:
المحور الإيراني (محور الممانعة) والمحور السعودي (محور الاعتدال)، وسبب الاختصار على هذين المحورين بصفتهما الأبرز في الصراع الدائر على ارض الوطن أولاً، ولأنَّ اغلب الأحزاب ترجع لهما ثانياً، ولتجنب الإطالة في الموضوع ثالثاً:
فبالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية فهي قد تعاملت وبشكل مُعلَن وغير خفي في العراق وعلى اتجاهين مُتعاكسين ومُتناقضين تماماً، احدهما بِلُغَة التحالف مع الإدارة الأمريكية من خلال زَجّها لبعض الأحزاب الموالية لها في التعامل الصريح الشفاف جداً مع الاحتلال، والآخر بواسطة دعمها العسكري لبعض الجماعات المسلحة في العراق للقيام بضرب الجيش الأمريكي المحتل والذي تنظر له القيادة الإيرانية على رأس أولوياتها، ليس فقط في العراق بل في كل دول العالم وهو ما صرّحَ به الشيخ هاشمي رفسنجاني في إحدى لقاءاته التلفزيونية - مع قناة العربية الفضائية في برنامج بصراحة -، وهذا يعني أنها تعاملت بلغة المُتضادّات أو الازدواجيات وهي لغة لا يفهمها الكثير إلا القائمين عليها، وذلك لانَّ السياسة الإيرانية تنطلق من منطلق واضح وهو فعل أي عمل يساهم بإبقاء ثمرة الثورة الإسلامية حسب وصف أحد اكبر قيادات الحرس الثوري الإيراني.
فكان للوجود الأمريكي الذي أُريد له أنْ يُزعزع الداخل الإيراني بمثابة الرزق المجّاني الذي كانت تحلم به إيران والورقة التي تلوّح بها كل حين، إذ انَّ إيران استغلت تواجد الجيوش العالمية بالعراق وخصوصاً الأمريكي والبريطاني منها فأسّست ما يمكن أنْ أُسمّيه (عوامل ضغط ورخاء) وأخذت بسبب ذلك الكثير من المُكتَسَبات من عدوّتها اللدودة، سواء ما أُعلِنَ عنه أو ما أخفته إدارتا كلتا الدولتين، وما المشاورات الأمريكية الإيرانية التي عُقِدَت في العراق ولأكثر من مرة وبشكل مُعلَن إلا خير شاهد على ما أقوله.
وتأكيداً لِما أشرتُ إليه فقد صرّح لشبكة البي بي سي البريطانية أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني قبل فترة وذكر في تصريحه ذلك، انَّ الحكومة الإيرانية طلبت من بريطانيا الكفّ عن برنامجها النووي في مُقابِل وقف العمليات العسكرية ضد جنودها في البصرة، وهو إشارة واضحة المعالم لِما نوّهنا إليه وتحدثنا عنه قبل قليل.
هذا من جانب ما يمكن أنْ أُسمّيها - المكاسب السياسية - أما المكاسب الأخرى والتي تقف في مُقدّمتها المشاريع الاقتصادية والتجارية التي أنعشت الاقتصاد الإيراني كل هذه الفترة، ففي تصريح لسفير إيران في العراق حسن كاظمي قمّي عند افتتاحه لمعرض الغرف التجارية العراقية الإيرانية في كربلاء المقدسة حيث قال: انَّ واردات إيران من التجارة في العراق هي مليار ونصف المليار سنوياً، اما هذا العام فانَّ الحكومة الإيرانية كانت قد توقَّعَت ارتفاع قيمة التبادل التجاري مع العراق إلى 8 مليارات دولار، هذا فيما يخص جانب التجارة أما جانب المشاريع والأعمار فانَّ اغلب المشاريع في العراق قد رَسَتْ مناقصاتها على الشركات الإيرانية، والتي كان من أكبرها إيراداً المشروع السكني الذي وقَّعَتهُ إحدى شركات الأعمار الإيرانية في البصرة والذي تقَدَّر موارده بأكثر من مليار ونصف دولار أمريكي، ناهيك عن الاستيراد المتواصل للبضائع الإيرانية والتحكم بآبار النفط المشتركة على الحدود بين البلدين وغيرها من الأمور الأخرى التي لا أريد الخوض بها مراعاة للاختصار وعدم التجريح للآخرين.
أما المحور الآخر في النقاش هو محور الاعتدال، والذي تقف في مقدمة الدول المُتبنّية لهذا النهج المملكة العربية السعودية وحلفائها كالأردن ومصر ودول الخليج بصورة خاصة، فهذه الدول تنظر للوجود الأمريكي في العراق – خصوصاً السعودية - منظار الشرطي المُخلِّص لها والمحامي عنها من الخطر الإيراني ونفوذه في المنطقة، وهذا ما نوّهَتْ له قيادات هذه البلدان وبشكل معلن وأمام وسائل الإعلام، فالملك الأردني مثلاً عبَّرَ عن تَخَوّفه مما اسماه الهلال الشيعي ويعني به سوريا والعراق وإيران، أما الرئيس المصري حسني مبارك فانه اتهم الشيعة علناً في كل العالم وقال انّ ولاءهم لإيران وليس لشعوبهم وأوطانهم، أما أخيرها وليس آخرها هو تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والذي حثَّ فيه كافة الدول العربية على تجاوز كل الخلافات التي بينها لكي تستطيع مواجهة الخطر الإيراني حسب وصفه، وما التحرك السعودي الأخير لإعادة العلاقات مع سوريا إلا خطوة يرونها في الاتجاه الصحيح من اجل عزل الدولة العربية الأولى – أي سوريا - ذات العلاقة الطيبة مع إيران، ولا اعتقد انها ستنجح في ذلك.
وكما يعلم المُتابِعون للسياسة الداخلية والخارجية لهذه الدول والتي يرسم خارطتها مدراء مخابراتها -السعودية والأردن ومصر-، فانَّ هذه الأجهزة الخفيّة عن الأنظار والمُبتَعِدَة عن الشاشة ستعمل جاهدة على إفشال المشروع الأمريكي القاضي بالانسحاب حتى لا تكون طعماً سهلاً في المستقبل لإيران حسب وجهة نظرها، أو قل بشكل أوضح تخوّفها من التوسّع الشيعي في المنطقة والذي تنظر له هذه الدول تحديداً على انه اخطر من الاستيطان الصهيوني، وهذه الدول أو قل أجهزة مخابراتها تمتلك في العراق الأرضية السهلة والواضحة من خلال عودة الدعم للحركات المسلحة التي انشاتها في العراق والطلب منها مجدداً العمل على زعزعة الأوضاع في البلاد من خلال التفجيرات العشوائية وضرب البنى التحتية وفعل أي شيء يصب في النهاية لإطالة أمد بقاء القوات المحتلة الأمريكية في العراق، وهذا ما بدأت تشهده الساحة العراقية هذه الأيام من حوادث تفجير في اغلب المحافظات والتي ستستمر حسب علمي مع مرور الأيام، خصوصاً بعد التنويه الأخير للسفير الأمريكي في العراق لذلك.
وحسب علمي فانَّ بقاء الاحتلال في العراق كما انه يساهم في حماية المصالح السعودية والعربية حسب ما يعتقدون فانَّ للمملكة السعودية حصراً مصالح أخرى لبقاء أمده – أي الاحتلال الأمريكي - أطول فترة ممكنة، والتي تقف في مُقدَّمَتِها:
أولاً:انَّ العراق أصبح ساحة خصبة لهجرة عناصر تنظيم القاعدة من السعودية إليه بعد أنْ تزعزعت الأوضاع في المملكة طيلة كل تلك السنين، بسبب وجود عناصر هذا التنظيم على أراضيها، فقامت مخابرات هذا البلد بالسعي الحثيث من خلال توفير المناخ الملائم لهجرة هذه العناصر ومغادرتها من المملكة إلى العراق بعنوان الجهاد وتحت غطاء غير رسمي في ظاهره حكومي في حقيقته، وهذا الخط الخفي موجود في المملكة يشرف عليه تحديداً الأمير (بندر بن سلطان بن عبد العزيز) وعمه الأمير (مقرن بن عبد العزيز)، وقد نجحت المملكة السعودية في هذا التكتيك بشكل كبير وواضح، وهو ما أثبتته التحقيقات الميدانية في اغلب الوزارات الأمنية العراقية، إذ أظهرت جميعها انَّ أكثر المقاتلين الأجانب الوافدين إلى العراق هم من السعوديين سواء كانوا من الانتحاريين أو القادة أو الأمراء أو المقاتلين أو المعتقلين.
لذا فانَّ انسحاب الاحتلال الأمريكي من العراق سيعني عودة هذا التنظيم الإرهابي إلى النشاط في المملكة من جديد وهو ما تخشاه وتخافه السلطة الحاكمة هناك، بسبب تهديده للأمن القومي السعودي كما يصف ذلك المسؤولون في السعودية.
ثانياً:الأمر الآخر والمهم هو انَّ السعودية كانت ولا زالت اللاعبة الأولى والرئيسة في رسم سياسة الشرق الأوسط، ولم يتحقق لها ذلك إلا من خلال مواقفها الحميمة وعلاقاتها القوية ومصالحها المشتركة مع أمريكا، فوجود الاحتلال الأمريكي على هذه المسافة من القرب لحدودها يعطيها الاستمرار في لعب هذا الدور إنْ لم يكن بشكل أكبر وأكثر من ذي قبل.
ثالثاً:يضاف إلى كل ما ذكرته المنفعة الاقتصادية التي حصلت عليها المملكة من خلال تجهيز الجيوش الغازية بالمواد الغذائية بواسطة شركة (كي بي ار) الأمريكية والتي يديرها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، وكذلك استمرار تحكّمها بأسعار النفط الخام إضافة إلى العوامل والدوافع الكثيرة الأخرى التي تصب في مصلحتها بشكل مباشر وغير مباشر.
وهنالك ممارسات وادوار خفية أخرى لكثير من بلدان العالم التي لديها مشاكل مع الولايات المتحدة الأمريكية في داخل العراق لاسيما روسيا والصين، واللتان ترغبان بعودة توازن القوى من جديد من خلال السعي إلى عودة قطبي التحكّم بالعالم والذي رسا منذ سقوط الاتحاد السوفييتي وانهياره على أمريكا وحدها وأصبحت بسبب ذلك الجهة المُتَفَرِّدَة الأولى عالمياً في كل شيء، أو بعبارة أخرى انَّ العالم أصبح اليوم يتّكئ على طرف عصى واحد اسمه أمريكا.
ومن خلال ما طرحته ووضحته - ولو بشكل مختصر -، فانَّ كل المؤشرات لا تُنبئ بخير في المستقبل القريب أو البعيد وللأسف الشديد، وحسب ما أرى من وجهة نظر قاصرة فانَّ الأيام المقبلة ستشهد توتراً امنياً أكبر وأخطر وزعزعة لا يمكن السيطرة عليها والتي ستكون الشمّاعة التي ستسمح للاحتلال الأمريكي في العراق باستمرار غزوه واستعماره لهذا البلد الجريح الصابر وإنا لله وإنا إليه راجعون.



#جليل_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (بين جريمة الدويجات وموعد الانتخابات.. ضاعَ ألاستفتاء على ال ...
- (ولسوف ترضى)
- (لو انَّ أبا جَعفَر حاضِرٌ...لأَفتى بِقَتلِكُم؟!)
- (سلام على زين عباد الله وسجادهم)
- (يا صاحب السيادة أينَ هي السيادة؟!)
- (غَزَّةُ العِزَّة)
- قصيدة بعنوان(كَريمُ المَنحَر)


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جليل النوري - (عوامل إجهاض الانسحاب الأمريكي من العراق)