أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - المحاكمة التي يجب ان تكون اكثر من عادلة















المزيد.....

المحاكمة التي يجب ان تكون اكثر من عادلة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 889 - 2004 / 7 / 9 - 09:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الكلمة الحقة بدلاً من الدم والقتل لقيام العدالة ومن اجل استقلالية القضاء
والخلاص من الجريمة القانونية

كثر الحديث وكثرت التصريحات والمقالات والمقابلات الصحفية وعلى الفضائيات المختلفة بخصوص محاكمة صدام حسين المتهم بعدة جرائم بحق الشعب العراقي كأفراد ومجموعات وبحق البلدان والشعوب المجاورة وما لحقها من اذى ودمارٍ وخراب مادي وروحي، وقد اختلفت المواقف ما بين الضد واللاضد وعلل كل فريق ارائه ومواقفه فمن اعتبر المحاكمة غير عادلة ورفض حتى مسآلة صدام واعماله باعتباره بطلاً قومياً اراد تحرير الامة واسترجاع فلسطين كلها وبدون اي نقصان، بينما حجج الضد بانه مجرماً وطاغية لم يشهد التاريخ الحديث رجلاً بهذه القدرة التي تجعله يقتل عشرة آلاف ولا تهتز شعرة من شاربه وقدموا مئات الأدلة والبراهين على دمويته ودكتاتوريته.
باعتقادنا ان الجهة الوحيدة التي تعرف الحقيقة كاملة هي اكثرية الشعب العراقي.. لأن هذه الأكثرية عاشت المأساة والحكم الشمولي خلال 35 عاماً من الجريمة المنظمة التي سبغت عليها صفة القانون الذي خطه صدام وقال عنه انه يستطيع الغائه بجرة قلم.. اكثرية الشعب العراقي من العرب والكرد والتركمان والاشوريين والطوائف الاخرى هم الذين اكتووا وتعذبوا وشاهدوا بأم اعينهم كيف كان الخراب يجري ويستمر على مدى سنين طويلة، خراب روحي بشري لا يمكن ان يقدر بثمن فضلاً عن الخراب المادي الذي تعرضت له البلاد.. ومثلما يقال ان اهل الدار هم الذين يعرفون ما كان يجري في دارهم وليس الجيران البعيدين عنهم ..
البعض من المدافعين ربما اغتروا بصدام وحكمه وراحوا يدافعون عنه بدون معرفة للحقائق لكن البعض من هؤلاء المدافعين يمكن ترتيبهم وتصنفيهم في خانة " القابضون" عندما كان صدام على رأس السلطة او حتى وهو مكبل بالسلاسل الحديدية ينتظر محاكمته العادلة والقصاص العادل الذي يجب ان يناله لأن الاموال الهائلة التي سرقت من قبله وقبل عائلته وفي مقدمتهم زوجته ساجدة وابنته حلا في الامارات العربية وابنتيه رغد ورنا اللتين اشترتيا فلّة راقية في عبدون/ عمان في الاردن واولاد عمه وغيرهم مازالت تضخ للقوى الارهابية والفلول الباقية من النظام لخلق الاضطرابات وعدم الاستقرار، اذا لم يكن اجل اعادة العجلة الى الوراء كاملة فهي من اجل عدم محاسبتهم عن الاعمال غير القانونية ومطالبتهم باعادة اموال الشعب التي سرقوها عندما كان صدام حسين في قمة السلطة..
ونحن هنا لسنا بصدد التطرق الى الشواهد والقضايا العديدة ولن نعدد المواقف والاعمال التي سرت منذ استلام السلطة من قبل حزب البعثفاشي العراقي جناح البكر / صدام لأن ذلك بات معروفاً للجميع ولا يمكن انكاره او التغاضي عنه، لكننا بصدد معرفة قضية واحدة مهمة وهي هل تتساوى الكلمة الحقة بالدم ؟ ام يعلوا الدم على الكلمة الحقة او بالعكس، ونقصد هنا هل انهاء الخلافات أو التباين بالآراء باتباع طريق الجريمة التي تسبغ عليها الصفة القانونية مادام المتسلط في قمة السلطة التي اغتصبها بانقلاب وبمؤامرة مثلما حدث للمرحوم عبد الكريم قاسم ورفقته وسلام عادل والحيدري ومئات المناضلين بعد استلام السلطة في انقلاب لا شرعي في 1963، او ما حدث بعد الانقلاب اللاشرعي ايضاً في 1968 ومجيء حزب البعث مرة ثانية الى السلطة..
طوال فترتي عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف و حكم حزب البعث العراقي كانت الجريمة والارهاب يمارسان على شكل قوانين تصدرها تلك السلطات على الرغم من ان هذه السلطات لم تكن منتخية من قبل الشعب ولم تكن تمثل الا نسبة ضئيلة جداً منه، ولم يشهد العراق طوال الفترات المنصرمة بالاستقرار والامن ولم تكن القوانين التي شرعت في العهود السابقة الا قوانين استثنائية مجحفة وظالمة بالضد من ارادة الشعب العراقي.. ولم تكن المحاكم التي شكلت وحاكمت مئات الآف من المواطنين محاكم شرعية لان القضاء اساسا لم يكن مستقلاً بل تابعاً للسلطة السياسية.. ولم يشهد العراق محاكمات سياسية عادلة نسبياً منذ فترة تأسيس الدولة العراقية الا فترات قصيرة التي ظهرت فيها محكمة الشعب بعد ثورة 14 تموز 1958 على الرغم من المآخذ والسلبيات التي رافقت عملية هذه المحكمة إلا انها لم تكن قد تأثرت بالسلطة الحاكمة وكانت امام انظار الجميع (الاعداء قبل الاصدقاء). وهذا قلما يحدث في بلدان العالم الثالث وبالاخص المنطقة العربية..
بعد سقوط النظام العراقي واحتلال العراق ثم اعادة السيادة وتشكيل الحكومة المؤقتة بدأت عملية جديدة غير مسبوقة في المنطقة وهي العمل من اجل ان تكون الكلمة الحقة والقانون بدلاً من الدم والقتل والتجاوز على القوانين بأسم القانون نفسه كمقياس ديمقراطي حضاري في سياسة الدولة العراقية المقبلة والتي تهدف الى الغاء وازاحة الآخر بالجريمة القانونية..
فها هو صدام حسين بدم ولحمه وعظامه والمعروف لدى الداني والقاصي بنزعته الدموية وتعطشه للقتل بمختلف انواعه ، صدام الذي " يَطّر الآف الاجساد بيده ويقطع الآف الرقاب بدون محاكمة ولا قانون ولا تهتز شعرة في شاربه"كما صرح عشرات المرات وامام انظار ومسامع الجميع صدام الذي يعتبر " كل شخص يصبح بعثياً لديه صيانة اكثر من صيانة عمر بن الخطاب " حتى لو كان هذا الشخص سفاحاً قاتلاً او سوقياً بلا اخلاق، ها هو صدام يُعَامل كمتهم لحد هذه اللحظة ، له الحقوق الكاملة في الدفاع عن نفسه وتوكيل محامين للدفاع عنه وامام اعين الجميع وفي مقدمتهم الشعب العراقي الذي عانى من حكمه الجنوني المنفلت بوحشية وسادية لا مثيل لهما، وامام انظار العالم لكي يكون القانون سيد الكلمة، القانون الذي يجب ان يطبق على الجميع بدون استثناء ، القانون الذي يحمي الناس ويدافع عنهم ويقتص من القتلة والمجرمين الذين يخرقونه ..
اذن اليوم ستعلو الكلمة الحقة ، الكلمة بدلاً من الدم، العدالة والقانون بدلاً من الظلم والتسلط، الخير بدلاً من الشر، العلنينة بدلاً من السرية والاقبية المظلمة والسجون المخفية ودهاليز الامن العامة والمخابرات والمقرات الحزبية..
ان محاكمة صدام حسين على جرائمه وجرائم حكمه عملية تكتسب اهمية بالغة في عصرنا الراهن لأنها ستكون درساً مفيداً للدول والشعوب في المنطقة وكذلك الاجيال التي ستتربى بروح القانون ومسؤولية الكلمة الحقة.. انه درس كبير اذا ما تمت المحاكمة وفق المفهوم الحضاري والتقيد بحقوق الانسان لأنها ستكون بداية الطريق للخلاص من الارهاب والجريمة والقتل السادي، بداية الطريق لكي يكون العدل اساساً للحكم بدلاً من الغوغائية والشعارات المملؤة بالدم والقتل والتدمير..
منذ الآن يجب ان تكون الكلمة الحقة للقانون وليست للشعارات الدموية ومحاكم التفتيش السادية ومقولات وحِكم واقوال فرد يطغي فيضع نفسه فوق الجميع وكأنه كلمة الله على الارض.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا سيدتي الشبق المتخفي خلف الجفنيّن
- سفر الحلم
- كل السلطة للحكومة العراقية المؤقتة
- بغداد المطلية بالبرق القادم
- طالبان في الفلوجة مجدداً
- لاتراجع عن نقل السلطة للعراقيين وإنهاء الاحتلال الاغتيالات و ...
- لا تخافي
- آيار الرمز والأمل والغبطة والفرح القادم
- رنين القادم في التأويل....!
- رؤيا في ظلال العراق الحزين
- هل يبتدأ المشروع لإعادة الروح لحزبٍ كان سبباً في تدمير العرا ...
- مقتدى الصدر وروح الوطنية والعداء للمحتلين متى ترفع الستارة ع ...
- لأنها في هامة الجميع
- مهمات لا بد من تنفيذها من أجل استكمال بناء المجتمع المدني ود ...
- جرب ان تفهم إنّا نحن الوطن المنفي
- كقياس الهامة
- بالضبط وفي كل مساء
- أسرار الكهوف القادمة
- المجتمع المدني والاستقرار الامني
- اللجوء إلى السلاح غير مشروع قانونياً وأخلاقياً لحل المشاكل و ...


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - المحاكمة التي يجب ان تكون اكثر من عادلة