صالح الشقباوي
الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 13:36
المحور:
القضية الفلسطينية
يسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن جاهدًا أن يحافظ على المنجزات الفلسطينية الوطنية والسياسية التي تحولت إلى مشاريع منجزة بعد تضحيات ومعاناة جلل ، خاصة وأن الصهيونية لديهم رغبات دائمة في إنكار الوجود الفلسطيني ويبررون احتلالهم لأرضنا ثقافيا وسياسيا وحتى دينيًا ، فتاريخهم اليهودي يخضع لغايات مسبقة قابعة في عقل الإله قبل أن يجري التاريخ ويصبح تاريخا غايته تحقيق الوعد الإلهي حتى يكتمل التاريخ .
إن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يمتلك أسس العدل ويبتعد عن روح ومفاهيم موازين القوى القائمة ، وعليه أن يأخذ بحقوق شعبنا الفلسطيني التاريخية وأن يعترفا بحقي في الوجود الذاتي مقرونا بالوجود التاريخي وعدم القفز عن حقائق التاريخ وإزاحة الأسطورة بكل مكوناتها وتزييفها والخروج من دوائر الظل العدمية التي تحكم التوراة ونهر التلمود الجاري .
خاصة إذا علمنا أن دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك حدود جغرافية مرسومة وأن كل يهودي في العالم مواطنيها فحسب الأعراف الدبلوماسية فإن انتساب الدول لهيئة الأمم يعتمد أساسا على تحديد حدودها ومساحتها إلا أن إسرائيل اعترفت فيها هيئة الأمم المتحدة دون أن تقدم مشروعا يحدد حدودها الجغرافية ، فإسرائيل ليست لها حدودا معلنة ولا تمتلك دستورا أيضا والأيديولوجية الصهيونية تعتر دولة إسرائيل حدودا ونشوءا تتسامى فوق القوانين البصرية الوضعية لأن حدودها الطبيعية حددتها مشيئة الرب في عهده مع إبراهيم وبهذه الأسطورة يسقط الحق التاريخي الفلسطيني بتملك الأرض ، يقول الإصحاح 15 / 18 من صفر التكوين " في ذلك اليوم بت الرب مع أبرام عهدا قائلا لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير الفرات" وهذا النص يعني فلسفيا هو فعل التأسيس للحق اليهودي في أرض فلسطين ، فهم ينظرون إلى 15 أيار 48 كحد فاصل بين وجودين - شتات – عودة- وانبعاث .
في ظل هذه المعطيات المثيولوجية هل يستطيع الرئيس أبومازن أن يحقق شيئاً سياسيا لشعبه وأن يقيم دولته المستقلة ؟؟ سؤال يبقى حائماً في مدارات السد يم .
#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟