أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صالح الشقباوي - الداروانية الاجتماعية والبقاء للاصلح في حقل البقاء الصهيوني!!!














المزيد.....

الداروانية الاجتماعية والبقاء للاصلح في حقل البقاء الصهيوني!!!


صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 09:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناك نظرة فلسفية تمثل البناء الفكري للأيديولوجيا الصهيونية، مؤداها أن اليهود صاروا أمة بفعل وجود عدولهم هو عالم الاغيار "غويم" وفي هذا تسعى الصهيونية إلى خلق مسافة إجتماعية دائمة عبر الزمان والمكان بين اليهودي والمجتمع الذي يعيش فيه بهدف تغذية روح الإحساس بالتمايز والاختلاف، لدى هذه الجماعات وهذا يخلق له حالة من العداء تبقيه متماسكا ومتمايز الهوية "هدف صهيوني".
الداروانيـــــــــــــة الاجتماعية : وهي فلسفة المجتمع الصهيوني والإسرائيلي بآن واحد وستظل لفترة طويلة، والمقصود بالداروانية الاجتماعية قضية البقاء للأصلح في الحقل الاجتماعي، بالرغم من ان هذه القضية كانت هي ركن الفكر الأوروبي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين خاصة وأن رواد الفكر الصهيوني الأوائل كانوا قد أتوا إلى فلسطين من أوربا وهم يحملون فلسفتها ونظمها وأفكارها وحيث نلاحظ في البداية الأولى للقرن الجديد الواحد والعشرين فالفكرة المحورية في الأيديولوجيا الصهيونية، والتي تتبناها مؤسسات الفكر الإسرائيلي الصهيوني هي مبدأ "ليس لنا خيار" إما أن نقتل الفلسطينين وإما أن يقتلونا، وهذا باعتقادي هو أحد ترجمات شارون لفكرة الداروانية الاجتماعية، فحسب الدكتور عبد الوهاب المسيري فان إسرائيل هي بعث للأوهام الدينية والقومية ومحاولة لتكريس الخلط بين الانتماء القومي والانتماء الديني لذا يجب ان نميز بين مفهومين، أرض إسرائيل ودولة إسرائيل التي تفتقد عمليا لمقومات امتداد الوجود القومي المشترك على ارض مشتركة، وموجودة فعلا ويقيم عليها ذلك الوجود القومي بصورة فعلية تاريخية بلا انقطاع لأنها ليست سوى تطبيق عملي لفكرة الاستعمار الاستيطاني الإحلالي من قبل يهود ينتمون إلى جنسيات وأوطان مختلفة، لقد اعتمدوا فلسفة تهويد المكان، وتغيب الشعب الفلسطيني وصولا إلى تذويبة، " انهم الصهاينة" يشتاطون غضبا ممن يذكرهم بوجود شعب آخر في ارض إسرائيل، يعيش هناك ولا ينوي المغادرة على الإطلاق. " آحادها عام 1914".
كما أكد دافيد بن غوريون، انه في عام 1948 " أفرغنا المكان من أصحابه السابقين ولم يكن بوسعنا إلا أن نفعل ذلك ".
أما هرتزل فيقول" تجدون بسعادتكم صعوبة أخرى في وجود السكان من غير اليهود بفلسطين، لكن هل من أحد يفكر في إبعادهم عنا؟ سنـزيد في رخائهم وثروتهم الفردية بما نقدمه نحن من أسباب الرفاهية .
الطبيعية الأزلية للصراع : يعتقد كثير من اليهود والصهاينة والإسرائيليون أن صراعهم مع الفلسطيني هو صراع أزلي لا يمكن فيه إسقاط البعد الاجتماعي ، فدولة إسرائيل قامت بفضل الدعاوى والتخطيط والعدوان، علمت بعد أن أعلنت سلفا بضرورة الدعاوى لتبرير أعمالها وإبراز قيامها وكأنه انبعاث قومي وتقدم حضاري لمصلحة الأرض المقدسة والشعب اليهودي والإنسانية على حد سواء، وقد ازدادت وتيرة الدعاوى تلك عندما تيقن أصحاب مشروع قيام الدولة الإسرائيلية "الصهاينة خاصة" من مقاومة الشعب الفلسطيني الضاربة لمخططهم، وتعذر بالتالي عليهم فرض الآمر الواقع على أبناء الشعب الفلسطيني والذي رفض أيضا قبول الوجود الصهيوني كوجود شرعي في فلسطين، بعد أن إستبسلت الذات الفلسطينية في الدفاع عن حقوقها وعن أرضها، بالرغم من الخلل الفادح في موازين القوى بينها وبين الذات الأحتلالية الإسرائيلية التي تعمل ضمن وظيفة مزدوجة وجوديا وعمليا، وسنتكلم في الفصل القادم عن هذا الدور ووظيفته المزدوجة .
و بذلك نحاول تلمس المحتوى الفلسفي لفكرة قيام دولة إسرائيل وملاءمتها للحاجات التي أوجدت من اجلها بعد أن طرحت فكرة خلق إنسان جديد في مجتمع جديد والإنسان الجديد هو الإنسان الإسرائيلي الذي سيبتعد بدوره عن عالم الاغيار وسيطرتهم، وعليه فان بعث إسرائيل فوق ارض فلسطين هو ضرورة حضارية ومهما كان الثمن فهذا البعث يحرر اليهودي من جميع الروابط الإنسانية .
نقيض الفكـرة:
اليهود لا يشكلون أمة، وبالتالي فإسرائيل ليست وليدة ارث حضاري أوتطور تاريخي، بل هي دولة ولدت بالقوة، لا تنطبق عليها شروط وجود الدول الاجتماعية الأخرى ومناخات إنشاء الدول القومية المتكاملة، بحيث انها لم تكن نتائج تطور اجتماعي تاريخي معين ولم يكن لها لغة أو ثقافة أو أرض، لذا فإن معقولية الواقع يدحض الفكر الإسرائيلي المنادي بوجود شعب إسرائيل الذي لم ينتقل في وجوده من "أسرة – مجتمع- دولة ".
و إذا كان أرسطو يقول بأن المعرفه تطلب لمعرفة الغاية التي وجدت من أجلها وهذا القول يساعدنا اليوم على معرفة الغاية التي وجدت من أجلها دولة إسرائيل، كدولة غاصبة، اعتمدت أسلوب الإستيطان الإحلالي في جوهرها وحاولت صياغة الواقع المرسوم على الأرض لصالحها يدعمها لتحقيق ذلك قوى ذرائعية عالمية ساعدتها في الإعلان عن نفسها وتثبيت أركانها وتمتين أسسها المادية على أرض فلسطين، فأمريكا إعترفت بقيام دولة اسرائيل بعد عشر دقائق من إعلان قرار قيامها "181" وفي هذا الشأن نجد آلت تايلور* يؤكد القول أن نجاح الحركة الصهيونية اعتمد على قوى ذرائعية، وإستفاد من المنحنى العلماني والدرائعي لسياسة تلك الدول.
علما أن هذا النجاح لن يستمر طويلا كونه يتناقض مع روح التاريخ ومعطيات الواقع كما أنه يتناقض مع مصالح الشعب الفلسطيني الذي سلبت حقوقه وجرد منها عنوة لذا علينا أن نقيم الأسس المادية والثقافية والعلمية لتحقيق ذلك الحلم وتحويله الى واقع ملموس مجسد ماديًا وتاريخيًا!!




#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ تطور الفكر الفلسفي ودوره الأداتي في انهاض العقل المعرف ...
- فلسفة الحق الفلسطيني
- نتنياهو الحسيدي يعزف..سمفونية الجنون الصهيونيّّّ المعاصر !!!
- الجذامير الفتحاوية تحاول ان تأكل الجذور!!!
- مانحين الهوية والعضوية الفتحاوية الجدد؟؟؟
- إرتكاسات فتح مابعد أبوعمار
- كما كانت الجزائر في الامس عاصمة لقيام الدولة الفلسطينية هي ا ...
- مايميز الفكر الفتحاوي المعاصر ؟؟!! د. صالح الشقباوي/ جامعة ا ...
- لماذا كان قيام فتح امرا ممكنا ونجاحها متعذرا ؟؟
- رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين المتوكل طه ل-المستقبل- :
- هل تقتنع قيادة الحركة الصهيونية المعاصرة اننا شعب مثلهم يستح ...
- هل ستنقل حماس معركتها الى رام اللة وعين الحلوة للسيطرة على ا ...
- لست ميتافيزيقيا أخي نبيل عمرو!!
- م.ت.ف) مقدس وطني علينا حمايته!!!
- الاطار النظري للدولة
- الإتجاهات الحديثة لمفهوم الدولة والتطور التاريخي لها!!!
- يخطئ من يعتقد ان أزمة فتح في النصوص والانظمة
- القائد الفلسطيني عباس زكي ابومشعل عضو الجنة المركزية لحركة ف ...
- في بيروت يتعانق الابطال..حسين فياض الحي ,,تعانق روحه روح الش ...
- رحى الازمة الفتحاوية والمقلق فيها


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صالح الشقباوي - الداروانية الاجتماعية والبقاء للاصلح في حقل البقاء الصهيوني!!!