أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - عاهرة -الثورات- تلوث شوارع البصرة














المزيد.....

عاهرة -الثورات- تلوث شوارع البصرة


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 06:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شباط الماضي، فجعتنا نتائج انتخابات مجالس المحافظات. ولم يصح الكثير بعد من الصدمة، ولا زال شعور الاحباط مسيطرا على مشاعر الكثيرين رغم التحليلات، والتبريرات، والتطمينات، والمسكنات، التي يحاول البعض حقننا بها عن حس نية. ورغم الثقة الكاملة ان المستقبل لقوى اليسار والديمقراطية. المؤلم ان شباط ياتينا كل عام حاملا معه ذكريات ذلك اليوم الاسود 8 شباط 1963 . تلك الفجيعة المرة. المجزرة الرهيبة. الماساة الفظيعة التي لا زالت اثارها مستمرة. الجرح الذي لم، ولن يلتئم ما دام القتلة بصورهم، واشكالهم المختلفة يحكمون، ويتحكمون بمصير شعبنا، ووطننا بصورعديدة. كنا صغارا ،اليوم جمعة، الناس متاخرة في نهوضها الاعتيادي. صوم المسلمين يجعل من الاستمرار في النوم عذرا اضافيا. لايام، والاجواء ثقيلة، قلقة. ترقب، ومخاوف، وحذر، وتحذيرات، وهواجس يتبادلها الكبار. حركات، وتعليقات انفعالية، وتأزم واضح. شئ من القنوط، والاحباط، والاعصاب المشدودة.
الراديو الاليف لم يقدم موسيقاه، ولا اغانيه الاعتيادية. النصائح، والتوجيهات الى الصائمين حلت محلها شتائم،ونعوت نابية ضد الزعيم، وتهديدات الى الوطنيين، وبيانات بابادة الشيوعيين وانصارهم، واوامر بمنع التجول. لكن الجماهير تعودت ان تفعل دائما عكس ما يطلبه الطغاة. ان تشتم الزعيم، والقوى الوطنية، فهذه بادرة شؤم، وامر لا يغتفر، بل هو فعل شنيع، يجب مقاومته بكل الوسائل، فالبديل هو استعباد فاشي، وقمع دموي، واستباحة كل شئ. هرعت الجماهير للتظاهر امام مبنى المحافظة (المتصرفية) رمز السلطة، ومركز الاحتجاجات المعتاد. من شرفة مبني "المتصرفية" كنا نسمع عادة الخطب في ذكرى الثورة، واول ايار، ويوم الجيش، وغيرها من المناسبات التي يحتشد فيها الناس. لكنها تبدو اليوم وكانها معتقل ينتظر زواره. الجماهير هرعت الى الشوارع، خرجت عن بكرة ابيها من البيوت، والمحلات، صغارا، وكبارا، نساءآ، ورجالا، شيبة، وشباب. غضب رهيب سيطر على الجماهير. البيوت المحسوبة على اعداء ثورة14 تموز من بعثيين، وقوميين، وقوى رجعية اخرى اقفلت ابوابها، او هربت بسياراتها الى مناطق بعيدة. كانت الجماهير تلح على معرفة الوضع الحقيقي للسلطة في بغداد. تريد معرفة مصير الزعيم وحجم المقاومة في العاصمة، وقوتها، وحجمها، وقدرتها على هزيمة الانقلابين، فالراديو يقول شئ، والتلفزيون يقول شيئا اخر. فمن نصدق؟! آمر موقع البصرة الجبان عبد المجيد علي، وتحت ضغط الجماهير، وارتعابه منها، يحاول خداع الناس، وتثبيط همتها، وكسب الوقت فيدعي كذبا انه اتصل بالزعيم، وان "الوضع تحت السيطرة". الجماهير عادة لا تثق بهؤلاء المنافقين. حاول قسم من المتظاهرين اقتحام المبنى، وحاول اخرون اشعال النار فيه، وظهر بعضهم للحظات على الشرفة يحرض الجماهير. لكن "العقلاء" رفضوا ذلك، بل اطفأوا النار التي اشتعلت باياديهم. فهذه "ممتلكات الشعب"! وكأن الشعب هو الذي يملك ويحكم. وجاءت الشرطة السيارة سيئة الصيت واحتلت مبنى المحافظة، واعتقل "العقلاء" واطلقت النيران بكثافة على الجماهير العزلى الا من غضبها.سقط شهداء، وجرحى من الجنسين. ظل الرصاص ينهمر ولم ينج منه حتى الاطفال المرافقين لامهاتهم، وابائهم. حمل بعض البسطاء صور للامام علي بن ابي طالب معتقدين ان الشرطة الشيعة لن تطلق النار عليهم، لكن ذلك لم يمنع شرطة الانقلابيين من استهداف الصور مع حامليها. تخضبت الشوارع بالدماء الزكية وحمل الناس جرحاهم الى حافة نهر العشار وامتلا الشط بالاجساد الهاربة من الرصاص المنهمر. مثلما ضاقت بهم ازقة محلة البجاري. وكشف الانقلابييون والمتواطئون معهم عن وجههم القبيح، واساليبهم الهمجية ضد الجماهير المدافعة عن ثورتها.
ظلت المقاومة مستمرة باشكال مختلفة حتى بعد اذاعة نبأ اعدام الزعيم، وعرض صوره مع رفاقه على شاشة التلفاز من قبل من اعفى عنهم واعادهم الى الجيش قبل اسابيع وايام من يوم الانقلاب. ظل التحدي مستمرا، خاصة في المناطق العمالية في المعقل وحول الميناء خاصة. وظلت الدوريات العسكرية والشرطة تحت قيادة الحرس القومي تستبيح شوارع البصرة لاشهر عديدة، مظلمة حتى يوم فرارهم بملابس النساء، او الملابس الداخلية يوم 18 تشرين الثاني 1963 . استبيحت البيوت، والشوارع، والمدارس، ودور العبادة. لم يعد هناك محظورا، ولا مصونا امام اسفل سفلة المدينة، ولا مانعا من الاعتداء على اعراض الناس، واغتصاب النساء، وخطف الفتيات الصغيرات، وقتل المعارضين واهلهم بالشوارع، والبساتين، والبيوت، والمستشفيات. هتك شرف المدينة، كما هتك شرف العراق كله. خيم ليل اسود دامي كئيب على اجواء بصرة العمال، والنخيل. وتحولت مدينة الفرح الى مجلس عزاء رهيب شامل. وتحولت النوادي الرياضية الى معتقلات، ومراكز تعذيب. امتلات كل مخافر الشرطة، وقاعات الاندية، وقاعات المدارس، وحتى المستشفيات باتت معتقلات للسلخ البشري.
الفظيع ان صدام، وحزبه، وجلاوزته، وحلفائه، ومرتزقته ظلوا يسمون يوم 8 شباط الاسود ب "عروس الثورات". عرس الموت الهمجي، وحمام الدم الذي ظل العراقيون، ولا زالوا، بسبب استمرار جرائمهم، يسبحون به بفعل مؤامرتهم الحاقدة عاهرة شباط الاسود، وقوادي المخابرات البريطانية، والامريكية، والرجعيات العربية، والكردية، والاسرائيلية، والشاهنشاهية اقاموا عرسهم البربري في دار الدعارة البعثية العفلقية الناصرية الحاقدة على شرف عراق تموز. يوم عقد قران شياطين الخيانة، والجريمة، والفاشية، والعمالة، والسفالة في حلف اسود ضد كل ما هو جميل في العراق.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيحيو الموصل احق بالموصل، كل الموصل، من غيرهم
- اذا حكمت العمامة قامت القيامة (1)
- وداد سالم، واديب القليچي نجمان ساطعان في عالم النسيان
- اطفال ابو الخصيب في ضواحي ستوكهولم
- النبي الاثول
- برلمان الجوازات الديبلوماسية يمنح الفوضى والارهاب في العراق ...
- صداميون يتحدثون باسم الاكراد
- التيار الديمقراطي والاعصار الاسلامي القومي
- ابو اسراء خلصنا من هؤلاء العملاء
- من دولة ائتلاف القانون الى امارة التحاف الذقون
- هل حقا لا يعرف الصديق جاسم الحلفي من قتل وغيّب رفاقه؟!
- الكراسي الذهبية للوزراء وحال العراقيين الفقراء
- كيف تغرب يا ابو شروق؟؟!
- هم سادة وهم حرامية وهم عيونهم وكحة!
- اشرب ماي والعن خامنئي!
- الجيش العراقي هو الذي اسقط صدام واعاد الامن وليس الجيش الامر ...
- شط العرب (التنومة) وعذاب الاعمى وامور اخرى
- في العراق لا يوجد شئ اسمه -اقليم كردستان- او -قضية- اسمها كر ...
- خامنئي صدام ايران
- ندى اغا سلطاني شهيدة الاسلام الفاشي


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - عاهرة -الثورات- تلوث شوارع البصرة