أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رزاق عبود - كيف تغرب يا ابو شروق؟؟!















المزيد.....

كيف تغرب يا ابو شروق؟؟!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 10:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عناوين، واخبار، وصور مؤتمر الانصار الابطال الخامس في بغداد الصمود تغطي كل المواقع الشريفة. وانا اجلس كل حين اعيد مشاهدة الصور ابحث عن ملامح ابو شروق. اتفحص الوجوه وفي القلب غصة! ترى هل دعوه؟ هل حضر؟ هل التقى برفاق دربه؟ هل قبل ثرى بغداد؟ شيئا غامضا من الالم يعصر قلبي، ويخنق صدري، ويعسر انفاسي. فانا لم ار ما اريد رؤيته. ولم يكن هذا هو السبب الوحيد كما تبين! كنت في المستشفى في مراجعة روتينية شهرية. صحوت بعد فترة، وانا في قسم الطوارئ.لافته صغيرة تشير الى " قسم القلب". بعد اغفاءة، او غيبوبة، لا أدري! وجدت نفسي في ردهة الانعاش السريع للازمات القلبية المفاجئة. اول من فكرت به من دون كل الدنيا، كان الحبيب ابو هافال، ابو هشام، ابو شروق، حبيب الكل محمد خلف مجيد. فكرت هل سارحل دون اراه؟ لقد وعدته بزياره في منفاه الصحراوي الرهيب! اكثر من مرة حاولت اقناعه بالتوجه الى اوربا. كان دائما يقول: انا اسير في اتجاه واحد اسمه العراق. وبعد السقوط، نفس الجواب. وقبل اسابيع كان نفس الحديث. عاتبني برفق قائلا: "لست انت من يشجعني على الغربة الابعد يا ابو نوار! حالما تستقر الامور ساكون بين اهلي في بغداد. ولولا وضعي الصحي لسافرت اليوم ولكني لست مغامرا، ولا اريد ان اكون عالة على احد". كان هذا اخر حديث لي معه. امس خرجت من المستشفى. كان الوقت مساءا، متعبا حد اللعنة، لكني اصريت، ان اتصفح البريد، وموقع ينابيع علني ارى صورة ابو شروق، وبدل صورته الباهية ينشرون الخبر الفاجعة، خبر غروبه. انهارت قواي من جديد، ورحت الطم على راسي دون وعي! لم اصدق الخبر! ربما تشابه في الاسماء، قد يعتذرون غدا عن الخطأ! لكن برقيات النعي تعددت. ترى هل سمعت صوتي ايها الحبيب، وانا اصارع الموت؟ هل لبيت ندائي فخذلتك مع الاخرين، عشت انا، ورحلت انت؟ لم انم تلك الليلة، وعيون الابناء القلقة، تهفوا نحوي بين فترة، واخرى. هل نتصل بالطوارئ؟ هل تعود الى المستشفى؟ وهم لا يلقون جوابا، تمنيت، ان تعود النوبة، الازمة، الذبحة، السكته أي شئ حتى التقي الحبيب ابو هشام. اشاركه رحيله، مماته، سفره نحو الخلود فلم اشاركه الامه التي اخفاها عني.

يوم 4 تموز2009 يوم الثقافة العراقية في ستوكهولم التقيت احد الاصدقاء الانصار. سالني عن كتابه. اجبته: قرات كل كتابات ابو شروق هل تعرفه: اجاب باحترام كبير ومعزة، واضحة: ومن لا يعرف ابو شروق؟ سبقنا جميعا الى مواقع الانصار لقد بنى الكثير من المواقع بيده! لكنه انتقل للاسف الى موقع اخر بعد فترة قليلة من وصولي ولم اعمل معه كثيرا. لكننا كنا نسمع عنه، ونعرف بطولاته، ونقدر مواقفه، فدوره لا ينسى! سألته: الا يمكن دعوته للحديث عن تجربة الانصار وبناء قواعدها. في الاقل ليخرج من جحيم منفاه الصحراوي، ربما نجد له امكانية العلاج. او تغيير الجو ولو لفترة قصيرة. انه يستحق اكثر من غيره. فهو بطل دون ادعاء، ومضحي دون منه؟! اجابني النصير: اتفق معك، انها فكرة جيدة! ولم لا؟! ساطرحها على الرابطة، او النادي!! ورحت احلم، ان ارى البطل يكرم ولو بدعوة للحديث عن بطولات الاخرين فهو نادرا ما تحدث عن نفسه! وكأي "فكرة جيدة" ماتت في حضن التمني، واسلمت الروح في طابورالانتظار. ورحل الرفيق البطل دون ان يحقق له رفاق دربه هذا الحلم. حلمي! تركوه وحيدا طوال هذه السنين. لم يسعفوه بدعوة، او ذكرى،او مناسبة.

اقترحت عليه الكتابة عن تجربة الانصار،لانني اقرأ لمدعين، وقد سمعت انه من اوائل الذين كانوا هناك. وعدني بعد الحاح وبدأ يكتب. قلت له اكتب عن اللذين رحلوا بشكل خاص، وعن الذين يعانون في دول شتى وحدهم، ولا يذكرهم احد. اخبرني بعد فترة: "كنت قد سمعت ان نصيرا كان معنا، يعيش في صحارى افريقيا اتصل بي بعد ان قرا ما كتبت فرحا، ان هناك من يتذكره". واليوم اقرأ اسطر قليلة عن حياة حافلة بالتفاني تنعى النصير، البطل، الفقيد، الرفيق، المناضل، الزاهد، المجاهد. لقد تعودنا ان نذكر اصحابنا بعد موتهم. اساتذة في اخبار النعي، وكلمات المواساة، وخطب الرثاء. نحضر مجالس العزاء، ندعي الحزن، نتصنع الوقار، نجلس بصمت، او نتهامس مع بعضنا، نشرب القهوة المرة، ونقرأ الفاتحة، ثم نفترق، ونعود لحياتنا العادية، دون وخز ضمير، دون عتاب لانفسنا، او لبعضنا دون اعتراف بذنبنا، بخطانا،او قصورنا. وننصرف بانتظار مجلس عزاء اخر لرفيق، فقيد، شهيد، عليل، قائد، مربي، صديق، غريب اخر. سيكتب بالتأكيد الكثير عن ابو شروق من قبل رفاقه الذين يذكروه بخير. لم التق باحد ذكره بسوء ابدا! سينعوه في المواقع وجريدة حزبه، وربما تقام له مجالس عزاء، واربعينية، وتأبين. فنحن بارعون في الشكليات. لكن حال محمد خلف مجيد حال الشاعر الذي افتعل موته، فرثاه احدهم فكتب له:
اراك بعد مماتي جئت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادا

كم يا ترى مثل محمد خلف مجيد يردد هذا البيت العميق المعنى، والاثر وكم من الاحباط، واللوعة، والالم، والحسرة، والشعور بالغبن يحمل البعض،عن حق، بسبب هذا الاهمال/التنكر/ التناسي/ التجاهل، مقصودا، او غفلة. نطالب الحكومات، والسلطات، والدوائر، والوزارات بالاهتمام بالكفاءات، والابطال، والمناضلين، وتكريم الشهداء، ورعاية ذويهم، وننسى نحن الاهتمام، او تكريم، او مجر ذكر مئات الجنود المجهولة، والمعروفة الذين لولاهم، لما رفعنا رؤوسنا. لولا الانصار، وبطولاتهم ما قمنا من كبوتنا، وما اعدنا الثقة بانفسنا! لكن كم واحد منهم قدمنا له وساما، كتاب شكر، التفاتة، دعوة، سؤال، زيارة، علاج، مساعدة. لقد وضعوا ارواحهم على اكفهم من اجلنا، من اجل المبادئ المشتركة، ولكننا وضعناهم على الرف.

انني اخاف، واخجل ان اتصل بالبطلة المنكوبة الصبورة ام هافال، فماذا أقول غير: انت بطلة مثلما كان بطلا، انت رائعة مثلما كان محمد رائعا، انت صبورة، ساكتة، راضية، قانعة مثلما كان محمد صبورا ساكتا، قانعا، راضيا بمصيره. انت مناضلة قوية مثلما كان محمد. انت ام عظيمة مثلما كان محمد ابا عظيما. انني اتشرف بتقبيل اثر قدميك لتغفري لنا جفوتنا، وغفلتنا، وتجاهلنا، وتناسينا، وتنكرنا، واهمالنا، حبيبنا محمد وعائلته، فلقد تعودنا ان نذكر احبتنا عندما يرحلون فنحن امة الرثاء، وشعب البكاء، وحزب الشهداء، ورفاق الادعاء. اعذرينا، نحن من ندعي، اننا اصدقاء!!

لن اقول وداعا ابو هشام فانت البقاء، ونحن الفناء!!
كم تمنيت اننا تبادلنا المكان لبعثوا فيك الحياة، ورحلت انا فعندك الكثير مما لم تقله يا نبع الحقيقة، والصفاء، والبطولة، والشرف، والكرم، والتواضع، والفداء، والتضحية!
لماذ يتمت الشمس يا ابو شروق؟؟؟!!!
رزاق عبود
13/8/2009

ملاحظة مهمة جدا:
عذرا لمن تمسه كلماتي، فهناك من يكابر على الحقيقة. اعذروا صديق مفجوع!!






#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هم سادة وهم حرامية وهم عيونهم وكحة!
- اشرب ماي والعن خامنئي!
- الجيش العراقي هو الذي اسقط صدام واعاد الامن وليس الجيش الامر ...
- شط العرب (التنومة) وعذاب الاعمى وامور اخرى
- في العراق لا يوجد شئ اسمه -اقليم كردستان- او -قضية- اسمها كر ...
- خامنئي صدام ايران
- ندى اغا سلطاني شهيدة الاسلام الفاشي
- الشيخ البصري يشتم الشعب العراقي من قناة العراقيين
- السجينة السويدية والحكومة العراقية وسجن الكفاءات
- لماذا ينشغل الطالباني بعشرات الاسرى الكويتيين، ويتجاهل الاف ...
- نساء العراق: الاغلبية المهضومة!
- ايها العراقيون صوتوا لوطنكم وليس لتجار الحروب الطائفية
- من عنده اصوات للبيع؟؟ عليك العباس صوتلي!!
- صوتوا لغزال البصرة الجميل
- كيف سمحت عزيزتنا -المنارة- بمثل هذه العودة الردة؟!
- هل يزف البصريون العروس 428 الى مجلس المحافظة
- غزة اسبارطة العرب
- العالم كله يدين اسرائيل وثوري الامس يدافعون عنها
- اسرائيل تحرق غزة وعباس يخنق الضفة
- مبارك وباراك وعباس يحولون غزة الى مجزرة بشرية


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رزاق عبود - كيف تغرب يا ابو شروق؟؟!