أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - السجينة السويدية والحكومة العراقية وسجن الكفاءات














المزيد.....

السجينة السويدية والحكومة العراقية وسجن الكفاءات


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصراحة ابن عبود

قبل ايام انشغلت الصحافة، والاذاعات، ومحطات التلفزة السويدية بقضية انتقال السجينة السويدية المحكومة بالسجن المؤبد بقضة قتل، ومشاركة في قتل، حسب القوانين الامريكية. وقد حاولت حكومات سويدية عديدة نقلها الى السجون السويدية بدون فائدة. واخيرا نجح رئيس الوزراء الحالي باقناع حاكم كاليفورنيا بالموافقة على نقلها. واختلفت الاراء حول الموضوع بين متحمس ومعارض. كلفت الطائرة الخاصة التي نقلتها من نيويورك الى السويد اكثر من نصف مليون كرون سويدي. الحكومة السويدية ورغم الانتقادات، والازمة الاقتصادية، والمالية الصعبة تصرعلى صحة العملية.

في نفس الوقت، فان الاخبار القادمة من الوطن تقول ان الكفاءات التي صدقت دعوات رئيس الوزراء العراقي وغيره من المسؤولين ودفعها حسها الوطني ورغبتها في خدمة العراق تحملت مصاريف العودة الى العراق متحدية المخاطرتاركة ورائها العوائل، والعيش المطمئن، والامان، والاستقرار، والوظائف والدخل المضمون. لم تجد ما يقابل هذا الحماس ولو قدر بسيط من المعاملة الحسنة. فالوساطات والفساد الاداري، والبيروقراطية المميتة هي الورود(الاشواك) الوحيدة التي استلموها وهم يحطون على ارض الوطن. ان ما تكتبه الصحافة العالمية، و يتحدث به المتورطون من الكفاءات العائدة، وما يعبر عنه رسامي الكاريكاتير المبدعين يثيرالاشمئزاز، والحنق، والخيبة، ويقدم صورة واضحة وجلية عن المتحكمين برقاب العراقيين ومصير الوطن من جهلة، وسراق، وحواسم، واميين، ووصوليين، وقتلة، ومجرمين، وجواسيس، وعملاء، وارهابيين لا هم لهم سوى تخريب العراق واعاقة كل ما يمكن ان يخدم العراق والعراقين.

طبعا اصحاب الشهادات المزورة في اسواق ايران ومدينة الثورة ومؤخرا في دوائر الجامعات العراقية التي سيطرعليها المنتفعون، والفساد، او من له اقارب من المعممين يحظون بمعاملة افضل واستقبال حار وتعيين مؤكد وقسم منهم يستلم راتبه وهو يعيش في المهجر دون ان يكلف نفسه عناء زيارة العراق ومشاركة اهله في معاناة قلة اوانعدام الخدمات والكهرباء والماء وغيرها.

المعروف انه ترك العراق ومنذ خمسينات العقد الماضي عشرات الالاف من الخبرات العلمية والادبية، والكفاءات التقافية والفنية والاكاديمية والسياسية والطاقات العراقية من مختلف القوميات والاديان والمذاهب والاتجاهات السياسية والفكرية. وازداد هذا النزف بشكل خاص بعد انقلابي 8شباط 1963 و 17تموز 1968. بعد الاحتلال والفوضى والحرب الطائفية والارهاب الاسود واغتيال الكوادرالمتخصصة ترك العراق ملايين المهجرين وبينهم خيرة الكوادر من مختلف الاختصاصات.

بعد ثورة تموز 1958 جاء قسم كبير من الكوادر المنفية خارج الوطن، سرعان ما عاد من بقي حيا الى الخارج بعد انحراف الثورة وانقلاب البعث الفاشي في 1963. وفي بداية سبعينات القرن الماضي عاد ايضا الكثير ممن لبوا دعوة القوى الوطنية للمساهمة في بناء الوطن. ولم يستفد وقتها الا من عاد بشهادة مزورة او جاء ليبيع سيارته الفارهة، واثاث بيته الفاخر. فقد سمح القرار الرسمي وقتها لذوي الكفاءات (ذوي العاهات كما سمتهم الجماهير) بادخال سيارة من اي نوع، او موديل، واثاث بيت كامل. وحوربت العناصر النظيفة المخلصة وسحبت جوازات سفرها. وكما هو الحال حاليا فان الكفاءات الحقيقية ظلت تعاني الاهمال والمعاملة السيئة والمطاردة والمسائلة في حين استفاد اصحاب الشهادات المزورة وخرج علينا احدهم في التلفزيون ليقول: "ان الناس في اوربا تاكل قشور الموز وترمي ثمرته لان المادة الغذائية والفيتامينات موجودة في قشرة الموز وليس ثمرته"! وهو امر لم تصدقه حتى القردة في حدائق اوربا. وتتكرر اليوم نفس المهازل والماسي ويعاني المخلصين والكفوئين من نفس المعاملة السيئة ويظلون كما في الماضي يدفعون ثمن اخلاصهم وحرصهم متحملين لوم البعض، وتندرهم، وطرائف العامة عليهم. اما المنتفعين من ذوي الكفاءات العلمية (الكلش عالية) فقد عادوا محملين بالامول والهدايا ورواتب التقاعد والاوسمة والنياشين واحزمة الضربة العكسية مثل عدنان القيسي بعد ان ادوا دورهم المرسوم في سرقة حصتهم من الكعكة المحاصصية. وفهمت الان فقط النداءات التحذيرية لكل من اتصلت به في العراق وهم يصرخون: "مو تتقشمرون وترجعون، ترة ما تلگون غيرالاهانة والبهذلة".

شكرا لحكومتنا "الوطنية" التي كرمت كامل شياع، وغيره من الكوادر المخلصة برصاصات الغدر وفساد الجهاز الاداري. وصدق من اطلق النبوءة السوداء:

"وطن بي عوجه وحده وما گدرنه عليه، لو عوج كله شلون يتعدل"





#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينشغل الطالباني بعشرات الاسرى الكويتيين، ويتجاهل الاف ...
- نساء العراق: الاغلبية المهضومة!
- ايها العراقيون صوتوا لوطنكم وليس لتجار الحروب الطائفية
- من عنده اصوات للبيع؟؟ عليك العباس صوتلي!!
- صوتوا لغزال البصرة الجميل
- كيف سمحت عزيزتنا -المنارة- بمثل هذه العودة الردة؟!
- هل يزف البصريون العروس 428 الى مجلس المحافظة
- غزة اسبارطة العرب
- العالم كله يدين اسرائيل وثوري الامس يدافعون عنها
- اسرائيل تحرق غزة وعباس يخنق الضفة
- مبارك وباراك وعباس يحولون غزة الى مجزرة بشرية
- اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية ...
- اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية ...
- كلام مفيد للنائب مفيد
- الفيدرالية مخطط لتقسيم العراق (1)
- امريكا بحاجة الى العراق وليس العكس
- الغاء المادة خمسين ايعاز بابادة المسيحيين
- الامريكيون الشرفاء والعراقيون الحقراء!
- اعداء العراق يقتلون اصل العراق
- لماذا مسابقة علم ونشيد ولدينا اجمل علم واحلى نشيد يا مفيد؟!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - السجينة السويدية والحكومة العراقية وسجن الكفاءات