أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - الدولة العربية الحديثة وأسئلة النهضة















المزيد.....

الدولة العربية الحديثة وأسئلة النهضة


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 20:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



لقد مضى أكثر من قرن ونصف على بداية النهضة العربية وطرح مفهوم هوية الإنسان العربي وتحرره وحريته وشروط العدالة والمساواة والتقدم وتحقيق الاستقلال والوحدة في مقابل التسلط والاستبداد الخارجي المتمثل في السلطة العثمانية ثم الهيمنة الاستعمارية على جل المنطقة العربية من جهة ، ومواجهة التحديات الداخلية المتمثلة في التحديث وتجاوز مظاهر الجمود والتخلف والتجزئة من جهة أخرى ، والتي رفع لواءها المصلحون والمجددون من رجال التنوير والاستنارة الذين التقوا على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم الفكرية ومنحدراتهم الاجتماعية والجغرافية على فكرة الإصلاح والحداثة والتقدم باعتبارها المخرج الوحيد لانتشال العرب من لجة التخلف والتأخر ومسايرة طابع العصر والأخذ بمستلزمات الحضارة ( الغربية ) السائدة . كان السؤال المؤرق الذي يطرح نفسه باستمرار أمام النخب العربية هو لماذا تأخر العرب والمسلمون ولماذا تقدم غيرهم ؟ حيث سعى تيار التجديد والإصلاح الديني إلى الموائمة والتوفيق بين الحضارة الغربية ومنجزاتها وبين التعاليم الإسلامية ، و إخضاع الواقع ومقتضيات الحياة وفقا لفقه الواقع المعاش والعمران البشري والمصلحة العامة التي تقتضي إباحة المحظورات درءا للمفاسد وحفظا لمصالح الأمة ، ونشير هنا إلى ما قام به بعض رجال الدين الإصلاحين مثل رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وابن باديس والثعالبي المنتمون إلى ما سمي بالسلفية التجديدية إلى جانب الحركات الإصلاحية ( السلفية التقليدية ) في الجزيرة العربية ( محمد بن عبد الوهاب ) والسودان ( المهدية ) وشمال أفريقيا ( السنوسية ) التي طرحت الرجوع إلى " صحيح الإسلام " وفقا لقراءة " السلف الصالح " . في الجهة المقابلة أخذ الإتجاه الليبرالي / التقدمي على عاتقه بث أفكار التنوير وإعلاء شان العقل وترسيخ مفاهيم وقيم الحرية والعدالة والمساواة ( مبادئ الثورة الفرنسية ) وطالبوا بالتحديث ( السياسي – الاجتماعي – الاقتصادي ) إلى جانب التركيز على البعد الاجتماعي مثل فكرة العدالة الاجتماعية وتحرير المرأة ، ونذكر هنا شكيب ارسلان وشبلي شميل وطه حسين واحمد لطفي السيد وأمين الريحاني وقاسم أمين وفرح أنطوان وسلامة موسى وعباس محمود العقاد . اللافت هنا هو المساحة المشتركة والحرية المتاحة للتعبير وحق الاختلاف الذي كان سائدا بين دعاة التجديد والإصلاح الديني من جهة ودعاة الحداثة والعصرنة من الليبراليين والعلمانيين من جهة أخرى دون أن يلجأ أي طرف إلى تكفير وتخوين أو رفض وإلغاء الآخر , وفي هذا السياق من المهم الإشارة إلى تجارب ومشاريع وحدوية جادة لتجسيد طموح العرب في إقامة كيانهم القومي المستقل نذكر منها تجربة محمد علي في مصر والحركة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين , غير إن هاتين التجربتين أجهضتا بفعل الضغوط والمكائد والمؤامرات التي مارستها السلطة العثمانية وكل من بريطانيا وفرنسا ، والاستثناء هنا هو المشروع الوحدوي الناجح الذي قاده الملك عبد العزيز آل سعود وأثمر عن قيام أول وحدة عربية ( لاتزال قائمة حتى الآن ) في العصر الحديث شملت معظم أصقاع الجزيرة العربية . غير إن المشروع النهضوي بشقيه الإصلاحي والليبرالي واجه طريقا مسدودا وفشلت الدولة العربية في ترسيخ مفاهيمه وتصوراته على ارض الواقع على الرغم من الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلت والتحركات الشعبية والثورات والانقلابات التي اندلعت , والانجازات التي تحققت على الصعيد السياسي ( الاستقلال وتصفية القواعد العسكرية الأجنبية ) والاقتصادي ( تأميم المصالح الأجنبية والإصلاح الزراعي والتصنيع ) والاجتماعي ( تحرير المرأة ومكافحة الأمية وإنهاء السيطرة المباشرة للإرستقراطية الإقطاعية وإضعاف الكمبادور ) وعلى الصعيد القومي ( مركزية القضية الفلسطينية ورفع شعار الوحدة العربية والتصدي للأحلاف والمعاهدات الاستعمارية ) . السؤال المطروح هنا : لماذا أجهض وفشل المشروع القومي وتبخرت المنجزات كافة التي تحققت أبان صعود حركة التحرر الوطني العربية ؟ البعض يعزو ذلك إلى نظرية المؤامرة الخارجية وممارسات الغرب أبان سيطرته الاستعمارية ( الكولنيالية ) المباشرة وهيمنتة ( الامبريالية ) غير المباشرة ، ثم من خلال المشروع الكولونيالي الصهيوني الذي أدى إلى زرع الكيان العنصري التوسعي ( إسرائيل ) في قلب الوطن العربي كعامل تقسيم وإضعاف للعرب واستنزاف طاقاتهم وثرواتهم . مع وجاهة هذا التحليل غير انه لايكفي لتفسير وتقيم طبيعة الأزمة وتجلياتها الضاربة في عمق المجتمعات والبلدان العربية والتي وصلت ذروتها في هزيمة 1967 . المشهد العربي العام غير زاهي على الإطلاق , انه مشهدا مجللا بالبؤس واليأس والتشرذم والاحتراب والاستبداد والتبعية والتخلف والتطرف والإرهاب وغياب العقلانية والتسامح وتعمق مظاهر التفكيك والتشظي القومي والوطني والاجتماعي واستعادة التكوينات التقليدية مثل القبلية والعشائرية والمذهبية لكامل قوتها وحيويتها في مواجهة الدولة التي اضمحلت شرعيتها وتحولت إلى سلطة استبدادية تمارس احتكارها لمصادر القوة والثروة وتستند إلى عصبيات عائلية وقبلية ومذهبية . هذه الأوضاع بمجملها شكلت الأرضية الملائمة لظهور حركات الإسلام السياسي ( دون أن نغفل هنا دور الأنظمة العربية والغرب ) التي استطاعت أن تستثمر الأزمة لتطرح نفسها باعتبارها البديل من خلال رفعها شعار " الإسلام هو الحل " و " الحاكمية لله " غير إنها في الحقيقة تمثل نتاجا وتمظهرا وامتدادا لعمق الأزمة المتمكنة والمتحكمة في الواقع العربي . الأزمة مركبة تشمل الواقع ( الأنظمة والمجتمعات ) والبديل أو البدائل في الآن معا . المطلوب هنا هو الكف عن محاولات تدوير الأزمة أو ترحيلها والالتفاف عليها من خلال حلول ترقيعية مؤقتة أو إجراءات أمنية أو استحضار نظرية المؤامرة ، و السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا هو أين يكمن الخلل في كل ذلك هل هو ( الطريق ) ؟ أم ( العربة )؟ أم ( الفارس ) ؟ على حد تعبير الشاعر الداغستاني رسول حمزا توف . أزعم إن جذر الأزمة و الخلل يكمن في كل ذلك !



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية نشوء الدولة العربية - الحديثة -
- الدولة وسياق العولمة
- هل يخرج العرب من التاريخ ؟
- هل يصلح أوباما ما أفسده بوش؟ ( 6 )
- باراك أوباما والتركة الداخلية الثقيلة ( 5 )
- هل ينجح أوباما في إستعادة - الحلم الأمريكي - ؟ 4
- تحت شعار «التغيير».. انتصار كاسح لباراك أوباما ( 3 )
- ظاهرة أوباما في المشهد الأمريكي ( 2 )
- ظاهرة أوباما تعبير عن أزمة أم مؤشر للتغيير ؟ ( 1)
- الميزانية والميزان 3
- الميزانية والميزان 2
- الميزانية والميزان «1»
- الذكرى الأولى لرحيل المفكر والمناضل المصري الكبير محمود أمين ...
- ظاهرة الصالونات الأدبية الثقافية وتصدّر القبيلة والطائفة
- لايزال يحدونا الأمل.. برجوعك ياأبا أمل
- معوقات قيام مؤسسات المجتمع المدني ( 9 )
- ثقافة الفساد
- التمايز ما بين المجتمعين الأهلي والمدني ( 8 )
- نشوء الدولة المركزية السعودية والمجتمع المدني ( 7)
- السجال حول طبيعة الدولة في الإسلام ( 6)


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - الدولة العربية الحديثة وأسئلة النهضة