أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بثينة رفيع - ذاكرة بحر














المزيد.....

ذاكرة بحر


بثينة رفيع

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 21:42
المحور: الادب والفن
    


لم أزل أزرق اللون .. شاحباً .. عارماً .. غادراً .. ربّما ، لكنّ الذين اختلفوا في توصيفي أدركوا خلاصي وشجوني .. أنا نسيانُ العابرين وذاكرتهم الوحيدة ..
تعب العائدين من معركة رغيف قاتمة بدون مجداف ، وعزف رديء لقارعي أبواب عتمي منذ ولادة أوّل محارة ، تركت قصّتها بجوف موجة واستقرت تحت رمل بارد , الصوت ذاته التصاق الصدى برؤى القادمين من زمن جميل ..
حكايتي لا تنتهي .. ودمعي لغة مارقة .. أبتلع المارين على صدري دونما حكمة ، كلي تكبر ، في أعماقي تفاصيل طعم الملح ولوحة حياة لم تكتمل ، أنا موت محتمل .. ممر الغزاة الطامعين ، وشاهد خائن على استلاب وطن .. أشبه كل طغاة الأرض ، غائب , حاضر , عاشق , كاره , نائم , هائج ، واقف ، راكع ، ذاهل كتماثيل ميدوسا الحجرية ، كل أضّداد الطبيعة بأسبابها البائسة تجلت بزرقتي وقاسمتني شهوة الموت , لكن حزني الوحيد أني لا أستطيع الرحيل كوشم عاصفة تركت صهيلها بصندوق فرح تائه ! ربما لأبقى رجاء الناجين ، أو خيبة انتظار طويل أنسج من عرقي جزراً من الوهم ، أختزل المدى بصدى يلوح على شفة ريح أرتشف اغترابي بدمع لا يراه سواي .. أستبيح الهواء كوجه امرأة عابثة تركت عطرها يسافر بين الموانئ ليعود أغنية صامتة .. أنا كل غامض تائه واضح ، علني ، مجهول ، صادق ، كاذب ، واثق مثل الحقيقة وقتيل مثل نرجسة أسلمت صدرها لأول قطرة ماء قادمة .. يلبسني التوجس وترتديني لهفة أضاعت قناديلها واستظلت بضوء مخاتل ، أطوي الأحلام على عجل ويسلبني وجه مدينة عارية منذ الأزل .. يسكنني التردد ، وتلفظني الأرض من عينيها الراجفتين فأنا أكبر دمعة بالأرض .. روح بلا جسد .. ذاكرة من لا ذاكرة له .. لكني لم أزل أزرق اللون .



#بثينة_رفيع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقةٌ من غزّة
- عائدةٌ من حيثُ لم أذهبْ
- لماذا يا أبي
- ظلالُ رحيلٍ
- لوحةٌ فلسطينيةٌ ليستْ للذكرى
- مرافئُ جرح
- المسافة بين معبر رفح والحوار الوطني
- في زمن الردة
- تراب يواسيك
- حديد عتيق لأطفال فلسطين
- عام من الحصار
- عندما تنام دمشق
- اليسار الفلسطيني بين التبعية والتهميش
- فلسطين .. مساحة من دماء
- حزيران ذاكرة جرح لا يموت
- الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة


المزيد.....




- أحدثت بجمالها ثورة جنسية في عالم السينما.. وفاة بريجيت باردو ...
- عودة هيفاء وهبي للغناء في مصر بحكم قضائي.. والفنانة اللبناني ...
- الأمثال الشعبية بميزان العصر: لماذا تَخلُد -حكمة الأجداد- وت ...
- بريجيت باردو .. فرنسا تفقد أيقونة سينمائية متفردة رغم الجدل ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو، فماذا نعرف عنها؟ ...
- الجزيرة 360 تفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بمهرجان في الس ...
- التعليم فوق الجميع.. خط الدفاع في مواجهة النزاعات وأزمة التم ...
- -ناشئة الشوق- للشاعر فتح الله.. كلاسيكية الإيقاع وحداثة التع ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية.. بريجيت باردو


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بثينة رفيع - ذاكرة بحر