أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي السعيد - الرجل عندما يفقد عضوه...!














المزيد.....

الرجل عندما يفقد عضوه...!


علي السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 16:55
المحور: كتابات ساخرة
    


لم اكن أقصد هنا طول القضيب أو قصره ,ولا عدم انتصابه او قوته ,ولا قدرته من عدمها , المقصود في موضوعي هوانه حدثت امور فوق طاقة الرجال جعلتهم ان يخسروه او يفقدوه .الاسباب قد تكون عديدة ...قد يكن حادث ما , التعذيب ,الحرب , حادث مروري...الخ .
تختلف الشعوب , بمختلف الوانها العرقية والجنسية ,في وعيها وفكرها وثقافتها وفي تاريخها ايضا,تختلف بطقوس القضيب حتى ايضا في الوعي واللاوعي , لكنها تشترك جميعا في انه رمز الرجولة والشخصية الفحولية ورمز الخصوبة والمتعة الجنسية .لكن كيف ستكون النتيجة عليها فيما لو تم فقده وخسرانه ؟وماهي عواقب ذلك عليه وعلى تصرفاته مع محيطه ومجتمعه وأسرته ؟
أمامي حالتين أو قضيتين , أحدهما لصديق فقدته والثانية لقصة فلم واقعية وحقيقية ,الحالة الاولى لصديق فقد عضوه ابان الحرب الايرانية العراقية واوقعه أسيرا لدى ايران لمدة عشر سنوات ,زرته في داره لمرات عديدة بعد فك أسره ,كان صديقي ورفيقي لسنوات عديدة , وجدته متغيرا في كل شيء عاداته تصرفاته وكل سلوكه , لكنه كان يريد عدم مفارقتي لاسباب ماكنت اعلمها . كنت على يقين من ان الرجل كان يريد أن يبوح لي بشيء مهم يحرك كل مشاعره واحاسيسه , وقد تريثت كثيرا في ترويضه واعادة علاقته بالناس والشارع والاصدقاء , لكنني عبثا حاولت , المشكلة بالنسبة لي فوق طاقتي وتطلعاتي , الى أن أباح لي سره . شدد أن لاأبيح سره لاحد وما كان أحد يعلم بحاله غير زوجته التي رزق منه صبيان قبل أسره , وهما الان رجلين في مراحل الدراسة الجامعية . نصحته بمراجعة طبيب قد يسعفه في التخفيف من مصيبته الا انه لم يقتنع بذلك , وبمرور الايام طلبت منه ان يتوجه للدين والعبادة عسى وان تكن أفيونا مهما لتخفيف الامه ولوعته , غير انه عندما طلبت منه ذلك بكى وتألم وعاتبني بشدة ....قال لي كيف أنت تطلب مني ذلك وأنا من كنت تتبادل معه كتب سارتر وكامو وصادق جلال العظم ..هل انا استحق أن أسقط بهذا الشكل المروع ..على اية حال أشكرك صديقي لانك تواسيني همي لكن علاجك ليس لي انا , انا ليس بالانسان الساذج والسطحي , أنا أنسان قبل كل شيْ ولي افكاري وثقافتي وأنت أدرك بذلك .كان وقع كلامه في نفسي شديدا , لكن ما باليد من حيلة غير ان أبقى اتابعه وأرعاه .شكت لي زوجته بانه كثير التنقل والابتعاد عن الناس وكانت تعلم بعلمي سره ومصيبته .في أعوام مابعد حرب الخليج شارك مع مجاميع البحث عن الاسلحة والمعدات التي فقدها الجيش في صحراء البصرة لقاء مبالغ مجزية , الا انه أصيب بمرض السرطان جراء تعامله مع أسلحة ملوثة اشعاعيا , لم يمهله المرض طويلا حتى توفي ومات وهو يحمل جبلا من الهم والحسرة والالم .
الرجل الاخر , فلما واقعيا ومن المدرسة الاشتراكية الواقعية , شاهدته في احدى دور العرض الالمانية الديمقراطية في أواخر السبعينيات . الفيلم ينقل تجربة رجل مناضل ضد النازية , اعتقل لسنوات عديدة وعذب , وقطع عضوه , ثم خرج من السجن بعد سقوط النازية .
أراد الرجل أن يخفي مصيبته لكنه لم يتمكن من ذلك , كشفته النساء وشاع خبره بين مواطني بلدته , لكن معاناته ازدادت وتعقدت أكثر , آثر الانعزال والانطواء , لكن عقدته تطارده حتى في أحلامه , وأخيرا اعتلى شجرة عالية ليصرخ على الجمهور ...انا رجل ولست أمرأة , أنا رجلا قاومت لاجل وطني وشعبي . حتى ألقى بنفسه منتحرا .
أمنيتي أن تعي قادة الحروب ومشعليها , هموم البشرية , همومها المعلنة والخفية .ولكني أعرف تماما , أعرف أن الامور لاتصح بالتمني ... وياليت من يسمع ومن يتعظ .



#علي_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخجل منكم جميعا..لكنني أقولها
- اليمين يتعرى ويترنح
- الفنان والشاعر فلاح هاشم وذاكرة نصف قرن
- من بارات أم البروم خطة مقترحة لحكومة أم القانون
- منشور أسقط جوا قبل الاحتلال بساعات -ماأشبه اليوم بالبارحة
- غياب الحرية وتألق الحوار المتمدن
- قصة الحي العراقي _ حي يحيى زكريا في البصرة القديمة _نموذجا
- أكاذيب الاعلام الموجه مابين دارون وقائمة الحزب الشيوعي العرا ...
- من الذي يحتضر..؟الاسلام أم أتباعه ؟ ومن سيطلق رصاصة الرحمة.. ...
- الماء غير مبذول...ولن يرويكم غير دماء الشعب ..!
- الناشطة والكاتبة وجيهه الحويدر...شمعة في ظلام دامس
- العصامي الهندوسي شويترام باجراني(قصة حياته من يوم هروبه من ا ...
- البوذي الذي كاد أن يفقد ظله ...
- أقزام عملاء ..وعمالقة فقراء
- السيكارة والطبيب والثورة والجنس
- الدكتور علي الوردي وحليب السباع
- (مطرقة التهديم..في مملكة التحريم) تحية للمرأة في المملكة الس ...
- الاستاذة راندا وجبل الجليد..
- اللجنة المركزية وبرجها العاجي
- من على اطلال بابل شاهدت مردوخ البابلي وتلمست عذاب البشرية في ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي السعيد - الرجل عندما يفقد عضوه...!