الطبقة الوسطى وضرورة انعاشها

على عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 13:35
المحور: المجتمع المدني
    

تعتبر الطبقة الوسطى فى العراق الحديث عنصرا مهما فى تطوره وازدهاره فى كافة المجالات الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية, وقد انحسر دورها ونفوذها المالى والاجتماعى فى السنوات الاخيرة تحت حكم النظام السابق, وتعرضت الى الاضمحلال نتيجة الى سياسيات النظام السابق الاستبدادية والقهرية وكذالك الحروب المستمرة التى قادها وخصوصا الحرب العراقية الايرانية واحتلال الكويت والحروب الداخلية ضد الاكراد وانتفاضة الجنوب, وسحق الحركة الوطنية ,وتقديم الايدى العاملة جنودا فى الحروب المستمرة,, كل هذه الاجراءات سرعت فى, انهاك الطبقة الوسطى,, وادى الى هجره اقسام واسعة منها الى الخارج ومنهم الاطباء و المهندسين وهجرة راس المال , كما تدهورت, العملة العراقية,, الى حد كبير وفقدت رصيدها من العملات الاجنبية, وساهم النظام السلبق فى محاربة هذه الطبقة وخاصة الصناعة الوطنية و محاربة القطاع الخاص والتاميم لاغلب المصانع, واصبحت الدولة هى التى تدير المشاريع التجارية, وتدير عملية الاستيراد والتصدير مما ادى الى تدهور طبقة التجار الى حد كبير و تدهورت امورطبقة الموظفين والملاكين بعد تدهور قيمة العملة الوطنية وكما عانت طبقة التكنوقراط من تدهور وضعها المادى فى البلاد ,بعد تدهور الاجور, ومعاناتها من الافلاس الاقتصادى, وتدهور الاجور و الرواتب لسد المعيشة الشهرية للفرد ممادفعهم الى ممارسة حرف يومية لسد احتياجاتهم اليومية . وعانت من التدهور فئة المدرسين و الاساتذة والاطباء والموظفين , وسشكل الحصار الاقتصادى الضربة القاصمة للطبقة الوسطى حيث قضى على المدخرات وخرب الحياة اليومية للطبقة الوسطى.
لقد رافق تدهور وضع الطبقة الوسطى الى تدهور الحيا ة المدنية والاجتماعية فى البلاد وتدهورت الحياة الثقافية والفنون والمسرح والسينما ,و شهدت البلاد هجرة واسعة لاغلب العنصر الوسطى واصحاب الحرف والمهن الى خارج البلاد.
ان سقوط النظام السياسي فى عام2003 كان مهما بالنسبة الى الشعب العراقى, والذى انعشه هذا التغير السياسي . وادى الى تشريع دستور ثابت للدولة واشاعة جو الحرية والديمقراطية والتعددية, وهى امور مهمة للطبقة الوسطى ,وعنصر اساسى لازدهارها ونموها وحصول تراكم مالى لديها ومما شجع على ذلك استقرار العملة الوطنية,وجود حركة مصرفية نشطة,تداول العملة الاجنبية بحرية ويسر الدولار و الاورو مما ادى الى انتعشاش الطبقى الوسطى بشكل كبير وخلال فترة قصيرة وعلى الدولة ان تقدم الحوافز لهذة الطبقة الوطنية وخصوصا انسحاب الدولة من السيطرة والتحكم بالتجارةوالصناعة والاستيراد والتصدير وكذلك تشحيع القطاع الخاص وفتح المجالات امامه للعمل فى البلاد تقديم القروض له واعفاءه من الضرائب الى ان يقف على رجليه والتخلص بشكل تدريجى من البطاقة التمونية ودفع مبالغ نقدية للعوائل المحتاجة وهى لاغيرها تقوم بشراء البضائع والسلع التى تريدها ترغب بها.
ان وجود طبقة وسطى ميسورة اقتصاديا ومستنيرة ثقافيا ,امر مهم للعراق الجديد وعامل اساسى فى استقراره وازدهاره فى كل المجالات ,وعلى الدولة ان تتخلى عن اندماج السلطة السياسية والسلطة الاقتصادية بيد الدولة . لقد ظهر فى تاريخ العراق الحديث شخصيات مهمة خدمت العراق وعاى راسها السيد جعفر ابو التمن ومحسن شلاش ومحد حديد وفتاح باشا و كامل الجادرجى عبد الوهاب مرجان ومحمد مهدى كبة وفائق السامرائى وصديق شنشل والدكتور عبد المجيد القصاب وعبد الفتاح ابراهيم وغيرهم
ان الدولة بحاجة مساسة الى انعاش الطبقة الوسطى وان العوامل المادية والظروف السياسية مناسبة لهذا الازدهار وعلى الدولة توفير الخدمات الى السكان وخاصة الكهرباء والماء ورفع مستوى الخدمات التعليمية والصحية كلها تصب فى مصلحة ازدهار البلد.

#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل