الاجتثاث والدستور

على عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 00:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تعتبر العراق الجديد منذ عام 2003 دولة دستورية ديمقراطية ونظام تعدد سياسى, وكلمة ديمقراطية تعنى حكم الشعب ,اى ان الشعب يحكم نفسه. لقد حصل فى تاريخ العراق الحديث اجتثاثات عديدة اساءت وعاقبت فئات من السكان المسالمين والابرياء. ففى الثلاتينيات من القرن الماضى, تعرضت شريحة كبيرة من الامة العراقية الى الاجتثاث, وهى الطائفة الاشورية , وتعرضت الى الابادة والقتل والطرد والتدمير للقرى والبيوت ومصادرة الاموال والتهجير , وتمت هذة الفضائع تحت اتهامات بالخيانة والعمالة الى الانكليز, وغيرها من التهم الواهية التى شرعت عمليات الاجتثاث بحق هذه الطائفة المهمة فى تاريخ العراق القديم والمعاصر.
وفى اربعينيات القرن الماضى تعرضت طائفة اخرى الى الاجتثاث القاسى والذى ادى الى انهاء وجود طائفة قديمة فى المحتمع العراقى , وهم اليهود العراقيين. ادى اجتثاثهم الى انهاء وجودهم عمليا من البلاد, وهم كانوا يحتلون مكانة مهمة, شكلوا اغلب فئة التكنوقراط العامل فى الدولة والمهن المختلفة , مما ادى الى تاخر العراق وتدهور الخدمات فى البلاد, بعد هجرة اليهود الى الخارج . وتعرضت هذه الطائفة المسالمة الى الاضطهاد والفرهود والاجتثاث ومصادرة الاموال والاراضى
و الدور السكنية واسقاط الجنسية والتسفير الاجبارى من البلاد وايدهم خالية من كل شئء.
وفى سبيعنيات القرن الماضى, تعرضت طائفة كريمة وفية لهذا البلد, كماهو الحال مع اليهود والاشوريون , وهم الكرد الافيليون , وتم ابعادهم عن البلاد بطريقة وحشية وقاسية ومعيبة وتحت مسميات واهية مثل التبعية الى ايران والعمالة و غيرها من التهم الجاهزة وتم السيطرة على املاكهم واموالهم وتعرضوا الى التصفية الجسدية وخصوصا الشباب منهم.
وتعرضت احزاب سياسية الى الاجتثاث والتصفية السياسية والبدنية و على راس هذه الاحزاب الحزب الشيوعى العراقى, والذى تعرض الى التصفية والاعدام فى العهد الملكى وازاد ايضا فى شباط 1963 حيث صدر بيان13 لسنة 1963 لاجتثاث الشيوعية من العراق وتعرض حزب مناضل الى اجتثاث دموى خطير وهو حزب الدعوة الاسلامى, تم تصفية كوادره واعضاءه بشكل بربرى ودموى معروف لنا. وتعرض شعبنا الكردى المسالم الى تصفية واجتثاث وخاصة فى الانفال وحلبجة وتصفية العشيرة البارزانية والتهجير بعد الانتفاضة عام1991 وهذا العذاب والتصفية طالت الشعب الكردى بكل فئاته ,
والان فى العراق الدستورى يوجد اجتثاثا جديدا ,وخطرا وهو ان كل منا ياخذ القانون بيده ويطبقه, وبدون ضوابط قانونية او دستورية, تنظم عملية الاعتقال والمساءلة والعدالة, وهذا مجلس محافظة النجف يصدر قانونا او قرارا فى 18.1.2010 يعطى فترة 24 ساعة لمغادرة البعثيين ,المحافظة الى اين يغادور , واين يسكنوا, ولماذا, ويمضى القرار لمجلس محافظة النجف ويزيد , لا ازادهم الله خيرا , بانة سوف يضرب بيد من حديد , لكل البعثيين , محافظة الديوانية كانت ارحم مع البعثيين واعطت لهم مهلة اسبوع لكى يسلموا سلاحهم الى المحافظة, ولا اعرف اى سلاح لدى البعثين وهل لازالوا محتفضين به. ولكن السؤال المطروح كيف يتم هذا وان اغلب اعضاء مجلس محافظة النجف من قائمة دولة القانون, واين هو القانون , فى مثل هكذا اجراءات قرقوشيه, ماهى التهم الموجه لهم واين القضاء العراقى, وكيف يتم طرد وتهجير عوائل واطفال بهذة الطريقة , والتى ينبغى قد تجاوزها العراق الجديد والدستورى . الانسان برىء حتى تثبت ادانته . ان الظلام الذى غادر العراق بعد السقوط عام 2003 يجب ان لا يعود مرة اخرى ويجب التعامل مع المتهم والبرى بعدالة والجميع تحت سلطة القانون وبدون اجتثاث وتصفية حسابات لقد مر فى العراق الحديث اجتثاثات خطيرة وتعرض شعبنا الى اوجاع و الالام ويحتاج الان الى مسرات وافراح واستفادة من التاريخ باحترام القانون. وعلينا جميعا وحصوصا الفئة المثقفة, ادانة هذه الاعمال والوقوف ضدها حتى تتوقف.

#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل