أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - امسح لي الاسم من GOOGLE














المزيد.....

امسح لي الاسم من GOOGLE


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 22:21
المحور: الادب والفن
    




صادفته في طريقي صدفة ، رجل في الأربعينات من عمره هاجر من وطنه " العراق " منذ سنوات ولم يعد ..
وأنا بدوري لم أره منذ فترة طويلة ..
سألته : كيف حالك يا صاحبي .
قال : أنا عاشق يا أبو جنكو .
ومن التي تعشقها ؟
قال لي : معلمتي ، ُمدرستي في دورة اللغة الألمانية .
قلت له : خيرا ً إن شاء الله ، وتركته .

بعد يومين صادفته قرب مقهى الدراويش ، المقهى الشرقي الذي يقدم الشـــــاي بخمسين سنتا ًفقط ، وجدتها فرصة فدعوته لشرب فنجان شاي معي .
سألته : ما لخطب ؟
قال لي : والله لا أستطيع النوم .. أراها في وجهي في المرآة ، في النوم واليقظة ، أصبح حبها داءا ً يقتلني رويدا ً رويدا ..
قلت له : خفف عنك يا هذا ، بنات الحلال كثيرات هذ ه الأيام ، ومن هي المدام ؟
قال : معلمة اللغة ، فاتحتها بحبي فاعتذرت قائلة أن لها صديق .
وماذا تعتقد ، طالما لها صديق ، لن تغيره بآخر .
قال - كذلك قال لي البعض ، قالوا لي أن البعض ممن لادين له ن يصادق دون زواج .
قلت له ، لا ، هذا الكلام غير صحيح ، فجارتي عمرها 87 عاما ، وزوجها حوالي التسعين ، دعيناهما (زوجتي وأنا ) إلى بيتنا مرارا ً ، وذات يوم قلت له معقبا على صورة تجمعه بفتاة عندما كان شابا ، يقف إلى جانبها : أكنتما عاشقين قبل أن تتزوجا ن ؟
قال لي : نحن لم نتزوج ، ولا نزال أصدقاء .

هذين الزوجان ، متدينان ، وأخلاقيان ، ومؤدبان ..
الصداقة هنا صادقة ، لا يخون أحدهما الأخر .. وهذا يعني أنه يمكنك أن تقول عن معلمتك بأنها متزوجة .
قال : ولكن لا أستطيع إلا أن أفكر بها ..
اتركها ، ياأخي اتركها ، الزواج من أوربيات متعب للغاية .
ففي زواجك من أوربية يجب أن تعرف لغتها 95% ..
يجب أن تقرأ ما تقول قبل النطق بالكلمة .. تصور ففي اللغة العربية يقال عن القرآن الكريم أن كل حرف فيه له مد .. ورغم ذلك " نفهمها على الطاير " ، بينما عندما تتكلم الألمانية مثلا ً ، وتغير من لكنة الحديث ، يقول لك المخاطب : عفوا لم أفهم عليك .

يقال في أمثلتنا الشعبية : " اللي ما بياخد من ملته ، بيموت بعلته *"
قال : ولكن ربما لاتحب صديقها !!
قلت : ولماذا تعيش على التخمين ؟
لو لم تكن تحبه ستحب غيره ، لكن وعدم المؤاخذة المرأة تريد أن تحاور من تحب بلغتها وأنت لا تزال تتعلم .. اتركها .
قال : لا أستطيع . لقد كشفت حبها لي منذ أول أيام الكورس ، لد اقتربت مني وهي تحرك ماوس الكومبيوتر .
قلت له ربما تكون صدفة .
قال ، وذات مرة كانت خلف الطاولة ، حركت رجلي نحو اليمين ، فحركت رجلها نحو اليمين ، وحركت رجلي نحو اليسار فحركت رجلها نحو اليسار ، ماذا تقول في ذلك ؟
أقول ياصاحبي اتركها ، أرسل لأهلك يخطبوا لك امرأة من بلدك ، ابنة الجيران ، ابنة عمك ، أي امرأة من الوطن .
قال لي : أنا متزوج وعندي أربعة أولاد .
قلت له : وفر حبك لزوجتك وأولادك إذا ً ، وإقرأ ما كتبته عن الحب من بعيد ، إقرأ قصتي "حب على ورق" .

في اليوم التالي اتصل بي ، رجاني أن آتيه إلى مقهى الإنترنيت للضرورة ..
لما حضرت أخرج من جيبه اسم لفتاة لم اعد أتذكر منه إلا الشق الثاني من عائلتها " باور " وهو اسم دارج بين الألمان والنمساويين .
قال لي من فضلك ابحث لي عن رقم هاتفها ..
بحثت له دون جدوى لأن رقمها غير وارد في دليل الهاتف .
قال : ربما تجده في ال google أرجوك إبحث لي عنه في ال google
بحثت له عنه في ال google .. عثرنا على عناوين لأسم دون الكنية ، ولكنية بغير اسم كان هناك اسم لرجل اسمه ماريو .
قال لي هذا هو ، قل لصاحب المقهى أن يطبعه ،
فقلت له : ولكن ..!!
جاوبني من فضلك بدون لكن ، أرجوك قل له أن يطبعه .

قلت لصاحب المقهى وهو مصري : " أخي اطبعنا هالعنوان "
فطبعه.

في اليوم التالي : اتصل بي ، قال لي أرجوك أن تأتي إلى المقهى وتمسح الاسم من ال google ..
قلت له : ولكن هذه الأسماء ليست لمن تعني ، وهي موجودة بالأساس في ال google فاتركها .
قال : لا ، انت خزنته ، وأنت تمسحه ، وإلا " رح تزعل مني "
" شو هالمصيبة ؟ " ، قلتها في نفسي ، ثم قلت له : غدا ً نلتقي في المقهى .
قال : لا ، اليوم من فضلك ، لأنه إذا قرأت المرأة اسمها " رح تزعل مني" أرجوك .
قلت له :يا أخي أنا بعيد عن المدينة تقريبا 60كم اتركها لبكرا .
قال : سأنتظرك في المقهى ، أرجو أن لا تتأخر . وأغلق الهاتف .
في المساء عدت تعبا ً ، فوجدته ينتظرني بالقرب من المقهى على الرصيف وهو متلفح بأغطية سوداء .... شال أسود ومعطف أسود وبنطال أسود .
ما لخطب ؟ سألته .
أجابني : تفضل .
قال لي : والله لم أنم ليلة أمس ، كوابيس نوم أزعجتني ، " طيرت النوم من عيني " حسبت مليون حساب ..
إذا المعلمة رأت اسمها في الgoogle كيف سيكون تصرفي ؟
ستعرف أني بحثت عنها .. وستعرف أني فكرت بها .. وستزعل .
قلت له : ياأخي هذا ليس اسم محبوبتك ، انه اسم بغير كنية ، ولا عنوان ..
ولن أستطيع مسحه من الكومبيوتر .. إنه لشخص لا نعرفه ...

دخلنا ، وكتبنا نفس الذي كتبناه قبل يومين ، قلت له راجيا ، أرجوك انسى ، اترك الموضوع وهيا بنا نخرج .
رد علي : لا ، كيف سنخرج واسم عائلتها في ال google ? إنها مشكلة ، أنت كتبته وأنت يجب أن تمسحه .
جاءه صاحب المقهى ، حاول إقناعه ، ثم زبونة ، وزبون آخر ، وتمع الزبائن حوله ولازال يصر ّ على مسح العنوان ..
في اليوم التالي اتصل ، لم أرد عليه لأني غيرت رقم الهاتف ، وانتقلت من المدينة .
= = = = = = = = = = =
* من لايأخذ من ملته ومن جماعته ، يموت معلولا ً .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة إغتيال مهاباد الشهيدة الكرد .. بعد كل اغتيال .. صحوة ...
- حكامنا ظلموا فخافوا ، وحكامهم عدلوا فحكموا
- ماما : اكتبي وصاياي
- ماما : اكتبي لله أن يرسل هداياي
- الذكرى ال 126 لميلاد الكاتب والفيلسوف جبران خليل جبران
- بعد سيندي ، سنوبي وديزي ، وهيري ، وبيترقطط وجرذان وخنازير غي ...
- - رثاه شوقي ، وحافظ ابراهيم ، وهاجمه الجندي والسقاف -
- معك قلوبنا ياابن أخي ..أيها الكردي .. أيها المنفي
- ماذا عن مفهوم المواطنة في ظل حكم ديموقراطي جدلا ؟
- تغيير نظام وليس إسقاط دولة !!! حوار مع تجربة
- ثورتي أيلول في كردستان وفي إرترياحققتا حلم الشعبين بتحقيق تق ...
- استشهد الشيخ البكاري وعاش أهل الرفيد
- حول مشروع برنامج الحركة الكردية المطروح من قبل الأستاذ صلاح ...
- فلنحيي صانعي الخامس من آب
- طفل ونورس وقرص شمس
- ربحان رمضان في حوار مع رئيسة الجمعية الإغريقية – البلغارية ا ...
- ايران : انتخابات ، ثورة ، ومظاهرات
- بمناسبة الخامس من حزيران كل عام وانتم بخير
- - المستبد (عبد) يتمثل سيده -
- هل كان الحسيني خائنا لشعبه عندما تعاون مع الألمان ؟


المزيد.....




- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - امسح لي الاسم من GOOGLE