أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمشيد ابراهيم - رأيتها يوم السبت














المزيد.....

رأيتها يوم السبت


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 24 - 23:08
المحور: الادب والفن
    


نعم رأيتها يوم السبت. رايت طيفها و شبحها و ظلها الخافت. شعرها القصير الاسود الغامق غطى اذانها وعين واحدة ووصل الى منتصف رقبتها الرفيعة. رفعت رأسها لتركز العين الظاهرة عليّ. بدا وجهها الحزين النحيل الشاحب المائل للاصفر فوق ملابسها السوداء كمصباح في غرفة مظلمة و كانما هي قادمة تواً من تعزية والدتها. نظرت اليّ مرة اخرى بصمت . لم استطع تمالك نفسي فقلت لها بعفوية و بصوت اختنق في داخلي: احبك و لكنها لم تسمعني و اختفت من حيث اتت.

عندما نهضت من الفراش وغسلت نفسي في الحمام و نزلت الى الاسفل اصطدمت برؤية زوجتي في المطبخ: "عجيب ؟ كيف؟ انا متزوج ؟ كيف لا ادري؟ لماذا هذا التقلب المفاجئ في حياتي؟ اين ذاكرتي ؟ هل انا في حلم؟" اهدتني زوجتي عندما رأتني مباشرة ابتسامتها الحلوة و الحنونة و شدتني الى نفسها لتقبلني بقوة و كأنها مصاصة الدماء. شعرت بالم في شفتاي ولكنها اضافت بطريقتها العفوية التي دائما تهز قلبي عندما تفتح فمها لانها تقولها ببراءة اكثر من الملائكة: مالك يا عسل لماذا مرتبك و ترتجف؟ عملت لك عصير برتقال طازج وقهوتك الايطالية المفضلة؟ شعرت بخجل و ضميتها الى صدري لكي لا ترى وجهي الاصفر. كعادتها امرتني: ضمني بحزم يا حبيبي الى صدرك ... لا تتركني ابدا. لم اتمكن على الكلام و رأيت القلق في عيون زوجتي الحزينة: انت مريض؟ سألتني. "لا ابدا عندي فقط شوية صداع" قلت بتردد.

فتحت زوجتي الشباك و حولت البيت الى ثلاجة لتجمد عظامي في الشتاء القارس و اضافت ببرودة طبيعية: انت في حاجة الى الهواء الطلق كم دقيقة بدل الاسبرين. بعد ذلك اختفت بضع دقائق و رجعت ببطانية من الصوف الايرلندي الثخين و غرقتني فيها و قالت: " انت لا تتعود على البرد هنا مهما طالت الفترة. تركتني في تصوفي فترة قصيرة لتحضر لي كأس من الماء في داخله الليمون والعسل – دواءها المفضل بالمناسبة لمحاربة البرد. استرجعت قواي و بدأت اساعدها في كتابة الشهادات المدرسية على الكومبيوتر.

كان يوم الاحد يوما هادئا قضيناها في التحضير للاسبوع الجديد. استيقضت زوجتي يوم الاثنين في ساعة مبكرة لانها دائما تبدأ عملها في الصباح الباكر ولكني بقيت في الفراش صاحيا لحين سمعت صوت فتح وغلق الباب الخارجي و عندها عرفت بانها الان تركت البيت. نهضت و ذهبت الى الحمام لاغسل نفسي و احلق و بعدها نزلت الى الاسفل لتناول الفطور. فطوري عادة يتكون من قهوة اسبريسو مع كعكة يابسة باللوزاكلها و انا دخن الغليون. عندما دقت الساعة الحادية عشرة صباحا ادركت ان الوقت اتى لترك البيت.

وصلت الى المدينة بعد نصف ساعة و لان الوقت كان مبكرا للعمل - ابدأ بالعمل عادة بعد الظهر و ارجع الى البيت بالليل – دخلت الى احد المخازن التجارية الكبيرة لاتخلص من البرد . كتبت الجرائد ان موجة برد قارسة ستهجم علينا غدا. انا من بين الذين يبردون بسرعة و احيانا ابرد حتى في الصيف اذا تدهورت الاحوال الجوية و هي تتدهور في كثير من الاحيان. تركت المحل بعد فترة لا بأس بها و عبرت الى الجانب الثاني. كعادتي عاودت النظر الى الجانب الاول بعد عبور الشارع و فجأة كدت افقد صوابي ...وقع نظري على طيفها. رأيتها تمشي وعينها الظاهرة تراقبني وهي في ملابسها السوداء . و قفت لحظة لاتاكد :هل هذا حلم ام حقيقة ؟ لماذا لا تتكلم؟و لكني خفت ان يفوتني الاوان فركضت دون الانتباه الى السيارات الكثيرة في الشارع.
يتبع
www.jamshid.ibrahim.ne



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربية حسب التوقيت المحلي
- صورة حيادية للنبي العربي – 5 –
- صورة حيادية للنبي العربي – 4 -
- تفوق الغموض و الالتباس على الدقة و الضبط
- صورة حيادية للنبي العربي – 3 –
- صورة حيادية للنبي العربي – 2 –
- صورة حيادية للنبي العربي
- تحويل المادة الصلبة الى رموزتجريدية -1-
- من اين انت؟
- هل الحياة ربح و/ام خسارة؟
- نغولة التعددية و عيوبها
- كعكة الارهاب
- اسباب اعتناق المسيحية و المسيحي الاسلام في اوربا -2 -
- الانسان و الكومبيوتر - 2- عصرتسويق الخدمات Cloud Computing
- الخيط الرفيع بين الفردية و الانانية
- اسباب اعتناق المسيحية و المسيحي الاسلام في اوربا
- النساء و النسيان و الانسان
- ماهي العلاقة بين الرَجُل و الرِجل؟
- افهموا الرجل الشرقي قبل الحكم عليه
- الانسان و الكومبيوتر -1-


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمشيد ابراهيم - رأيتها يوم السبت