عرفة خليفة الجبلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 13:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كانت مواسم الحج قبل الإسلام وبعده وحتى وقتنا الحالي، فرصة سانحة لأهل مكة للربح المادي والرواج التجاري، ولهذا كانت هناك فترات تعد بمثابة الهدنة بين القبائل المتحاربة وهي ما أطلق عليها الأشهر الحرم، لتكون مواسم آمنة للحجيج. وكانت مكة نفسها آمنة والكعبة بشكل خاص حتى سميت البيت الحرام أو البيت المحرم. ولذلك قال القرآن: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (قريش 3، 4)
وقد تبنى الإسلام هذا المفهوم وهو تقديس الأشهر الحرم وتأمين البيت الحرام، وإن حدث استثناء للأشهر الحرم بسبب سرية عبد الله بن جحش، وقال فيها القرآن: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ (البقرة 217). أيضا حدث استثناء وأبيح الحرم للرسول حيث قال القرآن: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (البلد 2) وقال الطيري: أحلت مكة له ساعة.
لكن أهم ما استفادت منه مكة المشركة من مواسم الحج كان تكوين خلفية ثقافية كبيرة عن الأديان والملل والمذاهب الفكرية السائدة في ذلك الحين من زرادشت والمجوسية إلى أهل الكتاب من اليهود والنصارى الأبيونيين (الفقراء) وأصحاب البدع من الناسطرة والمريميين وكذلك الصايئة الحرانيين وغيرهم.
مثلت هذه الخلفية الثقافية المتراكمة عقبة كأداء أمام الدعوة الإسلامية الوليدة، فمحمد عليه أن يثبت صدقه بالمعجزة، وعليه أن يؤكد نبوته بإجابة الأسئلة التي نجمت عن نقاشات ومداخلات الطبقة المثقفة في مكة التي كانت تموج بتيارات ثقاقية شتى. وكان هذان المحوران هما ما نبر عليه الملأ القرشي، وذلك لمحاربة التوحيد الذي سيجعل القبائل تنفض عن مكة وكعبتها من جهة، ومن جهة أخرى للتأكد من حقيقة تلك الدعوة ومدى مصداقيتها.
ذكر القرطبي أن قريشا قالت: يا محمد, تخبرنا بأن موسى ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا, وأن عيسى كان يحيي الموتى, وأن ثمود كانت لهم ناقة; فائتنا ببعض هذه الآيات حتى نصدقك. فقال: أي شيء تحبون؟ قالوا: أجعل لنا الصفا ذهبا، فوالله إن فعلته لنتبعنك أجمعون. فقام (ص) يدعو، فجاءه جبريل فقال: إن شئت أصبح الصفا ذهبا، ولئن أرسل الله آية ولم يصدقوا عندها ليعذبنهم فأتركهم حتى يتوب تائبهم. فقال رسول (ص): بل يتوب تائبهم. فنزلت الآية: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (الأنعام 109). وهذه حجة لم تقنع القرشيين، فجميع الانبياء كانوا يعملون المعجزات الباهرة ثم يطلبون من الناس التصديق برسالتهم ولكن الرسول لم يقتف اثرهم، فلما طلبوا منه ان يعمل معجزة كمعجزة موسى او عيسى او غيرهما قال لهم القرآن لن تؤمنوا!!
وبدأت مرحلة جديدة من التهديد والوعيد: أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (سبأ 9) فماذا فعل هؤلاء القوم: قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (الشعراء 185-187). ما العمل أما هذا التحدي السافر لا بد من مخرج إزاء هذا المأزق، وكان المخرج أن قال القرآن: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (الطور 44). ما هذا؟ دعهم يقولون ما يقولون: سحاب مركوم أو غير مركوم، نفذ وعيدك حتى يؤمن القوم. إن كسفا ساقطا من السماء سيبيدهم بلا شك، وعندئذ سيعلمون الحق!!
وازداد التحدي وزاد معه الاعتذار: وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (الإسراء 93:90). ماذا قال؟ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا، وهل هذا غير كاف؟ أين جبريل؟ أين الملائكة المسومين؟ وهل كان موسى إلا بشرا رسولا عندما أوتي تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ (الإسراء 101). وعندما شق البحر: وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (البقرة 50) وكذلك نوح ولوط وهود وصالح وغيرهم.
وفي غمرة شوقهم لمعرفة الحق، تخلى القوم عن تعنتهم، فطلبوا منه آية، أية آية. وكانت الإجابات هي التي تعودوها: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (الرعد 7). وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 203). وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (الرعد 27). وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (طه 133). فقصص الأنبياء التي كانت متداولة ومتضمنة في الشعر الجاهلي، اعتبرها القرآن آيات!! وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (الأنعام 37). إن الله قادر عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً. جميل أين هي؟ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ!! حسنا عليك إعلامهم. لا جدوى، لا فائدة، فقط كلام!! لا بد من حدوث شيء. وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (يونس 20). الله القادر على كل شيء يقول لنبيه في هذا الموقف الحرج: فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ، بدلا من أن يعطيه آيات عديدة لتثبيت الدعوة الوليدة. ما العمل: وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (الأنعام 124). هات الآية أولا ثم دع كلامهم شاهدا عليهم.
وفي مرة أخرى كانوا يطالبونه بأن يأتيهم ملك: فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (هود 12). وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (الفرقان 7-8). قَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (الأنعام 8). فليقض الأمر إذا بدلا من ذلك الموقف المتخاذل.
وأخيرا بعد ضاق صدرهم في انتظار الحقيقة، قالوا ما أشرنا إليه في المقال السابق: وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (الأنفال 32)، جاءت الإجابة: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (الأنفال 33)، يستغفرون من الله أم اللات؟ ولماذا عذبوا يوم بدر: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (التوبة 14).
أمام نضوب الأيات لجأ إله القرآن إلى أسلوب جديد وهو الترهيب والتخويف: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (العلق 9-19)
يقول الطبري: ذُكر أن هذه الآيات نزلت في أبي جهل بن هشام، وذلك أنه قال فيما بلغنا: لئن رأيت محمداً يصلي، لأطأنّ رقبته وكان فيما ذُكر قد نَهَى رسول الله (ص) أن يصلي، فقال الله لنبيه محمد (ص): أرأيت يا محمد أبا جهل الذي يَنْهاك أن تصليَ عند المَقام، وهو مُعرض عن الحقّ، مكذّب به، يُعجِّب جلّ ثناؤه نبيه والمؤمنين من جهل أبي جهل، وجراءته على ربه، في نهيه محمداً عن الصلاة لربه، يقول: ليس كما قال: إنه يطأ عنق محمد، يقول: لا يقدر على ذلك، ولا يصل إليه. لَنَسْفَعاً بالنَّاصِيَةِ: لنأخذن بمقدّم رأسه، فلنضمنه ولنذلنه والمعنى: لنسوّدنّ وجهه، فاكتفى بذكر الناصية من الوجه كله، إذ كانت الناصية في مقدم الوجه. وقيل: معنى ذلك: لنأخذنّ بناصيته إلى النار، وقوله: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ، يقول تعالى ذكره: فليدع أبو جهل أهل مجلسه وأنصاره، من عشيرته وقومه، والنادي: هو المجلس. وإنما قيل ذلك فيما بلغنا، لأن أبا جهل لما نهى النبيّ (ص) عن الصلاة عند المقام، انتهره رسول الله (ص)، وأغلظ له، فقال أبو جهل: علام يتوعدني محمد وأنا أكثر أهل الوادي نادياً؟ فقال الله جلّ ثناؤه: فإنه إن دعا ناديه، دعونا الزبانية. قال ابن عباس: لو دعا ناديه، أخذته زبانية العذاب من ساعته. قال أبو جهل: لئن رأيت رسول الله (ص) يصلي عند الكعبة، لآتينه حتى أطأ على عنقه، فقال رسول الله (ص): لَوْ فَعَلَ لأَخَذَتْهُ المَلائِكَةُ عِياناً.
تهديد ووعيد ولم يحدث شيء، وأين كان هؤلاء الزبانية يوم أحد؟. وزاد القوم في تضييق الخناق على محمد حتى عزم على الهجرة، ولكن في هذه الأثناء أشيع أنه لو آذوه فسيهلكهم الله كما أهلك أقوام من قبلهم، وفي هذا نزل قرآن: وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء 76)، وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ (الأنفال 30)
يقول الطبري في تفسير (لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) أي يهلكهم. فلـما هاجر رسول الله (ص) إلـى الـمدينة لقـيه عمر، فقال له: ما فعل القوم؟ وهو يرى أنهم قد أهلكوا حين خرج النبـيّ (ص) من بـين أظهرهم، وكذلك كان يصنع بـالأمـم، فقال النبـيّ (ص): أخِّرُوا بـالقِتالِ.
ويقول الزمخشري معتذرا: وإن كاد أهل مكة (لَيَسْتَفِزُّونَكَ) ليزعجونك بعداوتهم ومكرهم من أرض مكة (وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ) لا يبقون بعد إخراجك (إِلا) زماناً (قَلِيلاً) فإن الله مهلكهم وكان كما قال، فقد أهلكوا ببدر بعد إخراجه بقليل. وقيل: معناه ولو أخرجوك لاستؤصلوا عن بكرة أبيهم. ولم يخرجوه، بل هاجر بأمر ربه.
إن سؤال عمر ينبىء عن يقينه بهلاك القوم، وكان رد الرسول أنهم أخِّرُوا بـالقِتالِ. نعم القتال هو الحل طالما نضبت المعجزات.
#عرفة_خليفة_الجبلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟