أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عرفة خليفة الجبلاوي - تساؤلات حول آي الكتاب المبين (3)















المزيد.....

تساؤلات حول آي الكتاب المبين (3)


عرفة خليفة الجبلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 13:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سادسا:أخطاء إملائية
الذاكرة الإنسانية والأخطاء الإملائية والأمية بالإضافة إلى أدوات الكتابة الخشنة وبدائية الخط العربي كانت عوامل مؤثرة في إخراج الكتاب المبين من صدور الرجال إلى مصحف مقروء. وسنتناول هذه العوامل إسهابا في لاحق المقالات.
أما في هذا المقال فسيخصص للأخطاء الإملائية الواقعة في المصحف العثماني ـ المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان واصطلح على تسميته بالمصحف الإمام ـ وببرهانه نفسه.

وردت بعض الكلمات في القرآن بهجائين (برسمين) مختلفين رغم أن الكلمة هي نفس الكلمة والمعنى هو ذات المعنى. ويتشبث بعض أهل العلم بالقول على أن خط القرأن توقيفي وليس توفيقي أي لا دخل للبشر فيه. يقولون ذلك بأعلى الصوت دون دليل ودون أن يذكروا الحكمة المرجوة أو العبرة المستفادة من هذا الاختلاف، وقد أورد جلال الدين السيزطي في الإتقان في علوم القرآن (النوع السادس والسبعون في مرسوم الخط وآداب كتابته) مايلي من أحاديث: قال أشهب‏:‏ سئل مالك‏:‏ هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء فقال‏:‏ لا إلا على الكتبة الأولى‏.‏ رواه الداني في المقنع ثم قال‏:‏ ولا مخالف له من علماء الأمة‏.‏ وقال في موضع آخر‏:‏ سئل مالك عن الحروف في القرآن مثل الواو والألف أترى أن يغير في المصحف إذا وجد فيه كذلك قال‏:‏ لا‏.‏ قال أبو عمرو‏:‏ يعني الواو والألف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ. وقال الإمام أحمد‏:‏ يحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف أوغير ذلك‏.‏
ولا نعرف سببا لهذا التحريم!! ولماذا لم يحرموا تشكيل وإعجام الحروف والتي لم تكن موجودة أصلا في مصحف عثمان؟!! حيث أن الخط العربي كان بدائيا فالكلمات لم تكن مضبوطة مما أدى إلى اللحن في القراءة، والحروف كانت غير معجمة أي غير منقوطة.
مشكلة اللحن: أخذ اللحن يتسرب إلى القرآن نتيجة لدخول الكثير من الأعاجم في الإسلام، حيث اضطلع أبو الأسود الدؤلي ( ت 69 هـ/ 688 م) بهذه المهمة فوضع الشكل لضبط الكلمات وهو تقييد الحروف بالحركات. وكانت في أول الأمر على هيئة نقط تنوب عن الحركات الثلاث - تكرر في حالة التنوين - وتكتب بمداد يخالف مداد الكتابة.
مشكلة التصحيف: ظل الخط خاليا من النقط لوقت متأخر ؛ مما أدى إلى خطوة أخرى من التطور تمثلت في الإعجام أي النقط ؛ ذلك أن عدم تمييز الحروف المتشابهة الصورة بعلامة تفرق بينها كالدال والذال مثلا أدى إلى اللبس ومن ثم إلى تغيير الكلمة وحتى المعنى أحيانا. وقد كثر التصحيف - خاصة في العراق - مما أفزع الحجاج ابن يوسف الثقفي ( ت 95 هـ/ 714 م) الذي طلب من كتابه وضع العلامات على الحروف المتشابهة. وقد قيل إن أول من أعجم المصاحف هو نصر بن عاصم الذي لقب بـ " نصر الحروف " (ت 89 هـ/ 707 م) أو يحيى بن يعمر (ت 129 هـ/ 746 م) وهما من تلاميذ أبي الأسود الدؤلي.
هذا يلقي بعض الضوء على المشكلة وحجمها، فالقرآن ظل خاليا من التشكيل والتنقيط خوالي أربعين عاما.

بعد هذه المقدمة الطويلة، أورد بعض الأمثلة فيما يخص الرسمين المختلفين في المصحف العثماني كما جاءت في كتاب المصاحف للسجستاني:
كلمة (دعاء) وردت 12 مرة على هذا الرسم، ولكن على الصورة (دعؤا) وردت مرة واحدة في (غافر 50).
كلمة (الميعاد) وردت 5 مرات على هذا الرسم، ولكن على الصورة (الميعد) وردت مرة واحدة في (الأنفال 42).
و(شىء) وردت 201 مرة على هذا الرسم، ولكن على الصورة (شايء) وردت مرة واحدة في (الكهف 23).
و(نشاء) وردت 19 مرة على هذا الرسم، ولكن على الصورة (نشؤا) وردت مرة واحدة في (هود 87).
و(شركاء) وردت 11 مرة على هذا الرسم، ولكن على الصورة (شركؤا) وردت مرتين في (الأنعام 94) و(الشورى 21).
و(لقاء) وردت 17 مرة على هذا الرسم، ولكن على الصورة (لقــآىء) وردت مرتين في (الروم 8، 16).
و(قرآناً) وردت 10 مرات على هذا الرسم ، ولكن على الصورة (قرءناً) وردت مرتين (يوسف 2) و(الزخرف 3) .
و(أينما) وردت 4 مرات على هذا الرسم، ولكن على الصورة (أين ما) وردت 8 مرات.
وقوله: ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين (آل عمران 61) التاء مفتوحة في لعنت الله
لكن في قوله: أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة (آل عمران 87). التاء مقفولة في لعنة الله
وقوله: إذ قالت امرأت عمران ربي إني نذرت لك (آل عمران 35) التاء مفتوحة في امرأت
لكن في قوله: وإن كان رجلٌ يورث كلالة أو امرأةٌ (النساء 12) التاء مقفولة في امرأةٌ
وقوله: الذين بدلوا نعمت الله كفراً (إبراهيم 28) التاء مفتوحة في نعمت
لكن في قوله: ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته (البقرة 211) التاء مقفولة في نعمة
وتساؤلنا المنطقي والمشروع هو هل هذه الاختلافات من الله أم هي أخطاء إملائية من الكتبة؟
***
يشير بعض دارسو التوراة إلى وجود ثلاثة مصادر للتوراة هي المصدر الإلوهيمي والمصدر اليهوي والمصدر الكهنوتي مع التأكيد على هيمنة الوحي في كل ما حوته التوراة، وبناء على هذه المصادر يمكن تفكيك النص وفهمه من خلال بيئته التاريخية والثقافية. لكن هذا غير مقبول لدى المسلمين الذين يعتقدون يمصدر واحد للقرآن، وإن كان يمكن تقسيمه إلى القرآن المكي والقرآن المدني والذي ـ أي التقسيم ـ يفيد في نوعية الجدال وترتيب الأولويات مع التمسك بوحدة المصدر الإلهي لكل القرأن.
عندما كنت أعد الموضوع لاحظت أن اسم ابراهيم في سورة البقرة له رسم مختلف عن الرسم الوارد في كل القرآن. وإليك هذا المثال الغريب العجيب: ورد اسم إبراهيم في القرآن 69 مرة ، وجاء على الرسم (ابرهيم) 54 مرة بينما ورد على الرسم (ابرهم) 15 مرة، ومما يثير العجب أن اسم إبراهيم ورد في سورة البقرة 15 مرة كلها على الرسم (ابرهم)، وهو ما يدل على أن من كتب سورة البقرة شخص مختلف عن غيره من الكتبة، فالكتابة عمل بشري صرف حيث يستحيل أن يكون هذا الاختلاف نتيجة لتعدد المصادر كما هو الحال في التوراة. أما من ينادون بأن رسم القرآن توقيفي (أي من الله أو من جبريل أو من الرسول) فعليهم شرح العلة أو بيان القصد أو إظهار الحكمة من وراء ورود اسم ابراهيم في كل سورة البقرة خلاف لهجائه في كل سور القرآن الأخرى.
هل تريد المزيد؟ إذا أنظر إلى هذه الأية: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَاذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (النمل 21) حيث زيدت ألف في الفعل (لأذبحنه) بعد الهمزة فأصبحت الكلمة في المصحف العثماني بالرسم (لأاذبحنه) رغم أنه فعل معطوف على الفعل (لأعذبنه) بـ (أو) وبنفس الوزن ولكن بدون الألف الزائدة. فهل هذا توقيفي أم خطأ من الكاتب؟.
وأرى أن الحديث التالي قد يلقي الضوء على بعض هذه الاختلافات: حدثنا عبد الله، حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن اِبراهيم قال كانوا يرون أن الألف والياء في القراءة سواء.
وربما كان هذا هو السبب في الكلمات التي لا توافق قواعد النحو مثل:
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ (طه 63) وهي عندهم مثل )إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَينِ(
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى (المائدة 69) وضعوا الواو مكان الياء، والموافق للنحو هو ما جاء في سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ (البقرة 62).
وأيضا لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (النساء 162) وضعوا الواو مكان الياء.
وحتى نكمل موضوعنا إليك الأمثلة التالية:
وَزَادَهُ بَسْطَةً (البقرة 247) بالسين ولكنها بالصاد في: يَقْبِضُ وَيَبْصطُ (البقرة 245) نفس السورة والكلمتان بينهما آية واحدة فكيف حدث ذلك؟ إن لم يكن خطأ الكاتب فما هو السبب؟
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ (البقرة 90) موصول بينما: وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ (البقرة 102) مقطوع
وقال الكرماني في العجائب‏:‏ كانت صورة الفتحة في الخطوط قبل الخط العربي ألفًا وصورة الضمة واوًا وصورة الكسرة ياءً فكتبت لا أوضعوا ونحوه بالألف مكان الفتحة وإيتاي ذي القربى مكان الكسرة وأولئك ونحوه بالواو مكان الضمة لقرب عهدهم بالخط الأول (الاتقان النوع 76)، وقد نتج عن هذا الخلط أخطاء كثيرة يصعب حصرها. وسنكتفي بأمثلة من سورة البقرة فقط تجنبا للإطالة:
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ (256) بالألف بيتما أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّغُوتُ (257) بغير الألف. وكتبوا في جميع القرآن (الربا) برسم (الربوا) بالواو، يُخَدِعُونَ اللَّهَ (9) بغير ألف، فَادَّارَءتُمْ فِيهَا (72) بغير ألف والصحيح (فَادَّارَأْتُمْ)، وَقَتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ (193) بغير ألف والصحيح (وقاتلوهم).
وينفرد المصحف العثماني عن بقية المصاحف الأخرى بأن أورد الآية: يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (الأحزاب 20) كما يلي: يسلون عن انبائكم .. بدون ألف (راجع كتاب المصاحف للسجستاني) وكذلك الآية: وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (يوسف 31) وهي في الأساس حاشا بألف.

والموضوع متبوع



#عرفة_خليفة_الجبلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قول على قول: رد على مقال ... تساؤلات حول اّي الكتاب المبين 2
- تساؤلات حول آي الكتاب المبين (2)
- تساؤلات حول آي الكتاب المبين (1)


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عرفة خليفة الجبلاوي - تساؤلات حول آي الكتاب المبين (3)