أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - كيفما تكونوا يُولَّ عليكم














المزيد.....

كيفما تكونوا يُولَّ عليكم


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كعربي اعيش تحت سماء الشرق وكانسان يعيش تحت سماء هذه الدنيا، أتساءل ما سبب هذا التراجع لا بل الانحطاط العام في عالمنا العربي سياسيا، واجتماعيا وثقافيا واخلاقيا وقيما وممارسة. والجواب على ذلك برأيي متعدد الجوانب ولكن الجانب الاساسي، لا بل اصل هذا المرض والداء هو انظمة الاستبداد السياسي، الى جانب ضعف المؤسسات المدنية من احزاب وجمعيات وحركات ثقافية وخدمة بعض "المثقفين" العرب لانظمة الاستبداد، او مشاركتهم في مؤامرات تحاك ضد شعوبهم، وبالمقابل تهميش كل مبدع مثقف او اديب او سياسي يسعى ويناضل من اجل مجتمع دمقراطي، وعدالة اجتماعية ويسعى الى تآخي الانسان مع اخيه الانسان.
وهذا الاستبداد السياسي في العالم العربي ممثلا بانظمته المستبدة والفاسدة ملكية كانت ام جمهورية معتمدة في بقائها واستبدادها على الدعم الغربي الامريكي، واكبر دليل على ذلك العربية السعودية والتي سمحت باقامة قواعد عسكرية امريكية على اراضيها. او النظام المصري الذي فقد مصداقيته واستقلاله الوطني بسبب ارتباطه بالدعم المالي الامريكي، وايضا بسبب اعتماد السلطة والتي قد تتحول في بعض الدول الى وراثية، على الطبقة البرجوازية الكومبرادوية المحلية المرتبطة بالرأسمال الغربي والامريكي خاصة.
والاستبداد في عالمنا العربي ليس فقط استبداد الحكومات والانظمة والتي حولت الغالبية الساحقة من الجماهير الشعبية الواسعة، الى فئات مسحوقة مهمشة غير منسجمة مع ذاتها ومجتمعها وتعيش في ظروف قاسية جدا اقتصاديا وسياسيا، واجتماعيا وثقافيا حتى اصبح شعب إقرأ لا يقرأ. واصبح الانسان العربي من اشقى المخلوقات.
بالاضافة الى استبداد الحكومات والانظمة هناك استبدادات مجازية كثيرة اخرى يعاني منها الانسان العربي مثل استبداد الاب، الزوج ورؤساء الاديان حتى اصبح رجل الدين يرى نفسه بعد الله، او رجلا عظيما ما بعده عظيم، بل مرجعا للفتاوى ومرجعا للنصيحة، ينادي بالمحبة والتسامح ولكن ممارسة ابعد ما يكون عن ذلك لا بل يمارس النفاق والفرقة وعدم الجدية وعدم المسؤولية الاخلاقية والانسانية وحتى الدينية، لا بل تجد منهم من يحتضن الحاقد والكذاب والسارق والمرتشي، وهذا عدا عن التملق لاصحاب رؤوس الاموال. اضف الى ذلك الدور السلبي لا بل الهدام الذي تمارسه الطبقة المسيطرة الرأسمالية والتي تسعى الى فرض اخلاقيات الاستهلاك، والبحث عن الربحي، وتتحول مفاهيم الاستهلاك الربح كقيم "انسانية" عليا.
كذلك هناك اخلاقيات استبدادية يمارسها افراد المجتمع الذين يبحثون عن المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة، مستغلين الطائفية او العائلية او المال او النفوذ من اجل فرض مواقفهم الخاطئة او المُضلّلة او التي تخدم مصلحتهم الشخصية حتى ولو كان هذا على حساب قضايا وطنية عامة، او حتى على حساب الامة العربية من خليجها الى محيطها.
وبعد ان يحصلوا على المال مثلا من الـ C.I.A على مدى عشرات السنين خدمة للمصالح الامريكية الاسرائيلية، يظهرون على شاشات مختلف المحطات الفضائية مرة بربطة العنق ومرة بالحطة والعقال، ومرة مقولسين او معممين ويتحدثون باسم الاخوة العربية وباسم العرب من الخليج الى المحيط او باسم الرسالة او باسم القضايا الوطنية والقومية. ويتعاملون مع الجماهير الشعبية كعامة "مستبَد بها" او كأسرى او كمستصغرين او "بؤساء" او مستنبتين (الاستنبات او التنبت من اصطلاح الافرنج يريدون به الحياة الشبيهة بحياة النبات – عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد).
وكما كتب الكواكبي بان هذا الاستبداد "لا يرتفع ما لم يكن هناك ارتباط في المسؤولية فيكون المنفذون مسؤولين لدى المشرعين وهؤلاء مسؤولون لدى الامة، تلك الامة التي تعرف انها صاحبة الشأن كله وتعرف ان تراقب وان تتقاضى الحساب". وكما كتب الكواكبي "كذلك يخف الاستبداد طبعا كلما قل عدد نفوس الرعية، وقل الارتباط بالاملاك الثابتة، وقل التفاوت في الثروة، وكلما ترقى الشعب في المعارف" وقال ايضا "ان الحكومة من أي نوع كانت لا تخرج عن وصف الاستبداد ما لم تكن تحت المراقبة الشديدة والاحتساب الذي لا تسامح فيه".
وواضح ان واقع مجتمعاتنا وانظمة العالم العربي ابعد ما يكون عن هذا الطرح وهذه المفاهيم.
ولكن من اخطر انواع الاستبداد في عالمنا العربي، استبداد الجهل على العلم، وخاصة في عالمنا العربي حيث لا يزال عشرات الملايين ليس فقط فقراء، بل يعانون من الجهل والامية وضحية للخرافات والافكار الرجعية والسلفية، فاصبحت فئات شعبية واسعة بدل ان يقودها العقل اصبحت عبيد الاستبداد السياسي والديني قائدهم الجهل والرضوخ، واليأس والقبول بالامر الواقع كقضاء وقدر.
ونتيجة لهذا الواقع المأساوي تجد الانسان العربي "ينتظر كل شيء من غيره" وقلما يطابق لسانه جنانه "منفردا" غير متصل بغيره فاصبحت مجتمعاتنا العربية مكونة من افراد مستبدة يتولاهم مستبد، فكيفما تكونوا يُولَّ عليكم". وهذا الامر ليس على مستوى الدولة فقط بل ايضا على مستوى السلطات المحلية. والخلاص من هذا الانحطاط، اولا معرفة الامة العربية بان وضعها سيء جدا لا بل مأساوي "فاذا علمت ذلك يبتدئ فيها الشعور بآلام الاستبداد ويتحول هذا الشعور ليشمل الامة باكملها. وعندها يتحول هذا الشعور الى حماس جماهيري واسع يردد كلمات المعري:
اذا لم تقم بالعدل فينا حكومة فنحن على تغييرها قُدراء
وكما كتب الكواكبي:
"متى بلغت امة رشدها، وعرفت للحرية قدرها، استرجعت عزها، وهذا عدل".



(كفر ياسيف)




#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس المغربي
- أهمية -المعرفة المادية- والعمل من خلال الهيئات الحزبية
- جدلية القوى المنتجة
- ألعلاقة الجدلية بين البيئة الجغرافية وتطور المجتمع الانساني
- بمناسبة 90 عاما على تأسيس الحزب الشيوعي الإسرائيلي
- من أجل حماية الكنيسة والوجود الوطني في الارض المقدسة
- غرب الظلمات – إبن ميكيافيلي
- ألأهمية العالمية لثورة أكتوبر
- رسالة بروليتارية
- السلفية واستغلال التقنيات الحديثة
- ألشعب الإسرائيلي والتنكّر لمعاناة الآخر
- خواطر
- حول الأزمة العامة للاقتصاد الرأسمالي
- وصمة عار على جبين حكومة إسرائيل
- إبن رشد المشروع الذي أحرقه السلفيون وأنظمة الإستبداد
- شركاء في الجريمة ضد الانسانية
- كارل ماركس
- مقولات الديالكتيك الماركسي: المحتوى والشكل
- مقولات الديالكتيك الماركسي: الضرورة والحرية
- مقولات الديالكتيك الماركسي: السبب والنتيجة- العلة والمعلول


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - كيفما تكونوا يُولَّ عليكم