خليل اندراوس
الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 09:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نشرت الصحافة الاسرائيلية في الفترة الأخيرة، لقاءات ومقالات مع العديد من المسؤولين الرسميين، في الحكومه وقيادات جيش العدوان الإسرائيلي وفي هذه المقابلات، لا بل الفقاعات الإعلاميه الصفراء، أنكرت هذه الوجوه السوداء، والمقصود ليس لونا بل ممارسةً، ممارسات جيش الإحتلال الهمجية البربرية، لا بل جرائم الحرب، ضد ابناء الشعب الفلسطيني سكان قطاع غزة، لا بل ستالينغراد القرن الواحد والعشرين، قرن الكيل بمكيالين، قرن الهمجية الإمبريالية الأمريكية الغربية المنفلتة وربيبتها اسرائيل. مثل القتل المتعمد للمواطنين الأبرياء، وإستعمال السلاح الفسفوري المحظور والمحرم استعماله بموجب القانون الدولي، وتدمير وهدم البنية التحتية لقطاع غزة، والحصار المستمر ومنع دخول المواد الضرورية بما في ذلك الدواء. ولكن هناك التقارير الكثيره والدراسات، والتي قام بها محققو أمنستي العالمية، والتي استندت على شهادات وتحقيقات مع مئات من مواطني قطاع غزه، خلال الحرب وبعد الحرب، وكذلك العديد من التقارير والمقالات الصحفية لتنظيم HUMAN RIGHTS WATCH، إستنادا على تقارير من داخل غزة، حيث تواجد محققوا هذا التنظيم، في غزة خلال العدوان، لا بل الحرب الهمجية الأخيرة على غزة. ومع أن كلا التنظيمين خلقا نوعا من المساواة بين مسلحي حماس وجنود الإحتلال، لم تنجح هذه التقارير أن تصبح مواد للمراجعة أو القراءة أو الاهتمام من قبل غالبية الشعب الإسرائيلي. وزراء حكومة إسرائيل، وقيادات الجيش وجب عليهم قراءة الإحتجاج الحازم والواضح ضد إسرائيل من قبل منظمة الصليب الأحمر، والذي أكد بأنّه خلال الحرب على غزة، جرت إعتداءات متكررة على الطواقم الطبية، بالإضافه إلى منع هذه الطواقم من الوصول إلى المصابين لمساعدتهم، وكذلك كان بإمكان حكومة إسرائيل – سفينة الأغبياء- وقيادات الجيش الإسرائيلي أن تقرأ عبر موقع الإنترنيت تقارير لجنه بتسيلم الإسرائيلية، الغنية بالتقارير الهمجية لجنود الإحتلال والعدوان في غزة، مثل قتل عائلات كاملة تواجدت في بيوتها بقذائف ومدافع جيش الإحتلال، وعن قذائف الفسفور الأبيض المحرم دوليا، وعن قتل ناس حملت العلم الأبيض، وعن إستخدام أطفال كدروع بشرية، وعن قصف وتدمير المستشفيات، وعن قتل ناس عُزّل بقذائف أطلقت من طائرات بدون طيار، وغيرها وغيرها من التجاوزات.
هناك العديد من المنظمات العالميه التي تقوم بالتحقيق، حول ما قامت به إسرائيل في غزة من جرائم حرب، منهم رجال قانون شاركوا في التحقيق، في لجان تحقيق دولية حول جرائم الحرب في يوغسلافيا سابقا وفي دارفور وفي تيمور الشرقية، وفي الفترة الأخيرة أرسلت الأمم المتحده لجنة تحقيق من قبلها حول ممارسات إسرائيل، لا بل كل الأطراف خلال الحرب على غزه. ولكن حكومة العدوان ونفي الآخر رفضت التعامل مع هذه اللجنة. وحتى الآن إسرائيل مستمرة في حصار غزة، والعرب مطالبون ببدء المفاوضات مع إسرائيل، والدول العربية لا بل كل العالم الإسلامي، من خلال الهيمنة الإمبريالية الأمريكية مطالبون بالقيام بخطوات إيجابية نحو إسرائيل، وأوباما يطالب الشعب الفلسطيني بنبذ العنف، بينما أمريكا وإسرائيل تمارسان إرهاب الدولة في المنطقة والعالم، وأنظمة الفساد العربي، وإعلامها الرسمي يفرحون لكلمه نطق بها أوباما بالعربية "السلام عليكم" عن أي سلام يتحدثون، ونتنياهو يضع عشرات الشروط على الطرف الآخر العربي والفلسطيني، ويرفض إلتزامات إسرائيل السابقة ويمتنع عن وقف الإستيطان الكولونيالي، ويعلن بعد تلعثمات كثيرة عن موافقته لمبدأ دولتين بشرط لا يمكن ولا يجرؤ أي نظام عربي حتى المنتهك أمريكيا، ولا أي رجل قيادي في السلطة الوطنية الفلسطينية مع كل الخروقات والفساد الذي تعاني منه أن يقبل بهذه الشروط. فخطاب نتنياهو قاتل لحلم السلام العادل والدائم في المنطقة، بل أعتبره قاتلاً لمصلحة الشعب الإسرائيلي، وبإمكانية أن يصبح جزءا من فسيفساء شعوب الشرق الأوسط. فمن يرفع شعار إسرائيل اليهودية سيجد نفسه فقط بعد أقل من ربع قرن يعيش في دولة تسكنها أقليه يهودية، وأغلبيه فلسطينية.وتصبح إسرائيل دولة إبرتهايد، تستند على الإيديولوجية الصهيونية السياسية العنصرية، وشعبها يعاني من بسيخوزا إجتماعية، فاشيستا - بارانويدي، ودولة كهذه لا يمكن أن يكتب لها النجاح والبقاء على المدى البعيد. فيا أيها الأغبياء عودوا إلى حجمكم الطبيعي وتخلوا عن غطرستكم لمصلحة شعبكم.
هناك شبه إجماع من قبل الإعلام الرسمي، يهدف إلى إلغاء الذاكرة الجماعية عما يجري في غزة من خلال تشويه الوعي السياسي للشعب الإسرائيلي . فهذا الإعلام الرسمي في ديماغوغيته نافيا الآخر، ورافضا حقيقة معاناته، ومرتكزا على أن ما يقوله وينشره الطرف الآخر أي الفلسطيني ينبع من العداء لليهود. تاريخ إسرائيل واحتلالها لفلسطين وسيطرتها على الشعب الآخر، يحتوي على الكثير الكثير من الأعمال الإرهابية والتي تنكرت لها الجهات الرسميه الإسرائيليه والتي إتضح لاحقا بأنها أحداث وتقارير حقيقية، أذكر على سبيل المثال، تعذيب الشين- بيت للأسرى الفلسطينيين، وكذلك وجود سجن سري في إسرائيل يقبع فيه أسرى لا يعرف عنهم شيء، إقامة مستوطنات على أراض خاصة فلسطينية، وهنا لا بد أن نؤكد بأن كل عملية الإستيطان هي مرض سرطاني يقضي على كل إمكانيات السلام في الشرق الأوسط، لاقى الدعم الأمريكي خلال 40 سنة الأخيرة، وكان الجزرة التي أعطتها الولايات ألمتحدة الأمريكية ورأس مالها العسكري والمالي من أجل الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة والقيام بدورها كقاعدة عسكرية لخدمة رأس المالي الغربي العسكري والنفطي والمالي وكذلك هناك حقائق أخرى مثل ظروف السجن الصعبة واللاانسانية حتى لأطفال فلسطين، وهناك المئات من السجناء حتى بدون محاكمة، وكذلك قتل مواطنين أبرياء وكسر عظام المتظاهرين في الإنتفاضة الأولى، والقتل المتعمد خلال الإنتفاضة الثانية، ومن خلال التجربة التاريخية ثبت بأن كل ما نشر وقاله الشعب الفلسطيني عن ممارسات إسرائيل العدوانية كان حقيقة ثابتة ومثبتة، فهل سيأتي اليوم الذي يصدق به الشعب الإسرائيلي بغالبيته ويعترف بمعاناة الآخر؟ ونكبة الآخر؟ أي الشعب الفلسطيني.
الإنتخابات الأخيرة أثبتت عكس ذلك، فهذه الإنتخابات أبرزت توجه الشعب الإسرائيلي الذي يعاني من تشويه لوعيه الجماعي بمفاهيم فاشستيه- بارانوديه، بدعمه لقوى اليمين والفاشية في إسرائيل.
كأمميين نناضل ونسعى ونرغب من خلال نضالنا السياسي اليومي والجماهيري أن نؤثر على شعب الأغلبيه تأثيرا إيجابيا، يدفعه نحو رفض المفاهيم والأيديولوجيا الصهيونيه السياسيه اليمينيه وأن يتجه نحو السلام العادل والدائم في المنطقة. من خلال الإعتراف بمعاناة الآخر وحقه في تقرير المصير، وهذه رسالة الحزب الشيوعي القومية والأممية، وهذه رسالة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة. فهل سيأتي ذلك اليوم قريبا ويسمع ويصدق الشعب الإسرائيلي معاناة الشعب الآخر؟ أتمنى ذلك، لأن هذا هو المخرج الوحيد، من الطريق المسدود الذي أوصلتنا إليه حكومات إسرائيل المتتالية، والتي أولاً وأخيرا تراهن على مستقبل شعبها، وهذا ما لا نرغب به لأننا من مناضلي وصانعي السلام، ولأننا أمميون، وملح الأرض، ففي النهاية سلام الشعوب بحق الشعوب.
(الكاتب نائب رئيس لجنة المراقبة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي وعضو اللجنة الفكرية المركزية للحزب)
(كفرياسيف)
#خليل_اندراوس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟