أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادية عيلبوني - الهجوم الإسرائيلي الحمساوي على حكومة سلام فياض هل هو مصادفة؟















المزيد.....

الهجوم الإسرائيلي الحمساوي على حكومة سلام فياض هل هو مصادفة؟


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 23:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


حملة مسعورة وهجوم غير مسبوق من قبل حكومة نتنياهو على السلطة الفلسطينية بشخصي كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ، متهمة إياهما بالتحريض على الإرهاب ، تقابلها حملة مسعورة مماثلة من بعض الكتاب الحمساويين على رموز الحكومة الفلسطينية أنفسهم الذين طالتهم الحكومة الإسرائيلية بهجومها ، هل يمكننا اعتبار هذا مصادفة؟
الإسرائيليون يتهمون رئيس الوزراء سلام فياض بالتحريض على الإرهاب لأنه اعتبر الذين قتلتهم إسرائيل في نابلس بدم بارد شهداء ، وقام بتقديم واجب العزاء لذوي الضحايا، وانتقد الممارسات الإسرائيلية وقدم شكوى حكومته على تلك الجريمة البشعة .
الإسرائيليون وعلى لسان حكومة "نتنياهو" ذاتها يتهمون الرئيس الفلسطيني بتشجيع الإرهاب بسبب إطلاق اسم الشهيدة دلال المغربي على أحد الميادين في رام الله.وبالتزامن لم يوفر بعض كتابنا اتهاماتهم للرئيس بالتفريط بالقضية الوطنية وانصياعه للإسرائيليين فأيهما نصدق؟
بعض الكتاب المدافعين بشراسة عن حركة حماس اختاروا توقيت الهجمة الإسرائيلية على الحكومة الفلسطينية برمزيها محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض لكيل الاتهامات لها بمضامين مناقضة تماما لما جاء في الاتهامات الإسرائيلية ، فهل كان ذلك مصادفة؟
الإسرائيليون يتهمون حكومة فياض بالتحريض والتشجيع على الإرهاب وبعضنا يتهم رئيس الوزراء نفسه بالعداء للإسلام وللقضية الفلسطينية ، وكلا الاتهامين يناقضان بعضهما بعضا، فأيهما نصدق؟
علق أحد الكتاب الحمساوين مستشهدا بمقالة نشرها صبحي حديدي في القدس العربي على خبر اختيار مجلة دورية أمريكية لرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في المرتبة ال61 من بين مائة مفكر عالمي صاغوا العالم في 2009 لأنه استطاع المضي في عملية البناء على الرغم من كل التحديات التي واجهته إسرائيليا وداخليا.
اختيار الدورية الأمريكية لسلام فياض ، لم يعجب بعض كتابنا المرضى حتى نخاع العظم بنظرية المؤامرة ، والمجبولين على مرض كره واحتقار الذات،الذي استفحل إلى الحد الذي لا يجدون في أبناء شعبهم أي جدارة تستحق الثناء والتقدير من قبل العالم، وهم لهذا سارعوا إلى فتح خرج الحاوي ليخرجوا منها بهلوانياتهم واتهاماتهم الجاهزة ، وليتحفونا باتهام مبتكر لم نكن نسمع به سابقا، ألا وهو أن اختيار الدورية لرئيس الوزراء الفلسطيني كمفكر جاء بسبب "عدائه للإسلام وللعرب وللقضية الوطنية"!!!!!!والدليل؟؟ أن الدورية ذاتها اختارت "أعيان علي"المرأة الصومالية التي فضحت جرائم الأصولية الصومالية في هولندة!!!!؟؟؟؟
هل المراد أن نصفق لهؤلاء على عبقريتهم الفذة في الاكتشاف؟ أم أن المراد لنا أن نضع عقولنا على الرف ونستعين بما فضله الله علينا من عقول هؤلاء الكتاب؟ أي استخفاف هذا؟ وأي درك ذاك الذي يريد البعض إيصال العقل الفلسطيني إليه؟
ولنا أن نتساءل بالمقدار ذاته عن نوع الجريمة التي استحق عليها الدكتور سلام فياض كل هذا الهجوم من قبل بعضنا ؟ربما نستطيع أن نفهم تماما أسباب الهجوم الإسرائيلي على الحكومة الفلسطينية برمزيها ،والتي تريد أن تتملص من التزاماتها بعد أن أعياها الدليل على عدم قيام الحكومة الفلسطينية بالتزاماتها اتجاه عملية السلام لتبرر ممارساتها وجرائمها بحق الفلسطينيين، ولكن كيف يمكن لنا أن نتفهم ، أو نبرر الهجوم المعاكس الذي يضع حكومتنا جميعها في موضع العداء للعرب والمسلمين ولقضيتنا الوطنية؟ " شي ما يشبه شي" على حد قول أخوتنا العراقيين.
لقد كنت أتجنب دائما الخوض في انجازات حكومة سلام فياض ، ذلك انني لا أريد أن أحسب على أحد ، ولأنني أفضل دائما أن أضع مسافة كافية من الساسة والسياسيين بجميع توجهاتهم ، حرصا مني على الرؤيا الموضوعية، ولكنني مضطرة لمرة واحدة فقط، أن أقول أنه لولا هذه الحكومة التي يرأسها الدكتور سلام فياض لكانت الآن الضفة الغربية في خبر كان ، أو لكانت على الأقل مثلها مثل قطاع غزة تئن من وطأة العنف والتصفيات الجسدية الفلسطينية الفلسطينية ، وتئن من وطأة الجوع والتسول تماما مثلما يئن القطاع وأهله. وأنه لو لا حكمة الرئيس عباس التي تجسدت في إبعاد السياسيين عن قيادة الحكومة الفلسطينية ، وتكليفه للخبراء الذي يحتاجهم شعبنا في مجال التنظيم والبناء والإدارة ،لإعادة ما دمرته السياسة الفلسطينية في الماضي ،لكانت إسرائيل قد حصدت الأخضر واليابس ولم تبق للشعب الفلسطيني سوى بضعة خيام يأوي إليها تماما مثلما جرى للآلالف من أبناء قطاع غزة اليوم.
لا نستطيع في الواقع إلا أن نعترف ونشيد بجهود حكومة سلام فياض التي استطاعت الحفاظ على الدم الفلسطيني وتجنيب الفلسطينيين ويلات الحرب وآثارها المدمرة من قتل و تجويع وتدمير وحصار، كتلك التي جرتها حركة حماس على الفلسطينيين في قطاع غزة. لقد استطاع سلام فياض العمل في ظروف غاية في الصعوبة ، كما استطاع، ولا يزال مواجهة الكثير من التحديات التي وضعتها إسرائيل ووضعها نزوع الفكر السياسي الفلسطيني إلى التدمير والانتحار. فأن تقوم حكومة فياض بوضع حد للفساد الذي أنهك الجسد الفلسطيني وابتلع دم وعرق الفلسطينيين في الماضي وأدى إلى مجيء قوة أصولية غاشمة إلى السلطة ، هو إنجاز يستحق الثناء والتقدير. وأن تقوم تلك الحكومة بإعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني المدمر تماماوإقامة مشروعات يحتاجها الفلسطينيون في مسيرة الاعتماد على الذات، هي من الأمور الهامة التي تحسب للرجل والتي لا يستطيع تجاهلها إلا من ابتلى بالعمى الأيديولوجي ،ومن ابتلى بداء الشعارات الفضفاضة .
لقد تمكنت حكومة فياض ، وإلى حد كبير من الخروج من عنق الزجاجة ، وإلى الخروج من مفهوم الوطنية بمعناها الطوباوي والبدائي المستند إلى قوة الحناجر ،إلى واقع الحياة العملية ليوفر على الشعب الفلسطيني الدم والمال والجهد لتضعهم جميعهم على طريق بناء مؤسسات الدولة القادرة على إقناع العالم بقدرة الفلسطينيين على بناء دولة المستقبل الحديثة القائمة على حكم على المؤسسات .ولعل التقدم والازدهار المطرد الذي تشهده مدن وقرى الضفة الغربية الآن، هو أكبر دليل على نجاح حكومة فياض من النهوض بالفلسطينيين وأوضاعهم التي دمرتها حكومات الفساد في الماضي.
ولعل العالم الذي لم يصبه عمى الشعارات الفارغة التي تتشدق بالوطنية المرقعة التي يتشدق بها بعضنا، يمكنه بكل تأكيد، رؤية هذه الإنجازات بأفضل مما يراها بعضنا .
وختاما بقي أن نقول أن الفكر الذي لا يرى العالم إلا من خلال منظوره الخاص والضيق، أو من خلال خرم إبرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويلجأ إلى تفسير أي سلوك، أو تقدير أو جائزة، أو ثناء بالاعتماد على هذا الصراع ، هو ليس بأكثر من فكر معذب وبائس ونرجسي ومحدود ، وهو مهما اجتهد فإنه لا يمكن أن يصل بنا بالنهاية إلا إلى كارثة مشابهة لتلك الكارثة التي لا زلنا نشهد فصولها المفجعة يوميا في قطاع غزة.




#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حل للأقباط إلا بالخروج من وصاية الكنيسة
- متى يتحرر الدين من سجن السياسة
- لماذا تجاهلت الصحافة الفلسطينية ترشيح الروائي ربعي المدهني ل ...
- ظهور العذراء ليس حلا لاضطهاد الأقباط
- ظهور العذراء والعقل الخرافي المصري
- إنهم يعهرون الشريعة!!
- أين هي مقاومة حماس وحزب الله؟
- هل تحولت صدور نسائنا إلى ساحات للجهاد؟
- حماس وانفلونزا الخنازير
- مجرد أسئلة ، الفلسطيني وحقوق الإنسان
- أيضا منظر الملتحين وأصحاب - الدشاديش- القصيرة يجرح ذوقنا وهو ...
- هذا حق مشروع لنسائنا ملكة جمال لفلسطين ما الذي يمنع؟
- -كل الحق- على الرئيس عباس!!؟؟
- اللعب بقضايا الاندماج في النمسا
- المتوكل طه والدفاع عن ثقافة الاستبداد - نعم الثقافة العربية ...
- وقع القاص زياد خداش بورتريه لجديد الأدب الفلسطيني
- فيينا أم فينستان ؟


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادية عيلبوني - الهجوم الإسرائيلي الحمساوي على حكومة سلام فياض هل هو مصادفة؟