أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية عيلبوني - هل تحولت صدور نسائنا إلى ساحات للجهاد؟














المزيد.....

هل تحولت صدور نسائنا إلى ساحات للجهاد؟


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 10:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما هي مشكلة بعض من احتكروا التعاليم الإسلامية مع المرأة؟ ولماذا تتفاقم مظاهر جنون هؤلاء في بعض المجتمعات الإسلامية؟ ولماذا تتوجه عدوانية المصابين بداء بالهوس الجنسي العصابي إلى المرأة بالذات ؟هل لأنها الأضعف في المجتمع؟ ومن أين يستمد المعتوهون الحق في إصدار الفتاوى والتعليمات التي تريد أن تقنعنا بأن كل ما يصدر عنهم من تصرفات جنونية ، إنما هي تعبير عن إرادة الخالق؟ ولماذا يصر هؤلاء على اعتبار جنونهم إسلاما وعقيدة صحيحة؟ ولماذا نحن ملزمون بقبول هذا الجنون واعتباره دينا؟
أن أمثال هؤلاء الذين يتمسحون بعقيدة الإسلام لإخفاء عقدهم النفسية وخوفهم العصابي من المرأة ،ما عاد لهم شغل وعمل في الواقع ،سوى ملاحقة النساء والتدخل حتى بملابسهن الداخلية.
ليس غريبا أن تظهر في المجتمعات المتخلفة كمجتمعاتنا كافة آفات و أمراض الجنون ،طالما كنا نفتقر إلى وجود الدول التي تحترم حريات مواطنيها وتحميها. وليس غريبا أيضا أن يحاول المجانين في غياب الدولة وواجباتها ، استغلال أي شيء لجعل جنونهم عملا مشروعا ،ولكن الأغرب أن لا يحرك المجتمع ساكنا أمام اعتداء المجانين على عقول الناس وعلى حرياتهم وعلى كراماتهم ،والأغرب أن تنظر مجتمعاتنا إلى هؤلاء المعتوهين نظرتها لأولياء الله الصالحين الذين لا يجوز معارضتهم أو مناقشتهم أو وقفهم عند حدهم . ما يبعث على الخيبة حقا ، هو أن يهز أبناء هذه المجتمعات رؤوسهم ببلاهة وغباء تعبيرا عن موافقتهم على كل ممارسات الجنون هذه، واعتبارها جزء من الشريعة؟
نعم ، ما هي قصة هؤلاء مع المرأة ؟ وهل حقا الإسلام هو ما يدعوهم إلى كل هذه الممارسات الشاذة والجنونية ؟
فهم تارة يريدون للمرأة أن تغطي شعرها كاملا مع إظهار الوجه، وأخرى يذهبون إلى أبعد من هذا ليعتبروا البرقع هو الزي الإسلامي الشرعي الحقيقي، وبعضهم وصلت به درجة الوقاحة والاستخفاف بالنساء إلى درجة التدخل حتى بملابسهن الداخلية، كما حدث ويحدث في الصومال على يد المجموعات الإجرامية؟ هل يعقل أن تنحدر قيم الإسلام إلى حد إيقاف النساء في شوارع مدن وقرى الصومال لفحص أثدائهن لمعرفة إذا ما كن يلبسن حمالات صدر أم لا ومعاقبتهن بالجلد على ارتداء هذه الحمالات؟وإليكم بالفتوى اللعينة التي خرج بها إلينا هؤلاء، الذين توصلوا إلى أن حمالات الصدر تقيد حرية الأثداء وتقيد حرية ما خلقه الله حرا؟!!!!!ونحن لا نفهم بعد هذه الفتوى التي تنطبق على حرية ولا تنطبق على رأسها!!!!!! أي دين هذا ،و أية عقيدة تلك التي لا تحتمل رؤية شعر المرأة ولا تحتمل مجرد " سوتيان" على أثدائها؟
ولا ندري بعد إذا ما كانت فتاوى هؤلاء المرضى النفسيون ستتوقف عند هذا الحد ، أم يجب علينا نحن النساء أن نتحضر لفتوى جديدة تطالبنا بالكف عن ارتداء السراويل الداخلية بذريعة أن هذا التقليد قد جاءنا من دار "الكفر" ولا يجوز لنا محاكاة الكفار في مأكلهم وملبسهم ؟؟!!!!ولا تدري نساؤنا حقيقة بعد الآن إذا كان عليهن نزع كل ملابسهن باستثناء البرقع والحجاب!!!فكل شيء وارد وممكن في زمن المجانين هذا.

ثم أين هم هؤلاء الذين كانوا ولا يزالوا يتحفوننا ليلا ونهارا ،بمناظراتهم وردودهم على اتهام الغرب لنا بالإرهاب والتخلف واحتقار المرأة؟ أهذه هي قيم التسامح والمحبة والرحمة التي جاء بها الإسلام؟ أهكذا يكون تكريم الإسلام للمرأة بإيقافها في الشوارع والكشف عن أثدائها من قبل الرجال ،وجلدها على الملأ ؟وما شأن العقيدة بأثداء المسلمات إذا قمن بتحريرها أو تقييدها، هل ضاقت بكل هؤلاء ساحات الجهاد إلى الحد الذي لم يجد فيه بعض مدعيه غير صدور النساء لإعلان الحرب على "الكفر"؟ أهذا هو الإسلام الذي تطالبون الغرب باحترامه واحترام أهله؟
لماذا تصمت المجتمعات الإسلامية على كل الجرائم التي ترتكب باسم دينهم وعقيدتهم .ولا تتذكر ضرورة حماية هذا الدين من عبث أهله ، لقد شبعنا خطبا ومواعظ عن استهداف الغرب وكراهيته للمسلمين ، و هؤلاء الخطباء والوعاظ الذين صدعوا رؤوسنا بمعزوفة خوف الإسلام من الإسلام والمسلمين ، لم خرسوا تماما ولم تصدر عنهم أية إدانة ضد الذين أهانوا الإسلام ويهيونه يوميا في عقر داره . لم نسمع من هؤلاء ردا ولا كلمة يدينون فيها من أفتوا بعدم جواز تعليم المرأة . لا أحد من هؤلاء أدان ولو على سبيل ذر الرماد في العيون، ممارسات طالبان التي كانت تجلد وتقتل النساء اللواتي أردن العلم والعمل.لا أحد وقف ليقول كفى أنكم تشوهين الإسلام وتعتدون على تعاليمه الداعية إلى طلب المسلم "العلم من المهد إلى اللحد".
إلى كل هؤلاء نقول: كفاكم . لقد بلغ السيل الزبى ، و آن لكم أن تتوقفوا عن فتاويكم، وآن لكم أن تحلوا عن ظهور وشعور وعيون وأثداء نسائنا ، وحاولوا بدلا من الاستقواء على المرأة ،أن تجتهدوا ولو قليلا لتجدوا الطريقة الأفضل التي تستطيعون فيها مساعدة مجتمعاتكم على الاعتماد على نفسها في تحصيل قوتها بدون الاعتماد على مساعدات الغرب "الكافر" . اخترعوا لنا شيئا مفيدا واحدا يجعلنا نقول أنكم قدمتم لمجتمعاتكم شيئا يعفينا من الاعتماد على تكنولوجية بلاد" الكفر" ومنتجاتها . حاولوا أن تفكروا بالطرق الصحيحة التي تخرج فيها بلاد "الإيمان" من الفاقة والجوع والمرض والأمية والبطالة والتسول ، حاولوا أن تشركوا نسائكم في الطرق الكفيلة بالخروج مما وصلتم إليه من درك.
حاولوا ولو لمرة واحدة أن تستخدموا ما وهبكم إياهم الله من عقول. فإنما الإسلام كما تقول آياته جاء "لقوم يعقلون" و"يتفكرون" و"يتأملون"،لأنه وبدون العقل لا يمكن لأية حضارة، ولا يمكن لأية شريعة أن تدوم.

صحافية فلسطينية مقيمة في فيينا





#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس وانفلونزا الخنازير
- مجرد أسئلة ، الفلسطيني وحقوق الإنسان
- أيضا منظر الملتحين وأصحاب - الدشاديش- القصيرة يجرح ذوقنا وهو ...
- هذا حق مشروع لنسائنا ملكة جمال لفلسطين ما الذي يمنع؟
- -كل الحق- على الرئيس عباس!!؟؟
- اللعب بقضايا الاندماج في النمسا
- المتوكل طه والدفاع عن ثقافة الاستبداد - نعم الثقافة العربية ...
- وقع القاص زياد خداش بورتريه لجديد الأدب الفلسطيني
- فيينا أم فينستان ؟


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية عيلبوني - هل تحولت صدور نسائنا إلى ساحات للجهاد؟