أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادية عيلبوني - -كل الحق- على الرئيس عباس!!؟؟














المزيد.....

-كل الحق- على الرئيس عباس!!؟؟


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 09:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


شيء مثير وممتع ، أن يقرأ المرء لبعض الكتاب الفلسطينيين. هذا البعض –أطال الله في عمره- لا يضن علينا بروح الفكاهة. وهو يمتعنا لنضحك من قلوبنا من مستوى السذاجة التي وصل إليها العقل الفلسطيني في تعامله مع السياسة .ونحن حقيقة نحتاج ، أمام عبوس الواقع الفلسطيني ،ومأساويته، ومرارته، أن نضحك قليلا . حقا أن شر البلية ما يضحك.
أخيرا عثرنا من خلال مبضع هؤلاء التحليلي، على السبب الحقيقي لكل المأساة الفلسطينية . لا بل واستطعنا أن نشخص سبب رفض إسرائيل القبول بحل الدولتين. كما تمكنا بفضل هؤلاء الفطاحل والنوابغ من الصحافيين، أن نعرف سبب استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات، وإقامة الحواجز ،والاستشراس في مواجهة الفلسطينيين. " كل الحق على الرئيس الفلسطيني محمود عباس " ونحن لا ندري!!
هكذا خلص أحد الكتاب في مقالة له على صفحات آراء حرة . ولنا أن نعرف ما فعله الرئيس عباس ، من فعلة أدت إلى ضياع الحق الفلسطيني .قبلة عباس لأولمرت هي السبب !!!!كما أن تهنئة أبو مازن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمناسبة عيد الفصح ، هي القشة التي قصمت ظهر البعير ، كما يقال. وهي التي أتت على كل الآمال الفلسطينية .وهي التي أدت إلى تعنت إسرائيل واستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني؟؟؟!!!
مرحى ... مرحى...
وشكرا جزيلا لمن أنار طريقنا الوطني ، بعد أن كنا مضللين. لقد فاتنا حقا ، كل هذا . ولولا أن الله منّ علينا بالأدمغة الكبيرة التي يحملها بعض كتابنا ، لما كنا عثرنا على أسباب ما نحن فيه من هزائم وانكسارات.
اقرأوا ما يقوله لنا هذا الكاتب المتنور بالنص، وهو يتبنى ما جاء على لسان أحد قادة حماس حرفيا أيضا:"إن هذه التهنئة ( المقصود تهنئة عباس لنتنياهو بعيد الفصح اليهودي)،فتحت ثغرة في التماسك العربي ، كأضعف رد على التشدد الإسرائيلي الرافض لمجرد فكرة دولتين لشعبين،"ثم يتابع الكاتب "لقد قدم عباس القبلات واللقاءات والاجتماعات وكلها مثلت تغطية إعلامية وسياسية للسيد أولمرت ليواصل حصار غزة وتهويد القدس وإقامة الحواجز ومواصلة الاستيطان"!!!
إسرائيل إذن، كانت تحتاج إلى قبلة عباس وتهنئه ، لبناء كل مخططاتها والمضي بها قدما . والتماسك العربي المزعوم ، هو الآخر أيضا،كما يرى الكاتب، تلقى طعنة في الصميم بسبب عباس وقبلاته وتهانيه.
يا الله ...ماذا فعلت يا سيادة الرئيس ؟ !!لقد كان العرب جميعهم متكاتفون ، ويد واحدة ، وقلبهم جميعا، على فلسطين وأهلها ، وكادت جحافلهم أن تطيح بالكيان الغاصب لولا قبلتك وتهنئتك التي " فرشكت" كل الانتصارات ، وفتت الصف العربي وقسمته.
سامحك الله ا أيها الرئيس!!
لقد كنا نتصور، قبل أن يمنّ علينا المتنورون من قادة "حماس" وكتابها ، أن ميزان القوى المختل لغير لصالحنا هو السبب في كل ما تفعله إسرائيل بنا من ممارسات . لقد شطحنا حقا ،في الخيال ، عندما تصورنا، أن قوة إسرائيل الاقتصادية والعسكرية وعلاقاتها الدولية المتينة والمتميزة مع الدول الكبرى، هو الذي جعلها تستقوي إلى هذا الحد على الحق الفلسطيني.
وربما كنا معتوهين لأننا تصورنا ، أن ضعفنا في شتى المجالات هو الآخر، كان سببا بديهيا، لاستئساد إسرائيل وعنجهيتها وضربها بعرض الحائط بالحقوق الفلسطينية والقرارات الدولية؟
كم كنا مخدوعين!!
كم خدعتنا تصوراتنا البدائية والساذجة، عندما اعتقدنا أن قدرة إسرائيل الفعلية في السيطرة على كل مقومات حياة الفلسطينيين، من ماء وكهرباء ووقود وغذاء ومعابر وموانىء، ومطارات ، هي من أهم الأسباب الفعلية التي تجعل الفلسطينيين في موقع الضعف.
إذن، كل ما تصورناه من أسباب ممارسات إسرائيل ،لم يكن إلا محض هراء ووهم ؟
لا بأس إذن، أن يزمجر الرئيس . وليس هناك حرج من أن يصرخ في وجه الإسرائيليين. وأن يعبس. وأن لا يصافح أحدا منهم. وأن يشتمهم كلما سنحت له الفرصة. وإذا كانت لغة الجسد لدى الرئيس الفلسطيني هي التي ستغير كل قواعد اللعبة، وتقلب كل موازيين القوى، بحسب بعض كتابنا ، فلا بأس أن ننصح الرئيس بتغيير ملامح وجهه. كما ننصحه بالضرب بعرض الحائط بكل الجهود الدولية التي تدعوه للتفاوض مع الإسرائيليين.وأن يدعو انتفاضة مسلحة ثالثة. وأن يعلن إلغاء اتفاقات أوسلو ، وأن يسحب اعترافه بإسرائيل. وماذا لو كانت النتيجة مقاطعتنا من قبل دول العالم؟ وماذا لو أحجمت الدول المانحة عن تقديم المساعدة المادية لنا؟ "وشو فيها يعني" لو أن إسرائيل قطعت عنا الغذاء والكهرباء والوقود ،والدواء؟ المهم أن نصون كرامتنا البدوية ب"الزمجرة"، والصراخ ، والزعيق والشتائم.. فكرامتنا لا تشبه كرامة البشر في شيء، وهي مصنوعة من مادة غير أرضية ، وهي لا تحتاج لا إلى مال، ولا إلى غذاء، ولا إلى ماء، ولا دواء. كما أن كرامتنا هي مثل أجسادنا ، إلهية الطابع. وتستطيع أن تعيش على وقع الشعارات والحناجر الهادرة ،و باختصار، نحن لسنا سوى آلهة تجسدت على هيئة بشر .وكل ما يلزمنا هو فقط، بعض الأصوات الجهورية والقوية لإطلاق الشعارات الكبيرة والتهديدات التي لا تستطيعها الدول النووية العظمى. كما يلزمنا بعض الحرد . فحردنا مقدس ، لا بل ومخيف, ومؤثر في موازيين القوى العالمية. ونحن بمجرد أن نعلن وقف اللقاءات أو التنسيق و "القبلات" و" التهاني" مع الإسرائيليين، فإن كل شيء سوف يعود إلى أصوله.وستتغير كل القواعد القائمة ، وسنتمكن من إخضاع العالم كله لمطالبنا والانحياز إلى حقوقنا . وبهذا سنتمكن أيضا من هزيمة إسرائيل ، وتحقيق النصر المؤزر لنا بإذن الله.
مخيفة حقا تلك النرجسية الفلسطينية التي يتصور أصحابها أنهم مركز الكون.تلك النرجسية التي تنقلنا وبصورة ساذجة وطفولية، وتعسفية من عالم السياسة إلى تخاريف الجدات، لا بد من علاجها.


صحافية فلسطينية مقيمة في فيينا





#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعب بقضايا الاندماج في النمسا
- المتوكل طه والدفاع عن ثقافة الاستبداد - نعم الثقافة العربية ...
- وقع القاص زياد خداش بورتريه لجديد الأدب الفلسطيني
- فيينا أم فينستان ؟


المزيد.....




- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادية عيلبوني - -كل الحق- على الرئيس عباس!!؟؟