أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية عيلبوني - المتوكل طه والدفاع عن ثقافة الاستبداد - نعم الثقافة العربية والإسلامية ثقافة عنفية وإرهابية















المزيد.....

المتوكل طه والدفاع عن ثقافة الاستبداد - نعم الثقافة العربية والإسلامية ثقافة عنفية وإرهابية


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعيدا عن ردود الفعل القبلية والأصولية المتشنجة التي يثيرها المتوكل طه في مقالته المعنونة ب(هل العنف أصيل في ثقافتنا) ، والمنشورة في آراء حرة في-11-7 من هذا العام ، وأيضا وبعيدا عن اتهام الغرب لثقافتنا بتأصيل العنف والإرهاب، أقول للمتوكل طه. أن ثقافتنا شأنا أم أبينا ، وسواء اتهمها الغرب بالإرهاب والعنف أو لم يتهمها ،هي حقا ثقافة تحمل في جذورها وأغصانها وثمارها كل ما يؤصل ويؤسس للعنف والإرهاب. وأن هذه الثقافة تفوح منها رائحة واحدة تزكم الأنوف، ألا وهي رائحة الدم.
واعتقد أننا لا نحتاج للولايات المتحدة أو إلى الغرب كي ينبهنا إلى تلك الحقيقة ، طالما وجدت بين أيدينا كتب التاريخ العربي والإسلامي التي كتبها مؤرخون إسلاميون قبل أن يولد الاستعمار والتي تؤكد جميعها أن ثقافتنا إنما قامت ليس على العنف فقط ، بل على تجارة الرقيق واستعباد البشر والتمييز العنصري والتمييز الديني والقتل والاغتيال والغدر إلخ ما هنالك من صفات تنزع صفة الإنسانية عن هذه الثقافة. .إن قول مثل هذه الحقيقة ينبغي ألا يخيفنا إذا كنا جادين بنزع حالة الترهل والكسل والجمود والتقدم باتجاه التأسيس لمشروع ثقافي نهضوي وإنساني جديد . المخيف الذي يمكن أن يصل إلى حد الرعب، والذي يمكن أن يتوج الهزيمة والانكسار برأينا ، هو هذا الانتفاخ الأجوف والادعاء بوجود ثقافة متوهمة ومتخيلة تدعي لنفسها الإنسانية والتسامح . المخيف أيضا هو أن يبقى الخطاب البائس الإنشائي المحشو بكل ما مضاد للثقافة، بما هي معرفة أولا وقبل كل شيء ، هو السيد في كتاباتنا. وكأن المراد هنا إعاقة أية محاولة جادة ورصينة للبحث العلمي والمعرفي في أسباب ما وصلت إليه شعوب المنطقة من حال التخلف التي وضعت بلداننا في ذيل الشعوب والأمم في كل مجالات الحياة ابتداء من البطالة والفقر ومرورا بوضع المرأة وحقوق الإنسان وليس انتهاء بالحصول على المعرفة . ما نريد أن نذكر به طه هو أن التاريخ الذي يشيد به، هو ذاته الذي يؤكد أن ثلاثة من أصل أربعة من الخلفاء الراشدين ، إنما ماتوا غيلة واثنين منهم قتلا وهما يؤديان الصلاة في المسجد. ليس هذا وحسب وربما كان من المفيد أن يعود المتوكل طه لهذا التاريخ ليعرف كم من السبايا والعبيد استرق أجدادنا وكم من الأعناق التي جزت وكم من الكتب التي أحرقت لمفكرين وفلاسفة وشعراء وصوفيين وكم من مذبحة أقامها من يفخر بهم الآن لمعارضيهم . ولعله من المفيد أيضا أن يعود طه إلى مقدمة ابن خلدون بالذات الذي تحدث بإسهاب عن كره العرب لفكرة النظام والمؤسسة والمدنية والحضارة . وربما كان عليه عندما يأتي بالشواهد، أن يحاول قدر إمكانه أن يكون منصفا وليس انتقائيا، و أن لا يكرر الكلام البليد الذي يسوقه الدكتور العوا أو يسوقه زعماء حماس عن هذا التاريخ. فالثقافة هي في النهاية معرفة تحتاج إلى الموضوعية وإلى التخلي عن الروح العشائرية والتي هي السمة الأبرز التي يتميز بها الكثير من النخب التي تتصدر الثقافة في فلسطين.
لقد أخطأت يا سيد طه. أخطأت عندما أردت تعليق كل العنف تحمله الثقافة العربية والإسلامية على شماعة الولايات المتحدة وإسرائيل. وأرجو أن لا يفهم من كلامي هذا أنني أريد تبرئة أي من هؤلاء عن الحال التي صارت عليه المنطقة ، إلا أنني لا أريد أن أرى بعين واحدة. لأن العين الثانية لا بد وأن ترى أن ربع مليون جزائري قتلوا على على أيدي أبناء جلدتهم من الغيوريين على الإسلام. وأن مئات الآلاف من ضحايا دارفور لم يقتلوا على يد الاستعمار بل قتلهم واغتصب نسائهم أبناء دينهم لأسباب عرقية.ولأنهم ببساطة ليسوا عربا. وأن الذين يذبحون على الهوية الطائفية في العراق وتلقى جثثهم في الشوارع مقطوعي الرؤوس والذين يقتلون بواسطة المفخخات في التجمعات العامة والأسواق ، لا يقتلون على يد المحتل الأمريكي بل على أيدي عرب ومسلمين وعلى أيدي أبناء وطنهم أيضا. وأن الزيود والشوافع في اليمن لم يقتتلوا بسبب ثقافة الاستعمار بل بسبب من ثقافتهم العربية والإسلامية. وأن الطائرات التي دكت البيوت فوق رؤوس ساكنيها في مدينة حماة السورية ومحت سكان حي الحاضر عن بكرة أبيه ، لم تكن بأي حال الطائرات الأمريكية الصنع ،ولا طائرات العدو الصهيوني، بل هي طائرات الميج الروسية الصنع والمملوكة للنظام الدموي في سوريا . وإن الذين قتلوا في حروب العرب لأهلية هي أرقام خرافية لا تضاهى إذا ما قورنت بكل حروب العرب مع الغرب ومع العدو الصهيوني. وأن العرب والمسلمين الذين شردوا من أوطانهم على يد الأنظمة العربية يساوون تسعين ضعفا من الفلسطينيين الذين شردتهم إسرائيل في حربي 48 و67 .
ربما كنا نتفهم أن يحمل الكاتب حركة فتح وسلطتها الفاسدة مسؤولية نجاح حركة حماس في غرس مشروعها الذي أشاد به ، في المجتمع الفلسطيني . إلا أنه لم يفعل، بل هو غمز بطريقة غير مباشرة من تلك القناة ولكن وفي كل الأحوال ومهما قيل عن السلطة الفلسطينية التي قادتها حركة فتح والتي تتحمل بالتأكيد تلك المسؤولية فإن المثقف الفلسطيني هو الآخر مسؤول عن التهام حماس للثقافة والمجتمع الفلسطيني. إن أمثاله من المثقفين هم الذين سوقوا نهج حركة حماس ودافعوا عن استخدامها للعنف الذي لم يجر على قضيتنا سوى الهزائم والويلات وفي مقدمتهم بالتأكيد الكاتب نفسه. ليس غريبا أن يأتي كاتب، بوزن ما يمثله المتوكل طه، للدفاع عن حركة حماس. هذه الحركة التي تحتقر الثقافة والفلسفة والشعر والأدب والمسرح والسينما وتحتقر جميع المثقفين على اختلاف مشاربهم. ولكننا ننصح أديبنا المعجب والمدافع عن حركة حماس بالانتقال للعيش في قطاع غزة كي يتعرف عن كثب ويختبر معنى هذا الاحتقار. أو على الأقل، عليه أن يسأل زملاءه من الكتاب والأدباء الذين يعيشون هناك قبل أن ينبري الدفاع عن هذه القوة الأصولية والظلامية.الغاشمة. أنه لشيء مخزي حقا، أن ينبري مثقف يقيم على رأ س اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين لتبرير الجرائم التي ارتكبتها حركة حماس في غزة واعتبارها حركة متطهرة تواجه حركة فاسدة. وأن يجد التبريرات ذاتها لجرائم تنظيم القاعدة على أساس من اشتباكه مع الغرب. متناسيا أن مشروع حماس وبن لادن هما مشروعان يقفان على النقيض من الحرية وعلى النقيض من المعرفة وعلى النقيض من الثقافة.
ونحن لا ندري حقا ما هو المعيار العلمي الذي استخدمه المتوكل طه في فصل الثقافة عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لأي شعب وكيف يخلص إلى استنتاج أن (الإرهاب ليس له أسباب معروفة فالفقر والخوف وعدم تكافؤ الفرص يؤدي إلى الإرهاب. والإقصاء والتغييب والتهميش يؤدي إلى العنف) هكذا يقول الكاتب . انظر التناقض في هذه العبارة!!!فهو يقرر من عندياته أن أسباب الإرهاب غير معروفة ، ثم يناقض نفسه ليذكر أسباب الإرهاب!!!!وفي مكان آخر يقول الكاتب بالحرف (اعتقد أن العنف يتعلق بأسباب ودوافع اقتصادية اجتماعية أكثر من صلته بالثقافة) ونحن بدورنا نريد أن نسأل السيد طه، إذا كان الواقع العربي أو الفلسطيني، بكل تلك الصفات التي ذكرت من (التهميش إلى عدم توافر تكافؤ الفرص إضافة إلى الظلم والفقر) وانعدام الحريات، كيف يمكن أن تنتج مثل تلك البيئة التي تمتلك كل هذه الظروف السيئة ،ثقافة متساحة وغير عنفية؟. وكيف لك أن تستنج بعد كل ما عرضت من هذه الظروف أن(ثقافتنا ثقافة رحمة وتسامح وأخلاق) كما تقول؟. وكيف ولماذا لم تتأثر هذه الثقافة بكل الظروف المحيطة بها؟أليست الثقافة ابنة بيئتها؟ أم هي شيء ثابت وسرمدي وغير قابل للتأثر؟
ثم لماذا يصر الكاتب على تصويرنا بالضحايا؟ وإلى متى سنظل نستمرء وضع الضحية المسكينة؟لا يا سيدي ، فنحن لسنا بالضحايا. نحن أيضا مسؤولون بصورة مباشرة عما آلت إليه مصائرنا. نحن ارتضينا أن نكون ألعوبة بيد هذا النظام العربي والأقليمي أو ذاك . وارتضينا بما أملته سياسة الآخرين ومصالحهم علينا . نحن كففنا منذ زمن بعيد عن أن نكون ضحايا. وآن لنا أن نصحوا من عتهنا ونتقدم أكثر للبحث الحقيقي والجدي بسبب هزائمنا المتتالية .
وفي النهاية هناك مسك الختام الذي ينهي به الكاتب مقالته بعبارة غريبة إلا أنها من وجهة نظرنا موحية وتختصر رؤية الكاتب التي يتسيدها روح البدوي التي تأبى الامتثال للتنظيم الاجتماعي والاقتصادي القائم على حكم مؤسسات الدولة، فهو يقول:"الثورة تكسب دائما، لكن الدولة تخسر". هل أراد الكاتب أن نعتبر ختامه حكمه ونصفق له؟ لا ندري. ولكن هو ذاك حتى المثقف الفلسطيني قد أصابه داء العنف. وهو يعتبره (ثورة)في مواجهة (الدولة) التي "تخسر" فالمثقف الذي بنيت ثقافته على الروح العشائرية لا يستسيغ وضع الدولة ويعتبرها أمرا خاسرا. ولنا أن نتساءل وإذا كان الفلسطيني لا يريد دولة، ماذا يريد إذن؟ ثورة دائمة ؟ ولما الثورة إذا كان لا يريد دولة ؟ وماذا يريد أن يفعل بعد أن يطرد الاحتلال؟
ألا يؤكد المتوكل طه وبكل ما جاء في مقالته أن ثقافتنا الفلسطينية عنفية وبدوية وبحاجة إلى التغيير؟

كاتبة وصحافية فلسطينية مقيمة في فيينا



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقع القاص زياد خداش بورتريه لجديد الأدب الفلسطيني
- فيينا أم فينستان ؟


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية عيلبوني - المتوكل طه والدفاع عن ثقافة الاستبداد - نعم الثقافة العربية والإسلامية ثقافة عنفية وإرهابية