أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/ 24 سمك الحب في بحر الحرية














المزيد.....

قشرة البرتقال/ 24 سمك الحب في بحر الحرية


حامد مرساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 19:23
المحور: الادب والفن
    



لا يوجد رجل سوي لم يدع نفسه عند قلب امرأة تتكفل بها. أنا أعتذر للأصدقاء والصديقات المثليين وأستثنيهم من هذا الحكم المجحف.
وعندما تتكفل امرأة بنفس رجل قلبها، فالتوازنات الأخرى تأتي من ذاتها. شرط أن يتوفر الرجل أصلاً على بنية داخلية نفسية متوازنة. فالاستيلاب مؤذٍ في جميع الأحوال. لكن التوازن المتحدث عنه هنا ذاك المتكامل، بين العنصر الداخلي والعنصر الخارجي.
كتب ولهلم ليبكنخت عن ماركس "كان ينبغي للمرء أن يرى ماركس وسط أطفاله لكي يكوّن فكرة تامة عن الإخلاص وصفاء النية وسلامة الطوية الطفولية لدى بطل العلم هذا". وكتب يقول "كانت السيدة ماركس المرأة الأولى التي عرفتُ أنا بفضلها قوة التأثير النسائي في رفع قدر الإنسان" وهنا نتذكر قول غوته في "توركفاتو تاسو" الفصل الرابع: "إذا أردت أن تعرف كيف تسلك فاسأل امرأة نبيلة عن ذلك" (خليل اندراوس/ الحوار المتمدن/ ماركس المغربي)
الحرية بحر ينمو في مياهها سمك الحب. لكن البحر بحران: بحر جواني داخلي، ينبعث مع أنفاس الروح. كلما عاشت كريمة عزيزة، كلما اتسعت مساحة الحرية الداخلية. فهي متحررة من قيود الحرج الخارجي. وهي صدفة سميكة تنبث وسطها لحمة المودة والحنان والعطف على الناس، ولها مغناطيس التلقائية والانجداب الحار نحو من يستحق الدعم والسند. هذا الانجذاب تمرين يومي على الارتباط وتحوله من العفوي إلى العضوي. وبذلك تتحول الحرية الداخلية من عزة نفس مكتفية بذاتها إلى سمك غير مستغن ٍ عن مياه المحيط الاجتماعي. والمياه في المحيط الاجتماعي هي تلك التيارات الدافئة من النظرة والابتسامة واليد التي تمتد للسلام والشيق الذي ينسل فجأة بلا تصنع خوفا وطمعا في إنقاذ الغير الهالك أو من هو في حكم ذلك.
هكذا نجد بنية الديالكتيك في ما بين الحرية والحب. من فصل ووصل متكاملين. الحر حر في المبتدأ والمصير. وهو بذلك منفصل عن محيطه بفضل عزة نفسه وتعففه واكتفائه بذاته. ورغم ذلك، بل بسبب الضيق الذي يعايشه في معيشته، فهو أبدا شاعر بما يصيب الناس من الضيق نفسه. كرامة أو مهانة أو هما معا. لذلك يصبح الحر مرتبط المشاعر بمصير الآخرين ارتباطا وجدانيا. وبعد التمرن على التضامن، تمتد مشاعره لتفتل في خضم الحياة كالحبال التي بدونها لا يستقر استقرار للأشرعة الاجتماعية في بحر الحياة المتلاطم الأمواج. ويصبح الحر بالتالي مرتبطا بالمحيط الاجتماعي ارتباطا وجوديا حيويا.

والحر في سياق العيش المشترك، يتحول إلى عنصر كيميائي مؤسس لحيوات متجددة أخرى. قد تكون مجرد أغصان ضمن شجرة أصلية. وقد تنمو في شكل جديد لم يعهده الناس، منبئا عن قيمة أصلية متحولة، جديدة لكنها أصيلة.
ليس الحب غير نواة تلك الحياة الجديدة المنبثقة من مياه الحرية. وليراجع كل فرد نفسه. ثم ليفصل النزوات المؤقتة (ولو قلت) عن حالات الحب الأصيلة في حياته (ولو تكررت)، فلسوف ينقلب فرحا مرحا، بفضل الارتباط العضوي بين نفسه الكريمة المحبة حتى الموت، وبين العطاء الذي امتد منه نحو الناس. فالعطاء بلا حب مجرد شغل متعب يقتحم به المملول دروب الحياة للتقليل من ثقل الرتابة وللتخفيف من خنق الكآبة. كأن الجسد من خلاله، بلا روح، كسيح.
أما العطاء بأمر الحب (على صيغة عبد الحليم حافظ)، فالشغل فيه صهر للجسد والروح في بوثقة الحياة وكأنه ينتجها وليدة نقية صافية الذهن حاضرة البديهة بعمر الشباب وبنفسية البراءة وبانطلاق الأمل في أفق المستقبل الفسيح.
لم تفعل سعاد في هذا النص المكتوب أقل مما فعله الحب كل مرة في انبعاث الروح في وعاء ملموس ما. فجسد الروح المتجددة بفضل انبعاثها من قمقم الزمن، هو هذا النص الذي يتسع للسراء وللضراء بديالكتيك الزهد في الأولى والمقاومة في الثانية. والزهد في السراء والمقاومة في الضراء عما عين البصيرة التي تملأ النفس كلما ابتعد الاستيلاب عن الكينونة. "الله يعمر قلبنا بالله". صيغة مغربية بليغة للامتلاء من الداخل ولتوفير الطاقة المتجددة للمناعة لمواجهة الاستيلاب.
وكما الحرية متوازنة، بين الذات والآخر. فلا حب حب إذا لم يرضع من صدر أمه الحرية حليب التوازن. التوازن بين الأنا والآخر. هل ينج سمك الحب في مقاومة شرنقة التملك السلبي؟؟ تلك قصة أخرى.





#حامد_مرساوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشرة البرتقال/ 23 تجاوز عقدة مولاي يعقوب
- قشرة البرتقال/ 22 الاثنين الحزين
- قشرة البرتقال/ 21 الشبيهة
- قشرة البرتقال/ 18 بارد وسخون آمولاي يعقوب
- قشرة البرتقال/ 19 طعم المرارة اللذيذ
- قشرة البرتقال/ 20 عجينة البؤس وخميرة الحب
- قشرة البرتقال/17 توازنات ما بعد 7 دجنبر
- شرة البرتقال/ 16-3، الرسائل
- قشرة البرتقال/ 15 1, رسائل
- قشرة البرتقال/ 14 شعاع الجسد
- قشرة البرتقال/ 13 صور باللون الرمادي
- قشرة البرتقال/ 12- كما في الحلم، في الحياة
- قشرة البرتقال/ 10 شرنقة وعذابات
- قشرة البرتقال/ 11 حالة حب في المشرحة
- قشرة البرتقال/ 9 الإقبال على الحياة
- قشرة البرتقال/ 5 تسميم الحلم
- قشرة البرتقال/-4 -موت- كالذبح الخاطف
- قشرة البرتقال/ 3 - -الخلوة- بسعاد
- قشرة البرتقال/2-الخرجة- مع سعاد
- قشرة البرتقال/ 1- السفر الحزين


المزيد.....




- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/ 24 سمك الحب في بحر الحرية