صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 13:41
المحور:
الادب والفن
حضارةٌ مندلقة من رؤوسِ الصَّواريخ
22
... ... .... ....
أقطابُكُم لا تروقُ لي
مناهِجُكُم مُبَطَّنة بالدمّ
شرِّيرة
بعيدة عن شفافيّةِ الإنسانِ
بعيدة عن اِخضرارِ الرُّوحِ ..
أريدُ أن أُصافحَ إنساناً
يحضنُ بينَ جناحيهِ
حكمةَ الحياةِ!
لا أريدُ منهجاً شرِّيراً ..
أقطابُكُم مزدانة بالشَّوشراتِ
شوشراتُكُم الدَّمويّة لا تنتهي ..
سُمِّيَ الإنسانُ إنساناً
لأنَّهُ يألفُ المؤانسة ..
آهٍ .. خرجَ الإنسانُ
عن آدميّتهِ
عن سلوكِهِ
ككائنٍ أليفٍ ..
يرفعُ شعارات مبطّنة
تحملُ بين جنباتِهَا
وهجاً برَّاقاً ..
حالَمَا تقتربُ من وهجِهَا
تتراخى قدماكَ
تموتُ في العراءِ
كموتِ البعيرِ!
حقوقٌ مهدورة
اِنتهاكاتٌ صارخة
مريرة ..
غثيانٌ في الصَّباحِ
قرفٌ عندَ الظَّهيرةِ
عندَ هبوطِ اللَّيلِ!
أنهارٌ من الدِّمَاءِ
تَسيلُ معَ بزوغِ الفجرِ
في كلِّ الفصولِ ..
لا ترحمُ حتّى الشِّتاءِ!
حُرُوبٌ قميئة ..
صراعاتٌ دوّخوا بها العالَم ..
أينَ تصبُّ عُلُومُكُم
أين وجهُ الحضارة؟
لا أرى في السَّاحةِ الآن
سوى حضارة حربٍ ..
حضارةٌ مُكتظّة بالدَّمّ
بالغبارِ
بكلِّ أنواعِ المرارة!
حضارةٌ شائخة
مندلقة من رؤوسِ الصَّواريخِ
تَهْطلُ سُمُومَها بسخاءٍ جُنُونيّ
فوقَ صُدُورِ البشرِ!
... ... ... ... .... يتبع!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟