أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - الكتابة هي صديقة حلمي المفتوح على وجنة الحياة














المزيد.....

الكتابة هي صديقة حلمي المفتوح على وجنة الحياة


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 874 - 2004 / 6 / 24 - 06:46
المحور: الادب والفن
    


تعقيب على تصريحات القاصّ السوري صبري رسول، حيث قال: "لماذا نكتبُ عبثياتنا، ولمَنْ؟ ولا جدوى منها!" التي أطلقها في موقع القصّة العربية.

الصديق العزيز صبري رسول، حول هذه النقطة، لماذا نكتب عبثياتنا، ولمَنْ؟ ولا جدوى منها! أختلف معكَ جذرياً حيث أنني أعتبر الكتابة حياة، وحياتي مرهونة بهذه الحاجة العميقة إلى الكتابة، الكتابة هي العاشقة السرمديّة التي لا تضاهيها عاشقة على وجه الدنيا! ربما أنتَ الآخر تختلف معي في طريقة تواصلي مع عوالم الكتابة، نكتب يا صديقي كي نقاوم الموت موتنا، هذا الموت المؤجّل، كلّنا موتى بصيغة ما لكن موتنا مؤجّل إلى حين لهذا نكتب من أجل أن نتركَ بصمة ما على جدار الزمن، نترجم ما في جعبتنا من آهات وأفراح وأحزان ورؤى! أندهش جدّا لهذا التصريح الذي أطلقته وأنتَ في باكورة وأوج عطائكِ يا صديقي، الكتابة هي صديقة حلمي المفتوح على وجنة الحياة، لا تقلق يا صديقي فما ينتابكَ الآن ما هو إلا حالة عابرة والحياة برمّتها حالة عابرة ولا بدّ أن نعرف كيف نعبر هذه الحياة ـ حياتنا! لأن الحرف هو جوهر وجودنا ولا أجد أبهى وأرقى وأفضل من الحرف في الكون، أنا القائل في إحدى مجاميعي الشعرية المقطع التالي: "لو كانت الحياة/ خاليةً من الشعر والموسيقى والحبّ/ لتهتُ أجوب الصحارى والبراري/ أبحث عن أبجديات جديدة للموت!" .. فيا صديقي المبرعم بالآهات، لماذا لا تضع في الإعتبار أنّ الكتابة هي عملية خلق وتكوين ما لم يكن، وهي متعة لا تضاهيها متعة أخرى في الوجود، هل تصدّق أنني أشعر بإستمتاع منعش للغاية، أنعش من نشوة النشوات عندما أكتب نصّاً جامحاً وكأنّني أعانق ضياء النجوم؟ تسربلني عوالم الكتابة في فضاءات فرحية وعشقية لا يضاهيها عشق العشاق، فعلاً لولا الكتابة لا أجد ما يحفّزني على استمراريّة الحياة! الكتابة هي البحر العذب الذي أسبح فيه، كيف راودكَ ما راودك، أنتَ الغائص بهموم تهزّ جبال جودي يا صديقي ، هل تعلم أنّ الكتابة لها وظائف لا يمكن أن يدركها إلا الكاتب نفسه وهي أنّ الكتابة تعيد للإنسان إنشطاراته وخلخلات أجنحته في الحياة، تعيد للإنسان ليونة تطلعاته إزاء تخشّبات الرؤى التي تحاصره من أغلب الجهات، فعبر الكتابة نقتحم عوالم ما لا يمكن إقتحامه في الواقع فتصبح الكتابة واقعنا الجديد، تضيء لنا أبهى الأحلام وتحوّلها إلى أشبه ما تكون بواقع جديد، صديقي صبري، الكتابة هي ممارسة فكر ما، ترجمة حلم ورؤية جامحة، رسالة مفتوحة إلى كل البشر، حالة تواصل بينك وبين الآخر وهذا الآخر هو مفروش على جغرافية الحياة وهي أي الكتابة حياة متجدِّدة بعد أن نعبر دكنة الليل ونغفو فوق خاصرة الليل الحنون! تبقى كتاباتنا ساطعة على جبهة الزمن حيّة متلألئة بشهيقنا وزفيرنا المشنفر بالآهات، لا أصدّق أن صبري رسول يعتبر الكتابة ضرب من العبث أو ضرب من اللافائدة، إنّ من أهم فوائد الكتابة أنني أقضي وقتاً ممتعاً ولذيذاً خلال لحظات ولادات نصّي فلا أهدر وقتي بما هو تافه بل أقضيه بما يغذّي روحي ، الكتابة هي غذاء الروح الشهيّة وهي صديقتي الأوحد في غربتي المفتوحة على جبهة الشفق! أنا والكتابة توأمان عاشقان منذ فجر التكوين، هل تصدّق يا صديقي أنّ الكتابة أعذب من النسيم وهي تتناغم مع عوالم الزهور البرّية بل تنافس خصوبة العشق وجموح الروح تتجلّى في عوالم الحرف! .. جاءتني صديقة من نكهة الليل تشبه وهج الكتابة، أعذرني يا صديقي كي أتابع معها جموح الكتابة على أهداب الفرح حيث عناق الروح يتبرعم في أعماق قبّة السماء، الكتابة أنثى مبلّلة بالخير، بالخصوبة بإخضرار توهّجات الروح!


ستوكهولم: 17/04/2004
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 393 ـ 394
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 391 ـ 392
- تعقيب ملون بغربة لا تخطر على بال
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 389 ـ 390
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 387 ـ 388
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 385 ـ 386
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 383 ـ 384
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 381 ـ 382
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 379 ـ 380
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 377 ـ 378
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 375 ـ 376
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 373 ـ 374
- أنشودة الحياة 4 ص 371 ـ 372
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 369 ـ 370
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 367 ـ 368
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 365 ـ 366
- تساؤلات مفتوحة للأديب المبدع سليم بركات
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 363 ـ 364
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 361 ـ 362
- تعقيب على نصّ -عشيقي- للشاعرة اللبنانيّة جمانة حدّاد


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - الكتابة هي صديقة حلمي المفتوح على وجنة الحياة