حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 00:16
المحور:
الادب والفن
الحالة الاولى - الموت
سئمتُ عيشي في ظلام موحش آسي ...
يا موت ، أقبل !.. فالعمى أقسى من القاسي
في عزلتي ، في البعد عن أهلي وعن ناسي ،
عن وطنٍ بات رهيناً بين أرماس
في قلعة مرعبة ، حراسها أشرس حراس ...
وحدي هنا ، في غربتي ،
تركنني الى زوايا الهمّ والياس ،
مدينةٌ عملاقة ، ضبابها ينهش أضراسي
وغيمها ينبش وسواسي ،
هواؤها ليس النسيمات التي
أنفاسها تنعش انفاسي
وماؤها – لا دجلتي تـُزهى به
ولا الفرات السلسل الماسي ،
نـُدمانها ليسوا بندماني ولا
كأس الطِلى – مهما غلت - كاسي ،
لا الدار داري ها هنا
كلا ! ولا الجُلاس جلاسي ...
يا موتُ ، إنّي لم أعد أقوى على
هذا الدجى الناخر في جسمي واحساسي ...
يا موت ، إني مقعد ، معذب ، مهلهل الباس ،
واهٍ ، عليل الجسم ،
مختل القوى ، مشوّش الراس ...
طالت ليالي محنتي ، غاب الأولى
كانوا بدربي خير نبراس ،
ودّعتهم بل ودّعوني ، بعد ما
اودعتُ في وجدانهم أقدس اقداسي ...
يا موت ، قد مات الذي
بالامس كانت كفه تـُسرج أفراسي
وعينـُه ترعى ينابيعي وأغراسي ...
لم يبقَ لي من أمل سواكَ ،
عجّـلْ قطعَ أمراسي !
لندن اواسط حزيران2009
الحالة الثانية – الحزن
- الى ابنتي البكر جميلة ، التي اختطف الموت شريك حياتها وهما في مقتبل العمر -
حزين عليكِ ،
حزين مدى العمر ، يا إبنتي الغاليهْ !
حزين عليكِ ،
تكاد نياط الردى
تشدّ الخناق على مهجتي الواهيهْ
وتعصر انفاسيَ الذاويه ...
حزين عليكِ ،
حزين وليل العمى
يدب دبيباً باوصاليه ،
يشلّ سبيلي اليكِ ،
حزين عليكِ ،
أحس وأسمع ، عبر المدى
وعبر امتداد الثواني ،
نحيبـَك ِ يسري بروحي ، يهز كياني
فيشتد حزني ويسمو حناني ...
حزين عليكِ ،
على الورد يبكي شجياً
ويذوي شذاه على وجنتيكِ
على الدمع يهمي سخياً ،
يودّع ، في حرقة ، مقلتيكِ ...
حزين عليكِ ،
وحزنيَ طيرٌ كسير الجناح ِ
يهمّ انطلاقاً اليكِ
فيهوي على الارض ، مختلجاً في مسوح نواح ِ ...
فهل من نسيم صباح ِ
يحطـّ فؤادي على راحتيكِ ،
قـُبيل براحي ؟ !
لندن – اوائل اكتوبر 2009
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟