أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - أنا والآخر : مقال














المزيد.....

أنا والآخر : مقال


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 872 - 2004 / 6 / 22 - 07:26
المحور: الادب والفن
    


أنا والآخر , تلك هي معادلة الحياة الاجتماعية الصحية والصحيحة , إنها ثنائية ,: إذا اختل تكافؤ وتوافق وتلازم قطبيها .. اعتل إنجازها وافتقر إنتاجا , وضعف مردودها , وتقاعست صيرورتها , في تعادلها تزدهر , تزداد حيوية وشبابا وعطاء , وتستقيم وظيفة وأداء ونماء .
أنا مرآتك , وأنت مرآتي , ولا يتعرف أحدنا على ذاته الا بالآخر , ولا معنى لوجود أحدنا من دون الآخر .
لنختلف ونتفق , لنتنافس ونتعادى ونتصادق ونتحاور ,: لنتجاذب ونتنابذ , لنفعل أي شيء .. شرط أن نبقى معا , أن يحافظ كل منا على الآخر , لأن حفظ الذات هو من حفظ الآخر , ولنعلم أن الآخر هو الأنس , كما يقول المثل " الجنة’ من غير ناس مابتنداس " أو كما يغني ]أبو العلاء المعري .. ويطلق فكرته وحكمته شعرا .. فيقول :
ولو أني حبيت الخلد فرد ا .... لما أحببت في الخلد انفرادا
ولا هطلت علي ولا بأرضي .... سحائب ليس تنتظم البلادا
إنه يريد الخير لغيره ومع ذلك الغير , مثلما يريده لنفسه . أبو العلاء المعري نموذج الشخصية السوية الحكيمة , التي تؤمن بالخير وتعتبره مقوما رئيسيا من مقومات الذات الفردية , وتؤمن بأن سعادة واستقرار وأمن الذات الفردية مرتبطة بسعادة واستقرار وأمن الغير ارتباطا حيويا متينا .
في سعادة الآخر سعادتي , وفي قوته وغناه قوتي وغناي , والبادئ المبادر في الخير هو الأفضل , وهو القدوة والسنّة التي علينا التقيد بها , والعمل بفحواها .
يقول الإمام علي بن أبى طالب : ك" أحب لأخيك كما تحب لنفسك " وعلى كل منا أن يعامل الآخر بمثل ما يتمنى أن يعامله الآخر به . تلك شريعة أخلاقية سامية , وواجب يفترض بنا اتخاذه بوصلة لسلوكنا وتعاملنا مع بعضنا . والتزامنا بتلك الشرعة يقوي عرى الوحدة والتلاحم والانسجام والتكافل الاجتماعي ,: ولا يكفي أن نحب الآخر , بل أن نؤمن بضرورة وجوده معنا وإلى جانبنا , فنعيش ونعمل سوية ,: نزرع , ونحصد معا , نضع يدنا في يده ,: نشق طريقنا المشتركة بثقة متبادلة وراسخة . وإذا اختلفنا فعلينا أن نتعلم كيف نختلف من غير خسارة , وكنف نؤطر اختلافنا ليثري حياتنا , ولنجعل الاختلاف خصبا وربحا , لاسببا للتنافي والخراب والدمار , وفي الحياة متسع للمتناقضات , وإمكانية لتعايشها وتفاعلها ,: والخروج بها كومنها إلى كل ما هو مشترك ومتفق ومجمع عليه , ليقل الآخر ما يريد , ولنتعلم كيف نصغي لكلامه ونسمعه جيدا , ومن ثم نرد عليه .. نجيبه .. نأخذ منه ونعطيه , نؤمن له الهامش الذي يستحقه , بذلك تتسارع وتيرة البناء والتطور والتقدم , وتترسخ عادات الحوار البناء ,: لغة لابد منها لتأمين أكبر وأوسع مشاركة ممكنة لكل فرد في المجتمع .
ولنتخذ من فلسفة أسلافنا وحكمهم منهاجا ونبراسا لتقوية وتعميق ديمقراطية الحوار والفكر والممارسة , بنية طيبة , وقدرة على تقبل الآخر بماله وما عليه ,: من دون المساس بالصالح العام الذي يعتبر القاسم المشترك للجميع .



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتصار : شعر
- لم أكن أتألم
- الأمير: شعر :
- - 1 - قصائد قصيرة
- سرقة: شعر
- قصيدةشعرية
- خلل فني طارئ : قصة قصيرة
- روبوت : قصة قصيرة
- -الناسك- قصة قصيرة
- شعر: إشاعة
- مفهوم الشرعية حول قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت
- الماركسيون اللا ماركسيون
- من الماركسية المحافظة إلى العلمانية
- الدمّية
- الدمّية
- السلطة الخامسة : سلطة الشعب
- قبل أن يسبقنا الوقت إلى الأصدقاء الديمقراطيين - احذروا الأصو ...
- نحو إعادة إحياء التيار الليبرالي
- من الميكافيللية إلى الديمقراطية


المزيد.....




- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - أنا والآخر : مقال