أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - الدمّية














المزيد.....

الدمّية


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


باعني تاجرٌ دميةً.

كنت في السوقِ,

أشغل واجهةً,

وأشدُّ إليّ العيون

وأجتذب المولعينَ,

واستوقف المتفّرجَ.

كان الكبار.. وأطفالهم..

والنساء..

ينظرون إليَّ اشتهاء.

كنتُ أقرأ رغبتهم باقتنائي,

وكنت أحسُّ بشيء غريبْ !!

يتحرك في داخلي!

باعني تاجرٌ,

فابتسمتُ..

لأني..

خرجت من الواجهةْ.

وتورّد حلمٌ يراودني..

فضحكتُ,

وزقزقتُ :

ثمة طفلٌ أداعبهُ,

ويداعبني.

إنه بانتظاري..

وحملتُ إلى القصرِ..

كنت هدّيهْ!

فدهشتْ.

قلقتْ.

تناولني رجلٌ أكلته السنونْ.

راح يفحصني,

ويقلّبني,

ويجربني فرحاً مثل طفلٍ,

فصحتُ :

يعيش الملك.

فتراقص مغتبطاً.

ضمنّي بحنانٍ..

وقبلّني فرحاً,

ثم راح يداعبني,

فهتفت :

ليحي الملك.

وتدفقت القهقهاتُ,

وسالت إلى البهوٍ,

وامتلأ القصرْ بالضحكاتِ الطريفةِ..

خفتْ!

دهشت!

صرخت :

ليحي الملك.

وتعالى الضجيجُ,

تمازج بالقهقهات..

وبالهرج المتدفق :

خفتُ.

نظرت إلى سيّدي :

فمه يتحركُ!

لا صوتَ !؟

والقصر يصخبُ!؟!

ثمة شيء غريبْ!

يتحرك في داخلي!

وصرخت من الخوف,

لكنني!!.

لست أسمع صوتي..

ولا صوته..

سيّدي صار مهترئاً..

فمه يتفوّه...

بل يتحرك!

يصرخ.

يبكي.

ولكنني لست أسمع صوتاً,

وما عدت أفهم ماذا يدورُ!؟!

العيون تراقبنا :

سيّدي ذو الجلالة يبلى..

ويبكي..

وجهه صار محتقناً..

جحظت منه عيناهُ..

ياللفظاعهْ !؟!

فمهُ فاغرٌ!!

خرجت منه أنيابهُ,

واللسان تحوّلَ,

أصبح أفعى !؟!

هاجمتني...

فهشّمتها..

وقتلتُ الملكْ....

ذاب في القصر كلّ الضجيج

وانفجر الصمتُ فيهْ !!!

دبةَ النّمل أسمعها!؟؟

والتفتُ :

تجّمدَ حولي الجميعُ !

غضبي يتدفق كالنّارْ.

نظراتي أوامرْ صارمةٌ.

كنتُ مفترساً.

لم أجدْ حرساً.. أو جنودا..

لم أجدْ خدماً وجواريَ :

صاروا جميعاً دمى.

رمقوني بذلٍ وخوفْ.

وانحنوا طاعةً..

وولاء.

هتفوا لي بصوت قوي مدوٍّ :

ليحي الملك.



#رياض_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدمّية
- السلطة الخامسة : سلطة الشعب
- قبل أن يسبقنا الوقت إلى الأصدقاء الديمقراطيين - احذروا الأصو ...
- نحو إعادة إحياء التيار الليبرالي
- من الميكافيللية إلى الديمقراطية


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - الدمّية