أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - روبوت : قصة قصيرة














المزيد.....

روبوت : قصة قصيرة


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 847 - 2004 / 5 / 28 - 05:38
المحور: الادب والفن
    


قرر حاكم البلد صنع " روبوت " خاص , ليتولى مساعدته في إدارة شؤون البلاد والعباد , والنيابة عنه , حين اللزوم . والأهم كما يعتقد الحاكم ويقول : " إن الروبوت أمين جدا , ولا يعرف معنى الخيانة , عدا عن كونه يقوم بعمله بدقة وإتقان و.........صدق "
أمر الحاكم لجنة من المهندسين المقربين منه بصنع " الروبوت " , وبرمجته للقيام بالدور المطلوب . تابع الحاكم مراحل إنتاج وصنع أل" روبوت " باهتمام فائق , وطلب من المهندسين التقيد بالسرية التامة , والتكتم الشديد على الاختراع إياه .
أنجز المهندسون عملهم . أمر الحاكم بإقامة حفل خاص ابتهاجا بذلك الإنجاز المذهل . أحضر أل" روبوت " إلى قصر الحاكم , الذي راح يوزع ابتساماته للحضور , وفي مقدمتهم : أل" روبوت " . ألقى الحاكم كلمة قصيرة , أثنى فيها على المهندسين , وافتخر بمشروعه التقني المذهل , ووزع عددا من الأوسمة , على عدد من الطواويس التي لاعلاقة لها بالمشروع . امتعض المهندسون .. صناع الرجل الآلي , وظلوا صامتين ....
كان المهندسون قد أعطوا الحاكم فكرة عن كيفية استخدام الرجل الآلي , فطلب أن يجربه أمام الحضور ,
اقترب من الرجل الآلي . سأله : من أنت ؟؟
شعر الرجل الآلي بالإهانة . ردّ بلهجة آلية مؤنية : قل : من جلالتك
ابتهج الحاكم . ووثق من نجاح التجربة , عاد لمحاورة الروبوت ممازحا : أوه العفو .. العفو لقد نسيت اللقب . ردّ الروبوت :
حسنا .. الآن أخبرك .. أعرفك بنفسي : أنا الحاكم .
سرّ الحاكم لأداء الروبوت الممتاز . التفت نحو الحاضرين , أشار لهم بيده أن انصرفوا , نفذ وا الأمر , ولم يبق في القصر سوى الحاكم والرجل الآلي .....
استدار الحاكم نحو الروبوت , اقترب منه , نظر إليه متأملا .. فاجأه الروبوت بالسؤال :
_ من أنت لتصدر الأوامر هنا ؟؟
دهش الحاكم , ارتبك , أجاب متذاكيا : أنا .. أنا ؟؟ . وقبل أن يكمل كلامه , قاطعه الروبوت :
- نعم .. أنت , وهل يوجد غيرك هنا لأخاطبه ؟؟
حسم الحاكم أمره , وأبلعه بلهجة جدية : أنا سيّدك
رد الروبوت : بل أنا سيّدك أيها العبد الوقح .
حاول الحاكم أن يشرح له : أنت هنا لتتلقى الأوامر مني .
أجاب الروبوت : أنت مجنون .. متمرد
-أنا الحاكم , عليك أن تفهم , أنا الحاكم .. يعني أنا سيدك .
- كاذب .. مدع .. متآمر
ضحك الحاكم ساخرا , وقال : كفّ عن هذا وإلا ؟؟؟
- أنت متهم .. وستعاقب
- حسنا .. وماذا أنت فاعل بي ؟؟
- سأقتلك
- وما جريمتي ؟
- أنت أفاق طامع
- أيها الروبوت ....
- روبوت ؟ ما معنى هذه اللفظة ؟
- تعني رجل آلي . أنا من صنعك لتعمل في خدمتي , وتنفذ أوامري .
- أنا الحاكم , وعليك أن تنفذ أوامري .
ارتبك الحاكم , وبدأ الغضب يبدو على وجهه , تمتم : هنالك خطأ ...
ردّ الروبوت : هذا صحيح , هنالك خطأ .
سأله الحاكم متلهفا : ما هو ؟ أين هو ؟
- الخطأ هو أنت , إنه أمامي , الخطأ هو أنت
- أيها الروبوت الوقح , أنا مولاك
- أنا مولاك , أنت خائن
فكّر الحاكم مليّا , تساءل : كيف أحل هذه المشكلة ؟؟
أجاب الروبوت : الحل واضح
- ما هو ؟ أجبني .. بسرعة
- سأتخلص منك
قهقه الحاكم بغضب وعصبية , وتقدم الروبوت منه بخطوات رتيبة . أحس الحاكم بالخوف يتسلل إلى جسمه , صرخ : قف مكانك أيها الروبوت اللعين .
الروبوت يقترب .. يتقدم . الحاكم يتراجع خائفا وسائلا : ماذا تنوي ؟ ابتعد . الروبوت يتجاهل
ما يقوله الحاكم , ويؤكد : سأقتلك . الحاكم يهدده : لا إياك أن تفعل .. سأستدعي الحرّاس , س ..
الروبوت لا يعبأ , يتقدم بخطوات منتظمة , يقبض على عنق الحاكم , الذي يصرخ ويستغيث :
أيها المجنون .. كفّ عني .. ابتعد .. أنا الحاكم .. سآمر بإعدامك ..
الروبوت يضغط على العنق , صوت الحاكم المخنوق يتقطع .. يتضاءل .. تمتصه جدران القصر
السميكة , يذوب في هواء البهو الفاسد ....



#رياض_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الناسك- قصة قصيرة
- شعر: إشاعة
- مفهوم الشرعية حول قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت
- الماركسيون اللا ماركسيون
- من الماركسية المحافظة إلى العلمانية
- الدمّية
- الدمّية
- السلطة الخامسة : سلطة الشعب
- قبل أن يسبقنا الوقت إلى الأصدقاء الديمقراطيين - احذروا الأصو ...
- نحو إعادة إحياء التيار الليبرالي
- من الميكافيللية إلى الديمقراطية


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - روبوت : قصة قصيرة