أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - هذه صورتي-قصة














المزيد.....

هذه صورتي-قصة


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


هذه –كما طلبتَ أيها الصديق الياباني- أحدث صورة لي أرسلها لك عبر "الماسنجر" وأرجو أن تصل إليك ....
ها .. وصلَتْ !؟ أمر عجيب ! لم يستغرق الأمر سوى عشرين دقيقة.. يبدو أن خط الانترنت عندنا قوي هذه الليلة ! .. لا تبتسم !
تقول إنك تفاجأتَ بها ؟ .. لا لم ألتقطها في المستشفى .. التقطتها قبل قليل بكاميرا الحاسبة..
ليس فيها –على ما أظن- ما يثير العجب .. تقول إنها تحتاج الى تفسير؟ مفاتيح ؟ ماذا .. هل تحسبها خريطة لقارة مجهولة !؟
حسناً ، حسناً .. كما أن كل خريطةٍ تحتاج الى تفسير ما ، سأقدّم –في سرورٍ- مفتاح خريطتي .. أعني صورتي – لا فرق فاسألْ!

تسألني عن هذا الشيء الذي يلتف حول عنقي؟
هذه ياقة من البلاستك المقوى.. سنادةٌ للرقبة يتخذها المصابون بتآكل الفقرات العنقية. وأسباب التآكل كثيرة، كما تعلم، منها الهرم المُبكِر وكثرة الانحناء ، نعم كثرة الإنحاء لرفع الأحمال وتقبيل الأيدي والأرجل أو لالتقاط الفُتات أو ربما بحكم العادة المتوارَثة عند شعوبنا.
الانحناء لمن ؟
لكثيرين .. بعضهم نراهم في كل مكان .. وبعضهم قد لا نراهم طيلة حياتنا..
ملاحظة: لا يظهر في الصورة حزام الظهر، وهو حزامٌ من البلاستك المقوّى، أو سنادةٌ للظهر يتخذها المصابون بانزلاق الفقرات القطنية... هذا الانزلاق-كما يعلم أكثر الناس- يأتي من أسبابٍ كثيرة، منها –ثانيةً- الهرم المبكر وكثرة الأحمال وتعود الانحناء!
لماذا تلف هذا الشيء بمنديل من القماش؟
هذا لامتصاص العرق.. درجة الحرارة ها هنا في الليل 45 درجة مئوية.. أما في النهار فـ "....."، عفواً ، هذه زلّةُ لسان !
منديلك رمادي، ستائر شباكك كذلك، وقميصك رمادي ..؟
أنتَ أكثرُ ذكاءً مما توقعت! هذا اللون هو الأكثر اقترابا من الحقيقة، الأكثر ابتعادا عن الأحلام، الأكثر تحملاً للأوساخ، الأقرب الى لون أيامنا الـ"..." عفواً هذه زلّة لسانٍ أخرى!
لكن هذا ليس كل شيء؛ هنا يجب أن تختار الألوان بعناية. لا، ليس من أجل الأناقة أو مواكبة الموضة أو غيرها من السخافات! الألوان هنا قد تسبب موتك إذا لم تحسن اختيارها: مرة قبل أربعين عاماً خرجت أمي للتسوق ومعها أخي ذو الأعوام الخمسة فاعترضها رجال ذوو شوارب ثخينة كانوا يسمون أنفسهم "الحرس القومي" .. أشرعوا بوجهها رشاشات كان اسمها "بورسعيد" مهداة من رجل كان اسمه "جمال عبد الناصر" وأخذوا يشتمونها ويصرخون بوجهها. لم تكن أمي تجيد العربية، لكنها فهمت بعضا من كلماتهم: أحمر! شيوعي! كلبة! فارتمت على أقدامهم تتوسل لإنقاذ الصغير... أخي الذي لم تحسن اختيار لون قميصه!
ما هذا الذي وراءك .. في خلفية الصورة؟
هذا شباك .. شباك عادي مفتوح على الليل. والأشرطة الملصقة عليه أمر ضروري من أجل الانفجارات .. أحياناً تأتيني منه بعض النسمات التي تضل طريقها ، والكثير الكثير من الأصوات.
مثلاً ؟
مثلاً : نقيق الضفادع، مواء القطط الشبقة، أصوات الانفجارات كما ذكرت، بكاء أطفال الجيران في السطوح وهم يتقلبون من لسعات البق، أصوات أقدامٍ تفر وأخرى تكر، صراخ المآذن المتنافسة (هذا شيء لن تفهمه) أصوات مارينز يصرخون : ((Go, Go, Go!... وأخيراً : صوتٌ لا يسمعه غيرنا ، نحن المصابون بانزلاق الأهواء : صوتُ رنّاتِ قيثارٍ قديم .. بسبعة أوتارٍ من الذهب .. يأتي من بعيد ... من الجنوب .. من تلّةٍ في أور .. أنصِت: إنه يجيء ويروح .. ممتزجاً بصوت فيروز القادم لنجدتي ... من الغرفة الثانية .. الغرفة التي لا أراها!
2006




#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحجر الأبدي
- الشاعر .. قصيدة
- نشيد القاعدة الأممي-مع الترجمة الانكليزية
- النهر .. قصيدة
- نشيد الى اللا جدوى
- ناجون بالمصادفة .. مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي ماجد ال ...
- قصائد مختارة للشاعرة التشيلية غابرِييِلاّ مِسترال
- قصائد مختارة للشاعرة الامريكية آن سكستون
- رائحة البطيخ-قصة قصيرة
- أخبرني العراف-الى يوسف الصائغ
- الربان والبحر
- الهؤلاء
- نشيد الى صديقي التعيس 13
- الملاك الألثغ الصغير_قصة
- عشر قصائد مختارة للشاعرة الأمريكية إميلي ديكنسون
- قصائد مختارة للشاعرة الهندية ساروجيني نايدو
- يوسف
- قصائد مختارة من الشعر الإيراني المعاصر-الحلفة الثانية
- حلمٌ .. في الحلم
- من الشعر النيوزيلندي المعاصر-ثلاث قصائد لمارك بيري


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - هذه صورتي-قصة