أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد سعيد الصگار - سيدات محافظة واسط















المزيد.....

سيدات محافظة واسط


محمد سعيد الصگار

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 22:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رغم كل ما تتداوله وسائل الإعلام عن الحضور النسائي‮ ‬في‮ ‬حومة السياسة العراقية،‮ ‬والإنجازات التي‮ ‬تحققت لها في‮ ‬مؤسسات المجتمع المدني‮ ‬،‮ ‬والكوتة التي‮ ‬ضمنت لها‮ ‬نسبة مرموقة هي‮ ‬من حقها المشروع؛ رغم ذلك،‮ ‬يبقى صوت المرأة العراقية دون ما‮ ‬يُنتظَر منها للصعود إلى مستوى ما تتيحه الحالة العراقية،‮ ‬وحاجة المرأة إليه‮.‬

فالإكتفاء بما سنّته القوانين،‮ ‬وضمنت ما‮ ‬يحق للمرأة العراقية من حقوق،‮ ‬لا‮ ‬يكفي‮ ‬ما لم‮ ‬يتواصل كفاحها من أجل التطبيق العملي‮ ‬لتلك الحقوق،‮ ‬ولا‮ ‬يكفي‮ ‬الإعتداد بما حصلت عليه‮ (‬قانوناً‮)‬،‮ ‬ما لم‮ ‬يتطابق عملياً‮ ‬مع الطموح المشروع للمرأة العراقية،‮ ‬والحضور فعلياً‮ ‬في‮ ‬عملية بناء الوطن،‮ ‬وإعادة النظر في‮ ‬الكثير من معوقات هذه العملية،‮ ‬واستثمار طبيعة المرأة في‮ ‬العطاء والتضحية،‮ ‬وهاجس الأمومة والعطف،‮ ‬والطاقة الهائلة في‮ ‬التحمل والصبر مما‮ ‬يجعلها أقوى وأكفأ من الرجال في‮ ‬معالجة المشاكل واستشرافها بحلول قد تغيب عن الرجال‮.‬

هذه فلسفة قد لا تصلح في‮ ‬كل وقت،‮ ‬ولكنها قائمة،‮ ‬ويحسن استخدامها في‮ ‬أيامنا‮.‬
لنأخذ مثلاً،‮ ‬موقف المرأة العراقية من قانون الأحوال المدنية الذي‮ ‬لا‮ ‬يجوز للمرأة العراقية التساهل فيه،‮ ‬مهما كانت المعوقات في‮ ‬تطبيقه،‮ ‬وتجييره لواقع الحال التحاصصي،‮ ‬فليس في‮ ‬صالح العراقية أن تساوم عليه،‮ ‬وتتنازل عن حقوقها فيه،‮ ‬والتخلي‮ ‬عن مكتسباته؛ وعليها أن تحشد كل القوى الوطنية،‮ ‬والأخص القوى الثقافية لتقف إلى جانبها في‮ ‬تثبيت تلك الحقوق والدفاع عنها‮. ‬ولست في‮ ‬شك في‮ ‬أن تلك القوى ستندفع إلى مؤازرتها،‮ ‬وتعزز مساعيها‮. ‬

ولكن واقع الحال‮ ‬يّغصح عن تقصير فادح في‮ ‬وعي‮ ‬المرأة لدورها الطليعي‮ ‬البنّاء وطاقاتها التي‮ ‬تؤهلها للنهوض بهذا الدور،‮ ‬وإلا لما انطلقت الدعوات العجيبة لتوظيف‮ (‬محرم‮) ‬لكل عضوة في‮ ‬مجلس محافظة واسط‮ ‬يقتحم مكتبها ويدخل‮ ‬غرفتها بحرية ويتقاضى على هذا‮ (‬الفضل‮ !) ‬راتباً‮ ‬شهرياً‮ ‬من المال العام‮.‬

تخصيص‮ (‬محرم‮) ‬لكل سيدة في‮ ‬موضع المسؤولية العامة‮ ‬يمسح كل ذلك الفرح الساذج بنسبة الـ‮ ‬25٪‮ ‬التي‮ ‬ظننا أنها بداية الإعتراف بدور المرأة العراقية ذات التاريخ العريق في‮ ‬المواقف الوطنية التقدمية التي‮ ‬فخرنا بها،‮ ‬وما نزال،‮ ‬ونطالبها بالتحرك بثقة وحكمة لتوكيدها والإستزادة منها،‮ ‬والوقوف بوجه الإرتداد إلى عهود الإستخفاف بكفاءة المرأة،‮ ‬واعتبارها‮ (‬جارية‮) ‬ناقصة القدرة على التحرك والإنتاج بدون هذا‮ (‬المحرم‮) ‬الدخيل على تربيتنا الوطنية؛ علماً‮ ‬أن كثيراً‮ ‬من الجواري‮ ‬كنّ‮ ‬ذوات وعي‮ ‬وكفاءة نادرة المثال‮.‬

لقد أتيحت لي‮ ‬الفرصة أثناء وجودي‮ ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬في‮ ‬الصيف الماضي،‮ ‬أن أقف على نشاطات‮ (‬مركز تدريب وتطوير الأرامل‮)‬،‮ ‬فرأيت مساحة الطموح الواسعة في‮ ‬نشاط هذا المركز،‮ ‬وسعدت به،‮ ‬وذكّرني‮ ‬ذلك بالمساحة الواسعة المتاحة للمرأة العراقية للنهوض به في‮ ‬ميادين الإبداع،‮ ‬وابتكار مجالات العمل‮. ‬ولكنني،‮ ‬رغم ذلك،‮ ‬رأيت أن جذر التأسيس الضامن لمستقبل الوطن‮ ‬يكمن في‮ ‬توطيد الحالة التربوية،‮ ‬وتجديد مناهج التربية الحافلة الآن بمناهج عفى عليها الزمن،‮ ‬وتجاوزها واقع الحياة،‮ ‬ولابد من تغييرها لتناسب الحياة الجديدة،‮ ‬ وللمرأة أن تحضر اليوم في‮ ‬الكفاح من أجل تنقية هذه المناهج،‮ ‬وتأسيس منطق معاصر لحالة البناء التربوي‮ ‬المتردّي‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮.‬

نريد تربية تحترم الأم والبنت،‮ ‬وتؤسس لمجتمع‮ ‬يكون فيه الجميع أحراراً‮ ‬في‮ ‬تطلعاتهم واختياراتهم لمستقبلهم،‮ ‬وأن تكفل لهم القوانين ذلك‮.‬

التربية قبل كل شيء؛ والتربية تنشأ في‮ ‬بيت الأمومة،‮ ‬وهي‮ ‬المهمة الأولي‮ ‬للمرأة العراقية؛ وعليها أن تدق على هذا الوتر الحساس ولا تغفله‮.‬

والعجيب أن الدعوات الكابحة لهذا التطلع المستقبلي‮ ‬للمرأة‮ ‬ينطلق من عدد من النساء أنفسهن،‮ ‬بانيات رؤيتهن على معايير ليست من هذا الزمان،‮ ‬ولا تبعث على الإعتزاز،‮ ‬ولا توحي‮ ‬باحترام كرامة المرأة‮.‬

تصوّروا أن وفداً‮ ‬نسائياً‮ ‬عراقياً‮ ‬يتألف من عشرين سيدة للمساهمة في‮ ‬مؤتمر عالمي‮ ‬للأمم المتحدة،‮ ‬مثلاً،‮ ‬تصوّروا واقع الحال‮:‬

عشرون نائبة تغادر على الدرجة الأولى،‮ ‬ومثلها عشرون محرماً‮.‬
عشرون نائبة‮ ‬يُحجز لها في‮ ‬فنادق الدرجة الأولى،‮ ‬ومعها عشرون محرماً‮.‬
عشرون نائبة‮ ‬يدخلن مطعم المنظمة الداعية،‮ ‬وإذا بالمنظمة تُفاجأ بأربعين شخصاً‮.‬
عشرون نائبة رسمية‮ ‬يجلسن على عشرين كرسياً‮ ‬معترفاً‮ ‬بها‮. ‬أين سيجلس السادة المحرمون؟
وهذه هي‮ ‬إحدى التحركات الإفتراضية التي‮ ‬تتبعها تحركات أخرى في‮ ‬مناسبات أخرى،‮ ‬وكلها ذات تكاليف باهظة جداً،‮ ‬وخارج رواتب السادة المحرمين،‮ ‬فما هو حجم الميزانية المخصصة لهذا الهدر المفتوح للمال العام؟ علماً‮ ‬أن بعض الوفود تبلغ‮ ‬العشرات‮.‬

هي‮ ‬صورة كاريكاتيرية بلا شك،‮ ‬ولكنها واقعية على أساس ما تدعو إليه سيدات واسط المحترمات اللائي‮ ‬لم‮ ‬يخطر ببالهن هذا الحساب البسيط الذي لا يفوت على تلميذ الإبتدائية.

لغيري‮ ‬أن‮ ‬يتوسع في‮ ‬هذه المفارقات،‮ ‬ويأتينا‮ ‬يالكثير مما‮ ‬يجرح الكرامة الوطنية،‮ ‬ويهبط بالمرأة ولا‮ ‬يرفع الرجل،‮ ‬ويعيدنا إلى عهد الجواري،‮ ‬ونحن في‮ ‬زمن تتسابق فيها نساء الدنيا لاحتلال أرقى المراكز الثقافية والسياسية،‮ ‬وقد أفلحنَ،‮ ‬ولنا بهن أسوة‮.‬



#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامي‮ ‬عبد الحميد‮ ‬ لا‮ ̷ ...
- خذ قصيدتك وامش ١
- إنا لله وإنا لهذا العراق
- مزالق الشيخوخة وفؤاد التكرلي
- نعمة الملل
- آفاق الكتابة
- محمد شرارة الشجرة الوارفة
- مجسّات القلم
- رجلان ... أي رجلين!
- يوسف العاني يلاطف حيرتي
- اوراق سياسية - لقاء مع حازم جواد
- أهي عناوين وهمية ؟
- ليس براءة ذمّة
- تحية إلى قمر البصرة
- بطاقة إلى الحزب الشيوعي العراقي
- أهذا هو الوفاء؟


المزيد.....




- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد سعيد الصگار - سيدات محافظة واسط