أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - ضمائر حية.. وقلوب مازالت تنبض.. في الجامعة العربية















المزيد.....

ضمائر حية.. وقلوب مازالت تنبض.. في الجامعة العربية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تذكرون دارفور؟!
فجأة كان هذا الأقليم الذي يقع غرب السودان ويغطي مساحة تبلغ 549 ألف كيلو متر مربع وتقطنه ما يزيد علي 38 مجموعة قبلية، يحتل صدارة نشرات الأخبار في الصحف والفضائيات العالمية.. وكان مضمون هذه التقارير الإخبارية مروعا، حيث كان يتحدث عن «أكبر كارثة إنسانية علي وجه الأرض قتل فيها ما يقدر بحوالي 200 ألف شخص واغتصاب مئات من النساء ونزوح وفرار أكبر عدد من المشردين علي الاطلاق حيث وصل عددهم إلي 2.4 مليون مشرد، كما وصل عدد المحتاجين إلي مساعدات إلي رقم لم يسبق له مثل وصل إلي 4.2 مليون من البشر وهو عدد يوازي ثلثي سكان دارفور. إلي جانب هذه الأرقام المفزعة تحدثت تقارير دولية متعددة عن جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية ووصلت سخونة هذه الاتهامات إلي حد صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير علي خلفية هذه الجرائم المرتكبة.
وفجأة أيضا.. خيم الصمت من جديد وشمل كلا من الإعلام الدولي والإعلام العربي علي حد سواء.. وكأن شيئا لم يكن، أو كأن الكارثة قد وجدت طريقها للحل.
في حين ان واقع الحال يقول انه لا هذا ولا ذاك قد حدث.
وفي محاولة لحل هذا اللغز عقدت ورشة عمل بالعاصمة الأردنية عمان في الفترة من 12 إلي 13 ديسمبر الجاري، وكان لي شرف المشاركة فيها. وقام بتنظيم هذه الورشة التحالف العربي من أجل دارفور وهو تحالف تأسس في مايو 2008 كتحالف عربي افريقي يضم في عضويته أكثر من أربعين منظمة من منظمات المجتمع المدني العربي في 17 دولة عربية وجاء تأسيسه استجابة مباشرة للصمت العربي الرسمي وغير الرسمي علي ما يحدث في دارفور.
وشارك في تنظيم ورشة العمل المركز الوطني الأردني لحقوق الإنسان ومرجعية حقوق الإنسان والبيئة.
وألقي الكلمات الافتتاحية كل من الدكتور محيي الدين توق المفوض العام لحوق الإنسان، والسفير سمير حسني الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وحجاج نايل الأمين العام للتحالف العربي من أجل دارفور.
ومما ضاعف من سعادتي بالمشاركة في أعمال هذه الورشة المهمة - رغم كأبة موضوعها - أنها جمعت بيني وبين السفير سمير حسني الذي لم ألتقي به منذ ما يقرب علي سبعة وثلاثين عاما عندما كنا في مقتبل العمر وفورة الشباب ومفعمين بأحلام كبيرة أكثرها تواضعا تغيير العالم، وأظن انه وقتها كان في آخر سنوات الدراسة الجامعية. وتفرقت بيننا السبل منذ ذلك الحين إلي ان جمعتنا أزمة دارفور في الأردن. أي ان الهموم العربية هي التي جمعتنا من جديد دون موعد ودون اتفاق.
ثم كانت سعادتي الأكبر ان استمع إلي هذا السفير المتميز وهو يتحدث عن كارثة دارفور بتدفق واستنادا إلي معلومات دقيقة وموثقة، ومتابعة ودءوبة لهذا الملف المعقد، وخبرة هائلة بأدق تفاصيله وجميع أطرافه المحلية والاقليمية والدولية.
والأهم من ذلك كله موقفه المشرف الذي اتخذه باعتباره أول مبعوث توفده الجامعة العربية لتقصي الحقائق في هذا الاقليم المنكوب.
فعلي عكس تقارير كل الجهات الرسمية العربية، التي انحازت منذ اللحظة الأولي لجانب الحكومة السودانية دون مناقشة أو بحث وحتي علي عكس تقارير بعض المنظمات «الأهلية» مثل اتحاد الأطباء العرب واتحاد الصحفيين العرب ومنظمة المؤتمر الإسلامي.. كان التقرير الذي قدمه السفير سمير حسني موضوعيا ومثالا للأمانة والنزاهة، بينما كان تقرير منظمة المؤتمر الإسلامي يؤكد ان دارفور علي «أزمة مفتعلة»، وتقرير مرجع ديني مهم هو الشيخ القرضاوي يفتي بأنها «مؤامرة» علي العروبة ولأول مرة في تاريخ جامعة الدول العربية ـ فيما أظن ـ عن تقرير يتضمن انتقادات محددة وخطيرة لحكومة عربية، وهو ما أغضب حكومة الخرطوم بالطبع، وما يحسب للجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسي الذي دافع عن السفير سمير حسني وتقريره الذي اعتبره كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة وقتها، «خريطة طريق» للخروج من دوامة هذه الكارثة المروعة.
وأوضح سمير حسني كيف استطاع عمرو موسي أن ينتزع هامشا للحركة رغم المصاعب المتوقعة والمفهومة، وكيف استطاع أن يؤثر في مجموعات الأمور، رغم تهافت الوضع العربي الرسمي العام.
ونتيجة لذلك نشط التعاون العربي الإفريقي، وتم الإعلان عن مبادرة عربية إفريقية أطلقها ثمانية وزراء عرب وثمانية وزراء أفارقة، يجتمعون دوريا وأمكن لهذه الجهود التي خرجت من عباءة الجماعة العربية أن تلعب دورا في تهدئة النزاع التشادي السوداني الذي له تأثيره المباشر علي أزمة دارفور.
فضلا عن جهود أخري مهمة ومقدرة تمت بمبادرة ورعاية جامعة الدول العربية يمكن أن تضع هذه الأزمة المأساوية علي طريق الانفراج دون الدخول في تفاصيل يحفظها السفير سمير حسني عن ظهر قلب رغم كثرتها وتشابكها فإن الاستنتاج الرئيسي من تحليله للوضع في دارفور أنه يبدو أنه لا خيار سوي الاستمرار في محادثات الدوحة التي ترعاها الجامعة العربية والتي تحث الحركات المسلحة الدارفورية علي قبول المفاوضات مع الحكومة السودانية خاصة أن الحكومة السودانية تبدي الآن قدرا من المرونة نظرا لأنها ترغب في التوصل إلي حل قبل الانتخابات التي ستجري في أبريل المقبل، ومن مصلحة الحكومة أن يكون هناك حل يعطيها قدرا من الشعبية في هذا الوقت الحرج.
ويعزز من هذا التفاؤل صدور التقرير الذي تم إعداده تحت إشراف رئيس جنوب إفريقيا السابق، مبيكي، وهو تقرير شديد الأهمية سواء من حيث تشخيصه لأزمة دارفور أو وضعه اقتراحات وتوصيات محددة سيتم طرحها علي القمة الإفريقية المقبلة في الشهر القادم.
ورغم هذا الجهد الاستثنائي الذي قامت وتقوم به جامعة الدول العربية فإن السفير سمير حسني أشار بحسرة إلي الفجوة بين اتخاذ القرارات وبين تنفيذها وعلي سبيل المثال فإن الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية تعهدت بتوفير 150 مليون دولار لمواجهة الكارثة الإنسانية لشعب دارفور لكن لم يتم الوفاء سوي بمبلغ لا يزيد علي 22 مليون دولار فقط من هذا الرقم.. كما أن هناك قرارا بتوفير 8 ملايين دولار شهريا لتحسين الوضع الإنساني في دارفور لم ينفذ.
أما بالنسبة لنا كإعلاميين فإن الرجل كان صريحا ومباشرا عندما أكد أن هناك خللا في الإعلام العربي ومنهج تناوله لهذه الأزمة وأن هناك بالتالي غيابا حقيقيا للإعلام ودوره في إيقاظ الضمير العربي تجاه هذه القضية بل إن أزمة الإعلام العربي وصلت إلي حد أن بعثة تقصي الحقائق في دارفور التي شكلتها جامعة الدول العربية ورأسها سمير حسني اصطحبت معها عددا من الإعلاميين الذين ذهبوا وعادوا ليكتبوا شيئا مخالفا لما رأوه بأعينهم أو لم يكتبوا علي الإطلاق، وهذه فضيحة لنا كصحفيين وإعلاميين ينبغي ألا تمر دون حساب أو دون تصويب.. وإلا فعلينا وعلي مهنتنا السلام.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يأتى حل عقدة خلافة الرئيس على يد الدكتور يسرى الجمل؟!
- إعلام لا يعلم ولا يتعلم:استنساخ الفشل والغوغائية وابتذال الو ...
- سائق حافظ المرازى.. الفيلسوف
- مصابيح التنوير والابداع التى تنطفئ
- نتائج خطيرة لدراسة ميدانية مهداة للنخبة الحاكمة والمحكومة:«ا ...
- السائرون نياماً .. على أرض -المريخ-؟!
- درس من أوباما فى مسئولية الدولة عن صحة أبنائها
- هل يتساوى الشهيد الذى ضحى بحياته مع لاعب الكرة الذى سيتقاضى ...
- إنها مجرد لعبة.. فلماذا كل هذا الصخب؟!
- قطار -الخصخصة- وصل إلى تاريخ الحركة الوطنية!
- كنيسة -الوطن-.. أم حائط مبكى -الطائفة-؟!
- نريدها دولة -طبيعية-.. هل هذا كثير؟!
- التهمة هي انتهاك الحق في الصحة والحق في الحياة
- مستقبل مصر: إلهام التاريخ وكوابح الحاضر
- تبرع يا مسلم لبناء إنسان
- لماذا يخاف 48 مليون مصرى من المستقبل؟!
- محمد السيد سعيد: وكل هذا الحب.. وأكثر
- موقعة ذات النقاب .. أهم من حرب 6 أكتوبر
- صحافة الفضائح .. وفضائح الصحافة
- حديث ليس فى الرياضة: الأولمبياد يسبح فى »نهر يناير« البرازيل ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - ضمائر حية.. وقلوب مازالت تنبض.. في الجامعة العربية