أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - -الحركة الوطنية لعلاوي-..الاسم والمسمى.















المزيد.....

-الحركة الوطنية لعلاوي-..الاسم والمسمى.


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلن مؤخرا في بغداد، وفي خضم الاستعدادات لحملة الانتخابات التشريعية القادمة، عن اندماج كيانين سياسيين هما "حركة الوفاق العراقية" التي يقودها أول رئيس للوزراء عُيِّنَ في عهد الاحتلال والقيادي البعثي السابق والمستقيل من حزبه سنة 1975 السيد أياد علاوي، و"الجبهة العراقية للحوار الوطني" التي يقودها السيد صالح المطلك وهو قيادي بعثي آخر فُصِل من الحزب سنة 1977. وقد أطلق على الكيان السياسي الجديد اسم " الحركة الوطنية العراقية ".
وبقدر ما يعكس هذا الاسم نوعا من الحنين إلى كيان سياسي آخر كان يحمل الاسم ذاته، بوصفه "حركة تحرر وطني" بمصطلحات منتصف القرن الماضي، لعل من أبرز إنجازاته ثورة 14 من تموز/ يوليو 1958 التي أقامت النظام الجمهوري وأخرجت العراق من دائرة التبعية للغرب ممثلة بحلف بغداد ودائرة النفوذ الإسترليني، فهو يعكس أيضا صبوات ونوازع المندمجين في استعادة أمجاد ودلالات المسمى القديم، فهل سيكون هدفٌ كهذا ممكنا، أم إننا سنكون بإزاء استعادة تطبيقية لمقولة ماركس عن التاريخ " حين يعيد نفسه على هيئة مأساة مرة وعلى هيئة مسخرة مرة أخرى" ؟
يمكن القول أن النسخة الأصيلة من "الحركة الوطنية" التي عبرت عن نفسها في " جبهة الاتحاد الوطني العراقي"، والتي هي الأم الحقيقية للثورة الجمهورية، قد انتهت تاريخيا عقب الانقلاب الذي قاده اليمين القومي العراقي بقيادة البعث في 8 شباط/ فيفري سنة 1963، والذي أدى إلى دوامة من القمع والاحتراب الدموي بلغت ذروتها خلال عهد الرئيس السابق صدام حسين والذي انتهى بخضوع البلاد للاحتلال الأجنبي وفقدان استقلالها.
غير أن البعض قد يجد هذه النهاية لعمر "الحركة الوطنية العراقية" مبكرة، أو متسرعة، فيحاول تمديده حتى فترة التحالف السياسي بين حزب البعث الحاكم وبين الحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الكردية في بداية السبعينات من القرن الماضي حتى تلاشي وانهيار تلك التجربة في نهاية ذلك العقد إثر موجة جديدة من القمع والتصفيات الجسدية، غير أن الرأي الأخير لا يمكن الجزم بصحته، فما حدث وقتذاك ليس "انبعاثا جديدا" للحركة الوطنية العراقية القديمة، لأن بعض مكوناتها كالبعث والشيوعي والبارتي" الحزب الديموقراطي الكردستاني" انضمت لمشروع السلطة البعثية آنذاك، لأنه في حقيقته لم يكن سوى تحالف سياسي تكتيكي لجأ إليه البعث العائد إلى السلطة بعد انقلاب عسكري نفذه في 17 تموز يوليو 1968 وكان وقتها منبوذا جماهيريا ومعزولا سياسيا وبحاجة إلى من يساعده على تبيض صفحته الملطخة بدماء مجازر انقلاب 8شباط 1963، فهرع إلى بناء تحالف تكتيكي أسمته "الجبهة الوطنية والقومية التقدمية" وهي في الواقع ليست إلا هيئة حكومية ، بدأت وانتهت، ككيان كارتوني هامشي لا سلطة حقيقية له.
بين "الحركة الوطنية العراقية " القديمة، التي لفظت أنفاسها إثر سلسلة الانقلابات العسكرية والأنظمة الدكتاتورية التي أنجبتها، وبين الوليد الجديد للسيدين المطلك وعلاوي، ثمة الكثير مما ينبغي التوقف عنده تفحصا واستنتاجا:
إن هذه الحركة الاندماجية تعني، ضمن ما تعني، أن قياداتها حسمت أمرها، وقررت الكف عن ملاحقة التحالفات الكبيرة وخصوصا تحالفي السيدين الحكيم والمالكي اللذين خاضت معهما نقاشات ومفاوضات مطولة ومضنية طوال الأشهر الماضية فقررت أخيرا أن تجرب حظها في أن تكون نواة لمجموعة من القوى التي تجمعها أمور عديدة من بينها:
- الخلفية البعثية للمؤسسين والقياديين فيها.
- المشاركة في العملية السياسية الاحتلالية القائمة على أساس المحاصصة الطائفية وقيادتها في مراحلها الأولى.
- الرفض اللفظي للطائفية السياسية، والتي يقصد بها عمليا هيمنة الأحزاب الإسلامية الشيعية الصديقة للنظام الإيراني الطائفي، والحرص على حصاد أكثر ما يمكن من أصوات مناطق نفوذها، وخصوصا في مناطق العرب السنة، مضاف إليه ما يستجلبه من مناطق العرب الشيعة ،قيادي بعثي سابق ذي خلفية بعثية كعلاوي.
- رفضها سياسات وبرامج اجتثاث البعث، ومطالبتها الخجولة للبعثيين بالاعتذار للشعب العراقي عما فعلوه خلال سني حكمهم كما ورد في بيان الاندماج.
- مناوئة إيران وحلفائها في العراق وخارجه، والدفاع عن مناوئيها كمنظمة " فدائيي خلق ".
- دفاعها عن الدول العربية وأنظمتها الحاكمة دون تحفظات أو استثناءات.
- سكوتها، إلا ما ندر، عن جرائم التنظيمات التكفيرية وخصوصا " القاعدة " ومحاولتها تبرئة هذه الجهات عمليا باتهام " فئات حاكمة متحالفة مع إيران " دون أدنى تحفظ أو احتمالات أخرى.
- مناوأتها للأحزاب الكردية ومشاريعها الهيمنية من منطلقات قومية قد لا تقل تطرفا في بعض الحالات عن تطرف القوميين الأكراد الانفصاليين، ويمكن إخراج إياد علاوي من هذا المشترك بفعل سياساته التي يحب تسميتها " البرغماتية " والتي أوجبت عليه عقد العديد من الاتفاقيات والصفقات مع القيادات الكردية.
لقد استقبلت الكتل الأخرى هذا الوليد بمواقف ومشاعر مختلفة: فالجماعات الإسلامية السُنية كقائمة الهاشمي والقومية العروبية كجماعة الأخوين النجيفي، وجماعة النائب عزة الشاهبندر، وممثلي "البيروقراطية الشيعية الجديدة" ممثلة بحزب وزير الداخلية جواد البولاني، رحبت به بحرارة، وقالت إنها تناقش إمكانية الانخراط فيه قريبا. أما تحالف السيد المالكي فقد استقبل هذا الحدث بمناشدة حادة و متوترة وجهها المالكي شخصيا في اليوم التالي للإعلان عن الاندماج إلى ( الشعب العراقي وعوائل الشهداء والسجناء إلى ان يقولوا كلمتهم حتى لا يتسلل البعث إلى مجلس النواب. وأضاف في المهرجان الذي نظمته مؤسسة الشهداء ان على أعضاء مجلس النواب ان لا يسمحوا للبعثيين أو من يتعامل معهم بالعمل تحت قبة البرلمان).
لا يمكن بالطبع اختزال موقف المالكي بتحسسه وتخوفه من بروز منافس انتخابي مؤثر، فالتحالف الجديد لا يعتد كثيرا بوزنه الحالي ونتائجه الانتخابية المتوقعة بعد ما حدث لأطرافه من انشقاقات وانسحابات ، ولا حتى بالعقلية الثأرية التي يتهم بها البعضُ المالكيَّ بتبنيها إزاء البعث ورموزه وتجربته، وإنما يمكن أن يعكس كل ذلك الكثير من التناقضات التي يجيش بها الوضع العراقي عموما، والقوى التي يحتويها تحالفه هو - المالكي - خصوصا.
وعلى هذا، يمكن أن نفسر ابتعاد المطلك عن التحالف الذي توقعه كثيرون مع المالكي أو بالمثل ابتعاد علاوي عن تحالف الحكيم الذي اقترب منه كثيرا كما أشيع كنوع من محاولة تحسس الوزن الذاتي قبل اتخاذ قرار أكثر أهمية فيما بعد، والواقع فإن نوعا من الخصوصية السياسية "اللامبدئية" التي تطبع الوضع السياسي الراهن في العراق، هي التي تزيل أو تبهت الفروق والفواصل بين مختلف القوى السياسية والقيادات التي برزت في عهد الاحتلال. وهذه الخصوصية، التي قد يصفها البعض بالانتهازية أو البرغماتية المبالغ بها، هي التي تجعل الجميع يتفاوض مع الجميع و يلومه ويوجه له الاتهامات بالطائفية أو غيرها في الوقت نفسه. ولهذا السبب، فإن فروقا جدية وعميقة بين هذا التحالف أو ذاك ، بين هذا الحزب أو ذاك ، بين هذا الزعيم أو ذاك لا وجود لها، و إنْ وجدت، فهي في أحسن الأحوال لا تتعدى شعارات انتخابية لها جاذبية معينة أملتها المرحلة التاريخية التي شهدت فشل المشروع الطائفي الذي جاء به الاحتلال، ويمكن بالتالي أن تتمخض الانتخابات القادمة عن تحالفات لا تثير استغراب أحد، ليس لأن الجميع من ذات الطينة السياسي وحسب بل لأن بديلا حقيقيا يناهض حكم المحاصصة الطائفية والاحتلال الأجنبي واحتمالات عودة الدكتاتورية لا وجود له على أرض الواقع.
يمكن لنا ان نرى في قيام التحالفات الفرعية ومن بينها التحالف الاندماجي لعلاوي والمطلك ومن سيلتحق بهما كمجرد مساع للفوز بدور "بيضة القبان" مستقبلا، طالما ليس بوسع أحد منها الحصول على أغلبية مهما بدت بسيطة، فهذه التحالفات التي نشأت بعد الإعلان عن قيام تحالفي المالكي المعزز بتجربة فعلية ذات إنجازات مهمة في مواجهة الطائفية ومليشياتها وتحالف الحكيم الذي لا يطمح بأكثر من أن يخرج سليما معفى أو بأقل الكسور من المعمعة الانتخابية القادمة والتي قد تشهد خسارته بل ونهايته السياسية ونهاية اللعبة الطائفية ككل، نقول، فهذه التحالفات الفرعية وخصوصا تحالف المطلك و علاوي سيكون لها دور غير المباشر ولكنه مؤثر جدا في تشتيت وبعثرة قوى مناهضة الطائفية السياسية الحقيقية كما في تحالف المالكي وحوله والذي كان ينبغي أن يقوم بدور الجاذب والمبلور للتيار الوطني المناهض للطائفية وليس دور المنفِّر والطارد بفعل أسباب ذاتية هي الأخرى الأمر الذي ستستفيد منه القوى التي تبرقعت في ربع الساعة الأخير بشعارات مناهضة الطائفية في حين يضج محتواها بتفاصيل وثوابت الطائفية السياسية الحقيقية ، شيعية كانت أو سُنية، ولا أحد يمكن استثناءه من هذا المآل مهما علا صراخه ضد الطائفية .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج2/ هارون محمد والشينات الثلاثة .. شتائم ديناصورات طائفية فا ...
- ج1/ ساوينا بين الطائفيين من الشيعة والسُنة، فاتهمتنا بالطائف ...
- ج8/ الدعوة لرفض المشاركة في الانتخابات مع احترم إرادة ملايين ...
- ج7 / هل يختلف الجعفري عن سواه من طائفيين وما حقيقة خيار النض ...
- ج 6/ بين دعوة القلمجي للحرب الأهلية وعموميات هيثم الناهي.. م ...
- ج5 /من أجل هزيمة الطائفيين لا بد من تحالف شامل: أسس وركائز م ...
- ج4 /من أجل هزيمة الطائفيين في الائتلاف والتوافق والكردستاني ...
- ج3/من أجل هزيمة الطائفيين لا بد من تحالف شامل: نرجسية علاوي ...
- ج2/من أجل هزيمة الطائفيين لا بد من تحالف شامل: النزعة الثأري ...
- ج 1/ من أجل هزيمة الطائفيين في الائتلاف والتوافق والكردستاني ...
- عربدة الزعامات الكردية سببها ذعرهم من رحيل الاحتلال وليس الخ ...
- الأحد الدامي.. إستراتيجيتان: التدمير الشامل في مواجهة الخيبة ...
- الحكيم الابن ينقلب على سياسات أبيه بصدد الموقف من البعث وكرك ...
- صفقة - النفط العراقي مقابل مياه الرافدين - بين التكذيب الحكو ...
- تصحيحان لخطأين مطبعيين
- -فوبيا البعث- آخر معاقل الصداميين الجدد قبل الغروب!
- كتلة علاوي «العلمانيّة» والائتلاف الشيعي
- المالكي أو الطاعون ؟ ماذا بخصوص الخيار الثالث ؟
- سفينة العملية السياسية تغرق والفئران الطائفية تتقافز منها!
- الجزء 2/ خلطة من الفكاهة البريئة والتهريج والإسفاف المليشياو ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - -الحركة الوطنية لعلاوي-..الاسم والمسمى.