أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باسم فرات - العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 5















المزيد.....

العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 5


باسم فرات

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 09:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الاتفاق على خارطة العراق:

ولأنني أتناول العراق، بوصفه أقليما متفقا على خارطته، وليس مصطلحاً فقط، أرى أن الرواية التي وردت قبل 1200 سنة من الآن، عن شيخ المعتزلة أبي الهذيل العلاف (ت230هـ) وهو يُعرف نفسه لمتكلم من أهل الرقة بالشام، يدعى مجنون الدير، بعد أن سأله استعداداً لمناظرة بينهما: "ممن يكون الرجل؟ قلتُ: من أهل العراق. قال: نِعمَ أهل الظرف والأدب. قال: من أيهم أنت؟ قلتُ من أهل البصرة. قال: أهل التجارب والعلم. قال: فمن أيهم أنت؟ قلتُ: أبو الهذيل العلاف". وذكر المعنى نفسه ابن أبي الحديد (ت656هـ) لقصة أخرى بالقول: "مَنْ أنت؟ قال: عراقي" (26). أما البلداني أحمد بن رسته (توفي بحدود 289 ه) فلديه : "أن حد السواد (العراق) الذي تم مسحه في صدر الإسلام هو من لدن تخوم الموصل، ماراً إلى ساحل البحر من بلاد عبادان، من شرقي دجلة طولاً، وعرضه منقطع الجبل (حمرين) من أرض حلوان (بعد خانقين) إلى منتهى طرف القادسية، مما يلي الغريب"،عُرف ذلك الامتداد بـ"عمل العراق" (27).
بينما المؤرخ العراقي المسعودي (ت 345 ه ) في مصنفه التنبيه والاشراف، قد كرر كلمة العراق، مراراً، منها حين تحدث عن الطقس ذاكراً " يقع الوباء بالعراق إذا دامت الريح في أيام البوارح والشمال عندنا ببغداد تهب من أعالي دجلة مما يلي سر من رأى وتكريت وبلاد الموصل.... والبوارح بالعراق تهب في حزيران والجنوب ببغداد تهب من أسفل دجلة مما يلي بلاد واسط والبصرة (28).
ومنها ما جاء في الصفحة 4 " ... كدخول الكلدانيين – وهم السريانيون سكان العراق – في جملة الفرس " وهو ما وثقه الشاعر بقوله:
أيا دهر ويحك كم ذا الغلط وضيع علا وكريم سقط
وعير يخلد في جنة وطرف بلا علف يرتبط
وأهل القرى كلهم يدعون بكسرى قباذ فأين النبط

وحين تطرق الى إقليم بابل أوسط الارض وأشرف الأقاليم.(صفحة4)، أطنب في مدح العراق موطنه ، حتى قال في الصفحة 23 :" وقد حد كثير من الناس السواد وهو العراق، فقالوا حده مما يلي المغرب وأعلى دجلة من ناحية آثور، وهي الموصل القريتان المعروفة إحداهما بالعلث من الجانب الشرقي من دجلة وهي من طسّوج بزر جسابور، والاخرى المعروفة بحربي وهي بإزائها في الجانب الغربي من طسوج مسكن،ومن جهة المشرق الجزيرة المتصلة بالبحر الفارسي المعروفة بميان روذان كم كورة بهمن أردشير وراء البصرة مما يلي البحر". ثم يعرج على ما قيل في بلده: " وقد وصف بعض أهل المعرفة سكان هذا الصقع الشريف، وهو العراق، فقال هم أهل العقول الصحيحة والشهوات المحمودة والشمائل الموزونة والبراعة في كل صناعة، مع اعتدال الأعضاء واستواء الأخلاط وسمرة الألوان، وهي أعدلها وأقصدها، ويستدل على اعتدال مزاج باطن أبدانهم بالذي يرى من السمرة الظاهرة في ألوانهم واعتدال أعضائهم أحسن الناس ألواناً ووجوهاً وأتمهم حلماً وفهماً، فهم أهل العلم والخير، وذلك لامتزاج صقعهم من حر الجنوب وبرد الشمال، وغلب عليهم المشتري لامتزاجه من برد فلك زحل، وحرارة فلك المريخ، فاعتدلوا فاجتمعت فيهم محاسن جميع الأقطار، كما اعتدلوا في الجبلة، كذلك لطفوا في الفطنة والتمسك بمحاسن الأمور، وكيف لا يكونون كذلك، وهم أرباب الوافدين وأصحاب الرافدين من دجلة والفرات.وقال آخر هذان الواديان رائدان لأهل العراق لا يكذبان(29).
وذهب آخرون فيما ذكر المدائني فقالوا: حدّه حفر ابي موسى من نجد وما سفل (بفتح السين وضم الفاء) عن ذلك يقال له العراق. وقال قوم: العراق الطور والجزيرة والعبر والطور وما بين ساتيدما الى دجلة والفرات (30). هنا لابد ان نفقه هذا التكوين الثنائي (= الطور + الجزيرة) وما بينهما العبر (= العبور). فالجزيرة هي كل ما بين النهرين وملحقاتها حتى اقرب نقطة تضيق الارض بين دجلة والفرات (: عند بغداد) ومن ثم يأتي الطور لما بينهما حتى الالتقاء ومن ثم المصّب (31).
وفي خارطة ابن حوقل(977م) تبدو بلدة (اسكي بلد) في أعالي الموصل ما بعد تكريت شمالاً، وعبادان جنوباً، والكوفة غرباً، وحلوان (بعد خانقين) شرقاً. (32). ويورد، إنه على الجانب الأيمن من دجلة من المدن، بغداد وتكريت وبينهما نهر الاسحاقي، ثم الموصل، بلد، طنزى، آمد.. (المصدر نفسه، 308) (33)
ونورد ما ذكره اليعقوبي لدلالته البالغة إذ يقول: إنما إبتدأت بالعراق لأنها وسط الدنيا وذكرت بغداد لأنها وسط العراق والمدينة العظمى التي ليس لها نظير في مشارق الأرض ومغاربها سعة وكبراً وكثرة مياه وصحة هواء، لأنه سكنها من أصناف الناس وأهل الأمصار والكور وانتقل اليها من جميع البلدان القاصية والدانية وآثرها جميع أهل الافاق على أوطانهم، فليس من أهل بلدٍ إلا ولهم فيها محلة، ومتجر ومتصرف. فاجتمع بها ما ليس في مدينة في الدنيا. " فضل العراق وجلالتها وسعتها ووسطها للدنيا (34). فبغداد هنا وسط ومركز العراق، وهي مدينة عولمية، وهو ما يتفق تماماً مع إيماننا، إن العراقيين خليط من جميع الأقوام التي سكنت العراق.
ويتفق مع اليعقوبي ما جاء في المسالك والممالك" ان قصبة مملكة الاسلام بلد العراق وهذا مع انه موجود هكذا في الوقت فقد كانت الفرس تجريه عليه وتسميه دل ايرانشهر وانما سمت العرب العراق بهذا الاسم تعريبا لما وجدت الفرس سمته وهو ايران " (35).
يذكر الدينوري " وخص ولد شيت بأفضل الأرض وأسكنهم العراق . ثم يذكر عن زاب بن بودكان بن منوشهر انه " كرى بالعراق أنهاراً عظاماً سمّاها الزواّبي اشتق اسمها من اسمه وهي الزابي الأعلى والزابي الأوسط والزابي الأسفل، وابتنى المدينة العتيقة وسماها طيسفون" (36).
يحدد الجغرافي أبو سعيد المغربي (1286م) حدود العراق بالزاب المجنون (الأعلى) شمالاً، وعبادان جنوباً وحلوان شرقاً، والكوفة غرباً، أي من أقاصي الجبال شمالاً حتى الخليج جنوباً (37).
وتظهر حدود العراق في "مناقب بغداد" على ما هي عليه اليوم من جهة الشمال:"من بلد (حديثة الموصل) إلى عبادان طولاً، ومن العذيب إلى جبل طور عرضاً" (38) . وبلد المذكورة، التي تقع شمال غربي الموصل، كانت تسمى"اسكي الموصل، أي الموصل القديمة (39) .
اما صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي (ت 739 هـ ) فيكتب قائلا: " والعراق المشهور هو ما بين حديثة الموصل الى عبّادان طولا وما بين عذيب القادسية الى حلوان عرضاً(40).
يوافق ذلك التحديد شهاب الدين الآلوسي في "طراز المذهب":"طولاً من حديثة الموصل على دجلة، أو من العلث، وهو شرقي دجلة، لا العلث الذي في غربيها قرب الدجيل، أو من الموصل، كما في القاموس، إلى عبادان" (41). كانت حدود العراق في العهد الجلائري (737هـ) "الأراضي الممتدة ما بين حديثة الموصل وعبادان الواقعة على مصب دجلة في البحر العربي طولاً، وبين القادسية وحلوان عرضاً، ويحده من الغرب الجزيرة والبادية، ومن الجنوب البادية والخليج العربي(42).وهو يقترب مع ما ذكره مؤرخ بريطاني قبل معاهدة سايكس- بيكو بأكثر من قرن، حين قال:" يمتد العراق من أدنى شط العرب جنوبا حتى مدينة ماردين شمالاً ومن زرباطية شرقاً الى الخابور غرباً " (43) .






#باسم_فرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 4
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 3
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 2
- العراق .. الجغرافيا المغيبة1
- باسم فرات: العنف خلق تراجيديا الإنسان العراقي الضعيف لوقوعه ...
- المستقبلُ وهوَ يقفلُ راجعاً
- البِراق يصلُ الى هيروشيما
- أدونيس والسيد الرئيس، إشكالية المثقف والسلطة
- إلى لغة الضوء..ديوان جديد للشاعر العراقي باسم فرات
- الاسلام بين الاسطورة والواقع، العهدة العمرية انموذجاً
- منابع مأساة العراق وإشكالاته....مراجعة نقدية
- علي الجميل والإكتواء بالجحود العراقي
- جبل تَرَناكي
- شئٌ ما عنكِ .. شئٌ ما عني
- تاريخُنا
- طينُ المَحبةِ
- رحلة البحث عن الكتاب
- آية النقاء
- رحيل
- منتخبات شعرية باللغة الإسبانية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باسم فرات - العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 5