أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - متى يصار الى دعوة أفذاذ العراق وتكريمهم في بلدهم كما يستحقون ؟؟














المزيد.....

متى يصار الى دعوة أفذاذ العراق وتكريمهم في بلدهم كما يستحقون ؟؟


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 18:30
المحور: المجتمع المدني
    


إن أعنف هزة تجتاح النفس البشرية ، هي تلك التي تحاول إجتثاثها مما نبتت فيه ، وهي إن تعودت على هضم حالة الاغتراب فسوف تتوقف عن الاحساس بالحنين للعودة للوطن لاستعادة ذلك النبت المقدس ، لتبقى حيث هي معلقة بين حلول تحقيق الامل ، وبين اليأس القاتل لكل حالات الابداع ، فيحل القنوت ، ويزحف الموت تدريجيا معلنا نهاية الرحلة بدون علامات فارقة .

لقد لفت انتباهي مؤخرا قيام وزارة الشباب بتوجيه دعوتها الرسميه لعدد من الرياضيين العراقيين خارج البلاد ، وذلك لحضور منتدى رياضي عزمت الوزاره على إقامته هذه الايام .. الهدف من الدعوه يبدو من النظرة السطحية لمقتضياته بانه أمر يدعو للارتياح ، ويشجع على الاحساس بان ثمة روابط طيبه لا زالت تحتل موقعها بين الوطن وابنائه المتميزين والمقيمين خارج الحدود .

في ذات الوقت .. واستجابة لحقيقة أن بعض الضن من حسن الفطن ، يجد المتتبع للشأن العراقي وما يحمله من تداعيات يعمها الاضطراب ، بأن هكذا دعوات قد يكون الدافع لها ليس مجردا من إضمار النوايا المتعلقة بالاحداث الرياضية والاختلافات الحاصله مع اتحاد الكرة العراقي مؤخرا .. ومع كوني لست ممن يواكب ويهتم بتلك التداعيات عدا عن اهتمامي بما يحققه فريق بلادي من انتصارات دولية ، فانني ومعي جميع الغيارى على العراق ، ليس لي إلا أن أثمن أية بادرة وطنية تعيد ابنائنا الى بلادهم معززين مكرمين ليساهموا كل من موقعه في إستعادة العراق لعافيته ، وكنت مشدودا حقا لتلك الدموع التي ذرفها فلاح حسن وزميله كوركيس اسماعيل وهم يلتقون ، بعد طول غياب ، بارض وطنهم في مطار بغداد .

وكم كان إحساسي مرهفا ، وانا اتمنى ان تتكرر هكذا بوادر طيبه من قبل وزارة الثقافة العراقيه ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بشؤون الثقافة ، للقيام بتأسيس أعراف سامية يتم من خلالها دعوة وتكريم الاسماء المعروفة من ابناء العراق ، من ادباء وفنانين واطباء ومهندسين وغيرهم ممن حمل لواء الاخلاص للعراق وشعبه ، ولا بأس من أن تكون زيارات هؤلاء لوطنهم بموجب تلك الدعوات مرهونة برغباتهم الشخصية بالبقاء في الوطن من عدمه ، ما دامت وبالنتيجه ، ستؤدي حتما لتثبيت الجذور الوطنية وإبعاد مشاعر الاغتراب القسري وتجنيد الطاقات الفذة لخدمة البلاد من جديد .

لقد عمدت مؤسسة المدى من قبل ، لتكريم بعض الرواد ضمن احتفاليات خاصة أقيمت لهذا الغرض ، ويبدو ان إضطراب الاوضاع في الداخل وعزوف الكثير منهم عن العودة للوطن لحضور هكذا فعاليات ، كان له دور في التوقف عن الاستمرار بهكذا محاولات مفيده ، وإقتصرت عمليات الاحتفاء والتكريم على البعض من المبادرات اليتيمه والتي قامت بها فروع الاتحادات الادبية في المحافظات .

لم يعد أبدا من الترف الرسمي القيام برعاية اولئك الذين قدموا لنا وعبر سنين حياتهم عطاءات متميزة لم تغب عن ذاكرة العراق ، وساهموا في بناء صروح ثقافية مجيده وضعت للبناء لفكري العراقي أسسه المتينه ، وذاع صيتهم الفني والادبي والعلمي حتى انبثقت بواكيره في خارج الحدود وفي بلدان الاغتراب بالذات ، وليس من الانصاف بمكان أن تخضع عملية تكريم ورعاية هؤلاء لارهاصات الاحتراب السياسي والطائفي ، لتوجه اليهم فوهات القتل العمد حتى لو بادروا بانفسهم بالعودة الطوعية ومن باب الزيارة العادية احيانا ، ولابد من الاستذكار بأن الشعوب التي لا تخلد غير سياسييها وتغفل عضامها من حملة الفكر النير هي شعوب تسعى لاحداث عاهة العقم في دواخلها ، لتصبح بلا تاريخ ولا مسميات بعينها يمكن ان توصف بها من قبل ومن بعد .

كفانا ننتظر حتى تحفر معاول المنافي قبور شعرائنا واطبائنا الافذاذ ، ومن سطروا اللحن الجميل وغنى للرافدين وساهم في رسم لوحات ضفافهما الغناء .. كفانا استبدالا لوطننا بما عداه من أوطان مهما قدمت من عطايا رحيمة فهي سوف لن تعوض عن الارض الام ، ولن توفر ما يزيل تلك الغصة المعلقة في الحلقوم ، وتذيب حشرجة الحنين للمكان الذي انطلقت فيه أول صرخة بعد الولاده .

يقينا بأن شرفا سيضاف الى شرف أية جهة ، رسمية كانت أو مدنية ، حينما تقوم بدعوة ذات عراقية متميزة لغرض التكريم ، وليس من دواعي المنة أبدا أن يبادر العراق بتوفير دواعي الاحترام والتقدير لأبنائه أيا كانوا وفي مقدمتهم حملة الفكر والعلم ، وسنبقى بانتظار أن تتكرر مبادرة وزارة الشباب لتطأ أقدام أفذاذنا أرض مطار بغداد لتذرف دموع الحنين بدل الخوف من الفناء على أيدي شذاذ الآفاق وأعداء التحرر .







#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قول في العيد الثامن لتأسيس الحوار المتمدن
- متى لهذا العراق أن يستريح ؟؟
- من بقايا الزمن الجميل .. عبد العزيز المعموري إنموذجا
- مهلا .. لقد إكتشفنا مؤخرا ما يحميكم من ( انفلونزا الخنازير ) ...
- من يحمي النساء المتزوجات من ( عرب ) في البلدان الاوروبيه ؟؟ ...
- عن أي مسرح نتحدث ، والمواطن في بلادنا تأكله أرضة الفقر ؟؟
- لتتوحد كافة الأصوات الوطنية والتقدمية في بلادنا من أجل نصرة ...
- بين هموم النخبة الثقافية ، ومعاناة الجماهير .. مسافات لا زال ...
- ألبغاء .. وحياء المجتمع .
- صوتها من داخل الطائره
- لتتوقف جميع دعاوى التصدي الرجعي للمفكر والكاتب التقدمي سيد ا ...
- حملة من أجل إطلاق سراح الملكين المحجوزين بأرض بابل
- ألقطيعة بين قمة الثقافة العربية وقاعدتها .. أزمة تبحث لها عن ...
- ترى .. من يحمي بناتي من أجلاف البشر ودعاة أعراف الموت ؟؟
- ما ألمانع من خلق جبهة تتوحد فيها قوى التحرر القومي والوطني ا ...
- هذيان اللحظة الأخيره
- صرخة ألم في فضاء عذابات المرأة العراقية .. بائعات الملح يبصق ...
- عشق ما بعد الستين
- إعتذار
- نداء عاجل لكافة الوطنيين والتقدميين في العراق


المزيد.....




- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - متى يصار الى دعوة أفذاذ العراق وتكريمهم في بلدهم كما يستحقون ؟؟