أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد ريفلاند - المخدرات . السلاح . الدواء : الموت البطيء المنظم و الربح السريع المنظم















المزيد.....

المخدرات . السلاح . الدواء : الموت البطيء المنظم و الربح السريع المنظم


محمد ريفلاند

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 02:10
المحور: حقوق الانسان
    



المخدرات . السلاح . الدواء : الموت البطيء المنظم و الربح السريع المنظم

في كل مرة تخرج منظمات إقليمية و أخرى دولية وممراكز أبحاث دولية متخصصة بدراسات وبحوث مؤداها أن استهلاك المخدرات يتتنامى ويزداد بشكل كبير بالرغم من الإجراأت الأمنية والقانونية المخصصة لمحاربة هذه الآفة. وبالتوازي ترتفع نسبة الوفيات بسبب تعاطي وإدمان المخدرات لاسيما في الدول النامية حيث تقل إمكانيات العلاج والوقاية... وهذا ناتج بالدرجة الأولى إلى تزايد الإنتاج وعدم المساس بأمن طرق التوزيع لاسيما طريق آسيا الوسطى وطريق شمال افريقيا وطريق أمريكا الوسطى رغم التقارير الحكومية التي تؤكد في كل مرة محاصرة ومحاربة هذه الطرق التقليدية التي تمرر المخدرات إلى اوربا وأمريكا الشمالية .

لقد بقيت هذه الطرق محصنة ومحمية من طرف أصحاب الرساميل الكبار المتحكمين بهذه التجارة أغلبهم أمريكيون وأوربيون لهم علاقات وطيدة بأعلى المستويات السياسية والإقتصادية في أوربا و الولايات المتحدة الأمريكية وأبرز معاقل الإنتاج.

فكمية الإنتاج لم تتناقص لا في المغرب، ولا في اليمن ولا في كولومبيا ولا في أفغانستان... ففي هذه الأخيرة أكدت الأمم المتحدة أن الإنتاج تضاعف مرات عدة بعد إحتلال هذا البلد من طرف الولايات المتحدة الأمريكية مما يؤكد جليا بوجود علاقة بين ساسة وعساكر امريكا وإنتاج المخدرات وإغراق شعوب العالم بها.

صحيح أن هذه الدول تعلن في بعض المرات عن حملات لمصادرة المخدرات وملاحقة منتجيها وموزيها ٬ إلا أنها في الحقيقة تبقى مجرد ذر الرماد في العيون لمغالطة الإعلام والرأي العام . الولايات المتحدة الأمريكية بكل مؤسساتها الإعلامية الضخمة تحاول أن توهم الرأي العام المحلي والعالمي أنها تحارب المافيا وتحارب " الإرهابيين " الذين ينتجون المخدرات ويوزعونها ويغرقون السوق المحلية والعالمية بهذه السموم القاتلة. إلا أنها في الحقيقة حاضنة وحامية المافيا ومنتجي وموزعي المخدرات.

فالمخدرات تعتبر من بين بضائع التجارة العالمية التي يتحكم فيها الرأسمال العالمي ويحميها ٬ وهي تذر ربحا كبيرا على هذا الرأسمال٬ ربحا مباشرا وآخر غير مباشر يتجلى بالخصوص في الأدوية المعالجة للأمراض الناتجة عن تعاطي المخدرات.

لقد أصبح الدواء منتوجا مربحا يذر على الرأسمال العالمي أرباحا طائلة تتضاعف كل سنة . فأدوية علاج آثار تعاطي المخدرات منتوجات للشركات العملاقة الأمريكية والأوربية. يزداد إنتاجها ورواجها في العالم رغم اسعارها المرتفعة ٬ فهي تلقى رواجا مهما في أوربا وأمريكا الشمالية ولا تكاد تصل إلى الدول النامية بسبب التكلفة المرتفعة لذا فنسبة كبيرة من الوفيات بسبب المخدرات تكون بدول الجنوب. أما أدوية بعض الأمراض المزمنة٬ كمرض السكري ومرض السل ... فهي تلقى رواجا كبيرا و متزايدا و تذر أموالا كثيرة على هذه الشركات الرأسمالية العملاقة.

إن بعض الأمراض صنعت صنعا حتى تزيد هذه الشركات إنتاجها وتوزيعها وأرباحها . فمثلا مرض العصر كما يوصف - مرض السيدا - كما كشفت الكثير من التقارير والدراسات هو مرض أنتجه الإنسان مخبريا ٬ مرض خرج من المختبرات. وأخيرا وليس آخرا ما يتم ترويجه حاليا عن وباء القرن: انفلوانزا الخنازير. تخويف الرأي العام من خطورته المحدقة بالنوع البشري٬ خطورة غير مؤكدة أصلا. فمنظمة الصحة العالمية انخرطت هي أيضا في إرهاب وتخويف الناس عبر العالم من خطورة هذا المرض٬ وحثهم على استعمال دواء تامفلو المخصص أصلا لأنفلوانزا الطيور . أرهبوا العالم على أن فصل الشتاء القادم ستعرف نسبة الوفيات ارتفاعا كبيرا٬ وأنه سيكون فصلا رهيبا... وكأن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لم يعرف فصل الشتاء عندما كان النصف الشمالي يعيش فصل الصيف. ومع ذلك فالنسبة الأكبر من الوفيات كانت في الشمال. أكثر من نصف عام توفي عشرة آلآف أو أقل بينما الإنفلوانزا الموسمية تخلف سنويا مئات الآلآف من الضحايا.

لقد عرف دواء تامفلو رواجا كبيرا وقد غنمت الشركة المنتجة له أرباحا طائلة٬ شركة سويسرية ظاهريا ولكنها أمريكية أصلا٬ ونسبة مهمة من الأرباح تذهب إلى شركة أمريكية ٬ كان في مجلس إدارتها مثلا رونالد رامسفيلد قبل أن يعين وزيرا للدفاع في ولاية بوش الأولى. هذه الشركة وبإشراف منظمة الصحة العالمية احتكرت سوق هذا الدواء. فمثلا منعت شركة هندية من توزيع وترويج دواء لنفس المرض مثل تامفلو ٬ أنتجته بسعر منخفض وفي متناول الجميع في العالم.

أما الدواء الجديد الذي تم مؤخرا ترويجه أو إن صح التعبير تجريبه على الناس لمكافحة انفلوانزا الخنازير فهو حتى الآن يبقى دواء تجريبي ودون ضمانة علمية. رغم ذلك يروج بشكل مكثف وبإشراف منظمة الصحة العالمية التي من المفترض أن تكون إلى جانب الشعوب والصحة العالمية العامة وليس إلى جانب هذه الشركات الرأسمالية المتوحشة التي لا تسعى إلا الى الربح والربح ثم الربح.

وكما أشير آنفا فالإنفلوانزا الموسمية مثلا تقتل مئات الآلآف سنويا لا تحارب ولا تستنفر جميع الدول لمحاولة تقليص عدد وفيات هذا المرض أو القضاء نهائيا على بعض الأمراض التي عمرت كثيرا ، لأنها موجودة تذر أرباحا ضخمة و لا يجب إنهائها ٬ بل يجب إضافة أمراض أخرى٬ أي زيادة إنتاج أدوية أخرى٬ وبالتالي زيادة أرباح أخرى٬ وهذا هو مبتغى هذه الشركات الرأسمالية المتوحشة.


أما إذا تحدثنا عن السلاح فسيستلزم ذلك كلاما طويلا٬ إلا أنه لابد من تحليل تزايد عدد النزاعات الأهلية والدولية واستدامتها لمدد طويلة.
إن شركات الأسلحة المتحكمة في السوق العالمية وأغلبها أمريكية وأوربية تسعى جاهدة إلى تمويل جميع النزاعات الحربية في العالم٬ بل وإذكاءها وتأجيجها واستدامتها لمدد أغلبها طويلة من أجل ربح أكثر. ففي افريقيا تمول هذه الشركات النزاعات الأهلية والنزاعات البينية التي مزقت القارة السمراء ولا زالت لعقود طويلة. نزاعات مختلقة ومصطنعة من الخارج تستهلك كمية كبيرة من الأسلحة وعدد كبير من البشر٬ أي تضيف لهذه الشركات ربحا على ربح وفي نفس الوقت تزيد افريقيا خسارة على خسارة . أما فرض الحروب على بعض الدول ذات السيادة تحت مسميات لا أساس لها من الصحة مثل حرب العراق وأفغانستان مؤخرا فشركات السلاح لها نصيب كبير في خلق هذه الحروب من أجل ترويج أسلحتها ومضاعفة أرباحها.

حرب العراق ـ إيران٬ حرب الخليج الأولى ٬ حرب الخليج الثانية٬ حرب العراق الأخيرة٬ حرب أفغانستان... النزاعات الأهلية٬العرقية... في افريقيا٬ في آسيا في أمريكا الجنوبية٬ في أوربا. أمثلة كثيرة في كل بقاع العالم تقريبا٬ تجد أن شركات الأسلحة لها يد في فبركتها وذلك لترويج أسلحتها القديمة والجديدة على السواء٬ وبالتالي مضاعفة أرباحها. يذكون ويؤججون النزاعات العرقية والدينية والسياسية... ويفعلون كل شيء لإستدامة هذه النزاعات والحروب لأطول مدد ممكنة من أجل الربح والربح ثم الربح.

وكما أن الشركات التي تتعامل في إنتاج وترويج المخدرات لها علاقات وروابط وثيقة مع أعلى المستويات السياسية والإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ٬ فإن شركات السلاح و الأدوية لها أيضا علاقاتها وروابطها بهذه المستويات السياسية والإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا.

إن هذا الثلاثي : المخدرات٬ الدواء والسلاح يأخذ مكانا كبيرا في التجارة العالمية٬ حيث يذر أموالا طائلة لصالح الرأسمال العالمي المتوحش٬ وفي نفس الوقت يشكل الثلاثي أخطر قاتل في العالم ٬ فملايين من البشر يموتون بسبب المخدرات وانتشار الأسلحة واحتكار الأدوية ومنعها عن الفقراء . بل يمكن أن نصفه بمصدر الموت المنظم البطيء والربح المنظم السريع.






#محمد_ريفلاند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجود الأقلام و صيام الأفواه : صلاةً لإله الجبل
- المشكلة ليست في الفقر و إنما في سياسة التفقير
- عن الثقافة والمثقف....عربيا
- يتبعون أسماكهم ... !
- تامسينت : عنوان انتفاضة مستمرة
- نيناناغ ... ماشا نشنين نزرا عاذ نتوارا / قالوا لنا...لكن نرى ...
- تحنيط الريف : ابقاءه و إحضاره شكلا . و قتله و تغييبه مضمونا
- جزيرة الجزيرة
- الصراع السلطة الحرية
- يا له من شخص؟؟(صاحبنا في الموضوع )
- فن الخطاب
- ايتها السيدة


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد ريفلاند - المخدرات . السلاح . الدواء : الموت البطيء المنظم و الربح السريع المنظم