المرض الطفولي القاعدي

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 19:51
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

التحريف في الفكر الماركسي-اللينيني و الاستنتاجات الخاطئة لبعض الاحداث العالمية , كالانتفاضة الطلابية في فرنسا 1968 , ادى ببعض الطلبة ( الى الامام و 23 مارس ) الى تصورات ومفاهيم مغلوطة حول قيادة الجماهير والثورة الاشتراكية دون مراعات للوضع المحلي ولا لشروط انجاح الثورة من ظروف موضوعية وذاتية .
استحوذ هذا التيار الفوضوي على قيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في مؤتمر 15 سنة 1972 , سيحول ا و ط م الى حزبه السياسي طامحا في تنفيذ شعاراته الرنانة , الحرب الثورية البعيدة المدى وقيادة الطلبة الثوريون للجماهير الشعبية للثورة الاشتراكية , اعلنت الجماعة الاضراب اللامحدود وخلقت صراعات داخل الحركة الطلابية , مما سهل المؤمورية للاجهزة المخزنية للتدخل وضرب مكتسبات الحركة الطلابية بحظر ا و ط م والزج بالطلبة في غياهب السجون و ...
في ظروف الفراغ النضالي داخل اسوار الجامعة بعد ّ الثورة ّ الطلابية الفاشلة ستظهر مجموعة القاعديين حاملة لواء الى الامام , معتمدة على التهييج العاطفي , وادعاءها ملكية الفكر الذي لا يخطئ , ممارستها للعنف ّ الثوري ّ و سينحصر نشاط الجماعة داخل اسوار الجامعة كفصيل فوضوي لا يؤمن بالقيادة ولا التنظيم ولا الانظباط , هدفه ادارة الصراع الهامشي بينه وبين طلبة الاحزاب الاصلاحية وضد كل من لا يشاطره الرأي , وسيستمر في نهج الاولون في المنادات للاضرابات اللامحدودة و المقاطعة و ممارسة العنف , روح الهيمنة ستنحصر على الاحياء الجامعية والتعاضديات فالشباب يؤمنون بالعمل القاعدي ويتجنبون مسؤولية القيادة , وكان هذا احد اسباب فشل مؤتمر 17 ل ا و ط م وترك القيادة لقائمة اللجنة التنفيذية المنبثقة عن المؤتمر الوطني 16 المنعقد 1979 , المتمثلة في الاخوان بوبكري محمد , بوشطاوي عبد الله , بو عبدلاوي يحيى , بنعياش عمر , عيوش هحسن , العلوي مصطفى , بنعبد الله العربي .
الفوضوية والهروب من المسؤولية والصراعات الهامشية بقيادة القاعديين كانت وراء الحظر الذاتي ل ا و ط م منذ رفع الحظر القانوني 1978 .
نظرية الهيمنة و البقاء للاقوى جعل من الجامعة غابة للوحوش تتصارع من اجل البقاء والسيطرة , وهذا ما سيظهر جليا بتنامي الفكر الاصولي , الظلامي واكتساح للساحة الجامعية و بالتالي تصادم التطرف ّ اليساري ّ بالتطرف اليميني , فلا تفاهم ولا حوار , الا المعارك الدموية بين العصابات الاجرامية للسيطرة على المنطقة ( الجامعة ) , الطرفان لا يؤمنان الا بالعنف لفرض اوهامهما .
التيار القاعدي عصابة طلابية فوضوية لا تجمعها مبادئ و لا برنامج سياسي و لا تنظيم ولا انظباط ولهذا ستنقسم الى عشرات من المجموعات , القاسم المشترك بينها العنف و رفض الاخر و الجمود العقائدي فهي لا تختلف عن التيارات الفاشية والنازية في محاربة كل من يختلف معها في الرأي .
تعد الهوية الامازيغية المحرم الاول والابدي و الناطق بها و المدافع عنها يعد كافر برخصة من الله و عميل للاستعمار ورجعي و شوفيني و ...
تنامي الوعي الهوياتي عند شريحة واسعة من المثقفين الامازيغ وخصوصا اليساريين ونضالاتهم الدؤوبة لفضح اجندة و اوهام الحركة الاستطانية الارتزاقية و تأثير التلاميذ والطلبة بقضية هويتهم و اوضاعهم السوسيو-اقتصادية وعدالة قضيتهم , سيؤدي الى بروز الحركة الثقافية الامازيغية داخل الجامعة كفصيل طلابي في اطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وسيكون منذ الولادة مميز ليس بنضاله الدؤوب للدفاع عن مصالح ومطالب الطلبة والدفاع عن مبادئ ا و ط م , تقدمية , ديمقراطية , مستقلة , جماهرية ولا لكونه عقلاني وديمقراطي , يؤمن بالحوار والتعدد فحسب بل لكونه جزء من الحركة الامازيغية المناضلة من اجل التحررمن الاضطهاد القومي , ستكون الحركة الثقافية الامازيغية العدو الرقم واحد لكل العصابات العروبية-الاسلاموية , ووجهت اليها اصناف من شتائم والاتهامات فتارة هي رجعية وشوفينية وعميلة للاستعمار وتارة علمانية وكافرة و ... لم يتوقف الامر الى هذا الحد بل تجاوزها بالتعدي الجسدي و ا ستعمال السلاح الابيض و بتنسيق بين الجماعات القاعدية كيف ما كان اسمها , برنامج مرحلي او كراس او شرارة او ... او بينها جميعا وطلبة بوليساريوالحالمين في دولة عربية مستقلة سادسة , الغريب ان تكون الاعتداءات بتنسيق وحماية الاجهزة المخزنية .
2007 سترفع الغطاء على التحلاف الثلاثي المقدس المخزن-البولساريو-القاعديين , الاعتداء البشع على طلبة الحركة الثقافية في غرفهم في الليل باكادير من طرف الصحراويين و بحماية اجهزة القمع العلوية , وسيتم اعتقال جرحى الحركة من داخل المستشفى , المسرحية ستتكرربالحي الجامعي بامتغرن و الراشدية و امكناس , اعتداءات و ضرب واهانة وبالتالي بكون الضحية هو المتهم , اعتقالات ومحاكمات صورية واحكام جائرة في حق طلبة الحركة الثقافية الامازيغية وكان اخرها 25 نوفمبرفي اصدار حكم عنصري ملفق ضد مناضلي الحركة بموقع امكناس , عشرة سنوات سجنا نافذة و 100000 درهم غرامة في حق عضويين من الحركة وسنة سجنا نافذة و1000 درهم غرامة في حق بقية المعتقلين , ولم تكن هذه الاحكام الجائرة والملفقة هي الاولى و لا الاخيرة فقد سبقتها محاكمات اكادير والراشدية و البقية قادمة .
ان اعمال الفاشستية لصبية ّ ثوار ّ اسوار الجامعة المراد بها رد الفعل السريع للحركة و بالتالي اقحامها في الصراع واعطاء الضوء الاخضرة للاجهزة القمعية العلوية والنتيجة معروفة .
استفزازات , تعدي , اعتقالات , تعذيب , محاكمات صورية , وسائل رخيصة للحركة الاستطانية واعوانها داخل اسوار الجامعة لاسكات صوت الاحرار و مبادئ التعدد ونبذ الاقصاء والعنصرية . لتبرير جرائم العنصرية توحد الاعلام العروبي-الاسلاموي من قصى اليمين الى اقصى ّ اليسار ّ لتزوير الحقائق ومهاجمة الحركة الامازيغية و اشعال نار الفتنة في اوساط العامة . نصرة العروبة واجب مقدس , تماشيا مع مبدأ انصر اخاك العربي ظالما او مظلوما .
على مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية الحذر من رد الفعل المتسرع والتعامل مع الاحداث والاستفزازات بتمعن وعقلانية , لافشال مخطط القوى العدمية والظلامية لتوريط الحركة في صراعات تكون هي الخاسرة فيها , فالاجهزة القمعية العروبية تعمل ما في وسعها لتصقية النضال الامازيغي داخل الجامعة .
النظرة الانعزالية و الانطلاق من افكار مجردة ومطلقة و اسقاطها على واقع لم ينتجها , والعجز عن التحليل الواقعي للمرحلة المحددة و تبعيتها لنمط الفكري الاستعماري لدى الجماعة البعثية ّ الثورية ّ , سينتج الفوضوية و العنف العصاباتي و روح التطرف , ولا يوجد اي اختلاف بين القاعديين وجماعات التطرف الديني , وجهان لعملة واحدة , هذه الجماعة لا تخدم الشعب ولا الثورة وهي عميلة للمضطهد القومي والطبقي وتنفذ اجندته عن وعي او بدون وعي , لهذا يجب مقاومتها وفضحها اما م الرأي العام الامازيغي والنضال ضد افكارها التحريفية و ثرثرتها ّ الثورية ّ , يقول لينين
ّ يجب ان نكافح ضد التشدق بالعبارات الثورية , علينا ان نكافح ضده , علينا بشكل مطلق ان نكافح حتى لا يقول لنا الناس في المستقبل الحقيقة المريرة القائلة ان شعارا ثوريا عن حرب ثورية دمر الثورة ّ لينين المؤلفات الكاملة , المجلد 27 .

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل