أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - كوسلا ابشن - التمييز العنصري بين شمال و جنوب القارة الافريقية















المزيد.....

التمييز العنصري بين شمال و جنوب القارة الافريقية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:49
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


التمييز العنصري هو حرمان مجموعة بشرية من حقوقها السياسية او الاقتصادية اوالاجتماعية او الثقافية و ممارسة
ضدها اعمال مبنية على غير التساوي .
النظريات العنصرية يرجع تاريخها الى العصور القديمة , مثلا ارسطو طاليس(384-322 ق.م) يقول ّ ان البشر حسب
طبيعتهم قسم حر و قسم اخر عبيد ّ ويضيف ّ في الطبيعة و المجتمع تهيمن مبادئ شاملة غير متساوية ّ .
تطورت النظرية العنصرية مع ظهور النظام الراْ سمالي و تطوره , فقد لعبتا نظرية الارستقراطي الفرنسي كوبنو في غير
تساوي الاجناس البشرية و نظرية التطور غند دروين دورا في تشكيل الاديولوجية العنصرية المعاصرة .
نظام ابرتهايد في جنوب افريقيا
استوطنت اقلية اوروبية و خصوصا هولندية جنوب افريقا في القرن 17 و في القرن 19 احنل الانجليز هذا البلد, وقفت
الاقلية البيضاء بجانب المستعمر الانجليزي للقضاء على حركة التحرر المحلية .
في بداية القرن 20 ظهر مشروع كولونيالي يدعوا الى الانفصال عن الانجليز وتشكيل قومية استطانية تؤكد على تميزها
العرقي الراقي . تم الاستقلال عن التاج البريطاني سنة 1911 , و بقيت الاغلبية السوداء خاضعة لسيطرة العرق الابيض .
سنة 1948 بداْ الحزب الوطني الحاكم سن سياسة النظام ابارتهايد و التي تعني نظام الفصل العنصري , انتهجت هذه
السياسة في علاقته بالسكان المحليين , بالممارسات غير الانسانية , حرمان الاغلبية السوداء من حقوقها الاقتصادية
و الاجتماعية والسياسية و الثقافية . تشكل نظام تنعدم فيه الديمقراطية و تنعدم فيه الحقوق المتساوية و تنعدم فيه الحريات
للجميع و تحرم الاغلبية من حقوقها اللغوية و الثقافية و تنعدم المساواة في التعليم التكوين....
قام الفصل العنصري بين الاقلية الاستطانية البيضاء الحاكمة وبين السكان الاصليين السود , وتفضيل اليض واصبح السود
رعايا بدون مواطنة خا ضعون لسيطرة العرق الابيض , فصلت بلداتهم عن المدن ّالبيضاءّ , ارغموا على العيش في
اوضاع مزرية كالعبيد .
بفضل المقاومة المسلحة بقيادة المؤتمر الوطني الافريقي وصمود الشعب في وجه اجهزة القتل و القمع و وقوف دول افريقية
ودولية , خصوصا الاتحاد السوفياتي سابقا الى جانب كفاح شعب جنوب افريقيا , اعلنت جمعية الامم المتحدة سنة 1963
القضاء على كل اشكال التمييز العنصري و بعد عشر سنوات 1973 اقرت اعتبار ابارتهايد جريمة ضد الانسانية .
اعتبر ابارتهايد من اسوء و ابشع اشكال العنصرية , وقاطعته اغلب بلدان العالم .
دام نظام الفصل العنصري من 1948 الى 1991 حيث اعترف البيض بفشله , اعترف رئيس( السابق) جنوب افريقا
دي كليرك عن ممارسة العنصرية ضد السود و اعتذر عن ذلك , وتم تشكيل ّ لجنة الحقيقة و المصالحة ّ التي تراْ سها
الاسقف دزموند توتو , وفي 1994 افرزت الانتخابات عن رئيس من ابناء البلد الاصليين و احد ابرز المقاومين للنظام
العنصري و رئيس المؤتمر الوطني الافريقي المناضل نيلسون مانديلا .
نظام ابارتهايد في شمال افريقيا (المغرب نموذج)
في القرن الخامس عشر تم طرد الورسكيين (مجموعات اثنية مختلفة , امازيغية ,غربية , يهودية , ابيرية اعتنقت الاسلام )
من الاندلس , و كلمة مورو نسبة الى مورتانيا ( مملكة موريتانيا الامازيغية ) .
استقبل الامازيغ المطرودين و اسكنوهم ديارهم ومدنهم مثل تطوين (عمرها الامازيغ سنة 828م , وتم توسيعها و تحصينها
من طرف المرينيين الامازيغ سنة 1307 ) , و اشاون ( بناها المرينيون 1471 ) , و افاس ( بنتها قبائل الاطلس المتوسط
وجعلتها عاصمة الامارة تحت حكم ادريس الثاني)
تحولت هذه الاقلية بعد استقرارها الى مجموعات ارتزاقية , قراصنة , محاربين من اجل المال و الامتيازات , سيعلى
شاْنهم و تقوى شوكتهم مع سيطرة العشيرة الغلوية في القرن 17 على العديد من المناطق المغربية .
استعانت الاقلية الاستطانية بالقوى الاستعمارية لحمايتها من المقاومة الامازيغية ,وابرمت معاهدة الحماية 1912 .
حاربت هذه الاقلية بسم المخزن الاستطاني بجانبي الفرنسيين و الاسبان للقضاء على جمهورية الريف الامازيغية من
1921 الى 1926 .
انسحب الحماة بعد ان تم القضاء على الفدراليات الامازيغية و على المقاومة المسلحة ومهد الطريق للنظام الاستطاني
التبعي للقوى الامبريالية , وبداية معانات الشعب الامازيغي مع السياسة العنصرية للا قلية الاستطانية , وسيحدث في
شمال القارة ما بداْ في جنوبها .
بعد السيطرة على السلطة اعلن احد قادة الحركة الخيانية الاستطانية علال الفاسي ّ مشكلتنا ليست كيف نخرج فرنسا لكن
مشكلتنا كيف نخرج البربر ّ , و صرح ّ المغرب لنا ليس لغيرنا ّ وبموازات الاقوال تبداْ المجازر باغتيالات قادة جيش
التحرير , والتي خطط لها وقادها ,المهدي بنبركة احد قادة حزب الخيانة والعنصرية (حزب الاستقلال ) .
1956-1957 تبداْ عملية التطهير العرقي في منطقة الاطلس و الجنوب الشرقي , و1958-1959 تمت ابادة جماعية
في منطقة الريف , بسابق اسرار وتنفيذا لمخطط الحركة الاستطانية العنصرية , المغرب لنا وليس لغيرنا , واخراج
البربر و ابادتهم . واثناء المجازر اخذ الاطفال بالقوة و تم تربيتهم في ملاجئ العروبة لتزييف هويتهم القومية .
على غرار الفصل العنصري في جنوب افريقيا , سيقسم المغرب الى مغرب نافع تسكنه الاقلية الاستطانية و المعربون
ومغرب غير نافع يسكنه ايمازيغن المحافظون على الهوية و اللغة .
على هذا الاساس سيبداْ النظام العنصري في اتخاذ تدابير اقتصادية واجتماعية و ثقافية لتحسين وتنمية مناطق المغرب
النافع وتحريم المناطق الامازيغية او المغرب غير النافع من التنمية , وفرضت عليها سياسة الاقصاء و التهميش
والاستبداد , من قتل وقمع واعتقال وتعذيب وتهجير قسري و اذلال يومي و نشر الفساد ...
بالسيطرة على السلطة والحكم المطلق و ممارسة الفصل العنصري , انعدمت اليمقراطية , انعدمت المساوات امام القانون ,
انعدمت الحقوق المتساوية في التعليم و التكوين , اخرج الامازيغ من معادلة تقسيم الثروة , وتم تقسيم البلد حسب المفهوم العرقي .
سياسة الفصل العنصري ستحرم ايمازيغن من ابسط مقومات الحياة الكريمة , الفقر , الامية , البطالة ,...
حرمانهم من حقوقهم اللغوية والثقافية و السياسية , تحديا للقرارات و المواثق الدولية التي تشير لهذه الحقوق , كاعلان
حقوق الانسان , البند 1 ّجميع الناس يولدون احرار ومتساوين في الحقوق والكرامة ّ .
دستور المغرب ياكد ان المملكة المغربية دولة اسلامية , لغتها الرسمية العربية , جزء من المغرب العربي .
الدستور العنصري لا يعترف الا بالمكون العروبي ويقصي الهوية واللغة الامازيغيتين ويقصي الديانات , اليهودية,
والمسيحية , وكذلك الطوائف المذهبية غير المالكية .
بدعم من الاستعمار الفرنسي اخرجت الحركة الاستطانية اسطوانة ّالمغرب العربيّ , هوية زائفة وشعار عرقي ,
يستثني الشعب الامازيغي صاحب الشرعية الطبيعية والحضارية في هذه المنطقة من بحر الابيض المتوسط .
غدت الايديولوجية الاستطانية مدرسة في تدريس وتدريب على العنف (الجهاد) والكره ازاء كل ما هو غير عربي
وغير مسلم , لم ينجوا من عنصرية الاقلية الارتزاقية , لا ايمازيغن ,ولا اليهود , لا المسيحيين ,ولا الاقلية السوداء ,
هكذا تنتهك الاقلية العنصرية قرارات الدولية في احترام حقوق الانسان وحرية الجميع بدون تمييز حسب الجنس واللون
واللغة والديانة .
اصبحت ثقافة الحقد والكره والاذلال و... هي السائدة في الضيعة العلوية , قد تسمع البربر, او الشلوح ,او سقرمين ,او
العزي ...,او قد تسمع ريفي ديرو لقدم مديروش لور ,او قلعي خدعي وخا يقر فسبعي , او ....
وصف السفاح الحسن الثاني ايمازيغن بالاوباش عندما انتفضوا ضد المييز العنصري في يناير 1984 , وبماذا
يمكن ان يوصف من استولى على اراضي الغير وسفك دماء اهلها وسبى نساءها و استعبد شعبها و...
يصور كل تنديد بالاديولوجية العنصرية , عى انه مؤامرة ضد العروبة والاسلام وعمالة للامبريالية والصهيونية
وذلك لاخفاء جوهرالنظام الاستطاني التبعي للدوائر الامبريالية , والذي لم يكن ليوجد لولا خطط الامبريالية لتمزيق
بلاد تامازغا , واجاد قوة ارتزاقية عميلة , تكون القوة الضاربة للامبريالية في المنطقة الافريقية , مهمتها خلق
النزعات الاقليمية , وضرب القوى الثورية في افريقيا , وعلى سبيل المثال لا الحصر تدخل النظام المغربي عسكريا
في زايير 1974 (الكونغوالديمقراطية حاليا) , او اتفاقية عبورالطائرات الحربية الامريكية للاجواء المغربية,..
اما الصهيونية فهي اديولوجية لتيار يهودي يشترك مع الحركة الاستطانية في اديولوجيتها و مفاهيمها , مثلا نجد
الوحدة الثلاثية عند الصهاينة , الرب والشعب والوطن , و شعار الثلاثي الاستطاني ,الله والملك والوطن .
تاْمن الحركة الصهيونية بالشعب الله المختار و تشاركها الراْ ي الحركة الاستطانية العروبية , احسن امة اخرجت
للناس , فكلا الطرفين يرى نفسه سيد البشرية ويجب ان يحكم العالم و يسوده .
ترى الصهيونية ,ان اليهود دماغ العالم ومحركه , وفي نفس الاتجاه توهم الحركة الاستطانية الشوفينية انها اصل
الحضارات . تحتاج الصهيونية لنظرية العداء للسامية , كما يحتاج النظام الاستطاني الشوفيني لنظرية المؤامرة
ضد الاسرم و العروبة .
تهاجم الجركة الارتزاقية الصهيونية على اساس انها عنصرية واستعمارية في الوقت نفسه تنطلق من نفس المرجعية
والثوابت والممارسة لابادة الشعب الامازيغي و محو اثاره من الوجود .
بنهاية ابوالاستبداد والعنصرية الحسن الثاني , انتهج وريثه تكتيكا جديد لاستمرار الاستراتيجية , واوهم العالم والامازيغ
بالتحولات الجذرية .
شكلت هيئة الانصاف والمصالحة على غرار لجنة الحقيقة والمصالحة , التي شكلت في جنوب افريقيا , اذا انتهت
هذه بالمصالحة وارجاع الحق لاصحابه , فان الهيئة المولوية كونت للمصالحة مع المكونات الاستطانية التي
استبعدت في السابق من الاستفادة من ثروات المجتمع الا مازيغي , واستماتة بعض بائعي الضمير من وصوليين
وانتهازيين ّالامازيغيينّ لاحتواء القضية المصيرية للشعب الامازيغي .
انتهت المسرحية الدرامية للهيئة , كما بداْت وكما اراد لها المخزن الاستطاني ان تنتهي , لا اعتذار و لا اعتراف
ولا حقوق ولا انصاف و ....
ان اقوال النظام العنصري شيْ وافعاله وممارسته شيْ اخر, فالتمييز العنصري والكره للمحلي , يظهر في استراتيجية
النظام وقواننه و افعاله . و حماية الشعب لا يتم الا في اطار العمل الواقعي في احقية الشعب في تقرير مصيره بنفسه .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية هزلية في قبور النائمين
- القدافية شكل من اشكال التمييز العنصري
- وضعية الاعلام في شمال افريقيا
- الشغيلة الامزيغية وعلاقتها بالنظام الكولونيالي


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - كوسلا ابشن - التمييز العنصري بين شمال و جنوب القارة الافريقية