أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ادم عربي - حرية التعبير والتشهير بالاديان















المزيد.....

حرية التعبير والتشهير بالاديان


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 23:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اقتبس هذه القصه كبدايه في سرد الموضوع لالقاء الضوء على ما نحنن في صدد الحديث عنه

هنالك نصب تذكاري وحـيد في العالم اقيم على شكل حشرة ـ لتكريم تلك الحشرة ـ
وهـو موجود في فورت راكر ولاية الابامـا الامريكية

والقصة ان حشرة خنفساء القطن كانت قد غزت جنوب شرق الابـاما
سنة1915 ودمرت 60 في المائة من محصول القطن وبلغ الياس بالمزارعين
ان تحولوا الى زراعة الفول السوداني . وبقدوم سنة 1917 كانت صناعة الفول
السوداني قد ازدهرت واعطت ارباحا حتى ان ذلك الأقليم
سجل اكبر حصاد لمحصول الفول في كل البلاد ، ومن منطلق العرفان اقام
اهالي البلدة تمثالا ونقشوا هذه الكلمات``مع تقديرنا العميق لخنفساء القطـن ولدودها الرائع بشيرا للرخـاء
يحتدم الصراع في المحافل الدولية وعلى المستوى الإقليمي والوطني بين أنصار حرية التعبير من جهة وبين المناهضين للحملة الأخيرة المتعلقة بالتشهير بالأديان وخاصة الإسلام من جهة أخرى. فقد أثارت الرسوم الأخيرة المسيئة للرسول و فيلم فتنة جدل كبير في الأوساط الشعبية و الفكرية لم يُحسم حتى هذا الوقت.
فبينما يبرر أنصار حرية التعبير الحق في نقد الأديان بمقتضى المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي تمّ التصديق عليه من قبل أغلب الدول في العالم بما فيها الدول العربية، وبذلك فهو يعدّ معاهدة إلزامية وذات قوة قضائية لهذه الدول. حيث تنص المادة 19 على الآتي :
1- لكل إنسان حق في اعتناق أراء دون مضايقة.
- لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب أو بأية وسيلة أخرى يختارها). و لا يجوز تقييد هذا الحق، بحسب الفقرة الثالثة من نفس المادة، إلاّ لأسباب محددة بنص القانون، وضرورة احترام حقوق الآخرين أو سمعتهم، لحماية الأمن القومي، النظام العام، الصحة العامة أو الآداب العامة. وبالتالي فان حظر نقد الأديان بمقتضى هذه المادة يمكن أن يشكل خرق لمبدأ حرية التعبير. أما المعارضون لأنصار التيار السابق فيحرمون نقد الأديان استناداً إلى المادة 20 من نفس العهد التي تنص في فقرتها الثانية على أن " تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف". ويستنتج من نص هذه المادة بأن الدول الموقعة على العهد، تلتزم بوضع قانون داخلي يحظر ما ورد ذكره من إعلان و دعوة إلى الكراهية، وهو ما يمارس عادة بواسطة التعبير عن الرأي. ومن هنا يتبين لنا الصلة بين المادتين المذكورتين من العهد وبالتالي الصلة بين حرية التعبير ونقد الأديان . ولا يخفى بأن العلاقة غير واضحة وشائكة بين هذين المفهومين ففي حين يرى أنصار المادة 19 المذكورة أعلاه أن حرية التعبير هي مفهوم مطلق لا يمكن تقييده عندما يتعلق الأمر بنقد الأديان، يرى أنصار المادة 20 من ناحية أخرى أن تفسير التقييد المنصوص عليها بالمادة 19 بمفهوم واسع يؤدي إلى الحد من حرية التعبير. في المقابل، يجد أنصار حرية التعبير وهم يفسرون المادة 20 بمفهوم ضيق، أن نقد الأديان لا يمكن أن يدرج تحت بند المادة 20 والمتعلق بالدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف. فالأمران بالنسبة لهم مختلفان تماما حيث أن نقد الأديان بما فيها الرسوم الأخيرة تختلف تماما عن الدعوة إلى الكراهية الدينية. كما أنهم يضيفون بأن حقوق الإنسان تهدف بالأساس إلى حماية الحقوق الأساسية للإنسان، والدين بحد ذاته لا يتمتع بالحماية المنصوص عليه بمقتضى هذه الحقوق، وبالتالي فان حقوق الإنسان لا يمكن أن تشتمل على منع تشويه الأديان أو نقدها، بل يمكن أن تتدخل فقط في حال التمييز ضد أتباع دين معين.
كما أن هذا الالتباس في تفسير مواثيق حقوق الإنسان لم يبقى في حيزه الضيق للمعارضين والمؤيدين لحرية التعبير، فقد امتدّ ليعرض على أبرز المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية التي انقسمت أيضا بين مؤيد ومعارض. فوزارة الخارجية الأميركية، ترى أن تقييد حرية التعبير في هذا المجال لا يؤدي إلى حماية الممارسة الدينية، بل على العكس من ذلك، حيث أن مفهوم التشهير بالأديان هو مفهوم شائب يحدّ من الحرية الدينية ويقيد حقوق جميع الأفراد في الاختلاف مع الدين أو انتقاده. فقد جاء في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية المتعلق بأوضاع الحرية الدينية في العالم والصادر في أيلول/سبتمبر 2008 ما يلي : " يستخدم هذا المفهوم أيضا من جانب بعض الحكومات لتبرير أعمالها التي تقضي بصورة انتقائية على المعارضة المدنية، والتي توقف انتقاد الهيكليات السياسية، وتقيد الخطاب الديني لجماعات الأقليات، والدينية للأفراد المعارضين الذين ينتمون إلى دين الغالبية ولأشخاص لا ينتمون إلى أي دين. إن إدخال مفهوم التشهير يسعى في الواقع إلى تصدير قوانين الكفر الموجودة في العديد من دول منظمة المؤتمر الإسلامي إلى المستوى الدولي. وفي حين أن الولايات المتحدة لا تشجع الأعمال التي تسيء إلى تقاليد دينية معينة، بما في ذلك الإسلام، فإنها تعتبر أن مفهوم "التشهير بالأديان" يتناقض مع حرية الدين وحرية التعبير وستؤدي مقاربة منظمة المؤتمر الإسلامي إلى إضعاف القوانين الدولية المتعلقة بحماية الحرية الدينية، ومن ضمنها قوانين حماية السكان المسلمين الذين يشكلون أقلية ". كما و يرى مراقبون في هذا المجال أن الكراهية والتمييز ضد أتباع دين معين لا تنتج بالضرورة التشهير بدينهم، بل يعزون ذلك إلى أسباب أخرى، ويضيفون بأن الكراهية والتمييز ضد أتباع الديانات المختلفة قد وجدت قبل أن تبدأ الحملات الأخيرة المتعلقة بالتشهير بالأديان. ويبدو بأن المقرر الخاص بالأمم المتحدة المتعلق بحرية الرأي و التعبير يؤيد هذا الاتجاه، حيث جاء في تقريره الصادر في 2008 بأن حرية التعبير لا يمكن أن ُتقيد من أجل حماية المعتقدات الدينية بل فقط لأجل حماية حقوق أخرى للإنسان كما و قد أعرب عن قلقه إزاء إغلاق العديد من الصحف ومواقع الانترنت نتيجة لانتقادها لسياسات حكومية ودينية معينة)(1) .
وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت العديد من القرارات التي تسمح بتقييد حرية التعبير من أجل ضمان احترام الأديان إلى أن رفض مجلس حقوق الإنسان إقرار مفهوم التشهير بالأديان في جلسته المعقودة في 18 سبتمبر 2008. فقد صرح السيد جيثو مويجاي، المقرر الخاص المعني بموضوع الأشكال المعاصرة من العنصرية وإرهاب الأجانب والتعصب، بأن التشريعات الحالية المتعلقة بمنع الحث على الكراهية العرقية والدينية كافية ولذلك فانه ليس من الضروري ترسيخ التشهير بالأديان كمفهوم جديد. ولابدّ من الذكر بأن الجهود المكثفة للمدافعين عن حرية التعبير، وخاصة منظمة المادة 19 و مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان الذين قاموا بعقد عدة مؤتمرات نددوا من خلالها بالقرارات المتعلقة بالتشهير بالأديان، كان من شأنه أن يؤثر في رؤية مجلس حقوق الإنسان.)2(
في الحقيقة إن حرية الدين والاعتقاد ترتبط بشكل وثيق بحرية التعبير، حيث أن الحرية الدينية التي تعني حرية اعتناق أو عدم اعتناق أي دين، تشتمل على حق كل شخص بتغيير ديانته أو عقيدته، وحريته في التعبير عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر بشكل سري أو علني، هذا وبالإضافة إلى حرية كتابة و نشر الصحف و غير ذلك من الأمور المتعلقة بالمعتقدات الدينية. و لذلك فان الحرية الدينية تستتبع حرية التعبير و كلتاهما يشكل صلب حقوق الإنسان كما أكدته ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث جاء فيها أن غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة .
وفي النهاية، لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار لما لحرية التعبير من أهمية في بناء المجتمع الديمقراطي و لما لنقض التشريعات الدينية المتعارضة مع حقوق الإنسان من دور في استبدالها، هذا وبالإضافة إلى الفائدة المرجوة من هكذا نقد للانتقال من المجتمعات الدينية إلى المدنية العلمانية الديمقراطية. ولكن في المقابل، إن التشهير بالأديان يمكن أن يؤثر بشكل أو بآخر على التعايش بين أتباع الديانات المختلفة وخاصة على وضع الأقليات الدينية في المجتمعات الشرقية والغربية. كما أن التعميم وإظهار جميع الأشخاص المنتميين إلى دين معين بمظهر الرافض للتعايش وتقبل الآخر هي فكرة مغلوطة، حيث يوجد متعصبون ينتمون إلى جميع الطوائف والأديان كما يوجد في المقابل مناضلون من نفس هذه الطوائف والأديان من أجل الحوار والعيش المشترك والدفاع عن حقوق الأقليات المنتمية إلى غير دينهم. ولذلك لابدّ من أن يكون النقد بنّاء بشكل يؤدي إلى تأصيل فكرة الإيمان الداخلي الذي لا يتجاوز العلاقة بين الإنسان وربه، وكل ما خرج عن ذلك يمكن أن يؤدي إلى انتهاك حرية الآخرين.
و أخيرا لابد من التذكير بأن اقحام الدين في السياسة والقوانين له أكبر الأثر في الاساءة للدين نفسه، هذا وقد أثبتت التجربة أن بعض الدول تستغل الدين للاستبداد و القمع ولذلك إذ مزجنا الدين بالدولة فنفقد الدين ونفقد الدولة
واخيرا هل نضع تمثالا للاديان نشكرها فيها مساهمتها ودورها الرائع بشيرا للنهوض
المراحع
1- شبكة العلمانيين العرب
2- قوانين الامم المتحده
3- http://www.kaldaya.net/2009/Articles/200/193_March23_09_Amirhaddad%20.htm



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الفلسطيني2
- التجربه الماليزيه ونجاحها لم يات من فراغ
- وفاء سلطان لم تات بجديد
- المصالحه الفلسطينيه
- جولد ستون والسلطه الفلسطينيه العظمى!
- لماذا نعهر مفكرينا؟
- الازمه الحضاريه العربيه وطريق الانفاق5
- الازمه الحضاريه العربيه وطريق الانفاق4
- الازمه الحضاريه العربيه وطريق الانفاق3
- الازمه الحضاريه العربيه وطريق الانفاق2
- الازمه الحضاريه العربيه وطريق الانفاق
- منتدى البحث عن حلول في الفلسفه
- يهودية دولة اسرائيل
- الأزمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب الأسس المادية ...
- الاسلام السياسي مصلحه فؤويه
- المفتي يقول انا مسلم علماني
- الله و التغيير هما الثابتان في الكون
- المشهد الفلسطيني
- دور منظمات المجتمع المدني في اقامة مجتمع ديموقراطي علماني عا ...
- القناع الديني العبثي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ادم عربي - حرية التعبير والتشهير بالاديان