أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - الله و التغيير هما الثابتان في الكون














المزيد.....

الله و التغيير هما الثابتان في الكون


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 05:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والتجديد أو التطوير هو أحد أظهر نواميس الطبيعة ولا يستطيع أن يوقفه أحد، ولذلك كانت رسالة الإسلام رسالة تطور دائم، واعترافا متواصلا بضرورة تغير الأحكام بتغير الأزمان كما جاء في مجلة الأحكام الشرعية، ولا يمكن لأحد أن يدعي وجود إجابات جاهزة لكل المسائل والقضايا التي تتجدد دائما بتجدد الأيام والسنين والأحقاب، في عالم خلقه الله متطورا باستمرار فهو “يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير”.

ولما كان للدين في حياة الناس والمجتمعات دور أساسي وجوهري، وكانت ظروف الحياة تتبدل وتتطور تبعا لسنن الكون وقوانين الطبيعة، فإنه يمكن القول إن بقاء الدين واستمراره يكمن في تجاوبه مع ظروف هذا التطور الدائب، ولنا في هذا المجال أسوة حسنة بما قال به السلف الصالح من كبار العلماء الثقات الذين لم يترددوا بما كان لديهم من فكر ثاقب ووعي بأصول الدين ومقاصده الحقيقية في حل المشكلات التي صادفت عصورهم بإحياء علوم الدين “كما فعل الإمام الغزالي”، وتطوير الخطاب الديني.

وقد سن ذلك السلف سنة حميدة بالغة الأهمية، تصلح على تعاقب الأجيال مفادها النأي عن الجمود الفكري، ومجاراة الشرع لمصالح الأمة، والحرص على عدم التناقض بين العقل والدين.


ومن الطبيعي أن تجديد الفكر الإسلامي لا ينبغي أن يضطلع به إلا أهل الثقة من المفكرين والعلماء والكتاب العدول من أهل الخبرة والاختصاص، والذين تحركهم الغيرة على أمتهم ودينهم، وممن لهم قدم راسخة في الدين وعلومه، ومعرفة واسعة بقضايا العصر والبعد الكوني لرسالة الإسلام.. وينبغي كذلك التمييز الدقيق بين ما جاء به القرآن من أسس خالدة، والفقه الذي هو تشريع خاص بإيجاد الحلول لمشكلات ظرفية يطرحها الخلق الإلهي المتجدد بهدف تحقيق العمارة الحضارية وتجديد حالة المسلمين وصلاح أمورهم، بما ينسجم مع أصول العقيدة.

فالمعضلة إذن لا تنحصر في تجديد الفكر في الإسلام أو الاجتهاد في استنباط الأحكام الشرعية الملائمة لظروف الحياة المعاصرة، فقد كان هناك على الدوام كثير ممن دعوا إلى هذا التجديد وقاموا به بالفعل على مر العصور والحقب القديمة والحديثة وفي العديد من الأقاليم وخلد التاريخ أسماءهم، ولكن المعضلة تكمن في تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع والعمل بموجبها.

والمعضلة الثانية تتجلى في ظاهرة الغلو والتطرف التي أخذت تهيمن على عقول كثير من المسلمين ونفوسهم.

فما نعاني منه الآن، ليس غياب التجديد وإنما عدم القدرة على أن نهيئ لهذا التجديد الفكري الظروف الموضوعية ليجد القبول الواسع في المجتمعات الإسلامية عن طريق نشره والتعريف به.

ولو تمكن الفكر التجديدي من النفاذ إلى طبقات المجتمع منذ خمسينات القرن الماضي لكان من الممكن أن نرى عددا من الدول الإسلامية تتمتع بظروف معيشية تعادل أو تفوق ما هو موجود في بعض الدول الغربية الناهضة اليوم.

وأعتقد أن معالجة قضايا الغلو والتعصب، وما تتمخض عنه من أعمال تدميرية، وعنف مفرط، وفساد في الأرض، أصبحت قضايا ملحة، باعتبارها تكاد تكون السمة الغالبة التي يصف بها الغرب الإسلام والمسلمين. كما ينسب البعض إلى الدول الإسلامية غياب الحاكمية الرشيدة، وانتهاك حقوق الإنسان، وعددا من المشكلات الاجتماعية كحقوق المرأة ومجافاة بعض القيم الاعتبارية، وكبت بعض الحريات، وهذه قضايا ينبغي التعرض لها عندما يصار إلى تجديد الفكر الإسلامي، بإجلاء موقف الإسلام منها بكيفية واضحة بينة، وتنوير الأذهان إزاءها عن طريق إحياء ما اندرس، وتقييم ما انحرف، وتبيان وسطية الإسلام واعتداله.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الفلسطيني
- دور منظمات المجتمع المدني في اقامة مجتمع ديموقراطي علماني عا ...
- القناع الديني العبثي
- هل الخطاب الديني انعكاس لازمة الاخلاق
- المرأة عند الاغريق
- هل هناك علاقه للثراء بالتطور
- الإلحاد في اللغة العربیة


المزيد.....




- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - الله و التغيير هما الثابتان في الكون