صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2835 - 2009 / 11 / 20 - 19:51
المحور:
الادب والفن
كفانا نحومُ بين لجينِ الوهمِ
26
.... .... ... .. .....
آهٍ يا وجعي ..
غابَ أحبّائي عن صباحي
عن فرحي
عن نداوةِ العشبِ
عبروا عالماً مستعراً بالضَّجرِ
لم يعُدْ لبوّاباتِ العمرِ وقتاً
للاصغاءِ إلى لغةٍ
مقعَّرةٍ
أو فضفاضةٍ
مَلَلْتُ من لغةِ التَّسويفِ
من اندلاقِ الكلامِ
عبرتُ عذاباتِ صبرِ أيوب
لم يعُدْ للصبرِ صبرٌ يا صديقي
فقد آنَ الأوان
أن أبحثَ
عن غاباتِ الزُّهورِ
أن أقطفَ ولو قليلاً
من أغصانِ الهناءِ!
كم من السِّنينِ سنعيشُ
على لغةٍ متشظيّةٍ
من دكنةِ الوهمِ؟
كم ليلةٍ قمراء
بقي من العمرِ
كي نعلِّقَ عليها تسويفاً فاقعاً
كفانا يا صديقي
نفرشُ جمرةَ الزَّمنِ
فوقَ خصوبةِ البدنِ
كفانا نعومُ
بينَ لجينِ الوهمِ
خرافةُ التَّسويفِ
أشبهُ ما تكونُ بحيرةً
من الأوجاعِ
خشونةٌ حارقةٌ
فوقَ حدائقِ الحلمِ
أريدُ يا صديقي أن أمسحَ
عقوداً من الآهاتِ
تخشَّبَتْ من تفاقماتِ الورمِ
لم يبقَ من العمرِ
فسحةُ أملٍ
كي نزرعَ في تضاريسِهِ
بصماتِ وردٍ دامغةٍ
كدمغةِ الوشمِ
ضاعَ العمرُ
بين تعاريجِ الانتظارِ
بين خشونةِ الحوارِ
لماذا يا قلبي لا تضعْ حدّاً
لعذاباتِ الحلمِ؟
..... .... ... ... يتبعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟