أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد عيسى طه - احتلال أمريكا للعراق ليس فقط جريمة في حقه بل هي أكبر إهانة للبشرية ككل















المزيد.....

احتلال أمريكا للعراق ليس فقط جريمة في حقه بل هي أكبر إهانة للبشرية ككل


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 21:02
المحور: حقوق الانسان
    


لقد أعادت أمريكا السلوك والسياسة الدولية قرونا إلى الوراء، فارتكبت اكبر جريمة بحق الحضارة والتطور القانوني والدستوري واستباحت الشرعية الدولية، وهذا يشكل معاداة لكل البشرية، لأنه أعاد كابوس البغي والوحشية للعلاقات الدولية والبشرية، إن الاحتلال مثل اهانة للبشرية وإلغاأ للتطور الذي تحقق عبر المعانات والتضحيات والدراسات والتجارب، وان ما تحقق للبشرية يعتبر تطور قيمي وحضاري وأخلاقي وسياسي واقتصادي فارتكبت أمريكا وحلفائها جريمتهم ليلغوا كل ذلك،هذا هو المعني الدقيق والكامل لما ارتكبته أمريكا برئاسة المجرم الدولي بوش ديل الكلب وبريطانيا برئاسة المجرم بلير ومن حالفهم بفعلهم الإجرامي وبغيهم.



إن القوات المحتلة ومرتزقتها من محترفي الجريمة والقتل والفوضى اعتمدت وسائل وأسلحة فكرية واجتماعية وأخرى عسكرية مثلت ارتداداً بالبشرية والعراق إلى عصور ما قبل الحضارة والأديان أي إلى المرحلة البدائية، إلى عهد الصراعات الدينية والقومية والطائفية وتوظيف الدين والمذهب كأسلحة في الحروب والتي دفعت البشرية ثلث سكان الأرض حتى تخلصت منها، وانتقلت من مرحلة الصراعات إلى مرحلة الحوار والتعاون، فقد وظفت أمريكا التعدد العرقي والديني والمذهبي ووظفته توظيفا قذراً في الحرب وسياسة الاحتلال والإدارة للبلد المحتل، وهذا له آثار خطيرة على التكوين الاجتماعي لشعب العراق والمنطقة، ويمكن أن يكون واحداً من آثاره ونتائجه حروب أهلية وتفشي للجريمة، وهذا أيضا جريمة ضد البشرية وتمثل تهديداً للسلم والأمن الدولي والوطني وعداأ للتعايش الوطني والإنساني القائم على التسامح والتفاعل الإيجابي والإخاء تلك السجية والفطرة التي ألهمها الخالق سبحانه وتعالى لخلقه، وعودة بالبشرية إلى القرن الأول الميلادي أي إن الاحتلال أعاد البشرية ألف ونيف من السنين إلى الوراء حضارياً وأخلاقياً وسياسياً.



هذا هو التحليل المنطقي من رؤيا دينية واجتماع سياسي وفلسفة دقيقة لجريمة أمريكا وبريطانيا فهل البشرية غير قادرة لمحاكمة الذين تبنوا هذا المنهج المبني على معاداتها وتدمير حضارتها وتطورها، وأثار وتداعيات الجريمة (احتلال العراق) على ماضي وحاضر ومستقبل البشرية ألقيمي والسياسي والقانونية.



إن قرارات أمريكا المجرمة التي تضمنت اجتثاث البعث وحل الجيش العراقي ومؤسسات الدولة كانت لغايات سياسة، هو استخدام التجويع والحرمان كأسلوب للتركيع والتجنيد للمواطن العراقي لصالح مخطط الاحتلال، وهو أحد مناهج العدوان لإذلال العراقي وسحقه مادياً ومعنوياً وهذا يمثل امتهاناً للإنسان وليس فقط تجاوز على حريته ولو أضفنا له جرائم أمريكا بتجويع الأسرى وقتلهم داخل السجون والاعتداأت اللآخلاقية التي مورست ضدهم – والتي تعكس مستوى الانحطاط الأخلاقي للمجتمع الأمريكي ومرتزقتهء يكون ذلك ليس جرائم ضد الإنسانية بل عداء لها ولمعاهدات الأمم المتحدة ومعاهدات جنيف.


لو افترضنا وجود بعض المخطئين من البعثيين أو العسكريين ولم يكشف خطئه فيحاسب في العهد الوطني –جل من لا يخطأء هل يبيح ذلك ارتكاب جرائم بحق أكثر من مليون مواطن عراقي بحجة ذلك؟ لقد ارتكب الاحتلال وشرع لمرتزقته منهجاً لا إنسانياً بمعاقبة عوائل هؤلاء والتي لا يقل تعدادها عن خمسة ملايين عراقي، أي استمرار القتل الجماعي والإبادة بحقهم فهل حياة العراقيين هي الأسلحة التي بررت أمريكا احتلالها للعراق لتدميرها، أم إن المعني تدمير وقتل الإنسان؟ من خلال درايتي للقانون العراقي فإن القانون ينص على عدم مصادرة دار سكن العائلة وإلزام الدولة بتأمين راتب يمكن العائلة من مواجهة متطلبات الحياة الكريمة وإن كان موظفاً يصرف راتبه التقاعدي لعائلته وعدم غمط الورثة أي حق دستوري وقانوني لهم، فماذا يكون إجراء قوات الاحتلال وإداراته والحكومات التي فوضها لتحكم بحمايته ووفق منهجه وتوجيهه التي حرمتهم من ذلك أليس شروعا بالقتل وتهديدا بالموت جوعا وهذا هو الإرهاب بأعلى صوره؟ فأي حرب كانت أمريكا تشنها على الإرهاب، أهي حربا على الإرهاب أم على الإنسان.



هؤلاء الذين تحاربهم وتقتلهم وتهجرهم أمريكا ومرتزقتها هم الذين نضحوا عرقاً لبناء العراق ونزفوا دماً دفاعاً عنه، ويستمروا متوكلين على الله مهما قاسوا وعوائلهم من جوع وحرمان ومطاردة وإرهاب ولن يبيعوا العراق ولا شرفهم، نعم تحارب كل العراقيين الشرفاء كل الشعب لأنه رفض أن تضع خطوطاً لنهضته وتطوير نفسه وبلده، هم حاقدون علينا يكيلوا لنا التهم جزافاً ولكن ألم تفكر الإدارة الأمريكية وحكوماتها المتعاقبة ما هو ذنب العوائل؟ أتريد أن يموت جوعاً خمسة مليون عراقي وثرواتهم نهبا للمحتلين والفاسدين؟ لأنها تعتبرهم صانعوا التأميم والتطور وأصحاب موقف التحدي فيجب أن لا يكون لهم وطن ولا طعام ولا مأوى ووطن؟ قبحهم الله وذلهم، قتلوا الرجال أو سجنوهم أو هجروهم ويتابعوا بوسائل متعددة قتل أولادهم وأحفادهم أليس هذا يفوق ما فعله هتلر والنازية باليهود والمحرقة؟ ألا يثبت إجرامية ووحشية أمريكا ومجنديها المسئولة هي قانونا عما يرتكبوه من جرائم، أن البوشية والبليرية فاقت النازية عنصرية وإجراما ضد الإنسانية؟ فان كان العالم قد أدان النازية واعتبرها حركة عنصرية معادية للبشرية وارتكبت جرائم ضد الإنسانية؟ فماذا سيصنف العالم والقانون الدولي من فاقها بغيا وإجراما وعدوانا وإرهابا وهما أمريكا وبريطانيا؟؟؟


يكفينا شرفا كعراقيون وطليعتهم البعثيون إننا واجهنا وعقرنا جمع الإرهاب والعنصرية والبغي والجريمة نيابة عن البشرية ومثلنا ارقي وأعلى قيم البطولة والإنسانية والإيثار، بأننا الذين أفشلنا مخطط العدوان والجريمة والانحراف البشري التي تعدت حتى وحشية ضواري الغابات والقفار.


أما أولئك الذين باعوا الدين والوطن فأقول لهم :يكفينا شرفا إنكم تذهبوا بالسحت الحرام نتيجة الانحراف عن مبادئ الدين والخلق الاجتماعي واعتماد النهب والسلب والفساد الإداري وبيعكم أنفسكم وشرفكم، ونحن نعم جعنا وجاع أبنائنا ولكنا حفظنا كل تلك المقدسات والقيم، والله مع الصابرين، حسبنا الله ناصرا وهو القوي القدير.

أبو خلود



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواجب الوطني يشترط أن نقف جميعاً صفاً واحداً دعماً للحركة ا ...
- لا خلاص إلى بالخلاص من الطائفية - No way to stop discriminat ...
- المرأة العراقية والإسلام السياسي
- طريق العلمانية صعب وطويل ولكنه غير مستحيل -
- ثورة الجياع - Flame of revolution of hungers
- دردشة اليوم الاثنين 5 أكتوبر
- المالكي يمسك العصا من الوسط إذا نجح حتى بالدعم الخارجي إنه ل ...
- نيران على ظفاف دجلة
- هل وضع العراق الأمني ... والإجتماعي، يتحمل المزيد من اللعب ب ...
- محلة الخضراء المسيحية
- استقلال القضاء في العراق الدستوري
- حوار حول الحالة اللإنسانية للاجئين العراقيين هل تتقصد السلطة ...
- متى يصحوا المسؤولين
- اين يكمن الصراع الإنتخابي ... أين يتجه الصراع على السلطة
- ميزان الطائفية في الإنتخابات القادمة
- ماهو المطلوب من وزارة وحدة وطنية إنسجام وطني ... امن ... أعم ...
- محاربة الفساد وصرامة العدالة والقانون
- ثقوب في ثوب القضاء العراقي
- الوضع المزري في العراق هو الدافع الاساسي لهجرة ابنائه
- عيد المرأة


المزيد.....




- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد عيسى طه - احتلال أمريكا للعراق ليس فقط جريمة في حقه بل هي أكبر إهانة للبشرية ككل