|
هل تبادر اسرائيل الى شن حرب محدودة ..؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 13:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تبادر اسرائيل الى شن حرب محدودة ..؟؟ بقلم : راسم عبيدات
.......تمهيداً لهذه الحرب المتوقعة،حيث نعيش أجواء شبيهة بأجواء ما قبل غزو العراق واحتلاله،ففي حينها سعت القوى الاستعمارية الغربية وفي المقدمة منها أمريكا ،إلى شن حملة إعلامية واسعة،فيها الكثير من الأكاذيب والإشاعات،حول القدرات التسليحية للقوات العراقية،والادعاء بامتلاكها لأسلحة الدمار الشامل،وتهديدها لدول الجوار،في فبركة وتهيئة مقصودة للأجواء والرأي العام العالمي لقبول ضرب العراق وتدميره ومن ثم احتلاله. واليوم نشهد أجواء شبيهة بذلك،حيث تتواصل التصريحات العسكرية والسياسية الإسرائيلية المضخمة من القدرات التسليحية والعسكرية لحركة حماس وحزب الله،فمرة يقولون أن تل أبيب أصبحت تحت مرمى صواريخ حماس،وأن حماس أجرت أكثر من تجربة ناجحة على صواريخ مداها يزيد عن ستين كم،وأن حماس أدخلت صواريخ مضادة للطائرات،مما يشكل خطراً على المروحيات الإسرائيلية والتي تطير على ارتفاع منخفض...الخ،وفي نفس السياق والإطار فإن ما قامت به البحرية الإسرائيلية من عملية قرصنة بحرية في المياه الدولية وبما يبعد 150 كم عن مياه إسرائيل الإقليمية ضد السفينة الإيرانية والاستيلاء عليها،وتضخيم حمولتها من الأسلحة والقول بأنها تخص حزب الله،وكذلك القول بأن حزب الله يخزن كميات كبيرة من الأسلحة جنوب نهر الليطاني اللبناني،والقول كذلك بامتلاك الحزب لصواريخ إيرانية بعيدة المدى مزودة برؤوس كيماوية،ونشر وثيقة سرية عسكرية في الصحافة الإسرائيلية،قيل أن حزب الله كتبها،وفيها معلومات على درجة عالية من الأهمية ومعرفة دقيقة بتحركات الجيش الإسرائيلي وطرق واليات عمله في الجنوب اللبناني وغيرها،فإن ذلك ربما يندرج في إطار التحضير لحرب محدودة قد تبادر إليها إسرائيل في أوائل العام القادم،وربما تكون الساحة اللبنانية،هي الأكثر احتمالاً وترشيحاً لهذه الحرب،حيث تشكلت حكومة الوحدة الوطنية في لبنان،وتمثل فيها حزب الله،ولم يتم تخليه عن أو تجريده من ترسانته العسكرية،وكذلك فإن اللغة الحازمة والنبرة الواضحة،التي تحدث فيها الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ حسن نصر الله،عن قدرة وإستعدادت الحزب لسحق وتدمير أي عدوان إسرائيلي على لبنان والمقاومة،وأن صواريخ الحزب ستدك وتطال معظم المدن الإسرائيلية،تأخذها إسرائيل على محمل الجد،واستمرار الحزب بتطوير قدراته العسكرية،وخصوصاً الحصول على أسلحة مضادة للطائرات،ترى فيه إسرائيل تهديداً لطائراتها التي تستبيح الأرض اللبنانية ليل نهار،وكذلك الصفعة القوية التي وجهها الحزب والسلطة اللبنانية لإسرائيل،بالكشف عن وإعتقال معظم أعضاء شبكات عملائها في لبنان،من شأنه قطع شريان حيوي ورئيسي،كان يغذي إسرائيل بالكثير من المعلومات الهامة والحيوية عن حزب الله وعن الدولة اللبنانية. ناهيك عن أن أوضاع إسرائيل الأخرى،ليست على ما يرام حيث أن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية متوقفة،والرئيس الفلسطيني،يرفض العودة إلى المفاوضات،دون الوقف الشامل للأنشطة الاستيطانية في الضفة والقدس،وهدد بعدم ترشيح نفسه للرئاسة مرة أخرى،ناهيك عن أن السلطة الفلسطينية تهدد بنقل قضية الدولة الفلسطينية الى مجلس الأمن الدولي،للتصويت على إقامة هذه الدولة في حدود عام 1967. ورئيس الوزراء الإسرائيلي"بنيامين نتنياهو"،وحتى يتهرب من أية ضغوط دولية،من أجل وقف أو تعليق الأنشطة الاستيطانية،لجأ إلى لعبة المسارات من جديد،والعودة للمفاوضات مع سوريا، وكل ذلك يدخل في إطار استمرار إدارة الأزمة والمشاغلات والمماحكات وكسب الوقت،وإذا ما شعر"نتنياهو" بضغوط جدية دولية ستمارس عليه من أجل وقف أو تعليق الأنشطة الاستيطانية،فهو يدرك تماماً أن لا حكومته ولا شعبه جاهزين لدفع استحقاق العملية السلمية،والموافقة على وقف أو تعليق الأنشطة الاستيطانية،فهذا يعني انهيار الائتلاف الحاكم وسقوط حكومة"نتنياهو" فهو ولا غيره من قادة إسرائيل مستعدين للانتحار السياسي في سبيل التقدم الجدي والحقيقي في العملية السلمية،وخصوصاً أن البرنامج السياسي لحكومة "نتنياهو"،يقوم على التكثيف والتوسع في الاستيطان،وتشريع الاحتلال مقابل تحسين الشروط والظروف الاقتصادية للفلسطينيين تحت الاحتلال. إذاً أمام هذه اللوحة المعقدة والمتشابكة،وفي ظل حكومة برنامجها جوهره الاستيطان والأسرلة والتهويد،وفي ضوء إنكشاف حقيقة المواقف الأوروبية الغربية والمواقف الأمريكية،والتي تتبنى إلى حد التماثل والتطابق المواقف الإسرائيلية،وتسعى الى استمرار إدارة الأزمة لا حلها،وخصوصاً بعد أن أتضح لمعسكر الإعتدال العربي والفلسطيني،أن البضاعة التي يحاول"أوباما" تسويقها هي نفس البضاعة القديمة الكاسدة ولكن على نحو أكثر سوء،وهو ما حدا بقادة الاعتدال العربي،وفي المقدمة منهم الرئيس الفلسطيني أبو مازن،الى توجيه خطاب للشعب الفلسطيني،يعلن فيه عن عدم ترشحه للرئاسة مرة أخرى،وأعلن كذلك تأبينه للمفاوضات والتسوية،وأن هذا الخيار والاستمرار فيه غير مجدي ولا يوصل الى التحرير وإسترداد الحقوق،وهذا معناه أن الشعب الفلسطيني،عليه تبني خيارات أخرى ومن ضمنها خيار الكفاح والمقاومة،وهذا يعني تعزيز قوى وخيار المقاومة فلسطينياً وعربياً وإقليمياً. والرسالة التي تصل لإسرائيل من ذلك أنه يتوجب عليها،حتى تستمر في البقاء والوجود كقوة ضاربة في المنطقة،أن تتحرك عسكرياً لمنع نهوض وترسخ هذا الخيار والنهج عربياً وفلسطينياً،وهذا التحرك باتت ملامحه واضحة وما يثار من جلبة وتصريحات إسرائيلية شبه يومية،حول القدرات العسكرية لحماس وحزب الله،وكذلك إيران وسعيها الى امتلاك أسلحة الدمار الشامل،يجعلنا متيقنين من أن دولة قامت على تاريخ القوة والغطرسة والاحتلال،ستبادر إلى شن والقيام بمغامرة عسكرية،في المقدمة من أهدافها،التهرب من أية ضغوطات دولية قد تمارس عليها،لدفع استحقاقات العملية السلمية،وثانياً تدمير القدرات العسكرية وكسر إرادة الصمود والمقاومة،ليس عند حماس وحزب الله فقط،بل وغيرها من قوى المقاومة الفلسطينية والعربية الأخرى،والبرهنة للعرب والفلسطينيين على أن رهانهم على هذا الخيار خاسر،ناهيك عن ما حققه حزب من انتصار وكسر وتحطيم لهيبة الجيش الذي لا يقهر في الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على لبنان في تموز/ 2006،وكذلك صمود حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة،عدوان كانون أول/2008،هذه عوامل تجعل إسرائيل تتحرك عسكرياً أيضاً لاستعادة هيبة جيشها المثلومة والممرغة في الوحل،بالإضافة إلى العوامل الأخرى السابق ذكرها.
القدس- فلسطين 16/11/2009 [email protected] 0524533879
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الجهل والتخلف والأوطان والإنتصارات ..
-
أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...
-
هل تتكحل عيون عائلات أسرانا برؤيتهم قريباً ...؟؟
-
من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...
-
من وين أجيب هوية ...؟؟؟
-
صمود تتمرد على القمع والحواجز ...
-
سعدات وأسرى العزل ....
-
إنطباعات من الجولان/ خلال زيارة الوزير لأسرى الحرية..
-
بريطانيا وفرنسا-ذاب الثلج وبان المرج - ..
-
جولة مع الوزير قراقع ....
-
جاء ميتشل ذهب ميتشل ...
-
القدس هجمات اسرائيلية متلاحقة وعجز فلسطينيوعربي واسلامي شمول
...
-
سعدات والبرغوثي ...مرة أخرى ..
-
لا تنسوا أسرى الداخل والقدس ...
-
مخاطر لعبة مقايضة ضرب ايران بدويلة فلسطينية ..
-
قراءة في كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة ..
-
رغم تقريري - بوستروم- و--غولدستون- لا تزال اسرائيل فوق القان
...
-
تكتيك يا جاهل ...
-
أي انحطاط هذا يا أشباه الممثلين ...؟؟
-
نشرة عيد الفطر السعيد ...
المزيد.....
-
الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن
...
-
بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت
...
-
عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
-
تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
-
باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
-
اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ
...
-
ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن
...
-
-تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات
...
-
هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
-
واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|