أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - راسم عبيدات - صمود تتمرد على القمع والحواجز ...














المزيد.....

صمود تتمرد على القمع والحواجز ...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 15:52
المحور: حقوق الانسان
    


قمع وذل وتفنن في التعذيب،جوهر حياة الإنسان الفلسطيني في ظل الاحتلال،بل وامتهان للكرامة البشرية والإنسانية،فالعامل من أجل الحصول على لقمة العيش يتجرع المرارة تجرعاً،وهو في سبيل الحصول عليها،عليه الخروج من ساعات الفجر الأولى،لكي يمر في دورة تفتيش تطال كل سم في جسمه على حواجز الذل والإهانة،بل ويتعدى الأمر ذلك بقيام ضباط مخابرات الاحتلال بمساومة العمال على كرامتهم وانتمائهم الوطني،وابتزازهم من أجل التعامل"التجسس والخيانة" مقابل الحصول على تصريح العمل أو الدخول للقدس ومناطق 48 ،وكذلك حال المرضى أو الذين لديهم حالة إنسانية ملحة،من أجل العلاج في المستشفيات الإسرائيلية أو الدخول للقدس و48 ،يتعرضون لنفس الابتزاز والمساومة.
والقمع والذل وامتهان الكرامة للإنسان الفلسطيني،لا يطال العمال والمرضى والحالات الإنسانية فقط،بل كل شرائح الشعب الفلسطيني،وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما تسأل أهالي الأسرى،عن ما يتعرضون له من ذل ومهانة وامتهان للكرامة أثناء زيارتهم لأبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال،تدرك لماذا يتمرد الإنسان الفلسطيني على القمع والذل والمهانة،فأهالي الأسرى يخرجون في حر الصيف وبرد الشتاء لزيارة أبنائهم الأسرى من ساعات الفجر الأولى،والحافلات التي تنقلهم للزيارة عليها اجتياز عدة حواجز عسكرية،يخضع خلالها أهالي الأسرى لدورات ومرات عدة من التفتيش والاستفزاز،والمعاناة لا تقف عند هذا الحد،بل على أبواب السجن على الأهالي الانتظار في حر الصيف وبرد الشتاء في العراء أو تحت ما يشبه أو يسمى بالمظلات،وعليهم الانتظار لساعات طويلة،لكي تبدأ دورة جديدة من التفتيش عبر "المعاطات" والأبواب الالكترونية والماكينات الالكترونية ،ومن ثم يتبعها تفتيش جسدي من قمة الجسد وحتى آخر أصبع فيه،ناهيك عن التعرية والعبث في الأماكن الحساسة من الجسم،دون مراعاة لشيخ أو امرأة أو طفل رضيع،وسعداء الحظ من أهالي الأسرى الذين يتمكنون من زيارة أبنائهم ،وبالتالي يتوجب عليهم بعد الزيارة انتظار آخر زائر،وهذا يعني أن عودتهم لبيوتهم،لن تكون قبل ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي.
استنادا لهذا التوصيف لغيض من فيض لما يتعرض له الإنسان الفلسطيني من قهر وقمع وإذلال وامتهان للكرامة على مدار الساعة من قبل الاحتلال الإسرائيلي،فهل المطلوب منه الخنوع والإستسلام؟،أم يتوجب عليه النضال والكفاح وبشتى الطرق والوسائل والأساليب،من أجل نيل حريته والعيش بحرية وكرامة؟،وأظن أن الشعب الذي لا يناضل من أجل نيل حريته واستقلاله لا يستحق الحياة.
وهذا الواقع وهذه القيود وهذه الحواجز والإهانات اليومية والمتكررة،هي التي دفعت صمود كراجه الطالبة في جامعة القدس/ أبو ديس ومن قرية صفا في رام الله،والتي والتي تمر في دورة القمع والذل يومياً من خلال الحواجز والأسوار التي تطوق طريقها وجامعتها وقريتها ذهاباً وأياباً،لكي تعلن تمردها وتقول بشكل قاطع وواضح أن الشعب الذي يستمريء الذل لا يستحق الحياة،هذه الحياة التي لا تقبل أن تحياها الحيوانات،تلك الحيوانات التي لها الحق في التجول في طول البلاد وعرضها،أما شعبنا الفلسطيني فهو يعيش في معازل وأقفاص وحصار،ومحروم من أبسط حقوقه في حرية ليس في الوطن الحر،بل الحركة والتنقل في وطن مقيد ومسور.
تمرد صمود قادها للتعبير عنه من خلال الإقدام على طعن أحد جنود الاحتلال على حاجز قلنديا،هذا الطعن الذي لم نعرف أسبابه ودوافعه،ولكن أياً كانت الأسباب والدوافع،فالجذر والأساس لذلك هو الاحتلال وما يقوم به من ممارسات وإجراءات بحق شعبنا الفلسطيني،هذه الإجراءات التي ترتقي الى مستوى جرائم حرب،فتقرير "غولدستون" الذي أكد على قيام إسرائيل بتلك الجرائم في حربها العدوانية على قطاع غزة،وتقرير آخر للأمم المتحدة يتحدث عن قيام إسرائيل بسرقة مياه الفلسطينيين،وأشار ذلك التقرير إلى أن حصة المستوطنين في الضفة من مياه الفلسطينيين المنهوبة والمسروقة تعادل أربعة أضعاف حصة الفلسطيني من المياه.
وأيضاً ما جرى ويجري في القدس،والتي تتعرض إلى حملة شاملة من التطهير العرقي والطرد القسري،حيث لم تعد عملية هدم المنازل فردية،بل جماعية وتطال أحياء عربية بكاملها،ورفعت إسرائيل من وتيرة قمعها في هذا الجانب،حيث قامت قواتها المرافقة لبلدية القدس يوم الثلاثاء 27/10/2009 بهدم تسعة منازل فلسطينية في العديد من أحياء القدس منها صورباهر والمكبر وغيرها،ناهيك عن ما يجري من محاولات للمستوطنين والحكومة الإسرائيلية للسيطرة على المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات اليومية والمتكررة من قبل المستوطنين لساحاته بدعم وحراسة من قوات الاحتلال،وذلك لخلق أمر واقع يقود إلى تقسيم المسجد الأقصى،على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل،والتصريحات الإسرائيلية الرسمية والتي وردت على لسان أكثر من مسؤول إسرائيلي من طراز فليبحثوا لهم عن أقصى آخر،أو ستعمل إسرائيل على إبقاء المسجد الأقصى مفتوحاً أمام جميع المؤمنين،يشير الى حقيقة النوايا الإسرائيلية الرامية إلى السيطرة على المسجد الأقصى،ومن ثم العمل على تقسيمه.
إذا تمرد صمود لم يكن من فراغ،بل تمرد له أسبابه ودوافعه،أسبابه ودوافعه تكمن في الإحتلال وجرائمه وممارساته وإجراءاته القمعية بحق شعبنا الفلسطيني.

القدس- فلسطين



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدات وأسرى العزل ....
- إنطباعات من الجولان/ خلال زيارة الوزير لأسرى الحرية..
- بريطانيا وفرنسا-ذاب الثلج وبان المرج - ..
- جولة مع الوزير قراقع ....
- جاء ميتشل ذهب ميتشل ...
- القدس هجمات اسرائيلية متلاحقة وعجز فلسطينيوعربي واسلامي شمول ...
- سعدات والبرغوثي ...مرة أخرى ..
- لا تنسوا أسرى الداخل والقدس ...
- مخاطر لعبة مقايضة ضرب ايران بدويلة فلسطينية ..
- قراءة في كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة ..
- رغم تقريري - بوستروم- و--غولدستون- لا تزال اسرائيل فوق القان ...
- تكتيك يا جاهل ...
- أي انحطاط هذا يا أشباه الممثلين ...؟؟
- نشرة عيد الفطر السعيد ...
- مطلوب تمويل ..
- التطبيع مقابل التجميد المؤقت للإستيطان ...
- مع بداية العام الدراسي الجديد / التعليم في القدس العربية ينه ...
- أوروبا الغربية نفاق وازدزاجية معايير غير مسبوقتين ..
- زعماؤكم في الجاهلية زعماؤكم في الإسلام ..
- عن الأقصى ....وعن الإستيطان .....وعن العام الدراسي الجديد .. ...


المزيد.....




- غزة.. فضحت -حرية التعبير- الغربية وسخّفت تهمة -معاداة السامي ...
- -حماس- تحذر من وصاية أي جسم دولي على -الأونروا- كبديل عن الأ ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على الأونروا
- حملة اغتيالات واعتقالات جديدة في الضفة الغربية
- قصف واشتباك مسلح.. ارتفاع حصيلة القتلى في غزة واعتقالات بالض ...
- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
- اليونيسف ترصد ارتفاع عدد الأطفال القتلى في أوكرانيا
- -أدلة- على -انتهاك- وحدات من الجيش الإسرائيلي حقوق الإنسان
- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - راسم عبيدات - صمود تتمرد على القمع والحواجز ...