أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - راسم عبيدات - جاء ميتشل ذهب ميتشل ...















المزيد.....

جاء ميتشل ذهب ميتشل ...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 13:16
المحور: كتابات ساخرة
    


تتعاقب الإدارات الأمريكية وتتعاقب الزيارات المكوكية لمبعوثيها الى المنطقة،وكل ذلك من باب إدارات الأزمات لا العمل على حلها،وتتكثف تلك الزيارات عندما تحتاج الإدارات الأمريكية إلى دعم وتوحيد للموقف العربي الرسمي،حول قضايا لها علاقة بتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة،حيث تبدأ بنثر الوعود "والضحك على ذقون" القيادات العربية والفلسطينية،بأن هذه الإدارة جادة وستعمل على إيجاد حل للصراع العربي- الإسرائيلي وفي القلب منه القضية الفلسطينية،فالإدارة الأمريكية السابقة – إدارة المحافظين الجدد- بقيادة بوش الابن،وعدت بالعمل على إقامة دولة فلسطينية خلال خمس سنوات،والوعود تبخرت ولم تنجز لا في خمس ولا ست سنوات،وختمها بوش بخطاب وداعي له في الكنيست الإسرائيلية شن فيه هجوم قاسي على قوى المقاومة العربية والفلسطينية ووصفها"بالإرهاب"،وأسهب في الحديث عن معانيات اليهود وذرف الدموع على سكان مغتصبة سديروت "ضحايا الإرهاب" الفلسطيني،أما الشعب الفلسطيني الذي يذبح كل يوم ويحرم من أبسط شروط ومقومات الحياة ويحاصر حتى الموت ويقصف بالأسلحة المحرمة دولياً،فلم يحظى حتى بكلمة تعاطف من هذا الرئيس،بل وأكد على التزام أمريكا بأمن وحماية إسرائيل،وبعد رحيل بوش جاءت إدارة"أوباما" لكي تسوق نفس البضاعة ولكن بمفردات ولغة جديدة تلعب على وتر العواطف والمشاعر،وعلق النظام الرسمي العربي وبالذات ما يسمى بقوى الاعتدال منه الكثير من الآمال على هذه الإدارة،وكل من كان يستمع الى الخطاب الذي ألقاه "أوباما" في حزيران الماضي في جامعة القاهرة،وما أحدثه من ضجة وضجيج وصخب واهتمام عربي غير مسبوق،بل وانبهار الكثير من القيادات العربية وجوقاتها المطبلة والمزمرة والمسبحة بحمد فلوس قياداتها من رجال فكر وسياسة وأعلام وكتاب ومثقفين"بأوباما" وخطابه،وبدئوا ينظرون له على أساس،أن هناك سياسة أمريكية جديدة،وأن الوقت الذي كانت فيه إسرائيل فوق القانون الدولي قد ولى إلى غير رجعة،وأن هذه الإدارة جادة في إيجاد حل للصراع العربي- الإسرائيلي وجوهرة القضية الفلسطينية،وان "أوباما" سيأتي لهم "بالزير من البير"،والدولة الفلسطينية ستقوم على أساس وعد "أوباما" خلال فترة أربع سنوات.
وتمر الشهور بانتظار أن يعلن "أوباما" ملامح خطته أو مبادرته للشرق الأوسط،ولتظهر هذه الملامح واضحة من خلال خطة تقوم على أساس التطبيع مقابل وقف الأنشطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية،ويأتي الرد الإسرائيلي سريعاً وحازماً من خلال الخطاب الذي ألقاه"نتنياهو" في جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية إحدى أهم معاقل اليمين الإسرائيلي والتطرف،وكذلك من خلال الكلمة التي ألقاها من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي،بأنه لا وقف للأنشطة الاستيطانية في القدس أو حتى تجميد لها،باعتبارها على حد زعمه العاصمة الأبدية لإسرائيل،وأكثر ما يقبل به هو تجميد مؤقت للاستيطان بسقف أعلى لا يزيد عن ستة شهور،وبما لا يشمل الكتل الإستيطانية الكبرى في الجنوب مغتصبات "غوش عتصيون" وفي الوسط مغتصبة "معالية أدوميم" وفي الشمال مغتصبات"تجمع أرئيل" ،ناهيك عن ما يسمى بالزيادة الطبيعية في المغتصبات الأخرى،مقابل عمليات تطبيع واسعة مع العالم العربي.
واستناداً إلى هذه المواقف الإسرائيلية،والتي تعني الرفض لخطة"أوباما" والعمل على تفريغها من مضمونها ومحتواها،وجدنا أن الموقف الأمريكي بدأ بالتراجع نحو التكيف والتطابق مع الموقف الإسرائيلي،بالتخلي عن وقف الأنشطة الإستيطانية في الضفة والقدس نحو التجميد الجزئي لها،وعلى أن يترافق ذلك مع خطوات تطبيعية مع العالم العربي،تشمل فتح الحدود والأسواق العربية أمام التجارة والبضائع الإسرائيلية،وكذلك استخدام أجوائها وموانئها من أجل الطيران والرسو والمرور والهبوط وفتح الممثليات والقنصليات الإسرائيلية في العواصم العربية.
وبدأ المبعوث الأمريكي للجنة الرباعية"جورج ميتشل" جولات مكوكية بين العديد من العواصم العربية وتل أبيب ورام الله،من أجل أن يحدث أي اختراق من شأنه حفظ ماء وجه الإدارة الأمريكية،ومعسكر الاعتدال العربي والفلسطيني من دعاة نهج التفاوض من أجل التفاوض،ولكن وجدنا "ميتشل" بدلاً من أن يوجه ضغوطه على إسرائيل،لكي تلتزم بالوقف الشامل للأنشطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية،شدد من ضغوطه على الطرف الضعيف،ألا وهو الطرف الفلسطيني والعربي،ذلك الطرف الذي كان يقول بأنه لا عودة الى المفاوضات أو عقد لقاءات مع القيادة الإسرائيلية إلا بالوقف الشامل للاستيطان،ولم يتلاشى صدى صوت هذه التصريحات،حتى أذعنت السلطة الفلسطينية للضغوط الأمريكية،واستجابت لعقد لقاء القمة الثلاثي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بين أوباما ونتنياهو وعباس،والذي لم تكن حصيلته سوى صفر ناقص.
وبعد ذلك وجدنا أن القيادة الإسرائيلية، لا تمعن فقط في التنكر لخطة أوباما،بل في إذلال القيادة الفلسطينية وتعريتها،وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك،وهو إظهارها بمظهر المتآمر والمتاجر بدماء شعبها،والخائن لنضالاتها وتضحياتها.
وليس أدل على ذلك بما أقدمت عليه الحكومة الإسرائيلية،وفيما يسمى بعيد المظلة من توفير الدعم والحماية للجماعات الاستيطانية في اقتحاماتها المتكررة للمسجد الأقصى،وتعطيل الحياة في مدينة القدس وعزلها الشامل والكلي عن محيطها الفلسطيني،بل في الوقت الذي مدت فيه القيادة الفلسطينية طوق النجاة للحكومة الإسرائيلية وقادتها من منع محاكمتهم كمجرمي حرب على جرائمهم التي ارتكبوها بحق شعبنا الفلسطيني،في حربهم العدوانية على قطاع غزة في كانون أول/ 2008،بتأجيل التصويت على تقرير القاضي "غولدستون" في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة،والذي يدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وقتل للمدنيين،عمقت إسرائيل من أزمة تلك القيادة،من خلال العمل على تكثيف الاستيطان في مدينة القدس،وأعلنت عن تدشين المرحلة الثانية من المشروع الاستيطاني المسمى "تسيون زهاف" في قلب قرية جبل المكبر المقدسية،والمتضمن إقامة (104 ) وحدات استيطانية.
وفي ظل تصاعد الأزمة ومن أجل احتواء حالة الاحتقان والغليان في الشارع الفلسطيني،والذي باتت أجواءه تنظر باندلاع انتفاضة ثالثة،سارعت أمريكا إلى إرسال مندوبيها"ميتشل" إلى المنطقة من أجل الاستمرار في إدارة الأزمة والقول بوجود حركة سياسية وعملية سلمية،وبيع الأوهام والاستمرار في طحن الماء،وبما يمكن إسرائيل من الاستمرار في سياساتها وممارساتها واستكمال عمليات التهويد والأسرلة بحق شعبنا الفلسطيني.
وسيستمر"ميتشل" وغيره من مندوبي الإدارة الأمريكية والإتحاد الأوروبي في إدارة الأزمة على هذا المنوال حتى نهاية ولاية الإدارة الأمريكية الحالية والتجديد لها أو رحيلها،مع وعد جديد من رئيس أمريكي جديد بإقامة الدولة الفلسطينية،خلال عشرة أعوام قادمة،وسيستمر دعاة نهج التفاوض من أجل التفاوض في الساحتين الفلسطينية والعربية بالقول أن الحياة مفاوضات،وسيرفعون تلك المفاوضات إلى مرتبة الأيديولوجيا،وسيستمرون بالقول أن السلام والمفاوضات هما الخيار الإستراتيجي،حتى الوصول الى أطروحات "نتنياهو" بالسلام مقابل تحسين الشروط الاقتصادية والحياتية للفلسطينيين تحت الاحتلال.
والى متى سيستمر دعاة هذا النهج في بيع الأوهام واللاهث وراء السراب والتعاطي مع الأمور على قاعدة "عنزة ولو طارت"،فالزمن من دم" وحقوق وقضية شعبنا في مهب الريح فلا مصالحة وطنية قريبة،ولا تسوية سياسية في الأفق.؟؟



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس هجمات اسرائيلية متلاحقة وعجز فلسطينيوعربي واسلامي شمول ...
- سعدات والبرغوثي ...مرة أخرى ..
- لا تنسوا أسرى الداخل والقدس ...
- مخاطر لعبة مقايضة ضرب ايران بدويلة فلسطينية ..
- قراءة في كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة ..
- رغم تقريري - بوستروم- و--غولدستون- لا تزال اسرائيل فوق القان ...
- تكتيك يا جاهل ...
- أي انحطاط هذا يا أشباه الممثلين ...؟؟
- نشرة عيد الفطر السعيد ...
- مطلوب تمويل ..
- التطبيع مقابل التجميد المؤقت للإستيطان ...
- مع بداية العام الدراسي الجديد / التعليم في القدس العربية ينه ...
- أوروبا الغربية نفاق وازدزاجية معايير غير مسبوقتين ..
- زعماؤكم في الجاهلية زعماؤكم في الإسلام ..
- عن الأقصى ....وعن الإستيطان .....وعن العام الدراسي الجديد .. ...
- صفحات مشرقة من تاريخ الأسر
- مع حلول شهر رمضان المبارك ...
- حفلة عرس ...
- تداعيات اعلان امارة غزة ...
- على أبواب الشهر الفضيل عائلتي حنون وغاوي تفترشان الأرض ..!!


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - راسم عبيدات - جاء ميتشل ذهب ميتشل ...