أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...















المزيد.....

أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


........في المأثور الشعبي يقولون"إكرام الميت دفنه" وحسناً فعل الرئيس أبو مازن في خطابه التأبيني للتسوية والمفاوضات،وأن يصل شخص كأبي مازن يعتبر من الذين وقفوا على رأس معسكر الاعتدال العربي والفلسطيني،إلى مثل هذه النتيجة والخلاصات،فهو تأكيد على فشل المفاوضات كنهج وخيار وثقافة في استرداد الحقوق وتحرير الأوطان،بدون الاتكاء على خيارات أخرى تدعم وترفد هذا الخيار،وأبو مازن لطالما وجه سهام نقده نحو المقاومة،ونعتها أحياناً بأوصاف تصل الحد الإساءة والإدانة،وكان يصر على أن المفاوضات،هي الخيار الوحيد من أجل استعادة حقوق شعبنا الفلسطيني،ونحن لسنا من باب المزاودة ولا من أصحاب الأحكام المسبقة،أو المنتفعين من مال خارجي همه تنفيذ أجندة إقليمية وليس فلسطينية،بل كنا دائماً في الساحة الفلسطينية مغلبين للهم الوطني العام على الهموم الحزبية والفئوية الضيقة.
وقناعتنا بأن المفاوضات وفق الأسس التي قامت عليها،وفي ظل غياب المرجعية الدولية،لن تقود إلى أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال،وما طرح ويطرح من مشاريع ومبادرات دولية،كان همه بالأساس ليس حل الأزمة،بل هو العمل على إدارتها،فاللجنة الرباعية جاءت على أنقاض فشل أوسلو والعملية السياسية،ودخولها في مأزق جدي،وتعين "بلير" كمندوب للرباعية،لم يكن بهدف إنهاء الاحتلال،بل العمل على ترويض الفلسطينيين،وتكيفهم مع الاحتلال،ومن بعدها جاءت مبادرة أو خطة "أوباما"،والتي كانت تصب في نفس الخانة والاتجاه،رغم ما لقيته من زخم في بداية عهدها،ولكن في السياسة ليس المهم الأقوال،بل الأفعال وما يترجم على الأرض،فهذه المبادرات والمشاريع جميعها،وبما فيها المبادرة العربية،رغم كونها جميعا لم ترتقى إلى مستوى الحد الأدنى من حقوق شعبنا،فإن الأساس الذي كانت تقوم عليه،هو الأرض مقابل السلام،وفي مجال التطبيق كنا نجد إسرائيل بدعم وحضانة وحماية من الغرب والأمريكان الطارحين والمتبنيين لهذه المبادرات،لم يستخدموا ولا مرة واحدة العصا الغليظة أو الضغط الجدي،مع إسرائيل لحملها على الالتزام بهذه المبادرات أو المشاريع،بل كان دائماً إنحياز أعمى لإسرائيل وتبني لمواقفها ،والضغط كان دائماً من نصيب الأطراف العربية والفلسطينية،من أجل الاستجابة للاشتراطات الإسرائيلية،وبما يفرغ تلك المبادرات والمشاريع من مضمونها ومحتواها،وبما يظهر الأطراف العربية والفلسطينية بالعاجزين،أو المتصادمين مع أهداف وطموحات شعوبهم،وفي المقابل كانت إسرائيل تواصل القيام بمواصلة الاستيطان ونهب الأرض الفلسطينية وتهويد القدس وأسرلة سكانها،وفي ظل كل ذلك كانت أمريكا وأوروبا الغربية تطلب من الفلسطينيين والعرب مواصلة المفاوضات،واعتبرت عدم الاستمرار فيها شروط مسبقة،وبمعنى آخر أن الإستيطان وتمدده وتوسعه،هو الذي يحدد ما يسمى بحدود الدولة الفلسطينية،هذا الاستيطان المستمر والمتصاعد الذي يقطع أوصال الجغرافيا الفلسطينية،ويحولها الى مجرد كانتونات متناثرة،يراد منا كفلسطينيين شرعنتة والاعتراف به كأمر واقع ومواصلة المفاوضات على أساسه،وبما يعني بالملموس أن أي طرف فلسطيني،سيوافق على ذلك سينتحر سياسياً،ويصبح في الخانة المعادية لأماني وأهداف وطموحات شعبه.
إن نهج المفاوضات العبثية المدمر،هو بالأساس الذي أوصل الساحة الفلسطينية الى ما وصلت إليه،وكان عاملاً هاماً في تفسخ الساحة الفلسطينية وضعفها الداخلي،وأعاق وعطل بناء إستراتيجية فلسطينية موحدة،حيث أن البعض فلسطينيين كان يراهن على أوهام واكاذيب كانت تروجها أوروبا الغربية وأمريكا،بأنها ستعمل على تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني،في دولة مستقلة من خلال المفاوضات،مقابل أن يهجر الشعب الفلسطيني المقاومة كخيار ونهج وثقافة،ولكن على أرض الواقع،كان مطلوباً من الشعب الفلسطيني،رفع الراية البيضاء والاستجابة الكاملة لشروط وطلبات إسرائيل،والتي كانت ترى أن القيادة الفلسطينية،بإسقاطها لخيار المقاومة،أصبحت مطواعة وغير قادرة على رفض شروطها وإملاءاتها،بل كانت إسرائيل مقابل تحسين شروط الحياة للفلسطينيين تحت الإحتلال،تريد من السلطة الفلسطينية،أن تتحول الى أداة قامعة لشعبها،وتلعب دور شرطي الحراسة لأمنها.
واليوم عندما يصل الرئيس الفلسطيني إلى قناعة،بأن العملية السلمية وفق الآلية والشروط التي قامت عليها،وكذلك المفاوضات العبثية والعقيمة،لن تقود إلى أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال،فهذا يعني أن الحياة ليس كما روج لها البعض فلسطينياً بأنها مفاوضات،بل على دعاة هذا النهج والمنظرين له في الساحة الفلسطينية والعربية،أن يعلنوا أن هذا الخيار قد وصل إلى نهاياته.
ولا بد من الشروع الجاد والمسؤول من قبل كل الأطرف الفلسطينية،من أجل إعادة ترتيب الفلسطيني،وبناء إستراتيجية فلسطينية موحدة،من شأنها أن تنهي حالة الانقسام،وتمهد لمرحلة فلسطينية جديدة،والقول بأن اسرائيل تستغل حالة الانقسام الفلسطينية، للتهرب من استحقاقات العملية السلمية،فإن بدا صحيحاً فهو ليس بالعامل الحاسم،فإسرائيل حججها وذرائعها دائماً جاهزة،فعندما كان الرئيس الشهيد أبو عمار حياً،نعته"بالإرهابي" والمعادي للسلام،وأشاعت هي والإدارة الأمريكية بأن تخلص الشعب الفلسطيني من ذلك القائد،سيضع حداً لمعاناة الشعب الفلسطيني،إذا ما جاءت قيادة فلسطينية معتدلة ممثلة بالرئيس أبو مازن وغيره من فريق الإعتدال الفلسطيني،ولكن مع مجيء أبو مازن وحتى اللحظة الراهنة،لم تقدم له القيادات الإسرائيلية المتعاقبة،أية تنازلات جدية،بل أخذت تشيع وتروج بأنه لا وجود لشريك فلسطيني،فأبو مازن رجل ضعيف وغير قادر على تنفيذ إلتزاماته وتعهداته،وهي بدلاً من أن تعمل على مساعدته وتقويته،كانت تعمل على تقويض سلطته،عبر ما تقوم به من إجراءات وممارسات بحق الشعب الفلسطيني،من تسريع وتائر الاستيطان ونهب الأرض وتهويد القدس،ومحاولة فرض أمر واقع في المسجد الأقصى،بتقسيمه على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.
نأمل بأن تكون خلاصات الرئيس أبو مازن نهائية،وأن لا يتم التعامل معها على أساس أنها نوع من التكتيك،وأن يعود عنه استجابة لضغوط عربية وغربية وأمريكية،مقابل وعود فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع،وأن يبقى ممسكاً بموقفه بأن لا عودة للمفاوضات دون الوقف الشامل للاستيطان في القدس والضفة الغربية.
والمظاهرات التي تخرج لتأييد أبو مازن ودعوته للعدول عن قراره بعدم الترشيح،يجب أن تتحول الى مظاهرات غضب ضد المواقف الأروربية الغربية والأمريكية المنحازة والداعمة لإسرائيل،وأن تدعو أبو مازن إلى المغادرة التامة والنهائية والطلاق مع نهج المفاوضات العقيمة وغير المجدية.

القدس- فلسطين
6/11/2009
[email protected]
0524533879



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتكحل عيون عائلات أسرانا برؤيتهم قريباً ...؟؟
- من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...
- من وين أجيب هوية ...؟؟؟
- صمود تتمرد على القمع والحواجز ...
- سعدات وأسرى العزل ....
- إنطباعات من الجولان/ خلال زيارة الوزير لأسرى الحرية..
- بريطانيا وفرنسا-ذاب الثلج وبان المرج - ..
- جولة مع الوزير قراقع ....
- جاء ميتشل ذهب ميتشل ...
- القدس هجمات اسرائيلية متلاحقة وعجز فلسطينيوعربي واسلامي شمول ...
- سعدات والبرغوثي ...مرة أخرى ..
- لا تنسوا أسرى الداخل والقدس ...
- مخاطر لعبة مقايضة ضرب ايران بدويلة فلسطينية ..
- قراءة في كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة ..
- رغم تقريري - بوستروم- و--غولدستون- لا تزال اسرائيل فوق القان ...
- تكتيك يا جاهل ...
- أي انحطاط هذا يا أشباه الممثلين ...؟؟
- نشرة عيد الفطر السعيد ...
- مطلوب تمويل ..
- التطبيع مقابل التجميد المؤقت للإستيطان ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...