أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - غزة بين مصر والجزائر














المزيد.....

غزة بين مصر والجزائر


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 2830 - 2009 / 11 / 15 - 16:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


من شهد شوارع غزة ليلة أمس لا بد أنه شعر بالدهشة والتساؤلات ، ما السر الذي يجعل أهل غزة يخرجون بالسيارات والدراجات النارية ومشيا على الأقدام ، يهللون ويهتفون ويحملون أعلام مصر فرحين حتى ساعة متأخرة جدا من الليل ، أهو حب الشعب الغزّي لمصر وشعبها ، أم تضامنا مع الشعب المصري بحكم الجيرة، أم أنه موقف عدائي من الجزائر وشعبها مثلا ؟.
لا بد وأن مثل هذا الموقف ومواقف أخرى تستدعي التساؤل عن حقيقة هذا التشجيع لمصر سواء في كرة القدم أو غيرها ، لدرجة أنك تجد في غزة رابطة لمشجعي الزمالك ورابطة لمشجعي الأهلي وهما الناديين العريقين في كرة القدم المصرية ، بل ويقدم الكثيرون من المشجعين على الاتصال بلاعبي الفريقين في مصر والتواصل معهم في كافة المناسبات الكروية وغيرها .
وهذا الولاء والدعم لا بد وأن له أسبابه المتراكمة منذ سنين طويلة والتي جعلت العلاقة الوطيدة بين غزة تحديدا ومصر تطغى على كل ما يحدث مع أبناء قطاع غزة من قبل الأمن المصري في الموانئ والمطارات والمعابر .
معظم شباب غزة الذين صفقوا لمصر بعد المباراة يحبون الجزائر وشعبها ، ويدركون أن التعامل مع الفلسطينيين في الجزائر ومطاراتها بل وحتى داخل الجزائر أفضل بكثير من تعامل الأمن المصري مع الفلسطينيين ، ولذلك لا بد أن يكون واضحا أن دعم أهل غزة لمصر وتشجيعهم لها من أجل التأهل لكأس العالم له أسباب مختلفة ولا يمكن أن تكون كرههم للجزائر أو شعبها أو إنكار لمواقف الجزائر الشقيق مع الفلسطينيين ، أو حتى ناجمة عن موقف من مصر كنظام سياسي ، وإنما هو دعم شعبي بحت لشعب مصر ناجم عن الجيرة والموقع الجغرافي أولا ، وثانيا كون قطاع غزة قضى تحت ظل الإدارة المصرية أعواما ما زالت في ذاكرة الآباء في غزة وجعلت هنالك ارتباطا غامضا بينهم وبين مصر ورّثوه لأبنائهم وتوارثته الأجيال حتى وجدت الطفل يصفق للاعبي مصر قبل الكبار .
ومن ناحية أخرى فإن غياب فلسطين شبه الكامل عن كرة القدم الدولية ، وعدم وجود أندية حقيقية يمكن تشجيعها والهتاف لها هو سبب رئيسي احتاج الفلسطينيون تعويضا عنه ، فوجد الذين ولدوا في غزة متنفسا في تشجيع الفرق المصرية تحديدا من الفرق العربية ، أما الذين قدموا بعد اتفاق أوسلو واستقروا هنا تجدهم اتجهوا لتشجيع الفرق الأوروبية مثل برشلونة وغيرها لدرجة أنهم يغضبون لهزيمتها ويتبارون فيما بينهم وتقع مشادّات كلامية حول براعة هذا الفريق أو ذاك .
إن الوضع النفسي للفلسطينيين والكبت المحيط بهم والتضييق عليهم في شتى سبل الحياة هو سبب واضح لبحثهم عن الابتهاج بأي ثمن ، وبحثهم عن مسبب يجعلهم يفرحون ولو كانت أعماقهم جريحة تحتلها الغصّة من حالهم ، هؤلاء الفلسطينيون الذين خرجوا بالأمس في الشوارع كانوا بحاجة لحدث ما ، لا يهم ما هو ، لا يريدون أن يكون مناسبة سياسية لأنهم يدركون أنه قد ينتج عنها ضحايا ، المهم أن هنالك سبباً يجعلهم يخرجون للتنفيس عن أرواحهم دون الخوف من التعرض لأي مأزق ، وهذا ما كان ، خرج أبناء غزة ، أطلقوا العنان لأبواق السيارات ، لعبوا ألعابا بهلوانية بدراجاتهم النارية المهربة من الأنفاق ، هتفوا ورفعوا علم مصر وعلم فلسطين ، وبعض السيارات رفعت صورة الشهيدين ياسر عرفات وأحمد ياسين ، ولم يعترضهم أحد ! ، مما يدعو للتساؤل : إذا كانت مباراة كرة وحدت حركتي فتح وحماس بالأمس وخرج داعمو المنتخب المصري من الطرفين ليفرحوا معا بفوز مصر ، فمتى يا شعب فلسطين نفرح معاً بالمصالحة الوطنية ؟ ومتى يكون عرسنا الفلسطيني الذي يجعل كل الفصائل تخرج في مهرجان شعبي موحّد يعلن المصالحة و يوطّد أواصر الصلة بين أبناء الشعب الواحد ويجعلهم يهتفون للوطن وحده ، هل يأتي هذا اليوم قريبا ونفرح نحن الفلسطينيون الذين حرمنا الحصار من أدنى درجات الفرح والاستقرار ؟!.



#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعدك كسرنا سلّم الأحلام
- بين مطرقة التنحي وسندان المرحلة
- عاشقٌ يرثي ظلّه
- صرخة من سجن هشارون
- عتب حول مفاهيم الأدب
- على صفحة الطريق
- ذلك الإرث الثقيل-لروح درويش في مرور عام على غيابه
- ظلّان / نص نثري
- بين ضفتيّ النثر والشعر
- صدور مجموعة شعرية جديدة للشاعر شجاع الصفدي
- زائرٌ غريب
- تحت مظلةِ هدنةٍ غير واضحة
- كفاك ترحل وأنا فيكَ باقيةٌ كنسيج الذاكرة
- بضع أسئلةٍ عابرة
- نزعة كبرياء
- لوحةٌ عارية
- رسائل من قلب الركام
- سيف لا يشهر إلا للرقص
- بين فكيّ كماشة
- قاطعو الرواتب أصحاب المكاسب


المزيد.....




- أول ثدييات صغيرة تصل إلى محطة -القصر السماوي- الفضائية الصين ...
- رئيسة تنزانيا تفوز في الانتخابات بولاية جديدة وسط احتجاجات أ ...
- المتحف المصري الكبير... حين تنسجم العمارة الحديثة مع عراقة ا ...
- مسيرات في صربيا لإحياء ذكرى قتلى سقطوا في انهيار سقف محطة قط ...
- صربيا: الآلاف يشاركون في مسيرات لإحياء ذكرى قتلى سقطوا في ان ...
- قتيلان و10 مصابين في إطلاق نار بجزيرة كريت اليونانية
- كييف تقر بصعوبة الوضع في بوكروفسك وموسكو تتحدث عن استسلام جن ...
- -استغراب- يشرح كيف تحرر عقلك من الإلهاء الرقمي
- معدات مصرية تدخل الخط الأصفر والقسام تؤكد جاهزيتها لاستخراج ...
- 550 ألف سوري عادوا من تركيا لبلدهم منذ سقوط الأسد


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - غزة بين مصر والجزائر