|
الشك
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 19:05
المحور:
الادب والفن
كما النهر الرقراق ينساب من بين يديك ، تتبخر سويعات الهناء ، وتولي لحظات بهاء اليقين ، أكان حلما جميلا ، انتهى لحظة جفاك الكرى ، وحل بأيامك سهاد مرير ، لماذا تتراءى لك البهجة ، كسراب شمس قائظة ، يسيل فيها من قلوبنا تعب غزير ، لا طاقة لنا باحتماله ، وتتوالى علينا كؤوس الهم والعناء ، نتجرعها حتى الثمالة ، ضاعت كل أحلامك ، وولت طيور الفرح، جارية من أرضك الجدباء ، لتحل في حقول أخرى تعرف ما معنى السرور ، لم يهجر المرء فيها غناء العنادل ؟، إلى عواء متواصل كئيب ، أية لعنة حلت ببابك ، فأحالت سنابل قمحك إلى عجاف ، تركتك الأيام ثكلى ، ودعت المسرات في دنيا بعيدة ، وحان لها أن ترتوي من ماء أجاج ... لمَ تهزم أيامك وتعبس لياليك ؟ أليست الحياة مدا وجزرا ، وفرصا سانحة ، يحسن الفطن اقتناصها ، ليفوز باللذات ، وينأى عن الكآبة والضياع ؟ وأية لذات تحلمين بها ، وكأس الحنظل يفتح فاه مرحبا ، شامتا بما حل بك من جفاف .....يصدأ عندك الشعور ، وتهرب النعم ميممة وجهها، صوب شاطئ بعيد بطاقة تهنئة بالعيد ، وامرأة تلوح بفخر، تتصاغر أمام فتنتها الحسناوات ، وصدر ناهد مرمري ، عاري ، وشعر ينسدل بتراخ فوق الكتفين ، وكلمات قليلة مخطوطة بقلم أنيق : - اذكرني ، كلما لاحت لك صورتي تؤخذين على حين غرة ، هل أهرق احدهم فوقك ماء ثلج ؟ لم تحسبي أن هذه اللحظة آتية ، وان قناديل حياتك توشك على الانطفاء ، ريح عاتية ، تتلاعب بك ، تكونين ريشة في مهبها ، من هي المهيمنة على هذا المشهد المسرحي ؟، تصدر أوامرها ،فيسارع الملبّون بالطاعة ؟ وأنت ؟ تتنكر القوى الفاعلة ، وكأنك نقطة في بحر عميق الغور ، تطول حيرتك لمَ كل هذا ؟ من تكون هذه ؟ وكيف مرت بحياتك المسهدة الكئيبة ؟ وكيف لا يخطر في بالك ، انه يمكن أن تقابل تضحياتك الجسام بالنكران المبين ، وتقابل أعمالك الناصعة بالهزء ؟ ولمَ تتحول أيامك إلى علقم ؟ وعلام تقابل حسناتك بالسيئات ، ولمَ لا يكون الجزاء من جنس العمل ، وماذا جنيت لتتضاعف على أم رأسك اللعنات ، ويسقونك شراب الحنظل ؟وكنت المحسنة دائما.. تستبد بك التساؤلات ، أي بحر متلاطم الأمواج ، رموك فيه ، وابعدوا عنك قوارب النجاة ، لمن تتوجهين طالبة الإحسان، وقد سدت السبل بوجهك ؟ قد تكونين الخاطئة ؟ لماذا سمحت للأفعى أن تكون قريبة منك ؟ ألم تخشي من انقلابها وتلون أفعالها ؟ أتكون بطاقة يتيمة ، قد أثارت بك فيضان المخاوف هذا ، وأغرقتك في يم لا شاطئ له ، وكيف يمكن لك أن تعلمي ؟ قد تكون العديد من البطاقات الواعدة ، تسيل أحلاما ، وتجعل الأرض تميد تحتك ؟ ، ألم يصاحبها أفعال تعزز لغتها المطمئنة ؟ من جعلك بهذه الثقة ، وزرع في نفسك جذور اليقين ؟ تتقلبين في بحر من الجمر تتلاطم فيه الأمواج ، أفكارك تضطرب في لجة عميقة الغور، عساك تهتدين إلى قرار ، وكيف يمكن لمن لا يحسن السباحة ، أن يعرف طبيعة البحار ، وسر الأمواج المتصارعة فيها ، هل ضاع كل ما بنيته ، وتحملت تبعات أعمالك طوال هذه السنين ، هل خطر في بالك انه مثلك ، قُدّ من وفاء ؟ لن تنهزمي ، هل تمنحينه هدية للراغبات، وأنت ساغبة تنظرين ، ومن يعيده إليك؟ ، تتفرجين... لا حول لك ولا قوة ، هل ضاعت الآن الفرص ؟ أليس بإمكانك تدارك الأمر ، ما زالت الحكاية في بدايتها ، فلتناضلي لاسترجاع حقك... صديقتك أسماء لديها ما ترنو إليه نفسك ، مشاهد آسرة ،وأفلام أكيد مفعولها ، عن كيفية إعادة الهاربين من أعشاشهم الصغيرة ، تشاهدين ما قدمته لك أسماء ، وتقلدين المشاهد ببراعة ، وكأنك بطلة القصة ، تبثين الرغبة في نفس أرهقتها صروف الحياة ، تقبلين وتناجين وتناغين ، ينهض الحبيب ملبيا ، وتتحقق لك رغبتك ، انتصرت على من يريد بك شرا ، ولكن الفرحة العارمة ما تلبث أن تنقلب وبالا ، لتحط على رأسك ، وأنت في منتصف الطريق لتحقيق حلمك الطويل ، والانتصار على من سلب منك جمال الحياة ، واسترداد واهب النعيم ، وساقي اللذات : - كيف تأتى لك المهارة بهذا الفن ؟ من علمك ؟ هل أكون آخر من يعلم ؟
صبيحة شبر 10 تشرين الثاني 2009
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أدب نسوي أم إنساني ؟
-
أمسية لتقديم كتاب
-
حوار مع الشاعرة والقاصة المغربية خديجة موادي
-
أربع قصص قصيرة جدا
-
حفل تأبيني لشهداء الأربعاء الدامي
-
السياحة المهدورة في العراق
-
حوار مع سلطانة نايت داود
-
نزف من تحت الرمال : مجموعة قصص قصيرة جدا
-
تأثير الحروب على المدنيين
-
قراءة في مجموعة قصصية ( التابوت)
-
ريمة الخاني أديبة الحروف الجادة
-
حوار مع القاص والناقد المغربي محمد سعيد الريحاني
-
الأطفال العراقيون ، من يداوي جراحاتهم ؟
-
لماذا تطور ت الأمم وبقينا متخافين ؟
-
الشرنقة : قصة قصيرة
-
وأين حقوق العمال الماكثين ؟
-
العار : قصة قصيرة
-
الثقافة وعلاقتها بالتربية
-
الثرثارة : قصة قصيرة
-
حقوق المرأة متى يحين أوانها ؟
المزيد.....
-
في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
-
-يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا
...
-
“أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن
...
-
“أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على
...
-
افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
-
بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح
...
-
سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا
...
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|