أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - نزف من تحت الرمال : مجموعة قصص قصيرة جدا















المزيد.....

نزف من تحت الرمال : مجموعة قصص قصيرة جدا


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 09:35
المحور: الادب والفن
    



قصص زاخرة بالصراع

ضمن هذا العنوان صدرت عن عن نادي القصيم الأدبي بالمملكة العربية السعودية مجموعة قصصية قصيرة جدًا للقاص( حسن علي البطران)، هي المجموعة الأولى للكاتب، وتعد أول مجموعة قصص قصيرة جدًا تصدر عن نادي أدبي في السعودية.
.
تقع المجموعة فى 195 صفحة من القطع الكبير، وتضم أربعا و ثمانين قصة قصيرة جدا ، تتميز بخصائص القصة القصيرة جدا من تكثيف ، وإيجاز وحذف ومفارقة ،وقدرة على الإدهاش ، وكل خصائص السرد، من حادثة و التعبيرعن الشخصية ، وفكرة وبداية وعرض وخاتمة، وتتميز بنهاية مقتوحة ، متنوعة الدلالات ، يمكن للقاريء ان يجد ما يتلاءم مع مخيلته وثقافته.. ويفسرها حسب تنوع ثقافته، وإختلافها
كتب القاص ( حسن علي البطران) هذه القصص، خلال الفترة الممتدة ما بين 2002- 2006..
لوحة الغلاف صممها طفل ، لايتجاوز الثالثة من العمراسمه ( ريان حسن) يمكن أن يكون له مستقبل باسم في دنيا الابداع ، إذا ما نال ما يستحق من رعاية.
لمست في الإهداء عبق الوفاء وعطر الإخلاص لمن وهبنا الحنان :
( الى من ضمتني لصدرها ، الى من فدتني بنفسها ، الى من غذتني بحبها ، الى جدتي فهيمة)
قصص المجموعة أربع وثمانون ، عناوينها كالاتي :
رحيل-شرود- حقيبة- بصمة- شلل – عاصفة- لكن- نزف- ظمأ- عناق- مستقبل- وفاء- غرابيل- رجولة- سؤال- توحد- توهم – سرقة-عمق حب- رائحة نفاق- تعصب- حرارة- غذاء ولاء- الغسيل- مراودة- قارورة- غيرة- ميلاد جديد- عولمة- اتكيت- اهتمام- مأوى- شيطان- قانون- عباءة- قراءة- قلق- تنافس- جاهلية- جرح- غفلة- ندى وقت الظهيرة- امتصاص- رائحة العلقم- صدى- ضباب- صراع- سراب- ندى الغروب- نضوج- هوس- طيبة- الفنجان- بصيص- قلم باهت- بائع الماء- رماد بألوان قوس قزح- رائحة اللون- لكل موسم فاكهة- منظار- براءة رمال- غصن رمان- المعول- تبخر أمل- انتصار حمامة- حاجة- صوت الرحى- فضيحة لون- قفزة- وللضوء لون أسود- انتكاسة- كيان- انفلات- جموح- سقوط- الباراشوت- رمال متحركة- اعتصام- نبش في الظلام صمت- حقد – انتظار – وطن
وهذا الجنس الأدبي المكثف صعب جدا ، لا يستطيع إتقانه الا من تميّز بالقدرة الفنية ، والمهارة في انتقاء الألفاظ الموحية ، فقد استطاع القاص ( حسن البطران) ان يكتب لمتابعيه الكثير من القصص القصيرة الجميلة..
ففي التعبيرعن معاناة طويلة يرزح تحت نيرها الأساتذة والطلاب معا ، يحدثنا ( البطران) عن خلو الفصل، ممن يمكن ان يستفيد من علم الاستاذ وتجربته ، فيقول في قصة ( حقيبة) :
( يحمل معه حقيبة صفراء
الفصل غايته بعد أن سمع قرع الجرس
الطلبة في حالة تهيؤ للدرس
فتح حقيبته الصفراء
التفت خلفه ، لايوجد طلبة
الفصل فارغ
الباب الخلفي
مفتوح)
ولعلنا نجد انه كان بإمكان القاص أن يستغني عن بعض الكلمات، التي أجدها زائدة ، وكان يمكن أن تنتهي القصة ب ( لايوجد طلبة) لأن هروب الطلاب من الباب الخلفي واضح لايحتاج الى تفسير..
وفي قصة ( نزف) نجد ذلك التناقض الصارخ، بين مستويات الناس الإقتصادية ، بعضهم يرمي بأصناف المأكولات ،بلا مبالاة في سلا ت القمامة ، فتتصارع عليها القطط ،والبعض الاخر ، لايجد ما يسد به غائلة الجوع، مع أطفاله القاصرين ،الا بمد يده مستجديا قوت يومه ، وضع موجود في حياتنا الإجتماعية الاقتصادية ، تطرّق اليه الكثيرون ، لكن ( البطران) قد أبرز فداحته بقصة ق ج :
(قطط داخل برميل القمامة
تتصارع بتفنن من أجل فك تنوع هذه القمامة
التي تتجدد كل ساعة بجانب هذا المنزل...
بالجانب الاخر..
هيكل امرأة بخمسة تمد يدها)
في قصة ( غرابيل) يتضح سوء الطالع ،وينقلب التوقع الى نقيضه ، فالانسان المجتهد المكافح، قد يدركه الموت وهو مازال في طريق بداية يومه ، فيتعثر ، في وقت ينتظر فيه الأطفال، أرغفة الخبز الساخنة :
(طوى سجادته وخرج..
وضوء الشمس ما زال خجلا،
يختبيء خلف خمار
الظلام..
أرغفة التنور الساخنة تنتظره كعادتها
كل صباح...
يتعثر في طريقه..
تبرد الأرغفة..
يتموج الضوء في سديم السماء..
الأطفال ينتظرون الأرغفة..
لكن غرابيل الشؤم تنقل اليهم
خيوط أقمشة السواد... )
في قصة ق ج عنوانها ( رجولة) تبين ما تعارف الناس عليه من مفاهيم ، قد لاتعبر عن حقيقتها ولكن بعض العادات ترغم الا يظهر الزوج ،بعض اللين في بداية عهده بالزواج ، ويتعاطف مع حياء طبيعي ، في كلا الجنسين ، لئلا يتهم في أغلى ما لديه :
(تتأمل نقوش حنائها التي يطفو فوق أديم
يديها
هالات مضيئة تعلو سماء سمرتها ، ونهر دموع عينيها يجري ويروي عطش بستانها ، ويزيد لمعان زجاجات براءة فرحتها..
من ورائها أسراب تغني وترقص
الى مخدع أنوثتها..
من خلفه يحكم الباب..
تنزوي في زاوية غرفتها ، يدنو منها تضطرب
وتتراقص أطرافها ، وتتهاطل مطرا..
أشعة الشمس تحميها من رجولته ، وتطرد وحشتها..
الباب يقرع..
صوت أمه من خلفه يخترق غلاف طبلة أذنه :
أتستحق لقب خليفة أبيك ؟)
في قصة ق ج عنوانها ( سؤال) يتضح الفقر بـأبشع أثوابه ، رغم مهارة الأم في محاولتها إخفاء بعض ملامحه :
( تطايرت رائحته اللذيذة،
تغلف المكان بها..
كل يوم تأخذ لونا وطعما
مغايرا لما قبله...
تسأل الطفلة : ماما( غدانا) اليوم
كالأمس فتات خبز يابس ؟؟)
في قصة ( سؤال) تتضح مهارة القاص بهذا الفن الصعب جدا ، والذي لايستطيعه الا الكتاب القلائل ، فليس في القصة كلمات يمكن الإستغناء عنها ، وهي من قصص المجموعة الناجحة
في قصة ( سرقة) الكثير من المفاهيم، التي نالها التغيير في حياتنا المعاصرة ، من غش في الامتحان ،وأمام الشهود، وعدم الشعور بالخجل ، ولكن الذكاء الواجب توفره، في مثل هذا النوع من السرقات، وسرعة الحركة ومعرفة ما في المسروق منه، من معلومات لم تكن لدى بطل القصة :
( يلتفت يمنة ويسرة..
يستغفل ضميره ويخرج ورقة صغيرة،
يتقل ما بها الى ورق إجابته..
معلوماتها تاريخية..
وورقة أسئلته علمية..)
لعل الإستهانة بالمراقبين والأساتذة المصححين ،ما دفعت تلميذنا الخائب الى هذا التصرف ، الذي أخذ يتزايد في مدارسنا لأسباب لاتخفى على اللبيب..
في قصة ( رائحة نفاق) أظن ان الكاتب، لم يوفق في إختيار العنوان ، فليس النفاق ما يدعو الى مداهنة المستبد الظالم المتجبر ، إنما الخشية من بطشه ، تمنع الناس من التعبير عن صدق ما يشعرون به نحوه ، فيلجأ الانسان الى الكذب ، لإيثار السلامة التي تنعدم في مجتمعات يحكمها ظالمون :
(رأيه يسمع ، ينفذ..
أخلاقه بعيدة عن الجمال ،
يلبس ذاته أبهى الحلي..
يعيش في وسطهم سعيدا)
في قصة ( قارورة) تتنوع الدلالات ، فما ذلك الدواء الذي يحرص بطل القصة على حمله، رغم ان صحته كالياسمين ؟ هل هي الخمرة ؟ أم أحد المشروبات المحرّمة ، التي تجعل الشخص يدمن عليها ، فتعمل على الفتك بالصحة:
( قارورة العلاج ترافقه ودوما بجانبه..
علته مستديمة ، استحالة شفائه منها ..
صحته ياسمين..
يواصل حمل القارورة .)
في قصة ( إتيكيت) يتراءى لنا خبث بعض النفوس البشرية ، حين تسطو على مشاعر الأخريات ، فتسلب منها الزوج، في وقت تكون فيه ربة المنزل مشغولة بضيوفها ، لان عاداتنا إستقرت على إكرامهم ، والترحيب بهم ، لكن خطافة الرجال تقف للكرماء بالمرصاد :
( تفرغت لنفسها وضيوفها ،
استغلت
تلك هذا الوضع..
جذبته عنها اليها..
وأصبحت السيدة
الأولى ..)
وفي قصة ( معول) نجد جهل بعض الناس، بالمدلول الحقيقي للكلمة ، فيفسرون كما يشاء لهم فهمهم ، او كما يريد لهم واقعهم الصحي، فالمعول له أكثر من معنى ، وحسب سياق الكلام، تتضمن كلماتنا العربية الكثير من المعاني ، والمعول لايحرث التراب فحسب :
(فتح ظرفه البريدي فوجد فيه رسالة مكتوب فيها :
أنت لاتستحق أرضي،
أنت لاتملك معولا يحرثها.
أقفل رسالته وراح يشتري معولا)
في قصة ق ج عنوانها ( تبخر أمل) نجد التعجّل في إعلان النبأ ، وعدم بذل الرعاية للزوجة التي تحتاجها ، فتكون النتيجة مأساوية :
( تركها والمخاض يداعبها ، وراح يعلن للملأ أنه
أصبح أبا..
عاد وقد تبخرت فرحته
وأعلن الحداد..)
في قصة ( حاجة) نلمس ما تتصف به بعض المخلوقات البشرية، من رغبة في إستغفال الناس ، وسلب ما يملكونه ، وقد يكون ذلك الاستغفال من أقرب الناس ، فحاجيات العيد ليست أمواسا فقط ، وقد يكون المبلغ كبيرا ليشتري خروفا او ملابس جديدة :
( أعطى زوجته مبلغا من المال لشراء حاجيات للعيد..
رجع للمنزل فوجد كومة من
أمواس الحلاقة..)
في القصة هذه تتجلى براعة الكاتب في فن التكثيف والحذف والايجاز ، كلمات قليلة معدودة ، إستطاعت ان تعبر عن معان كثيرة.
متعة كبيرة يمدنا بها الإبحار في قصص المجموعة ( نزف من تحت الرمال )القصيرة جدا ، وتثير الإعجاب فينا مهارة واضحة في طريقة الكتابة ، وإغتراف من ألم الواقع المعيش ، تبشر بمستقبل مميز لأحد كتاب هذا الفن الجميل


صبيحة شبر



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الحروب على المدنيين
- قراءة في مجموعة قصصية ( التابوت)
- ريمة الخاني أديبة الحروف الجادة
- حوار مع القاص والناقد المغربي محمد سعيد الريحاني
- الأطفال العراقيون ، من يداوي جراحاتهم ؟
- لماذا تطور ت الأمم وبقينا متخافين ؟
- الشرنقة : قصة قصيرة
- وأين حقوق العمال الماكثين ؟
- العار : قصة قصيرة
- الثقافة وعلاقتها بالتربية
- الثرثارة : قصة قصيرة
- حقوق المرأة متى يحين أوانها ؟
- دورالأسرة في التربية
- كاتم الصوت
- العدالة الاجتماعية وكيفية الوصول اليها
- الفضائيات العربية ومهمة بناء الوعي وتوجيه الرأي العام
- نصائح : ق ق ج
- أيتام
- هل يصنع النقد أدبا؟؟
- امرأة ام أنثى؟؟


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - نزف من تحت الرمال : مجموعة قصص قصيرة جدا