أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - هل يصنع النقد أدبا؟؟














المزيد.....

هل يصنع النقد أدبا؟؟


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:34
المحور: الادب والفن
    


النقد الادبي عمل مصاحب للعملية الابداعية ، او يأتي بعدها بقليل ، واي قاريء يمكن ان يكون ناقدا مهما كانت درجة ثقافته ، فعندما نقرا نصا ادبيا ، سواء حاز على اعجابنا او لم يحز ، فان موقفنا ذاك يعتبر نوعا من النقد الادبي ، فالنقد يبدأ بانطباع عن النص المكتوب، وينتهي بحكم لصالح العمل الادبي او ضده ، والنقد المبني على حكم معين ، يصاحبه ذوق مرهف مصقول وثقافة متنوعة ، وادراك واسع بجدوى الادب ومميزاته ،واهمية انتقاء اللفظة المحددة وبناء الجملة ،ووضعها مع الجمل الاخرى، لصياغة نص يثير الاعجاب في المتلقي ، فماذا يمكن ان يضيفه النقد للعملية الابداعية ؟ وهل يمكن ان يصنع اديبا مميزا، قادرا على الاتيان بنص جميل متقن ، تتوفر فيه شروط الابداع من موهبة صقيلة وتدريب متواصل ، وحرص كبير على التأثير في المتلقي، وجعله يتخذ عين الموقف الذي وجده الكاتب ،معبرا عن الحقيقة الروحية او الفكرية او العاطفية ، التي يراها المبدع في وقت الكتابة.
والنقد باعتباره فن التمييز بين الاساليب ، او هو القدرة على ايجاد الخصائص الادبية في عمل محدد ، وهو ايضا فن دراسة النصوص الادبية وتقويمها ، ومن ثم تقييمها وفق منهج علمي ، يتحرّى اخراج الزائف من النصوص ، اي تلك التي لاتتوفر فيها الجمالية المطلوبة ، من توازن الشكل والمعنى باسلوب ممتع ومفيد معا ، فما الذي يمكن للنقد الادبي ان يقدمه للكاتب، في ميدان تطوير ادواته الفنية ,، وصقل موهبته ، وتنمية ابداعه وتطويره نحو الافضل والاجمل والارقى ؟ ، وهل يمكن للناقد ان يؤثر على الاديب ، فيدفعه الى اتقان لغته مثلا ، او تجميل وسائل التعبير ، التي يلجأ اليها ، حين تدعوه الكتابة اليها مرحبة وباشة فاتحة الذراعين ، لتحدثه فيسمع لها مصغيا ، ومن ذلك الناقد الذي استطاع ان يغير مسار الاديب ؟ ويجعله يبدل من طرق الكتابة التي لم تعد سليمة بما يكفي ؟
وان كان النقاد الاقدمون ، لهم تأثير كبير على الادباء ، فان ذلك التأثير يكاد ان ينعدم في الوقت الحالي ، حيث انتشار النت ، وكثرة الوسائل التي يجدها الاديب للتعبير عن أفكاره، ووجهات نظره فيما يجري في العالم من احداث، ومن هو الناقد الذي يحاول ان يقرأ النص الادبي ،قراءات عديدة ليعرف مضامينه وطرق التعبير عنها ، وهل نجح الكاتب او فشل ، في التعبير ، من ذلك الناقد الذي يحاول ان يصدر حكما منصفا لاظلم فيه في عصر السرعة ؟، الذي نعيش فيه ، فنجد انفسنا لكثرة ما يكتب فيه من ادب صحافة ورقية، وادب نت واصدرات كثيرة تعجز المرء عن المتابعة والالمام بكل جديد ، هل تخلي النقد عن لعب دوره في تطوير العملية الابداعية جاء من مصلحة الاديب ؟ حيث وجد أعماله مقروءة في كثير من المنابر دون ان يرضي النقاد ، الذين تراجعوا كثيرا ، واخذوا يمدحون من لا تستحق كتابته الثناء الكثير ، مما سبب الغرور ، الذي ان اصاب قلما ، أقعده عاجزا في اول الطريق ، وهل ان تراجع النقد اضر كثيرا بالعملية الادبية ، حيث نجد العديد من الكتب ، تطبع وتوزع في كل الاقطار ، وتعرض في الاسواق والمعارض دون ان تتوفر فيها الشروط الأدنى من خصائص الابداع ، فمن المسؤول عن هذا التردي ؟ وكيف يمكن ان نساهم في تطوير الادب العربي وصقله ، ومساعدة الاديب كي يخرج من الشرنقة التي يجد نفسه داخلها ،بين متاعب مهنية واخرى اقتصادية وصحية ،ومشاكل في الطباعة والتوزيع يعاني منها المبدعون المميزون ،وينجو منها من وجد الجهة التي تقف بجانبه ، لاعتبارات الصداقة والمعرفة وسيطرة السياسة .
هل يستطيع كل قاريء ان يكون ناقدا ناجحا ، قادرا على المشاركة في تطوير العملية الابداعية ، وجعلها تتبوأ المكانة اللائقة بها ، وكيف يمكن ان تصنع جامعاتنا نقادا مجيدين ، يقولون الكلمة الفيصل ، في الحكم على الابداع او لصالحه بعيدا عن المجاملات، او الهجوم على الاديب بما لايخدم المبدع ولا يطور الادب ، وهل هذه المهمة العسيرة تقع على عاتق الحكومات وحدها ؟ ام ان المنظمات الادبية والجمعيات التي تضم الكثير من الكتاب والادباء الذين عليهم ان يقوموا بالمساهمة في هذا الدور ، وهل ان الجامعة لوحدها قادرة على ان تخرّج النقاد المهرة ، ام ان هناك عوامل ذاتية تقف بجانب الموضوعية، لتقدم لمجتمعنا المتأخر نقادا قادرين على الاجادة والتميز، في وضع يشهد تراجعا كبيرا في كل مجالات الحياة.




#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة ام أنثى؟؟
- ( الحوار المتمدن) وتجربة الأعوام السبعة
- ( أعمامي اللصوص) مجموعة قصص تعري الواقع المنخور
- كفاءاتنا العلمية ،،،،، الى اين ؟
- دروس الثورة الاشتراكية
- حوار مع الناشطة المغربية فاطمة الزهراء المرابط
- محاورة مقامات عسقلاني
- قديما مثل هيباشيا
- ( ضفائر الغابة) ومضات ساطعة
- القصة القصيرة جدا في المغرب
- (من دون احتراس) مجموعة شعرية للشاعر حسين الهاشمي
- الانقلاب
- مستقبل القصة القصيرة
- العرس( رواية قصيرة) الجزء الثاني والأخير
- العرس ( رواية قصيرة) الجزء الأول
- اعادة اللاجئين العراقيين الى بلدهم
- قراءة في مجموعة ( الماء واقف في صفك)
- حوار مع الأديب الكبير غريب عسقلاني
- واقع الطفولة في العراق وسبل الخلاص
- حقوق المرأة بين الحقيقة والضلال


المزيد.....




- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - هل يصنع النقد أدبا؟؟